بينما تشهد الدول الغربية حملات يمنية متطرفة مناهضة للاجئين والمهاجرين الفارين من بلادهم نتيجة الحروب أو ضيق العيش أو أملا في عالم جديد على قدر أحلامهم، واكبها حملات موازية معادية للأجانب في منطقة الشرق الأوسط، تستند إلى خطاب قومي متعصب.
ساعد تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في بلاد المنطقة، في ظهور مجموعات تنادي بنقاء العرق والنزعة القومية، ويغطي خطابها على فشل الحكومات في القيام بواجباتها، في ظل اتهامات متكررة للاجئين بالضغط على اقتصادات الدول الفارين إليها، أو التي باتت نقاط عبور رئيسية إلى الشمال الأوروبي.
في مصر، على سييل المثال، تكررت الحملات المناهضة للمهاجرين واللاجئين على مدار السنوات الأخيرة، بواسطة مجموعات متشابهة في الخطاب، بعضها أصبح لاحقا جزءًا من تكتلات أخرى مؤيدة لسياسات الرئيس والحكومة.
تحمل إحدى هذه المجموعات اسم “وعي مصر”، ذات الخطاب القومي المعادي للسود واللاجئين، التي توسع نشاط حملاتها المنسقة ليشمل الانخراط في حملات سياسية هدفها تشويه ومهاجمة الناشطين ومنتقدي الحكومة.
تونس مثالاً… لماذا “وعي مصر”؟
في نوفمبر/ عام 2022، بدأ حزب صغير في تونس حملة توقيعات تدعو إلى طرد المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، مع حملة ضغط وطرق أبواب تزور مسؤولي الولايات والبلديات، لحشدهم ضد وجود المهاجرين الأفارقة عن طريق مزاعم تحذر من خطط استيطانية لديهم من أجل تغيير التركيبة الديموغرافية في البلاد، مع عقد مقارنات تشبه هذا الاستيطان بما فعله الإسرائيليون في فلسطين.
إلى جانب التحريض على ممارسة المسيحيين منهم لشعائرهم الدينية، ودعوة حكام الأقاليم والمواطنين إلى تمييز ومنح الأولوية للمهاجرين المسلمين عن المسيحيين. مع تشبيه قدوم
بعد 4 أشهر، ردد الرئيس التونسي قيس السعيد نفس الخطاب، قائلا إن تدفق “جحافل المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء” إلى تونس، وأن “الوضع (يؤدي إلى) عنف وجرائم وممارسات غير مقبولة”
وقال سعيد إن هذا “وضع غير طبيعي (هدفه) ترتيب إجرامي يرمي إلى تغيير التركيبة الديمغرافية”، ينتهي بتحويل تونس إلى “دولة إفريقية فقط ولا انتماء لها للأمتين العربية والإسلامية”.
نشرت التصريحات حالة من الذعر في مجتمع المهاجرين في تونس، وأبلغهم بعضهم عن أعمال عنف ومضايقات واعتداءات تعرضوا لهم، ما دفع دول إفريقية لإرسال طائرات لإعادة مواطنيها، فيما أدان الاتحاد الإفريقي خطاب الكراهية الذي استخدمه الرئيس التونسي.
المفارقة أن نفس سردية الاحتلال والتغيير الديموغرافي انتقلت المجموعات القومية المصرية، ومنهم مجموعة “وعي مصر”، التي ضربت مثالا بتونس وزعمت وجود حركة “صهيونية سوداء”، وهو ما كررته صفحات قومية مصرية أخرى رحبت بخطاب سعيد.
تكرار نفس النسق والخطاب والآليات وما يحمله من مخاطر محتملة، دفعنا لمحاولة معرفة المزيد عن “وعي مصر”.
ما هي مجموعة “وعي مصر”؟
سجّل 1 فبراير/ شباط 2022، ظهور صفحة عبر شبكة فيسبوك تحمل اسم مجموعة “وعي مصر”، برز نشاطها في الوقوف وراء حملات إلكترونية للضغط على المسؤولين، ونشر مناخ وخطاب الكراهية المعادي لوجود المهاجرين واللاجئين في مصر، على نحو مشابه لخطاب الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا.
الصفحة التي تسمي نفسها “قلب مشروع الوعي القومي المصري”، لا تغرد وحدها، فهي جزء من سرب من صفحات قومية لا يقل عددها عن 15 صفحة، ترتكن إلى 8 جروبات تلعب دور الظهير لهذه الصفحات وقاعدة انتشار وإطلاق حملات وأنشطتها الإلكترونية.
إلى جانب “وعي مصر”، تنسق هذه المجموعات فيما بينها وتتبادل نشر المحتوى، وتنسق هجماتها معًا. تعرف الجموعات بخطاب الكراهية المتواتر، ولعبت دورًا لافتا في الحملات ضد اللاجئين والمهاجرين.
تشير الأيام الأولى لظهور الصفحة ونشاطها الكثيف وطبيعة الرسوم والتصاميم عالية الجودة، إلى أنه جرى الإعداد لها جيدًا، وأن ليست هذا وليدة لحظة اندفاعية.
ربما يؤكد ذلك وجود جروب مُغلق على فيسبوك، يحمل نفس اسم الصفحة. يدير الجروب المديري المؤثرين والمؤسسين لمجموعة “وعي مصر”، ويضم في عضويته 8.588 حسابًا.
ظهر الجروب قبل الصفحة بثلاثة سنوات، أي تم إنشاء الجروب في 7 أبريل/ نيسان من عام 2020.
يقول الجروب إنه هدفه “نشر الوعي وترسيخ أفكار ومبادئ الفكر القومي المصري”، و”نشر الأخبار الإيجابية الإنتقاد البناء للسلبيات”، و”التأكيد على الإنتماء للدولة المصرية ودعم مؤسساتها بالكامل”.
يدير صفحة “وعي مصر” 10 أشخاص من مصر، وفقا لخاصية الشفافية في فيسبوك، ما يشير إلى أنه ليس نشاطًا اعتباطيًا.
منذ إنشائها حتى 25 مايو/ أيار، حصلت الصفحة على 1.10 مليون حالة تفاعل بمتوسط تفاعلات شهري قوامه 72.2 ألف حالة تفاعل، وفقا لأداة “كراود تانجل” المملوكة لشركة “ميتا”.
رسم توضيحي لفترات نشاط صفحة وعي مصر ومشهد التفاعلات بشكل إجمالي – أداة كراود تانجل
تستحوذ الصور على 96.14% من إجمالي التفاعلات التي تحصدها الصفحة، وهو ما يتضح في اعتماد “وعي مصر” بشكل جوهري على الصور والتصماميم المصورة المرافقة لمنشوراتها النصية المطولة.
كان يناير/ كانون الثاني الماضي أعلى شهر من حيث التفاعلات للمنشورات المرفق بها صور (152,631 حالة تفاعل).
بثت صفحة وعي مصر 1300 منشور منذ تدشينها، بمتوسط قوامه 79 منشورًا شهريًا.
من بين هذه المنشورات 59 مقطع فيديو نشرتهم الصفحة وشكلوا نسبة 3.69% من إجمالي التفاعلات.
جمعت جميع فيديوهات الصفحة 407 آلاف مشاهدة، نصفهم تقريبًا (192.824 مشاهدة) كانوا في ديسمبر/ كانون الأول 2022.
رسم توضيحي لنشاط منشورات الفيديو في صفحة وعي مصر – أداة كراود تانجل
لا تملك المجموعة صفحة واحدة على فيسبوك، لكنها تملك “وعي مصر +، منصة محطة وعي”، وجروب “القومية المصرية العام” وجروب “القومية المصرية الخاص”، وجروب E G Y P T I A N 𓂀، وجروب E G Y P T I A N ☥ A R T الفني”.
ولها وجود افتراضي على تويتر وانستغرام ويوتيوب، لكن انشارها الأكبر على فيسبوك، سواء من حيث الجروبات أو الصفحة الرئيسية التي يتابعها أكثر من 95 ألف متابع.
اعتمدت الصفحة على الإعلانات المدفوعة لبعض منشوراتها لترويج وتضخيم خطابها، وجدنا 3 إعلانات على الأقل، آخرهما تم إطلاقه يوم 24 مايو/ آيار، واثنان كانا موجهان عبر انستغرام، حسبما تُظهر بيانات مكتبة الإعلانات من شركة ميتا (فيسبوك سابقا).
تعطينا مكتبة الإعلانات لمحة سريعة عن إعلاني انستغرام فقط، ربما بسبب حداثة إعلان “وعي مصر” الأخير عبر فيسبوك.
كان كل إعلان في انستغرام في نطاق رؤية جمهور قوامه 100 إلى 500 ألف شخص. تم ذلك بين شهري ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني.
لقطتا شاشة لبيانات إعلاني صفحة “وعي مصر” على انستغرام – مكتبة إعلانات ميتا (فيسبوك).
عند الضغط على الإعلانين، يخبرنا انستغرام أن حساب “وعي مصر” غير متاح لأنه ربما أُزيل. ليس معلومًا إن كان ذلك قد حدث من مسؤولي المجموعة أو من جانب الشبكة نفسها.
أكثر من شاهدوا الإعلانين كانوا في الشريحتين العمريتين (18 – 24 عامًا، 25 – 34 عامًا)، غالبيتهم (بالترتيب) من محافظات القاهرة والدقهلية والإسكندرية والجيزة والغربية والشرقية والمنوفية.
رسوم توضيحية للفئات العمرية والمحافظات الأكثر تعرضًا لإعلانات “وعي مصر” – مكتبة بيانات ميتا (فيسبوك)
مجموعة “وعي مصر” ليست المجموعة الوحيدة التي تستخدم إعلانات فيسبوك من أجل زيادة انتشار منشوراتها والوصول بخطابها إلى نطاقات جماهيرية أكبر.
في الصورة أدناه من مكتبة إعلانات “ميتا”، وجدنا 8 إعلانات لمجموعة “الصحوة القومية”، أحدثها في 23 مايو/ أيار، عدد منها استهدف الوصول إلى مليون شخص.
ربما مرد انتشار بعض هذه المنشورات بالفعل عبر الشبكات الاجتماعية في الآونة الأخيرة، عائد إلى هذه الإعلانات. جميع المنشورات تدور حول قضايا جدلية تتحدث عن نقاء العرق المصري، مستندة إلى دراسات غير موثوقة عن ذلك، مع التطرق إلى “تهديد” حركة الأفروسنتريك (المركزية الإفريقية) للهوية والحضارة المصرية القديمة.
منشوران من صورة الإعلانات السابقة أثارا ضجة عبر الشبكات الاجتماعية. الأول يحتوي مزاعم غير موثوقة ولا يدعمها دليل قاطع، عن تحليل جيني أظهر أن جينات تريفينا باسيلي، وهي مواطنة مصرية من أهل طنطا وتعيش في أستراليا حاليًا، متشابهة جدًا مع مومياوات مصر القديمة بدرجة 100% دون أي أصول إفريقية أو أجنبية، حسب منشور بثته مجموعة “وعي مصر” وضخمته مجموعة “الصحوة القومية”.
مع الإعلانات والتضخيم، انتشر الحديث عن التحليل المزعوم، ولم يمض أيام حتى استضافت برامج تليفزيونية المواطنة المصرية وشخص آخر، اسمه محمد عبدالهادي، يقدم نفسه على أنه “مهندس”، لكنه مهتم بالعلوم الجينية.
لم تستضف هذه البرامج ضيوفًا خبراء متخصصين أو من يمثلون وجهات النظر المعاكسة المنتشرة على الشبكات الاجتماعية.
أما المنشور الثاني الممول من مجموعة “الصحوة القومية”، فجاء مرتبطًا بالأول نتيجة وقوع اشتباكات كلامية بين الخبير المزعوم (عبدالهادي) وآخرين في الفضاء الافتراضي شككوا في مزاعمه، منهم مونيكا حنا، الأستاذة في كلية الآثار والتراث الحضاري في جامعة أسوان.
انتقدت مونيكا مزاعم عبدالهادي، قائلة إن هناك أصولا إفريقية ممتدة إلى سكان مصر. امتدت الجدال إلى الحديث عن مسلسل نتفلكس وبطلته سواء البشرة، التي تؤدي دور الملكة كليوباترا.
نتيجة لردود مونيكا شن سرب الصفحات القومية هجومًا على مونيكا، واقتطعوا تصريحاته مع شبكة CNN، بشأن تأثيرات إفريقية على جينات المصريين، واتهموها بدعم المركزية الإفريقية.
من هم مسؤولو “وعي مصر”؟
ترتبط “وعي مصر” بشخص اسمه زياد زين، يقدم نفسه باعتباره مؤسس المجموعة. تكرر الاسم في تقارير وسائل إعلام مصرية وعربية، تدور حول حملة المجموعة ضد المركزية الإفريقية وحفل الممثل الأمريكي كيفن هارت في مصر.
يٌظهر البحث عن زياد أنه يعيش في مدينة الإسكندرية. أنهى زياد الثانوية العامة (علمي رياضة) بمعدل 72% في عام 2019، ودرس في كلية التجارة بجامعة الإسكندرية، حسبما توضح تفاعلاته وبياناته في جروب غير رسمي للمنضمين حديثًا إلى الكلية دفعة عام (2019 – 2020).
تعبر بعض منشورات “وعي مصر” عن دعم الرئيس المصري وحكومته، لكن قبل سنوات من إنشائها سخر مؤسسها من “واحد أقرع بيقولي هات حاجة عشان مصر”.
لا يعرف أحد إن كان الشاب العشريني قد شهد نقطة تحول كبرى أم لا، لكن منشوراته الشخصية اللاحقة عبّرت عن دعم سياسات الرئيس وكانت تهاجم خصومه. كما تهاجم حقبة حسني مبارك.
في 27 أبريل/ نيسان الماضي، كتب زياد تدوينة بمناسبة مرور عام ونصف على تدشين “مشروع الوعي القومي” بـ”الجهود الذاتية”، ورأس حربته “وعي مصر”.
وقال زياد إن إجمالي عدد المتابعين لمنصات المشروع 400 ألف متابع على كل المنصات، رغم أن إجمالي الملاحظ للمنصات المعروفة المرتبطة به لا تشير إلى هذا العدد الكبير.
وكذلك، إجمالي عدد المشاهدات أصبح “فوق المليون مشاهدة على كل الفيديوهات”، بينما تدحض بيانات أداة كراود تانجل (407 آلاف مشاهدة) صحة الأرقام التي قدمها زياد.
في التدوينة نفسها، أشار زياد إلى صديق شاركه في ذلك، اسمه عبدالرحمن المرشدي، الذي درس في قسم التاريخ بكلية الآداب في جامعة القاهرة.
تُظهر تفاعلات عبدالرحمن أن يلعب دورًا مهمًا في تصميم الصور المرافقة لمنشورات “وعي مصر”، وكتابة المنشورات نفسها.
في حين يتولى شخص اسمه محمد طارق مسؤولية صفحة “وعي مصر +”، التي أنشاتها المجموعة الأم كصفحة احتياطية بعد تعطلها لاضطرابات نتيجة قيام أشخاص بعمل إبلاغ وريبورتات ضد الصفحة.
هذا بالإضافة إلى آخرين يعملون في إصدارات أخرى للمجموعة تنشط في إعداد وتقديم مقاطع فيديو.
وتبين التفاعلات عن انخراط أشخاص آخرين، لا سيما المصممين “القوميين”، في أعمال عابرة للصفحات القومية مع اختلاف أسمائها، منها “وعي مصر”.
طرق أبواب.. البحث عن غطاء رسمي وبرلماني
بطريقة تشبه طريقة طرق الأبواب الحزب القومي التونسي، سعى زياد وعبدالرحمن إلى التواصل مع المسؤولين الحكوميين، مع خوض مسارات مختلفة من بوابة العداء للمهاجرين والأفكار القومية والحديث عن “تهديدات” المركزية الإفريقية.
في إحدى المرات، التقى الثنائي مصطفى عز العرب، معاون وزير الشباب والرياضة لشؤون التنمية الثقافية والمجتمعية، و”وبنشكر سيادته على دعمه الدائم لنا”. سبق اللقاء بوست عند تولي عز العرب منصبه، ولاحقا منشورين على الأقل تتضمن تصريحات تتماشى مع خطاب المجموعة.
في منشور لها، أعلن “وعي مصر” عن أنه في “إطار حملة القوميين المصريين للانتشار والتوعية.. امبارح كنا علي ميعاد مع أول عدد من مجلة “سفير الإلكترونية”، في كلية الدراسات الإقتصادية والعلوم السياسية بجامعة الاسكندرية، ناقش أول عدد لها “قضايا، منها قضايا الشأن القومي المصري وكان في أول عدد موضوع المركزية الأفريقية وخطورته علي الأمن القومي المصري”.
وقتها، وسم زياد زين اسم محمد طارق، الذي درس في الكلية ويدير صفحة “وعي مصر +”، قائلا “تسلم الأيادي”، ما يشير إلى دور ما قد يكون لعبه في الدفع بهذه الموضوعات إلى مجلة الكلية.
وتحظى “وعي مصر” بدعم من بعض البرلمانيين، كما نرى في المثال أدناه، تدوينة غادة علي النائب البرلماني عضو هيئة التدريس بجامعة القاهرة عضو تنسيقية شباب الأحزاب المقربة من الدولة.
في التدوينة، تحدثت غادة عن فعالية لتنسيقية شباب الأحزاب عن مخاطر الأفروسنتريك على الحضارة المصرية، باعتباره “موضوع شغل بال الآلاف من الشباب المصري من صغار السن الغيورين بالفطرة على هويتنا المصرية والمدافعين عنها بقوميتهم الجريئة خلال الفترات الأخيرة”.
وقامت بوسم حساب زياد زين مؤسس مجموعة “وعي مصر”، ثم شكرته في التعليقات على نشر الحديث عن هذه القضية.
سريعًا، أعدت صفحة المجموعة منشورًا دعائيًا للحدث، شكرت فيه غادة علي، قائلة: “الحقيقة إحنا هنا في وعي مصر سعداء جداً بالخطوة دى وبنتوجه بخالص الشكر لتنسيقية شباب الأحزاب وسيادة النائبة غادة علي، على دعمهم للخطاب القومي والحرص على التوعية بخطر المركزية الإفريقية”.
ولا تخفي المجموعة إعجابها بالحركات اليمنية المتطرفة، وسبق أن أعلنت عن سعادتها بانتخاب زعيمة حزب “إخوة إيطاليا” اليميني، جورجيا ميلوني، رئيسة لوزراء إيطاليا. وقالت المجموعة إن ذلك يأتي ضمن صعود اليمين المتطرف في أوروبا والعالم.
ولا تتردد في استدعاء الأخبار السلبية عن المهاجرين واللاجئين حول العالم، لاستخدامها في زيادة خطاب الكراهية تجاههم وتضخيم المشاعر السلبية عنهم في مصر.
حملات سياسية.. تشويه علاء عبدالفتاح
هناك العديد من المجموعات النشطة ضد المهاجرين في مصر، بعضهم يدور في سرب الصفحات القومية، وهناك تكتلات أخرى تعمل وحدها، لكن ما يجمعها هو الميل لصالح الرئيس والحكومة وتحريضها على اتخاذ إجراءات خشنة تجاه المهاجرين.
مع اندلاع الأزمة في السودان، كانت “وعي مصر” من بين المجموعات المؤثرة النقاشات السلبية تجاه اللاجئين السودانيين ودخول السودانيين الفارين من الحرب إلى الأراضي المصرية. كما هاجمت أقليات مثلا الأمازيغ وتراثهم.
واتسع نطاق عمل مجموعة “وعي مصر” من مجرد حملات مهاجمة اللاجئين والمهاجرين في مصر، ليمتد إلى الحملات السياسية ومهاجمة منتقدي الحكومة وتشويههم.
كانت “وعي مصر” من أبرز المجموعات النشطة في حملة انتقاد الناشط السياسي علاء عبدالفتاح، المحبوس حاليًا، تزامنا مع سعي عائلته إلى إطلاق سراحه، مستفيدة من الجدال الدائر حول القضية.
تزامنت حملة “دعم مصر” مع انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة، في مصر في منتجع شرم الشيخ السياحي على البحر الأحمر.
ونشرت المجموعة صورة من تغريدات قديمة لعلاء عبدالفتاح، بغرض تشويه سمعته. كما شاركت في هاشتاغ ناطق بالإنجليزية #BritainSupportsterorrism بمشاركة تكتلات أخرى قريبة من الحكومة، مثل تكتل باسم المايسترو.
في 24 مايو/ أيار، نشرت مجموعة “وعي مصر” مقطع فيديو، وعلّقت قائلة: “إنه يشرفنا كفريق وعي مصر نعلن ليكم عن أول عمل توعوي ينتج من التعاون بيننا في وعي مصر وبين التحالف المصري لاعلام السوشيال، ونقدم لحضراتكم “الحجة الكبري” عن فكر المركزية الافريقية وتحركاتهم واستغلالهم لأضطراب الهوية في مصر”.
أعاد زياد نشر الفيديو، ووسم حساب إسلام عباس، منسق التحالف المصري لإعلام السوشيال ميديا، مُضيفا: “أحب أقدملكم أول عمل توعوي مشترك بيننا في وعي مصر وبين التحالف المصري وأستاذ إسلام عباس”.
وقتها، رد إسلام عباس على زياد في التعليقات: “ربنا يكلل كل الخطوات بالنجاح يارب مجهودكم كبير”.
ونشر إسلام الفيديو في صفحته على فيسبوك، ووسم زياد زين وعبدالرحمن المرشدي. وقال: “مكانش ينفع نبقى نتفرج على تزوير تاريخنا ونقف ساكتين، وده كان حِمل واخده التحالف المصري لإعلام السوشيال ميديا على كتفه من أول يوم. وبإيمان قوي عندنا إن فيه شباب كتير عنده العلم إنه يطلع يفند الكلام ده كان تعاوننا مع وعي مصر لإنتاج أول حلقة توثيقية عن كذب الأفروسنتريك والهوية المصرية المتفردة، ومن هنا جت فكرة الحلقة دي اللي وراها سلسلة حلقات هتكون دافع لفيديوهات كتير وكلها تطوع مننا احنا وبدون أي دعم.. وهنكمل عشان نرد جزء من خير مصر علينا.. اللي هي ساندانا، وكتحالف مصري مستعدين للتعاون ومساعدة أي حد قادر يوصل الردود بشكل عملي ومفند”.
يأتي نشر الفيديو بعد أسابيع على إعلان أماني عبدالعزيز، القيادية في التحالف المصري لإعلام السوشيال ميديا، انضمام صفحة وعي مصر إلى التحالف، حسب منشور لها في الجروب الخاص بالتحالف على فيسبوك.
يلعب التحالف دورًا لافتا في إطلاق الحملات الإلكترونية والدعائية للسياسات الرسمية. ويضم مؤثرين اجتماعيين موالين للحكومة، وسبق أن ظهر قادة التخالف في فعاليات رسمية حضرها الرئيس عبدالفتاح السيسي.
خلاصة:
مجموعة قومية مصرية، اسمها وعي مصر، تدور في فلك مجموعات قومية أخرى مناهضة للمهاجرين واللاجئين في مصر.
أسس المجموعة طالبان يعيشان بين الإسكندرية والقاهرة.
تتبادل المجموعة المنشورات وتنسق الحملات مع بقية المجموعات القومية.
تعتمد هذه المجموعات على الإعلانات الممولة في فيسبوك وانستغرام كإحدى طرق الدعاية وتضخيم خطابها المعادي للمهاجرين.
يطرق مؤسسو المجموعة أبواب مسؤولي الحكومة، ويحظون بمظلة دعم من بعض نواب البرلمان.
شاركت مجموعة “وعي مصر” في حملات إلكترونية سياسية تهاجم وتشوه منتقدي الحكومة، مثل حملة مهاجمة المطالب بإطلاق سراح الناشط علاء عبدالفتاح إبان قمة المناخ في مصر.
تطلق حملات إسكات للأصوات المخالفة لمواقفها بشأن استيعاب المهاجرين أو مسألة الجذور الإفريقية في الجينات المصرية، مثلما شاركت في حملة انتقاد مونيكا حنا، الأستاذة في كلية الآثار والتراث الحضاري في جامعة أسوان.
انضمت مجموعة وعي مصر إلى التحالف المصري لإعلام السوشيال ميديا أحد أبرز منظمي حملات البروباغندا المؤيدة للرئيس وحكومته.