تعيش في مصر أعداد كبيرة من اللاجئين والمهاجرين بأساليب رسمية وإقامات شرعية، لكن حتى الآن لا نملك حصراً دقيقاً للعدد الحقيقي، وقد يعود ذلك إلى أن نسبة غير قليلة من هؤلاء تعيش في ظروف اقتصادية تغنيها عن التسجيل في مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
“مجتمع التحقق العربي” (AFH) هو مشروع بحثي متخصص باستخدام البرمجيات لدعم منصات التحقق الإخباري العربية، وذلك بآليات منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصات التحقق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة، ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق، يستهدف المشروع الانطلاق منها لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
يثار جدل بين حين وآخر على منصات التواصل الاجتماعي عقب التصريحات الحكومية التي تقول إن اللاجئين تقدر أعدادهم بنحو 6 ملايين، في حين أن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تقول إن عددهم لا يتجاوز 290 ألف لاجئ تقريباً وحسب.
وهنا ظهرت مجموعات تخلط بين مفهوم اللاجئ والمهاجر والمقيم بشكل شرعي لأغراض العمل أو الدراسة أو العلاج، ووصل الأمر إلى تضخيم وجودهم وتأثيرهم في النسيج الاجتماعي، وبدأت حملات منظمة على مواقع التواصل لاستهداف هذه الشريحة، ومطالبة الحكومة بطردهم من البلاد، وصولاً إلى التحريض الصريح ضدهم، باستخدام معلومات مضللة في هذا السياق.
مجتمع التحقق العربي رصد بعض هذه الحملات وتتبع القائمين عليها على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
كيف بدأت القصة؟
في أيلول/ سبتمبر 2021، كان وسم #كفاية_لاجئين_في_مصر_قرفنا في قائمة الموضوعات الأكثر تداولاً على مستوى مصر في “تويتر”. نشط الوسم في فترات زمنية محددة سبقها تمهيد متنامٍ يكسبها الزخم مؤقتاً ليصعد إلى “الترند”، ثم ما يلبث أن يخفت أو يقل التغريد عبره، ويعود للظهور مرة أخرى.
كان الهاشتاغ جزءاً من جملة وسوم سبقته ولحقته وتزامنت معه، ضمن حملة مستمرة تكشف جهداً منظماً وحثيثاً، تثيره وتحركه صفحات ومجموعات “مُغلفة” على “فيسبوك” وحسابات معظمها يملكه أشخاص حقيقيون على “تويتر”.
تتشارك هذه المجموعات أفكاراً قومية وترفض وجود اللاجئين في مصر، وتعتبرهم سبباً في الأزمات الاقتصادية وقلة فرص العمل وتراجع الأداء الحكومي. كما تشن هذه المجموعات حملات تصيد تهدف إلى نشر ردود فعل سلبية تجاه اللاجئين.
رغم أنها تقول إنها مستقلة، كانت المجموعات جزءاً من حملات سياسية، مثلا المشاركة بشكل لافت في حملة الانتقادات ضد المدون والناشط علاء عبدالفتاح، وصياغة حجج غير مرتبطة بقضيته لتبرير رفضها إطلاق سراحه.
في هذا التحليل، نحاول معرفة طبيعة التفاعلات عبر الهاشتاج، ونوعية المحتوى المنشور عبره، ومدى انتشاره بين الشبكات الاجتماعية، وأبرز الصفحات والحسابات المحركة له.
في 23 حزيران/ يونيو 2021، قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن ما يصل إلى 1.47 مليون لاجئ سوف يحتاجون إلى إعادة التوطين فى عام 2022، في صدارتهم السوريون.
في مساء اليوم التالي، كان ظهور أول لوسم #كفاية_لاجيين_في_مصر_قرفنا على “تويتر”، وذلك من خلال حساب (EIshwafmtyecIqx@)، الذي تأسس في 5 آب/ أغسطس 2020.
بدأ عملنا على التحليل في صيف 2022، عندما كان الحساب يحتفظ بهذا “الهاندل” EIshwafmtyecIqx@ قبل أن يحدث تغيير طفيف عليه ليصبح EIshwafkmitqupr@.
وهو ما تؤكده لقطة شاشة من حساب “أول من غرد”، حيث تُظهر الهاندل السابق والحالي للحساب، وتؤكد أن صاحبته (هند الشواف) احتفظت به وأنها فقط غيرت الهاندل، ربما للإفلات من أن احتمالية أن يرصد “تويتر” نشاطها غير الأصيل.
* أول تغريدة: