في الفترة الممتدة بين 28 و30 تموز/يوليو 2025، انعقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك مؤتمر دولي بعنوان "مؤتمر التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين"، برعاية مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا. وأفضى إلى إصدار إعلان "نيويورك" الذي طرح إطاراً عملياً من مراحل تنفيذ زمنية (15 شهراً) من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وآمنة جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
شهد المؤتمر مشاركة نحو 160 دولة أمميّة، ورفضاً من الولايات المتحدة وإسرائيل، فيما أعلنت فرنسا وبريطانيا وكندا ومجموعة دول أخرى سعيها الرسمي للاعتراف بفلسطين رسمياً خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 2025.
تزامن ذلك مع اتفاقات ومذكرات تفاهم بين الرياض ورام الله، وسعي مشترك لإطلاق حوار دبلوماسي جديد يربط السياسة السعودية بقضية فلسطين ضمن سياق جيوسياسي أشمل.
وفي أعقاب هذه الفعالية الدولية، ارتفع حجم التدوين على وسم "#السعودية_تنتصر_لفلسطين"، إذ عبّر الآلاف من المستخدمين عن شعورهم بالامتنان والتضامن والدعم للدور السعودي. لكن ما بدا ظاهرياً كتعبير جواب مباشر للمؤتمر، تضمن في طياته رسائل مكررة نشرتها حسابات ذات نشاط مبرمج، وسرديات دعائية، وفق ما توصل إليه تحليل "مجتمع التحقق العربي".
يرتكز هذا التقرير على تحليل حملة التدوين الكثيفة على وسم "#السعودية_تنتصر_لفلسطين"، مستنداً إلى بيانات منصة Meltwater وتحليل عينة تمثيلية من 20 ألف منشور ضمن إجمالي 68 ألف منشور. ويهدف إلى تفكيك الأنماط الزمنية، ورصد طبيعة الحسابات المتفاعلة، ومقاربة البنية الخطابية والسردية، وتحديد السمات الجغرافية والمركزية الشبكية للحسابات المحورية.
مؤشرات الحملة المنسقة
بدأ وسم #السعودية_تنتصر_لفلسطين مساره الرقمي بشكل شبه معدوم طوال النصف الأول من أيار/مايو 2025، باستثناء قفزتين مفاجئتين يومي 8 و9 أيار/ مايو، حين سُجّل 495 و722 منشور على التوالي. جاءت هذه القفزة الأولى متزامنة مع تقارير إعلامية عن استعداد الولايات المتحدة للمضي قدماً في صفقة مع السعودية حتى دون مشاركة إسرائيل، إلى جانب لقاء دبلوماسي بارز في جدة جمع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ونائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية.
سرعان ما عاد النشاط إلى حالة من الفتور امتدت لما يقارب شهرين، إذ لم تتجاوز المنشورات اليومية غالباً بضع عشرات، مع فترات انعدام شبه تام للتفاعل. هذه البداية الباهتة رسمت صورة لوسم هامشي، قبل أن تتغير المعادلة جذرياً مع اقتراب نهاية تموز/يوليو.
في 24 تموز/يوليو، شهد الوسم انتعاشاً مفاجئاً، حيث سُجّل 136 منشوراً، وارتفع العدد إلى 169 منشوراً في اليوم التالي. لكن التحول الحقيقي وقع في 26 تموز/يوليو، حين اندفع الوسم فجأة نحو ذروة التفاعل في أواخر الشهر بالتزامن مع مؤتمر الأمم المتحدة الدولي للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وحل الدولتين، الذي استضافته السعودية وفرنسا في نيويورك بين 28 و30 تموز/يوليو.
خلال هذا المؤتمر، تم الإعلان عن إطار عمل "إعلان نيويورك" الذي حدد خطة تنفيذ تمتد لـ15 شهراً من أجل إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جانب إسرائيل، ودعا إلى نزع سلاح "حماس"، الإفراج عن الرهائن، وترسيخ إصلاح السلطة الفلسطينية. كما شهد المؤتمر تأكيداً سعودياً–فرنسياً مهماً بدفع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإعلان فرنسا أنها ستعترف رسمياً بفلسطين في أيلول/سبتمبر، مع ترقب دول أوروبية أخرى لذلك.
هذا الزخم السياسي والرسمي الذي وُلد من المؤتمر يُفسر ارتفاع حجم التدوينات والمشاهدات المحتملة، ما يجعل الذروة الرقمية في أواخر تموز/يوليو رد فعل استراتيجي وليس مجرد تفاعل شعبي.
تعكس البيانات المتعلقة بعدد المشاهدات المحتملة (Reach) بوضوح هذا الارتفاع في التفاعل؛ فبين 26 و30 تموز/يوليو فقط، حصد الوسم ما يفوق 500 مليون مشاهدة تقديرية، مع قفزات وصلت إلى 31 مليون مشاهدة في 26 تموز/يوليو، ثم 72 مليون في اليوم التالي، ليتجاوز 168 مليون في 28 تموز/يوليو وحده.
هذا المستوى الاستثنائي من الوصول الرقمي يتجاوز بكثير الأداء المعتاد للوسوم السياسية أو التضامنية العفوية. هذا التصاعد المفاجئ، مقترناً بتسارع كبير في حجم النشر، يعكس على الأرجح وجود ضخ جماعي متزامن عبر حسابات تجارية أو حسابات منظمة لإعادة النشر بكثافة، وهي إحدى السمات المعروفة للحملات المنسقة. التغير المفاجئ من نشاط محدود إلى موجات نشر ضخمة، وفي فترة زمنية محدودة، يكشف عن عمل دعائي مُهيكل وليس تفاعلاً شعبياً عفوياً بالكامل.
من إجمالي النشاط المسجّل على وسم "#السعودية_تنتصر_لفلسطين"، شكّلت إعادة النشر النسبة الأكبر بـ 39,100 منشور (نحو 68.5% من الإجمالي)، تلتها الردود بـ 9,692 (نحو 17%)، ثم المنشورات الأصلية بـ 7,038 (نحو 12.3%)، وأخيرًا المنشورات المقتبسة بـ 2,045 (نحو 3.6%).
هذا النمط يعكس غلبة التوزيع الفيروسي للمحتوى على الإنتاج الأصلي، وهو مؤشر على سلوك تضخيمي منظم أكثر من كونه تفاعلاً تلقائياً.
تحليل المشاعر
رغم الطابع التضامني الذي طغى على وسم #السعودية_تنتصر_لفلسطين من حيث الشكل، يكشف تحليل المشاعر عن صورة أكثر تعقيداً وثراءً من مجرد حملة دعم رقمي. فبينما حافظت التغريدات المحايدة على النسبة الأكبر (41.1%)، برزت المشاعر الإيجابية في ذروة الحملة (40.0%)، غير أن ما يستحق التوقف هو حجم التفاعل السلبي الملحوظ (18.9%)، أي ما يقارب واحداً من كل خمسة منشورات، وهو ما يتنافى مع التصوّر التقليدي لحملات الإجماع الجماهيري.
هذا التوزيع يشير إلى تنازع داخلي في الخطاب الرقمي المرتبط بالوسم، حيث لم تسِر الحملة في اتجاه خطابي واحد، بل بدت وكأنها حلبة نقاش واسعة بين روايتين متضادتين: واحدة تدفع باتجاه تمجيد الدور السعودي في ملف فلسطين، وأخرى تُعيد تقييم هذا الدور وتكشف عن تناقضاته وسياقاته السياسية الإقليمية الأوسع.
ز
منياً، لم تسجّل المنشورات الإيجابية أو السلبية أي ارتفاع ملحوظ قبل 26 تموز/يوليو، وهو اليوم الذي انطلقت فيه الحملة المنسقة. بعدها، بدأت القفزات تتوالى، فسُجّلت ذروة المشاعر الإيجابية يوم 28 تموز/يوليو بـ 4,375 منشوراً، ثم يوم 30 تموز/يوليو بـ 4,338 منشوراً. لكن في ذات اللحظتين نفسيهما، كان هناك تصاعد متواز في الخطاب السلبي، بـ 2,687 منشوراً سلبياً في 28 تموز/يوليو، و2,535 في 30 تموز/يوليو، ما يدل على أن الحملة استقطبت جمهوراً ناقداً بالحضور نفسه تقريباً، لا يمكن اعتباره هامشاً رقمياً أو مجرد ضوضاء.
أما على مستوى المضمون، ورغم أن الكلمات المفتاحية لم تُحلل بعد بشكل كمّي دقيق، فإن الاتجاهات العامة تشير إلى انقسام واضح في تمثيل الوسم. فقد استخدمه البعض لتمجيد موقف السعودية باعتبارها "نصيراً حقيقياً لفلسطين"، في حين رأى فيه آخرون محاولة دعائية لتلميع صورة نظام سياسي كان إلى وقت قريب متهماً بالتطبيع التدريجي مع إسرائيل.
بهذا المعنى، فإن تحليل المشاعر لا يضيء فقط جانب التأييد أو التفاعل، بل يكشف عن التوتر الكامن في الخطاب، والحدود الرمزية لحملات التضامن المدفوعة سياسياً.
التوزيع الجغرافي للحملة
اعتماداً على بيانات منصة Meltwater، يكشف التحليل الجغرافي لتغريدات وسم #السعودية_تنتصر_لفلسطين عن مشهد رقمي شديد التمركز داخل السعودية، مع امتدادات محدودة على خريطة الشتات العربي وبعض الدول الغربية. ويُعد هذا النمط الجغرافي مؤشراً جوهرياً لفهم طبيعة الحملة ومن يقف وراءها.
من أصل 20 ألف منشور شملها التحليل، جاءت أكثر من 15,800 منشور من داخل السعودية، أي ما يشكّل الغالبية العظمى من إجمالي المحتوى المنشور. هذه الكثافة اللافتة لا يمكن اعتبارها محض صدفة؛ بل تُشير إلى مركزية الدور السعودي - إنتاجاً وتنسيقاً- في إطلاق الحملة الرقمية، سواء عبر الحسابات الشخصية للمستخدمين أو من خلال الشبكات التجارية والموجهة.
تلي السعودية الولايات المتحدة بـ 808 منشورات (258 في العينة التحليلية)، إذ كشف تحليل المشاعر هناك عن توزيع لافت: محايد 37.2%، إيجابي 34.1%، سلبي 28.7%؛ أي أن النبرة السلبية أعلى بنحو عشر نقاط مئوية من المتوسط العام للوسم (18.9%). هذا الفارق يوحي بجدل أكثر وضوحاً لدى الجمهور في الخارج، خصوصاً مع تنوع طبيعة الحسابات النشطة في تلك البيئة الرقمية.
بعدها تأتي مصر بـ 629 منشوراً، ثم الكويت واليمن (599 لكل منهما)، تليها الإمارات (283)، وسوريا (275)، وفلسطين (236) ضمن قائمة الدول الأكثر مشاركة.
تحليل البنية الخطابية
رغم ما يبدو من طابع تضامني مباشر في وسم "#السعودية_تنتصر_لفلسطين"، إلا أن تحليل الخطاب عليه يُظهر تركيباً أكثر تعقيداً، يدمج بين الدعاية للسعودية ونقد لهذا الدور.
أولى الروافد الخطابية التي برزت بوضوح كانت الرواية الدبلوماسية الرسمية، التي استعارت مفردات الدولة والشرعية الدولية، من خلال الإشارة إلى أسماء مثل محمد بن سلمان وفيصل بن فرحان، وربط الوسم مباشرة بمخرجات "مؤتمر حل الدولتين" الذي رعته السعودية وفرنسا. سيطر هذا الخطاب على الكثير من المنشورات التي استخدمت تعبيرات مثل "السعودية تعترف بفلسطين" و"الدعم المالي عبر البنك الدولي"، لكنه في الحقيقة غير مدعوم بأي إعلان رسمي خلال المؤتمر.
وأعلنت السعودية عن حزمة دعم بقيمة 300 مليون دولار مباشرة إلى غزة والضفة، في حين أقرت دول أخرى، مثل كندا، بتقديم 30 مليون دولار للمساعدات الإنسانية. ولا توجد حتى الآن أي دلائل على دور مباشر للبنك الدولي في هذا الجانب ضمن إطار مؤتمر "حل الدولتين".” وغالباً ما جاءت هذه المنشورات من حسابات ذات انتشار واسع، مثل حساب الردع السعودي 1727م وحساب كولومبوس اللذين بديا أشبه بموزّعين مركزيين للمحتوى الدعائي.
كما تكررت عبارات دعائية؛ مثل "السعودي يحتضن القضية" و"السلمية لقضية فلسطين"، وغالباً ما ارتبطت هذه المنشورات بوسوم غير سياسية مثل #صباح_الخير أو #الرياض_الآن، في دلالة على تقاطع الخطاب السياسي بالدعاية التجارية أو حتى الاستخدام الآلي المتكرر. هذا الطابع النمطي قد يشير إلى عمليات ضخ جماعي من حسابات تجارية أو روبوتية.
تُظهر البيانات أن أوّل ظهورٍ موثَّق للوسم داخل العيّنة جاء في موجة 7–10 أيار/مايو، عبر حسابات صغيرة غير معروفة نسبياً، يتقدّمها @tmrrah9 ، قبل أن ينخفض هذا النشاط حتى أواخر تموز/يوليو.
التحليل الشبكي – البنية الداخلية لحملة التضامن
تكشف الخريطة الشبكية للحملة عن مشهد بصري مركّب، تهيمن عليه بنية "المحور والأذرع"، إذ تدور أعداد كبيرة من الحسابات الهامشية حول عدد محدود من الحسابات المركزية التي تضطلع بأدوار تضخيمية وتوجيهية ضمن الحملة.
أبرز ما يلفت النظر في قلب الشبكة هو بروز حساب مركزي وهو @s_hm2030، الذي يشكّل بوضوح قلب الهيكل التضخيمي للحملة. يحتل هذا الحساب موقعاً مركزياً كثيف الروابط، ما يجعله محطة أساسية في تدفق المحتوى داخل الشبكة. حجمه الكبير في الرسم يعكس مستواه العالي من المركزية والاهتمام داخل الحملة.
كما يتصدر حساب @Abumuslim1409 تجمعاً فرعياً كبيراً باللون الأحمر، يحيط به مئات الحسابات المرتبطة به مباشرة، ما يشير إلى أنه يشكل نقطة تركيز لتيار سردي معين داخل الحملة، قد يكون خطاباً تعبوياً أكثر ارتباطاً بالإيديولوجيا أو الخطاب الديني.
كما يظهر @Columbuos كعقدة مركزية باللون الأزرق الداكن داخل تجمع أكثر تماسكاً، ذي كثافة أقل نسبياً من باقي التجمعات، ما قد يشير إلى أداء تضخيمي تقني أكثر منه تعبوي، أو بنية ذات إدارة مركزية أقل وضوحاً.
وتقع حسابات @tmrrah9 و@OsamaAlshamy166:على أطراف الشبكة، وتؤدي دور الجسور (Bridges) التي تربط بين تجمعات مختلفة. هذا الدور الوسيط يُعدّ حاسماً في نقل الرسائل عبر مختلف طبقات الحملة، بما يضمن انتشاراً واسع النطاق للسرديات.
تمثل الألوان المختلفة في الخريطة مجموعات مجتمعية فرعية، حُددت عبر خوارزمية تعظيم التماسك الشبكي. هذه المجموعات ليست عشوائية، بل تعكس أنماط تكتل واضحة:
- المجتمع الأخضر حول @s_hm2030: يُعتبر الأكثر اتساعاً، ويضم حسابات تبدو مكرّسة حصرياً لإعادة نشر محتوى الحساب المحوري. الأسماء فيه تتسم أحياناً بطابع نمطي (أرقام مكررة، غياب صورة شخصية، أو أسماء مستعارة متشابهة)، ما يشير إلى احتمال وجود إدارة آلية أو شبه آلية.
- المجتمع الأحمر حول @Abumuslim1409: أكثر تماسكاً وتداخلاً من سابقيه. ويبدو أنه يشكّل ما يمكن تسميته.
- المجتمع البنفسجي جنوب غرب الرسم: يتمحور حول @Columbuos، ويضم تفاعلات أقل.
- المجتمع البرتقالي في أسفل الرسم: بقيادة @OsamaAlshamy166، ويشكّل عنقوداً مستقلاً من حيث الروابط الداخلية، ما قد يشير إلى حملة ثانوية أو طبقة تضخيم منسقة بشكل منفصل مؤيدة للإدارة السورية الجديدة التي تظهر كحليف إقليمي للسلطة السياسية في المملكة السعودية.
يتضح أن الحملة لا تعكس نقاشاً طبيعياً، بل تمثّل بنية تضخيم شديدة المركزية، محورها حسابات بعينها تحيط بها أذرع رقمية كثيفة ذات خصائص نمطية. المجتمعات الفرعية تدل على تعددية في مصادر التفعيل، من تعبئة جماهيرية إلى أنماط توجيه شبه مؤتمتة، في حين تلعب بعض الحسابات أدوار جسور تربط بين هذه التجمعات، بما يسهّل انتقال السرديات بين أطراف الشبكة.
هذا التمثيل الشبكي يمكّن من قراءة ديناميكيات الحملة، ليس فقط عبر فهم من يقود النقاش، بل أيضاً عبر رصد كيفية إدارته وانتشاره بشكل طبقي ومدروس.
وللمفارقة، فعند مقارنة شبكتي التفاعل على وسمي #السعودية_تنتصر_لفلسطين و#فلسطين_ليست_قضيتي الذي يهاجم القضية الفلسطينة، ظهر أن هناك مجموعة صغيرة من الحسابات (443 حساباً) شاركت في كلا الوسمين، رغم تناقض رسائلهما. هذه المجموعة تمثّل نحو 4% من شبكة التضامن و7% من شبكة الرفض. دورها لم يكن قيادة النقاش، بل نقل الرسائل بين المعسكرين وتضخيمها، بما يناسب اللحظة السياسية.
تحليل نشاط هذه الحسابات كشف مؤشرات على تنسيق أو استخدام أدوات آلية، فأكثر من 100 حساب تنشر بكثافة غير معتادة، و قرابة 250 حساباً تحمل أسماء رقمية مكررة، مع معدلات منخفضة جداً للرد أو النقاش، ما يوحي بأن الهدف هو ضخ الرسائل لا الحوار. كما أن شبكة فلسطين ليست قضيتي كانت أكثر نشاطاً، ووصلت بعض الحسابات إلى نحو 400 منشور في يوم واحد، مقارنة بشبكة السعودية تنتصر لفلسطين التي كانت أقل نشاطاً وأكثر تركيزاً حول عدد محدود من الحسابات المؤثرة.
هذا يوضح أن الخطابين، رغم تعارضهما الظاهري، كانا مرتبطين عبر جسر من الحسابات المشتركة، ما يعزز فكرة وجود إدارة منسقة أو مصالح متداخلة وراء تشغيل الحملة. من أمثلة هذه الحسابات: @rslh1133981، @hi23133253889، @n123455n، @saagr2000، @malsuhaimy065 وغيرها.
من يقود الحملة؟
يظهر حساب @Columbuos من أكثر المتفاعلين على الوسم، وهو من أكثر الحسابات السعودية التي تنشط في الحملات المنسقة، كما كشف تقرير "مجتمع التحقق العربي" السنوي لعام 2024.
كما قاد التفاعل علة الوسم حساب @OsamaAlshamy166 المؤيد للسلطة السورية الجديدة، المدعومة سعودياً، والمعارض للتدخل الإيراني في سوريا.
أما حساب @tmrrah9 فقد اعتاد على الترويج لـ "الزعامة السعودية" و"التنين الصيني" تارة أخرى، و يمجد ترامب باعتباره "زعيماً صاحب موقف".