حزب الله يحشد إلكترونياً

عقب ثلاثة أيام من الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران، قرر حزب الله الدخول إلكترونياً على خط المواجهة بين إيران وإسرائيل، بوسمين، "#إيران_صوت_الحق" و"#سحر_إمامي".

دعا الحزب عبر قنواته على واتساب وتيلغرام بالتدوين على الوسمين بعد قصف إسرائيل لمبنى التلفزيون الإيراني الرسمي، قائلاً: "أراد الإسرائيلي بقصفه أحد مباني التلفزيون الإيراني تقديم مشهد الإرهـ.ـاب الذي يريد، لكن مذيعة التلفزيون سحر إمامي بموقفها الزينبي انتزعت المشهد وفرضت قوة الموقف الإيراني.

دعماً لجمهورية الإسلام حاضنة الشعوب المستضعفة ورافعة لواء الحق، لنشارك في حملة التغريد ضمن الوسمين: #إيران_صوت_الحق و#سحر_إمامي بدءاً من الآن على شبكات التواصل الاجتماعي".

انتشار الوسمين

وحقق وسم "#سحر_إمامي" الذي يحمل اسم الإعلامية الإيرانية التي ظهرت خلال قصف التلفزيون بشكل انتشاراً أوسع من الوسم الثاني الذي طالب حزب الله بنشره، الساعة 8:13 مساءً بتوقيت بيروت. وحقق الوسوم انتشاراً على أكثر من 3300 منشور، حاصداً أكثر من 19 ألف. في حين، لم يتجاوز التدوين على الوسم الثاني 2000 منشور، محققاً نحو 12800 تفاعل، في يوم واحد.

أبرز المشاركين في الوسمين

شارك في الترويج لهذين الوسمين عدد من أبرز إعلاميي حزب الله وناشطيه ومنصاته؛ من بينهم منصة "بلاغ" التابعة للحزب مباشرة، والصحفية بثينة عليق من إذاعة النور، وجمال شعيب، وعلي ملي، والإعلامي محمد قزان المعروف بمشاركته المنتظمة في حملات حزب الله الإلكترونية، الرسمية منها وغير الرسمية، إلى جانب الإعلامية حوراء ياسين التي تُعد من الوجوه الدائمة في الحملات الإعلامية الداعمة للحزب ومحوره.

إلى جانب هذه الأسماء المعروفة، شاركت في الحملة أيضاً العديد من الحسابات المؤيدة لحزب الله، والتي لا تكشف عن هوياتها الحقيقية؛ مثل: @bonitabzai، و@amenahaydar0، و@MouhamadAl81334، بالإضافة إلى عدد كبير من الحسابات الأخرى.

تركزت المنشورات المتداولة عبر الوسمين على تمجيد صمود وشجاعة سحر إمامي، ولا سيما حركة إصبعها التي شُبّهت بحركة إصبع الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصرالله، الذي اغتالته إسرائيل في أيلول الماضي. كما تم تداول مقاطع فيديو وصور مولدة بالذكاء الاصطناعي تُصوّر مواجهة رمزية بين إمامي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. 

وأشارت بعض المنشورات إلى صمود إيران في وجه ما وصفوه بـ"التوحش الإسرائيلي"، مؤكدةً ثقة المغردين بقدرة إيران على الصمود والرد، واعتبارهم أن استهداف الإعلام الرسمي الإيراني محاولة من إسرائيل لإسكات صوت الحقيقة. ورُصدت بعض المنشورات التي تخللها خطاب طائفي عن قوة الشيعة وصمودهم.

وجاءت غالبية التدوينات على وسم #ايران_صوت_الحق، من لبنان، تليها السعودية واليمن.

ورغم أن غالبية المنشورات على وسم "#سحر_إمامي"، صدرت من السعودية، إلا أنها اصطبغ خطابها بالسلبية، ما يعكس تفاعل المستخدمين السعوديين بشكل مختلف مع أحداث المواجهة بين إيران وإسرائيل.

السعودية والخليج يشاهدون الحرب

منذ الساعات الأولى لبدء المواجهة بين إيران وإسرائيل، ظهر وسم "#الحرب_الإسرائيلية_الإيرانية"، محققاً 22800 منشور في أربعة أيام، جذبت تفاعلات ناهزت 90 ألفاً. 

ورغم أن الوسم اجتذب مدونين من شتى التوجهات السياسية، ومستخدمين عاديين، إلا أنه شهد نشاطاً من حسابات مؤيدة لتوجهات السعودية؛ مثل حسابات@abw56166 و@Shasholiqa؛ وهما من الأكثر نشراً عبر هذا الوسم. ونشرا الحسابين منشورات تحتفي بالهجوم الإسرائيلي على إيران، مهاجمين موقف الأخيرة من القضية الفلسطينية.

كما كان الوسم مناسبة لحسابات سعودية أخرى، لمهاجمة إيران؛ لدعمها للحوثيين ضد التحالف العربي الذي قادته السعودية في إطار عملية "عاصفة الحزم" العسكرية.

تصدرت السعودية قائمة الدول التي صدر منها تفاعلات على الوسم، بعدد 5500 تفاعل، منهم ثلاثة آلاف تفاعل سلبي. كما شارك في  النشر مستخدمون آخرون من الكويت والإمارات وسوريا.

السردية السائدة

"اضرب الظالمين بالظالمين"، كان هذا الشعار بمثابة خلاصة لمضمون معظم المنشورات الخليجية تحت هذا الوسم، مع ميل واضح لإدانة إيران أو الوقوف ضدها أكثر من الوقوف ضد إسرائيل. أما الاستمتاع بمشهد تدمير الطرفين لبعضهما، فقد تجلّى في بعض الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي، التي نشرها مستخدمون سعوديون، كما يظهر في الصورة أدناه.

في المقابل، نشر الناشط السوري أنس النجار، المؤيد للسلطة الانتقالية الجديدة في سوريا التي يرأسها أحمد الشرع، مقارنة بين ما وصفه بـ "جرائم إيران" و"جرائم إسرائيل"، في محاولة واضحة لإبراز انتهاكات إيران وتقديمها كأشد وطأة. 

وكانت إيران تدعم النظام السوري السابق برئاسة بشار الأسد، في قمعه للثورة السورية التي اندلعت في آذار/مارس 2011.

كما نشر البعض عبر وسم "#الحرب_الإسرائيلية_الإيرانية" خريطة للمنطقة؛ تتضمن عبارات طائفية تعكس الخلاف بين المذهبين السني والشيعي. 

وتعد هذه الخريطة امتداداً لما احتوت عليه منشورات عديدة أطلقت على الوسم من طائفية، وظفها البعض للتعبير عن ارتياحهم للصدام ما بين إيران وإسرائيل.