Arabi Facts Hubis a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
نعت وكالة الأنباء العراقية، مساء اليوم الأربعاء، الصحافي والباحث الاقتصادي ليث محمد رضا، وأشارت إلى مقتله بـ جريمة جبانة، فيما تشير التفاصيل الأولية والمعلومات الرسمية إلى أنّ الصحافي والباحث الراحل قتل أمام منزله وسط الكرادة في قلب بغداد، إثر مشاجرة مع شخص من جيرانه يعمل ضمن حماية أحد النواب.
وعلم صحيح العراق، من مصادر متعددة بينهم شهود عيان وإعلاميون عملوا مع الصحافي الراحل، أنّ الحادثة وقعت قبل موعد الإفطار بوقت قصير أمام منزل رضا، وأنّ الجاني كان يقود سيارة فارهة وأطلق النار ثم فر إلى جهة مجهولة.
وفي التفاصيل أكّد 3 من جيران الصحافي الراحل، أنّ المشاجرة وقعت إثر اعتراض الصحافي ليث محمد رضا على مسلح من حماية أحد النواب كان يقود سيارة من نوع جي كلاس بسرعة كبيرة بين المنازل في شارع العرصات وسط الكرادة، ثم تطورت الأمر إلى شجار واشتباك بالأيدي، قبل أن يقدم المسلح على إطلاق النار على الصحافي ويفر من المكان.
فيما قال أحد زملاء الضحية، إنّ المعلومات الأولية تؤّكد أنّ الجاني يعمل ضمن حماية أحد النواب من كتلة تقدم بزعامة محمد الحلبوسي، ويسكن في منزل ضمن شارع العرصات أيضًا، أي أنّ الجاني ليس شخصية مجهولة.
وأوضح الإعلامي الذي نتحفظ على كشف هويته، أنّ الجاني يقود سيارة فارهة مرسيدس بنز بدون لوحات تسجيل.
يحمل الباحث ليث محمد رضا شهادة الدكتوراه، ويعمل بصفة موظف في وكالة الأنباء العراقية، ويعتبر من أبرز الباحثين في المجال الاقتصادي والمالي، وهو أحد أعضاء شبكة الاقتصاديين العراقيين.1
وفي بيان النعي، أشارت وكالة الأنباء العراقية، إلى أنّ الموظف ليث محمد رضا، استشهد إثر حادث مشاجرة بإطلاق نار مؤسف في منطقة العرصات ببغداد، وقالت إنّه كان مثال للموظف المخلص والمتفاني في عمله، وكان يتمتع بأخلاق عالية وروح طيبة، وكان محبوبًا من قبل جميع زملائه، وإنها تدين بشدة هذا العمل الإجرامي الجبان، وتطالب الأجهزة الأمنية بالتحقيق الفوري في الحادث وتقديم الجناة إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل.2
بدورها، أصدرت قيادة شرطة بغداد بيان توضيح حول الحادثة3، وقالت إنّها ليست عملية اغتيال مثلما تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي، بل بسبب مشاجرة حصلت بين المجني عليه الصحفي ليث محمد رضا وجيرانه.
وأكّدت الشرطة، بحسب البيان، أنّها تجري الآن عملية بحث وتفتيش لإلقاء القبض على الجاني، داعية إلى توخي الدقة في نقل المعلومات ومعرفة الأخبار من مصادرها الرسمية حصرًا.
في لقاء تلفزيوني، صرحت مديحة الموسوي، النائب عن ائتلاف الفتح، بحديث مضلل عن واقع حقوق المرأة في العراق، بالاستناد إلى مستوى تمثيل المرأة في مجلس النواب، كما تحدثت بشكل دقيق عن ترتيب العراق من حيث نسبة النساء الممثلات في البرلمان.
ووقعت الموسوي في خطأين كما يشرح صحيح العراق في التقرير الموجز الذي يتضمن مراجعة لدور النساء في البرلمان العراقي:
قالت مديحة الموسوي دقيقة 1:50:إحنا النساء العراقيات ماخذات حقوقنا والدليل وجودنا في مجلس النواب العراقي. معناه المرأة العراقية ماخذه حقها.
الادعاء مضلل، إذ أنّ واقع حقوق المرأة في العراق لا يمكن قياسه من خلال عدد النساء تحت قبة البرلمان فقط، بل عبر مؤشرات أساسية اجتماعًا واقتصاديًا وصحيًا، فضلاً عن الأدوار السياسية والتشريعية، كما أنّ الأدوار المرتبطة بالمرأة في مجلس النواب تعتبر ضعيفة لم تثمر عن نتائج واقعية.
ويشير تقرير نشره معهد أبحاث الشرق الأوسط1، إلى أنّ الدور التشريعي للنواب يقاس بما يساهمون به من مقترحات مشاريع القوانين أو تعديلات على القوانين الموجودة، بالإضافة إلى الاعتراضات والمساءلات والاستجوابات لأعضاء الحكومة، حيث يظهر تحليل البيانات أن من بين كل 25 برلمانيًا هناك 19 رجلًا ساهموا باقتراح قوانين داخل قبة البرلمان، مقابل 6 نائبات قمن بذات المساهمة.
ومن بين كل مشاريع القوانين المقترحة، لا يوجد مشروع قانون يختص بتحسين أوضاع النساء سوى مشروع القانون الذي تقدمت به لجنة العلاقات الخارجية وهو قانون انضمام جمهورية العراق الى اتفاقية حماية الأمومة رقم 183 لسنة 2000 وتمت المصادقة عليه.
أما لجنة المرأة والأسرة والطفولة، والتي تتكون من ستة برلمانيات فلم تتقدم بأي مشروع يذكر، ولم يسجل لأي من أعضائها أي نشاط تشريعي أو رقابي خلال الدورة الحالية.
اجتماعًا، ما يزال العراق يسجل أرقامًا مرتفعة للانتهاكات بحق النساء، بما فيها جرائم القتل بذريعة الشرف، وحالات العنف الأسري. ومع غياب بيانات رسمية دقيقة، تقول وزارة الداخلية إنّ عدد حالات العنف الأسري التي وثقتها في 2024 بلغت نحو 15 ألف حالة.2
وتشير دراسة أجرتها مديرية حماية الأسرة والطفل استمرت 5 أعوام بدأت منذ عام 2019 ولغاية 2023، إلى أنّ عدد الإناث اللاتي تعرضن للعنف الأسري كان أعلى من الذكور، حيث كانت نسبة الاعتداءات على الإناث 73، وكان أكثر أنواع العنف الأسري شيوعًا هو العنف الجسدي، وبلغ من مجموع الدعاوى 46 فيما كان أقل نسبة في جرائم العنف هو الاعتداء الجنسي حيث بلغ 16.3
فيما يكشف تقرير إحصائي صدر دائرة الطب العدلي، نهاية العام الماضي، عن تسجيل 421 حالة اعتداء وعنف جنسي في البلاد خلال الـ6 أشهر الأولى من عام 2024. وتقول مديرة شعبة الوقعات الجنسية لينا أسعد، إن نسبة تعرض النساء للتحرش أعلى مقارنة بالرجال، إذ تعرضن لنحو 327 حالة من الاعتداء والعنف، في حين تعرض 94 حالة من الذكور ولمختلف الأعمار.4
أما عن واقع على المستوى الاقتصادي ومستوى سوق العمل، فيمكن الرجوع إلى مسح ميداني صدر من الجهاز المركزي للإحصاء وهيئة إحصاء إقليم كردستان5 حول القوى العاملة العراقية، إذ أظهرت النتائج وجود 13 مليون امرأة في سن العمل، ومع ذلك هناك حوالي مليون فقط تعمل.
كما أظهرت انخفاض معدل مشاركة الإناث في القوى العاملة بشكل خاص حيث بلغ 10.6 مقارنة بـ 68 للذكور. أما نسبة النساء اللواتي في سن العمل 15 عامًا فقد بلغت 7.6، وبلغ معدل بطالة الإناث 28.2 نحو ضعف معدل بطالة الذكور، فيما أوضحت نتائج عدد ساعات العمل أن ساعات عمل الإناث بلغت 41.8 مقارنة بالذكور.
إلى جانب ذلك، أكدت وزارة التخطيط، في عام 2022، أن معدل بطالة النساء في العراق بلغ 28.2، وهو ضعف معدل بطالة الذكور في العراق الذي بلغت نسبته 14.7، كذلك أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في عام 2024 أنّ نسبة البطالة بين نساء العراق تصل إلى 28، وقال إنّ حكومته تحاول خفض هذه النسبة ومكافحة البطالة بشكل عام، كما احتل العراق المرتبة الثانية من حيث نسبة بطالة النساء من بين الدول العربية.5
على مستوى التعليم، تقدر نسبة الأمية بين نساء العراق بنحو 18، مقابل 9 بين الرجال، وترتفع في الريف أيضًا إلى حوالى 20، فيما تنخفض في المدن إلى 11 تقريبًا، وفقًا المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي.6
كذلك يشير تحليل بيانات البنك الدولي بشأن المعرفة الرقمية للإناث في العراق، إلى أنّ 96 من كل 100 امرأة في العراق هن أميات رقميًا لا يُجِدنَ استخدام الحاسوب، الطابعة، الأجهزة الذكية، ولا حتى البرمجة أو استخدام برامج وتطبيقات الحاسوب.7
وتقدر بيانات منظمة اليونسكو عام 2024، معدل الأمية الإجمالي في العراق بين الـ 1820، وتؤكد أنّ الأمية أعلى بين النساء وسكان الريف، إذ تشير التقديرات إلى أن معدلات الأمية تبلغ 26.4 و11.6 بين النساء والرجال على التوالي، وفي المناطق الريفية تبلغ نسبة الأمية بين النساء في سن 15 و24 سنة 50.8
قالت الموسوي أيضًا، إن النساء في العراق بمجلس النواب العراقي أكثر من أي دولة في العالم تمثيلنا كنساء الأعلى عالميًا.
وهو ادعاء مضلل وغير دقيق، إذ أن دولة رواندا ودول أخرى كثير تتقدم على العراق من حيث تمثيل المرأة في البرلمان.
وتشارك النساء في العملية السياسية في العراق وفقًا لنظام الكوتا النسائية، الذي يمنح النساء ربع مقاعد البرلمان بنسبة 25، أي 83 مقعدًا من أصل 329 مقعدًا، وفقًا لما أقره الدستور العراقي الجديد بعد عام 2003. وعلى الرغم من أن عدد مقاعد للنساء في الدورة البرلمانية الحالية بلغ 96 مقعدًا نحو 29، إلاّ أنّ النسبة ما تزال بعيدة عن الدول التي تتصدر نسب التمثيل الأعلى للمرأة على مستوى العالم.9
وفقًا لتقرير أعده الاتحاد البرلماني الدولي10، فإنّ الدولة التي تضم أكبر نسبة من النساء في البرلمان هي رواندا، حيث تشغل النساء 60 من المقاعد. وأصبحت في عام 2008 أول دولة تتمتع بأغلبية برلمانية من النساء.
كما تتفوق النساء في التمثيل النيابي على الرجال في كوبا بنسبة 53، وفي نيكاراغوا بنسبة 52، وتتمتع نيوزيلندا والمكسيك والإمارات العربية المتحدة بتوزيع متساوٍ بين الجنسين، في حين لا تختلف أيسلندا وكوستاريكا والسويد وجنوب أفريقيا كثيرًا عن هذا التوزيع.
ولم يذكر العراق ضمن الدول التي تحرز تقدمًا في تمثيل المرأة داخل البرلمانات من دول الشرق الأوسط في التقرير الذي صدر من المنتدى الاقتصادي العالمي.
وصدر تقرير آخر للاتحاد في عام 2022، كشف عن المتوسطات العالمية والإقليمية للنسبة المئوية للنساء في البرلمانات، أو مجالس الشعوب الوطنية، إذ احتلت رواندا المرتبة الأولى، وجاء كوبا في المركز الثاني لأعلى نسبة من النساء في الهيئة التشريعية بنسبة 53.4، تليها نيكاراغوا بنسبة 50.6. أما عربيًا فقد احتلت الإمارات المركز الأول، بينما حل العراق بالمركز 65 عالميًا بنسبة 28.9.11
وبحسب بيانات وتقارير الاتحاد البرلماني الدولي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ما يزال تمثيل المرأة ناقصًا على جميع مستويات صنع القرار في جميع أنحاء العالم، على الرغم من وجود مناصب قيادية تشغلها المرأة في العالم.12
ظهر باقر جبر الزبيدي، رئيس حركة إنجاز، في محاولة للعودة إلى المشهد السياسي بعد نحو 9 سنوات من استقالته من آخر منصب وزاري تولى إدارته وذلك خلال حكومة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، مؤكدًا نيته الترشح للانتخابات المقبلة والعودة إلى العمل الحكومي.
وفي هذا السياق، قدم الزبيدي معلومة غير صحيحة عن استقالته من منصب وزير النقل، إذ قال خلال مقابلة تلفزيونية الدقيقة 43: الوزير الوحيد في هذه الدولة من زمن العشرينات إلى الآن اللي الذي قدم استقالته هو أني.
الحقائق
بالتأكيد أن التصريح غير صحيح، إذ لم يكن باقر جبر صولاغ الزبيدي الوزير الوحيد الذي قدم استقالته طوال عمر الدولة العراقية، حيث شهدت الحكومات المتعاقبة استقالات وزراء كثر في دورات مختلفة، كما أنّ مرحلة ما بعد 2003 شهدت استقالات الكثير من الوزراء أيضًا، وآخرهم وزير البيئة في حكومة السوداني الحالية نزار آميدي.
في عام 2006 خلال فترة حكومة المالكي الأولى، قدم وزير الثقافة أسعد كمال مجيد الهاشمي استقالته من منصبه، وتم تعيين سلمان الجميلي خلفا له.1
وفي عام 2011، قدم وزير الكهرباء العراقي رعد شلال استقالة من منصبه بطلب من رئيس الوزراء نوري المالكي، على خلفية تعرض الحكومة العراقية للخداع في بعض عقود إنشاء محطات لتوليد الكهرباء.2
وفي عام 2012، أعلن وزير الاتصالات محمد توفيق علاوي استقالته من منصبه بسبب ما وصفها بتدخلات سياسية من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي تعرقل عمل الوزارة.3
وفي عام 2013، وفي آخر أيام حكومة المالكي الثانية، أعلن وزير المالية العراقي رافع العيساوي، استقالته من الحكومة العراقية أمام حشد من المتظاهرين في الرمادي في محافظة الأنبار غربي العراق.4
وبعد أيام من استقالة العيساوي، لحقه وزير الزراعة عز الدين الدولة، والذي أعلن عن تقديم استقالته احتجاجًا على مقتل متظاهر في الموصل.5
وتوالت الانسحابات من حكومة المالكي في تلك الفترة، إذ أعلن عبد الكريم السامرائي وزير العلوم والتكنولوجيا ومحمد علي تميم وزير التربية استقالتهما، احتجاجًا على أحداث الحويجة الشهيرة حينها، إلا أن المالكي رد استقالة تميم.6
وفي حكومة العبادي، قدم 6 وزراء استقالتهم أمام رئيس الوزراء حيدر العبادي، عام 2016، ووافق عليها، وكان من بينهم وزير النقل باقر جبر الزبيدي، ووزير النفط عادل عبد المهدي.7
وبعد أقل من 24 ساعة على استقالة الوزراء الستة، قبل العبادي استقالة سابع وزير من حكومته وهو وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين الشهرستاني.8
وفي حكومة عادل عبد المهدي، قدم وزير الصحة علاء العلواني استقالته من المنصب، بسبب ضغوط سياسية تعرض لها، بحسب تعبيره، عام 2019.9
ولحقه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الذي قدم استقالته بعد موجة احتجاجات واسعة راح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى، بضغط من المتظاهرين والمرجعية الدينية.10
وفي حكومة الكاظمي، قدم وزير الصحة حسن التميمي استقالته من المنصب عام 2021، بعد حريق في بغداد نجم عن انفجار خزان أكسجين في مستشفى ابن الخطيب لعلاج مرضى كوفيد 19، راح ضحيته أكثر من 80 مريضًا.11
وفي نفس العام، قدم وزير الكهرباء ماجد حنتوش استقالته من المنصب، بعد ضغوط جراء أزمة تجهيز، ووافق عليها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.12
وفي عام 2022، قدم وزير المالية علي علاوي، استقالته من المنصب إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وحل وزير النفط إحسان عبد الجبار خلفًا له بالوكالة.13
وفي حكومة السوداني الحالية، قدم وزير البيئة نزار آميدي استقالته من المنصب في تشرين الأول أكتوبر الماضي، للتفرغ للعمل الحزبي كمسؤول للمكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني في بغداد.14
وبذلك لم يكن باقر جبر الزبيدي أول وزير في تاريخ الدولة العراقية، يقدم استقالته من المنصب، على أقل بعد عام 2003.
بالمقابل نجد من خلال المراجعة أنّ الزبيدي ضمن قائمة أكثر الشخصيات التي تولت إدارة مناصب وزارية بعد عام 2003، إذ تظهر سيرته الذاتية15، أنّ عضو المجلس الأعلى السابق المولود في ميسان عام 1946 تولى الحقائب التالية:
وزير الإعمار والإسكان في حكومة علاوي عام 2004.
وزير الداخلية في حكومة الجعفري عام 2005.
وزير المالية في حكومة المالكي الأولى 2006.
وزير النقل في حكومة حيدر العبادي 2014.
ولم يشغل الزبيدي بعد عام 2017 مناصب تنفيذية، وعرف بعدها بكتابة مقالات تحليلات أمنية وسياسية مرتبطة بالعراق والمنطقة، فيما يسعى إلى العودة من خلال الانتخابات المقبلة، بعد إعادة تقديم نفسه خلال الفترة الماضية من خلال حركة إنجاز.
مع نهاية المهلة الأخيرة، ألغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسميًا الإعفاء الذي كان يسمح للعراق بدفع ثمن الكهرباء التي يستوردها من إيران، وذلك في إطار حملة الضغط الأقصى التي ينتهجها البيت الأبيض ضد طهران.
القرار أعلنه متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في تصريح لـ رويترز1، إذ قال إنّ قرار السماح بانتهاء صلاحية الإعفاء دون تجديده يضمن عدم منح إيران أي درجة من التخفيف الاقتصادي أو المالي، مضيفًا أن حملة ترامب على إيران تهدف إلى إنهاء تهديدها النووي، وتقليص برنامجها للصواريخ الباليستية، ومنعها من دعم الجماعات الإرهابية.
القرار الرسمي سبقه تمهيد أميركي جاء على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، التي قالت في تصريحات أمس السبت، الإعفاء من العقوبات على العراق، كما لاحظتم، لاستيراد الغاز الإيراني، ينتهي في 8 مارس 2025، وليس لدينا ما نعلنه فيما يتعلّق بالإعفاء الحالي الخاص بالكهرباء، مشددة أنّ إدارة ترامب تراجع جميع الإعفاءات الحالية من العقوبات التي توفّر لإيران أي درجة من التخفيف الاقتصادي أو المالي، فيما حثت الحكومة العراقية على إنهاء اعتمادها على مصادر الطاقة الإيرانية في أقرب وقت ممكن، وقالت إنّ بلادها ترحّب بالتزام رئيس الوزراء العراقي بتحقيق الاستقلال في مجال الطاقة.2
وهذه هي المرة الأولى التي توقف فيها الولايات المتحدة الإعفاء العراقي المرتبط بالطاقة الإيرانية منذ عام 2018، حين منحت إدارة ترامب الأولى إعفاءات مؤقتة لعدة دول لمساعدتها على تلبية احتياجاتها من الطاقة، لفترات مؤقتة متوالية. وجددت إدارتا ترامب وبايدن مرارًا الإعفاء الممنوح للعراق، مع استمرار الضغط على بغداد لتقليل اعتمادها على الكهرباء الإيرانية.3
وفي الأشهر القليلة الماضية، استخدمت واشنطن مراجعة الإعفاء كوسيلة للضغط على بغداد من أجل تعديل قانون الموازنة بما يسمح بدفع أموال تقدر بمليارات الدولارات إلى الشركات الأميركية العاملة في كردستان، واستئناف ضخ النفط من الإقليم بما يؤمن زيادة المعروض في الأسواق العالمية، والحفاظ على استقرار الأسعار، ويوفر لواشنطن مساحة أكبر لمواصلة جهودها لوقف صادرات النفط الإيرانية.4
ولم تشفع استجابة بغداد عبر تعديل قانون الموازنة، وإبرام اتفاق على استئناف تصدير نفط كردستان، لحكومة السوداني بالحصول على استثناء جديد ولو لمدة واحدة، أي 3 أشهر.
وسبق أنّ دعا رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مواصلة إعفاء العراق لاستيراد الغاز الإيراني بعد قرار إلغائه، وتعهد بالمقابل بإنهاء استيراد الغاز بحلول 2028، مؤكدًا على حاجة العراق إلى الغاز الإيراني طوال هذه الفترة، لكنها هذه الدعوة لم تلق أي صدى.
ويعتمد العراق على الغاز الإيراني لتشغيل نحو 40 من منظومته الكهربائية، ما يعني أن أي تقليص أو قطع لهذه الإمدادات قد يؤدي إلى تفاقم انقطاعات الكهرباء خلال الصيف، وهو ما حدث فعلاً خلال الأشهر الماضية، إذ فقد العراق أكثر من 5500 ميغاواط نتيجة توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل، دون الحكومة من تعويض هذا النقص، ما أدّى إلى انخفاض ساعات التجهيز في معظم مدن البلاد.
وعلى هذا الأساس أكّد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إنّ أهمية واردات الكهرباء الإيرانية للعراق قد تراجعت، وقال: في عام 2023، لم تشكل واردات الكهرباء من إيران سوى 4 من إجمالي استهلاك الكهرباء في العراق، مبينًا أنّ التحول في قطاع الطاقة العراقي يوفر فرصًا للشركات الأميركية في تحسين إنتاجية محطات الطاقة، وتطوير شبكات الكهرباء، وتعزيز الترابط الكهربائي مع شركاء موثوقين.5
وسبق الإعلان الرسمي عن عدم تجديد الإعفاءات إشارات من الحكومة العراقية، إذ أكّد المتحدث الرسمي يوم أمس6، أنّ رئيس الوزراء وجه بالاستعداد للسيناريو الأسوأ، وتحدث عن حلول بديلة.
وقال باسم العوادي: نستورد من إيران 50 مليون قدم مكعب وتشكل ثلثًا من إنتاج الطاقة الإيرانية، والحكومة وضعت جميع السيناريوهات في حال تم تجديد الإعفاءات أو لم يتم التجديد. رئيس الوزراء تحدث مع نظيره التركمانستاني، وإن تأخر وصول الغاز التركمانستاني، سببه الشركة الوسيطة وبكل تأكيد خلال الشهرين المقبلين ستكون هناك نتيجة واضحة لاستيراد 20 مقمق عبر الأنبوب الإيراني، مضيفًا: الخيار الثاني نتجه نحو منصات الغاز وهي عبارة عن سفن عائمة ويتم ربطها بأنبوب خاص مربوط بالمحطات الكهربائية في البصرة.
ووقعت وزارة الكهرباء، في 19 تشرين الأول أكتوبر 2024، اتفاقية مع تركمانستان لتوريد الغاز إلى العراق بكميات تصل إلى 20 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا، من المفترض أن تتولى شركة لوكستون إنرجي السويسرية توريدها من تركمانستان للعراق عبر شبكة خطوط الأنابيب الإيرانية باستخدام آلية المبادلة لتيسير النقل، لكن العقد لم يدخل حيز التنفيذ حتى الآن بالرغم من مرور أشهر على توقيعه، لأسباب تتعلق بإجراءات المصرف العراقي للتجارة .
فيما قال مستشار السوداني للشؤون الخارجية فرهاد علاء الدين، إنّ الحكومة تعمل بنشاط على إيجاد بدائل للحفاظ على إمدادات الكهرباء والتخفيف من أي اضطرابات محتملة. إن تعزيز أمن الطاقة لا يزال أولوية وطنية، وستستمر الجهود لتعزيز الإنتاج المحلي، وتحسين كفاءة الشبكة، والاستثمار في التقنيات الجديدة بوتيرة متسارعة.7
تفاصيل أكثر عن البدائل العراقية أشار إليها المتحدث باسم لجنة النفط والغاز النيابية علي شداد اليوم8، حين أكّد توجه الحكومة العراقية لاستيراد الغاز الخليجي بدلاً عن الإيراني بعد العقوبات الأميركية الأخيرة عبر منصة في البصرة بدأ بناؤها منذ شهر. قال شداد إن رئيس الوزراء يتابع بنفسه و بشكل يومي إنجاز مشروع أنبوب نقل الغاز من المنصة العائمة في البصرة، مبينًا أنّ وزارة النفط بدأت العمل في المشروع منذ قرابة 30 يومًا، وسينجز بسرعة عالية خلال 120 يومًا.
وبحسب المتحدث فإنّ نسبة الإنجاز في المشروع تجاوزت 30 لغاية الآن، تمهيدًا لمشروع ربط غازي مع الخليج يؤمن كميات بحجم 200 مقمق.
ويمثل ملف الكهرباء أحد أبرز العقبات التي استنزفت أموالًا طائلة دون أي تقدم يذكر منذ عام 2003. ويقول المستشار الحكومي والخبير الاقتصادي مظهر محمد صالح، إنّ الطاقة الكهربائية استنزفت بعد عام 2003 أكثر من 120 مليار دولار، ولكن عملية تأمين الطاقة لا تزال متعثرة بسبب سوء الإدارة والهدر والفساد.9
انعكست الأحداث الدامية التي شهدها الساحل السوري خلال الأيام القليلة الماضية، على العراق بقوة، وأعادت مشاهد القتل إلى الذاكرة مآسي سنوات العنف الطائفي، كما عاد معها خطاب الشحن والتحريض المتبادل عبر منصات التواصل الاجتماعي، والذي تصاعد إلى حد مطالبات بطرد السوريين المقيمين في العراق بتهمة الترويج للإرهاب.
صحيح العراق رصد حملة منظمة لبث الكراهية ضد السوريين، عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، ويوضح في هذا التقرير الموجز كيف بدأت هذه الحملة نتيجة خطاب بعض السياسيين، ثم تبنتها منصات على صلة بالفصائل المسلحة، وساهم فيها العشرات لدوافع طائفية.
ما نعرفه عن أحداث سوريا:1
منذ ليلة الخميس 6 مارس آذار، شهدت سوريا أحداثًا متسارعة، إذ تقول قوات الأمن التابعة للجيش السوري الجديد إنّها تعرضت لهجمات وكمائن متفرقة ممن اسمتهم فلول النظام السابق، في حين نشر مدنيون وناشطون علويين ودروز مشاهد لعمليات قتل وتنكيل قالوا إنّها جزء من حملة انتقام نفذتها قوات الأمن السوري وطالت مدنيين.
هذه الأحداث بدأت في قرية بيت عانا بريف جبلة في محافظة اللاذقية، عندما أطلق مسلحون مجهولون النار على دورية عسكرية تابعة للأمن الداخلي.
وتكتسب هذه القرية أهمية خاصة، إذ تعتبر مسقط رأس اللواء سهيل الحسن، قائد الفرقة 25 سابقاً، الذي كان من أبرز قادة الجيش السوري في عهد الرئيس السابق بشار الأسد.
وردت قوات الأمن على الهجوم على دوريتها بإرسال تعزيزات، شملت صواريخ رشاشة وطائرة مروحية، لمحاولة السيطرة على الوضع، إلا أن الأمور تصاعدت بسرعة، بعد أن شنت مجموعات مسلحة هجمات منسقة على عشرات المواقع في منطقة الساحل، مستهدفة مناطق في ريف اللاذقية وريف طرطوس وقرى جبلة.
بالتزامن مع الهجمات، خرج متظاهرون من الطائفة العلوية في طرطوس وجبلة وريف اللاذقية، دعمًا للتحركات العسكرية المناهضة للحكومة الجديدة، ورفضًا لحكم أحمد الشرع في سوريا، بحسب ما هتف المتظاهرون. وفي المقابل، شهدت المناطق الموالية للجيش السوري الجديد حالة من الغليان الشعبي، حيث تعالت الدعوات لحمل السلاح ومساندة القوات الأمنية والعسكرية في حربها ضد المهاجمين.
ومع تصاعد العنف في المنطقة، ازدادت المخاوف من انزلاق الأحداث إلى صراع طائفي واسع، خصوصا مع ظهور مؤشرات على عمليات انتقام لدوافع طائفية.
إعدامات بحق علويين مدنيين
بحلول أمس السبت، بلغت الأحداث ذروتها، إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات الأمن السورية أعدمت 830 مدنيًا من الطائفة العلوية، وتحدث عن تهجير عشرات الآلاف منهم وإحراق منازلهم، في معقل هذه الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس السابق بشار الأسد، وذلك خلال عملية تمشيط واسعة النطاق في غرب البلاد.2
وأكّد المرصد توثيق مجازر عدة في مناطق متفرقة من مدن الساحل السوري، كما أشار إلى استمرار الحملة العسكرية التي تنفذها قوات الشرع في هذه المناطق والمدن، مبينًا أنّ مناطق في ريفي اللاذقية وطرطوس تعرضت لقصف مكثف بالدبابات والطائرات المسيّرة، تركز على عدة مناطق، هي: طريق بانياس القدموس، الحطانية، تعنيتا، بارمايا، الرويمية، المزيرعة، الرميلة، مزار القطرية والقويقة بريف اللاذقية، مما دفع الأهالي إلى إطلاق نداءات استغاثة في محاولة للنجاة من القصف العشوائي.3
العراق على خط الأزمة
وتابع العراقيون الأحداث السورية باهتمام بالغ بالنظر، وأعادت إلى أذهانهم مشاهد العنف والقتل خلال سنوات الاحتراب الطائفي، ثم انعكست على شكل منشورات غاضبة ولاحقًا حملة شحن طائفي وبث كراهية، ساهم في إشعالها بعض السياسيين من خلال بعض التصريحات.
أولى هذه التصريحات صدرت عن رئيس تحالف سيادة خميس الخنجر، الذي أعلن وقوفه إلى جانب الشرع وحكومته المؤقتة، ضد ما أسماهم فلول النظام السابق، مستنكرًا في تغريدة له ما وصفه بـ ترويع المدنيين وتهديد السلم الأهلي من قبل هؤلاء الفلول.4
تغريدة الخنجر أثارت ردودًا غاضبة خاصة مع انتشار مشاهد عن عمليات قتل يعتقد أنّ أفراد من قوات النظام السوري الجديد ارتكبتها، ما أجبره على إصدار بيان جديد يدين جميع أشكال العنف والانتهاكات، في محاولة لتخفيف حدة الانتقادات التي تلقاها بعد بيانه الأول.5
تراجع الخنجر جاء بعد فوات الأوان، إذ كان عدد غير قليل من السياسيين الشيعة قد انخرطوا في ردود أفعال غاضبة، ومنهم النائب رائد المالكي الذي ذكر الخنجر بمواقفه السابقة واتهمه بدعم الإرهاب.6
كما دان رئيس كتلة حقوق النائب سعود الساعدي، موقف خميس الخنجر، وقال إنّ موقفه من أحداث سوريا فيه يشكل محاولة مكشوفة لاستعادة دور سابق يطمح إليه من خلال التحريض على الأوضاع السياسية الحالية في البلاد والتشجيع على الانقسامات والكراهية وزرع بذور الفتنة والطائفية بين ابناء البلد الواحد، واتهمه بـ الارتباط في مشروع تآمري يبدأ من سوريا ويصل للعراق.7
بدورها، طالبت النائبة عن حركة عصائب أهل الحق زهرة البجاري، الحكومة العراقية بمحاسبة الخنجر، واتهمته بمساندة العصابات الطائفية. وفي بيان آخر طالبت البجاري الحكومة العراقية وهيئة الإعلام والاتصالات بإغلاق جميع القنوات العراقية وغيرها التي تروج وتدعم المدعو الجولاني وعصاباته الإجرامية، لما تشكله من تهديد مباشر للأمن القومي العراقي.8
خطاب كراهية
هذه السجالات والاتهامات ساهمت في إشعال حملة كراهية متبادلة عبر صفحات ومنصات التواصل الاجتماعي، تطورت لاحقًا إلى دعوات لطرد السوريين وتوصيات للإبلاغ عن مواقع تواجد السوريين في المناطق والمدن العراقية، بالتزامن مع إعلان اعتقال شخصين سوريين بالفعل بتهم مرتبطة بـ الترويج للإرهاب.
اعتقال سوريين
أحد المعتقلين هو شخص نشر عبر خاصية الستوري في إنستغرام عبر حساب يحمل اسم ، صورة من أمام مرقد الإمام الحسين في كربلاء، تظهر صورة منشد الثورة السورية قاسم جاموس، الذي توفي قبل أيام.
وجاء نشر الصورة تأييدًا للهتافات الطائفية التي كان يرددها جاموس ويتوعد فيها الشيعة بملاحقتهم إلى كربلاء، حيث نشر صاحب الحساب صورة المنشد من أمام مرقد الإمام الحسين، ثم اتضح لاحقًا أنّ الصورة مفبركة، أي أنّ صاحب الحساب لم يلتقطها في كربلاء.9
وما هي إلا ساعات حتى تمكنت قوات الشرطة الاتحادية من الوصول إلى صاحب الحساب، وتبين أنّه شاب سوري يعمل في أحد مطاعم بغداد، واعتقلته وفقًا لصور متداولة.10
وبعد ساعات أعلنت وزارة الداخلية عن إلقاء القبض على شخص سوري الجنسية آخر، بتهمة الترويج للتنظيمات الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد نشره تدوينات تساند عمليات قوات الشرع في الساحل السوري.11
كلّ هذه التطورات تحولت إلى حملة إلكترونية لمطاردة السوريين المقيمين في العراق، تبنتها منصات على صلة بالفصائل المسلحة.
ورصد صحيح العراق، دعوات صدرت عبر هذه المنصات التي تعود بعضها إلى جماعات قاتلت في سوريا لدعم نظام الأسد سابقًا، تروج خطاب كراهية ضد السوريين، وتدعو إلى الإبلاغ عن أي سوري في منطقته، كما دعت إلى طردهم من البلاد.12
كما انتشرت خلال ساعات قليلة مئات المنشورات التحريضية عبر حسابات وهمية، ولاقت رواجًا بمشاركات وتفاعلات ضخمة بين مستخدمي موقع إكس تويتر سابقًا، باستخدام صور ومقاطع مصورة نسبت إلى الأحداث في الساحل السوري، وبعضها مضللة.13
في فيسبوك كانت الحملة أشد وأكثر وضوحًا، إذ ساهم أشخاص بعض يعرفون أنفسهم بوصفهم ناشطين مدنيين ترويج خطاب الكراهية، ونشر دعوات لـ الإبلاغ عن أي سوري تعرفه، وحرض آخرون على طرد جميع السوريين من العراق.14
بالتزامن مع عرض مسلسل النقيب الذي يجسد شخصية الضابط في وكالة الاستخبارات العراقية حارث السوداني، أثيرت الكثير من المعلومات عن الأسباب التي أدت إلى كشف هويته بعد سلسلة من العمليات الناجحة التي اخترق من خلالها تنظيم داعش، من بينها تصريحات لرئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.
وتعود تصريحات العبادي المتداولة إلى لقاء جمع رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي مع المرجع الديني، حسين إسماعيل الصدر، في 31 تشرين الأول أكتوبر 2024. وخلال المقطع المجتزأ تحدث العبادي عن المعلومات المحلية التي تصل إلى الحكومة العراقية من المواطنين عن تنظيم داعش، وقدرة الجهاز الأمني على اختراق التنظيم بناءً على المعلومات التي تصل، كذلك تناول التفجيرات التي وقعت في بغداد والاستراتيجية التي اتبعتها الحكومة في السيطرة عليها، أي بعد نحو 7 سنوات من حادثة النقيب حارث السوداني.1
تداول الفيديو الاتهامات بحق رئيس الوزراء السابق، دفع ائتلاف النصر بزعامة العبادي إلى إصدار توضيح رسمي، أشار إلى ذات التفاصيل عن الفيديو، وقال إنّ جهات معروفة تقف وراء ترويج الفيديو في محاولة رخيصة تستهدف العبادي.2
وفي هذا التوضيح الموجز ينشر صحيح العراق تفاصيل موثقة عن قصة الضابط حارث السوداني وعملياته النوعية، وعن الخلل الذي تسبب بكشف هويته في آخر المطاف:
قصة حارث السوداني:
انضم حارث السوداني إلى خلية الصقور الاستخبارية في بداية تأسيسها على يد أبو علي البصري عام 2006، بتشجيع من شقيقه مناف، وكانت الوحدة الاستخبارية حينها تضم 16 رجلاً فقط، قبل أن تتحول إلى واحدة من أبرز وحدات النخبة العسكرية.
قبلها كان حارث قد تعثر في دراسته، ولم يكملها إلإ بعد أن تزوج زواجًا تقليديًا، إذ عمل في صيانة المراقبة الإلكترونية في مؤسسات نفطية.
وفي عام 2014 ومع استيلاء داعش على مساحات كبيرة في سوريا والعراق، تطوع السوداني في مهمة للتسلل إلى صفوف التنظيم، فتمت ترقيته لرتبة النقيب وتدريبه على المهمة.
وبحسب شهادات سابقة لمسؤولين في وكالة الاستخبارات وأفراد من عائلته نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، فإنّ عائلة السوداني تنحدر من الرمادي، وهو ما ساعد حارث في مهمته، إذ كان يجيد اللهجة المحلية في الأنبار، فنجح في الانخراط في صفوف التنظيم من خلال مراسلات على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أنّ أتقن الأحاديث الدينية وحفظ خطبًا وأناشيد مرتبطة بالتنظيمات الجهادية.
اختلق النقيب حارث شخصية أبو صهيب، العاطل عن العمل بأحد أحياء السنة بالعاصمة بغداد، وبدأ مهمة اختراق صفوف المتشددين في مدينة الطارمية المجاورة، ونجح في مهمته، وتحول بسرعة إلى أحد قيادي التنظيم المسؤولين عن مئات الكيلوغرامات من المتفجرات والانتحاريين في بغداد.
كان السوداني ينسق هذه العمليات مع الخلية التي يقوم أفرادها بدورهم بتأمين طريق مروره إلى موقع محدد لاعتقال الانتحارين وضبط المتفجرات، ثم ينفذون تفجيرًا وهميًا ويعلنون عنه رسميًا مع تقديم بيانات غير حقيقية عن قتلى وجرحى.
وعلى مدار 16 شهرًا أثمرت جهود السوداني عن إحباط العديد من العمليات الإرهابية والقضاء على قياديين بارزين في التنظيم، إذ يقول أبو علي البصري مدير الاستخبارات العراقية إن جهود السوداني ساعدت في إحباط 30 هجومًا بعربات مفخخة و18 مخططًا انتحاريًا.
وفي إحدى المرات، منتصف عام 2016، تلقى السوداني اتصالاً من أميره في التنظيم، حين كان من المفترض أن يكون في موقع لتنفيذ تفجير داخل بغداد، في حين كان النقيب في منزله. أكّد السوداني أنّه في موقع التفجير، لكن التنظيم كان قد تعقب موقعه الحقيقي واكتشفه، فقال له القيادي في التنظيم: أنت تكذب.
يقول مسؤولون في وكالة الاستخبارات، إنّ قيادة الوكالة طلبت من السوداني وقف المهمة إثر هذا الاتصال لكنه رفض وأصر على الاستمرار.
وفي أوائل كانون الثاني يناير 2017 كلف التنظيم السوداني بمهمة كانت هي الأخيرة فقد اختفى بعدها تمامًا، ثم أصدر التنظيم في آب أغسطس التالي شريط فيديو يظهر إعدام سجناء كان من بينهم النقيب حارث السوداني، وفق ما أكدته وحدة الصقور، دون أن يعثر على جثته حتى الآن.