مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع تصريح نصه:حرائق لوس أنجلوس سيدفع ثمنها محافظتي الديوانية والسماوة. الحقائق المنشورات ساخرة، إذ أن الرئيس الأميركي لم يتوعد العراق، أو أي من محافظاته، على خلفية حرائق لوس أنجلوس، فيما وجه اتهامات إلى المسؤولين والسياسيين في ولاية كاليفورنيا. في 12 كانون الثاني يناير الماضي، اتهم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مسؤولي ولاية كاليفورنيا، بعدم الكفاءة في تعاملهم مع حرائق الغابات المميتة التي اندلعت حول لوس أنجلوس، إذ شارك ترامب منشورًا عبر تطبيق ، وجه خلاله الاتهام إلى حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، وهو من الحزب الديمقراطي، وقال إنه مسؤول عن نقص إمدادات المياه في الولاية، وإنّ الحرائق ما تزال مشتعلة في لوس أنجلوس ولا يملك الساسة غير الأكفاء أي وسيلة لإخمادها. لقد اختفت آلاف المنازل الرائعة وسوف نفقد المزيد منها قريبًا هناك موت في كل مكان، إنها واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ بلادنا. لا يمكننا إخماد الحرائق. ما الخطأ فيهم؟.1 وفي 20 كانون الثاني يناير الماضي، وجه ترامب انتقادات خلال خطاب تنصيبه إلى حكومة التي قال إنّها لم تكن قادرة على حماية مواطنيها في أوقات الأزمات، بما في ذلك سكان جنوب كاليفورنيا المتضررين من حرائق.2 وكان ترامب قد زار المناطق المتضررة من الحرائق وأعلن عن توقيع أمر تنفيذي يهدف إلى فتح محطات ضخ المياه من شمال ولاية كاليفورنيا إلى جنوبها لإيقاف الحرائق، بعدها شارك تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة ، أكد خلالها تدفق المياه بعد فتحها على المناطق المتضررة بمقدار 1.6 مليار جالون.3 يشار إلى أن حرائق الغابات في لوس أنجلوس بدأت أواخر 2024، وانتشرت بسرعة عبر مساحات شاسعة بالمدينة والمناطق المحيطة بها، واستمرت حتى نهاية كانون الثاني يناير الماضي، مما تسبب بتهجير الآلاف وسقوط ضحايا وتدمير منازل وممتلكات.4
نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو كلمة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أثناء مؤتمر، يهدد في سياقها الرئيس الأميركي ترامب بمواجهة حربية مثل غزوة تبوك، ويحذره من مصير يشبه مصير أبو لهب وأبو جهل. الحقائق الفيديو مفبرك، إذ خضع إلى تعديل بواسطة أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي، هو مجتزأ من خطاب قبل 4 أشهر، أي قبل فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية. ويظهر البحث العكسي، أنّ الفيديو الأصلي يعود إلى خطاب ألقاه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال افتتاح دورة مجلس الشورى السعودي في 18 أيلول سبتمبر 2024.1 وبمراجعة الفيديو الكامل، نجد أنّ ابن سلمان تحدث عن الخطط التنموية الاستراتيجية للمملكة، وملفات داخلية بالعمل والتصنيفات الدولية الاقتصادية، ولم يتطرق إلى دونالد ترامب، الذي فاز بالرئاسة الأميركية بعد نحو شهرين من الخطاب المذكور. ويأتي تداول التصريح المفبرك في سياق التفاعل مع إعلان السعودية، رسميًا، رفضها خطة ترامب لتهجير سكان قطاع غزة، إذ قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إنّ الرياض لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، مضيفة أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بدون ذلك.2 ولا تعترف السعودية بإسرائيل، لكنها منذ عام 2020 بدأت بالتفاوض على التقارب معها مقابل اتفاقية دفاع أميركية ومساعدة واشنطن في بناء برنامج نووي سعودي مدني. وتنص خطة ترامب التي تحدث عنها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس حكومة سلطة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على أنّ تستولي الولايات المتحدة الأميركية على قطاع وتعيد إعماره بعد إخراج سكان القطاع إلى مناطق أخرى، وأنّ يستمر وجودها هناك بشكل طويل الأمد.3 وقال ترامب إن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة إلى قطاع غزة، بموجب خطته هذه لأنهم سيحصلون على مساكن أفضل كثيرًا على حد وصفه.4 ولاقت رفضًا عربيًا ودوليًا واسعًا من بينه موقف السعودية، التي أكدت رفضها القاطع للتصريحات الإسرائيلية المتطرفة بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وأشارت إلى أن السلام الدائم لن يتحقق إلا بقبول مبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين.5 وفي آخر التطورات بهذا الصدد، قالت شبكة بي بي سي، إنّ هناك ترتيبات تجري في الوقت الراهن لعقد قمة خماسية تضم مصر والسعودية والإمارات والأردن وقطر، في الرياض، لمناقشة كيفية التعامل مع خطة دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، مشيرة إلى أنّ الموعد المرجح للقمة هو 20 شباط فبراير الجاري، قبل انعقاد القمة العربية الطارئة في 27 من الشهر نفسه في القاهرة.6
في سياق المتابعة الكبيرة التي تحظى بها القرارات المثيرة للجدل للرئيس الأميركية دونالد ترامب، تصدرت على نحو واسع معلومات عن إجراءات مقاطعة اقتصادية اتخذتها حكومة جنوب إفريقيا، في مواجهة تهديدات صدرت عن ترامب، تتمثل بإيقاف عمل الشركات الأميركية، وحظر تصدير المعادن إلى الولايات المتحدة. الحقائق هذه الأخبار غير صحيحة، إذ لم تقرر حكومة جنوب أفريقيا حظر تصدير المعادن إلى الولايات المتحدة أو وقف عمل الشركات الأميركية داخل أراضيها، وكل ما صدر هو دعوة عامة إلى الدول الإفريقية لمواجهة القرار المحتمل بمنع المساعدات الأميركية عن القارة. ويظهر من خلال مراجعة الموقع الرسمي لحكومة جنوب أفريقيا والصفحات الرسمية لها على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ هذه الأخبار لا تستند إلى أي أساس حقيقي1، كما أنّ رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا لم يتحدث عن مثل هذه القرارات.2 وبالبحث المعمق نجد أن التصريح الوحيد حول منع تصدير المعادن إلى الولايات المتحدة الأميركية، جاء على لسان وزير الثروة المعدنية والنفطية غويدي مانتاشي، خلال كلمة افتتاحية في مؤتمر الاستثمار في التعدين الأفريقي لعام 2025 في كيب تاون3، الأسبوع الماضي. وقال الوزير الجنوب إفريقي، إنّ جنوب أفريقيا وغيرها من الدول الأفريقية لا ينبغي لها أن تخشى التهديدات الأميركية، دعونا نمنع المعادن عن الولايات المتحدة، مضيفًا: إذا لم يعطونا المال، فلنمتنع عن إعطائهم المعادن. فنحن لسنا متسولين، فلنستخدم هذه الهبة لصالحنا، وإذا كنا كقارة مشلولين بالخوف، فسوف ننهار، ولكن المعادن على أعتاب أبوابنا، لا يمكننا أن نستمر في مناقشة هذه المعادن بناءً على إملاءات بعض الدول المتقدمة وكأننا لا نطمح إلى تسريع وتيرة التصنيع في إفريقيا وسد العجز في التنمية، يتعين علينا أن نتجنب السباق نحو القاع. واندلعت الخلافات بين البلدين على خلفية توقيع الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، الشهر الماضي، على مشروع قانون نزع الملكية، بهدف معالجة التفاوت من خلال السماح بمصادرة الأراضي دون تعويض، في الظروف التي يكون فيها مصلحة العامة، وهو ما يعني مصادرة أراضي بعض السكان دون تعويضهم.4 هذا القرار مثل فرصة لدونالد ترامب لإعلان قطع التمويل عن جنوب إفريقيا، إذ قال في تدوينة: إن جنوب أفريقيا تصادر الأراضي، وتعامل فئات معينة من الناس بشكل سيئ للغاية، إنه وضع سيئ لا ترغب وسائل الإعلام اليسارية المتطرفة في ذكره حتى، إن هذا انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان، على أقل تقدير، يحدث أمام أعين الجميع، لن تتسامح الولايات المتحدة مع ذلك، وسنتخذ الإجراءات اللازمة، كما سأقطع كل التمويل المستقبلي لجنوب أفريقيا حتى يتم الانتهاء من التحقيق الكامل في هذا الوضع!.5 ولاقت تهديدات ترامب، بقطع التمويل، ردود أفعال غاضبة من حكومة جنوب إفريقيا، والتي لوح بعض المسؤولين فيها بالرد على ترامب من خلال منع تصدير المعادن إلى الولايات المتحدة الأميركية.6 كما شكلت جنوب إفريقيا وثماني دول أخرى نهاية الشهر الماضي، مجموعة لاهاي للدفاع عن أحكام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية في مواجهة ما وصفته بتحدي أوامر محكمة العدل الدولية ومحاولات المسؤولين الأميركيين فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية. ويضم التحالف بليز وبوليفيا وتشيلي وكولومبيا وهندوراس وماليزيا وناميبيا والسنغال، التي تعهدت بمقاطعة عمليات نقل الأسلحة إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والدفاع عن الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره بإقامة دولة، وإنهاء الاحتلال الصهيوني.7
انتشرت عبر حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي صورة شخص ملتح يرتدي الزي الأفغاني إلى امرأة بفستان زفاف، مع تعليق نصه: زيادة عدد حالات الحمل غير الشرعي في سوريا منذ بداية العام. الحقائق هذه المنشورات مضللة، إذ لم تعلن أي جهة أو مؤسسة أو مرصد مختص تسجيل ارتفاع لـ حالات الحمل غير الشرعي في سوريا، كما أنّ الصورة قديمة. ويظهر البحث العكسي أنّ الصورة سبق أنّ نشرت منتصف عام 2017، مع صور أخرى لذات الشخصين الظاهرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عثر عليها ضمن هاتف أحد أفراد التنظيم، ولم يتسن التحقق من مكان التقاطها إنّ كان في العراق أو في سوريا.1 فيما يتبين بالمراجعة أنّ المعلومات التي وردت في التعليق على الصورة، لا تسند إلى أي أساس، سواء على المستوى الرسمي السوري، أو على مستوى وسائل الإعلام الموثوقة.2 وسجلت سوريا منذ اندلاع أعمال العنف، ارتفاعًا للأطفال مجهولي النسب إثر وجود تنظيم القاعدة وداعش في السنوات الماضية، إذ كشف رئيس هيئة الطب الشرعي في سوريا، زاهر حجو، عن وجود 19 طفلًا مجهول النسب خلال الربع الأول من عام 2024 الماضي، مقارنة بـ 103 مجهولي النسب في عام 2023.3
على مر التاريخ، دفع أتباع الديانة الإيزيدية ثمنًا باهظًا للشائعات والفهم الخاطئ لمعتقداتهم الدينية، إذ سادت في الأوساط الاجتماعية مفاهيم خاطئة عنهم عرضتهم إلى أعمال عنف وتنكيل، من بينها ربط معتقداتهم بـ عبادة الشيطان، ونسبتهم إلى يزيد بن معاوية. وعلى الرغم من محاولات تصحيح هذه المفاهيم، خاصة بعد ما طالهم من محاولات إبادة جماعية، إلاّ أنّ صفحات على منصات التواصل الاجتماعي ما تزال تمارس التضليل ضد الإيزيديين، حيث نشرت صفحة صور من التاريخ على منصة إكس سلسلة تغريدات بعنوان الإيزيديون يقدسون إبليس ويحملون حقدًا وكرهاً للإسلام وهم أقلية!!، وتحت هذا العنوان سردت قائمة طويلة من المعلومات المغلوطة عن الديانة، يفندها صحيح العراق في هذا التقرير: نشأة الإيزيديين وعلاقتهم بـ يزيد بن معاوية ادعت الصفحة، أن الإيزيدية فرقة منحرفة نشأت سنة 132للهجرة، إثر انهيار الدولة الأموية، وكانت في بدايتها حركة سياسية لإعادة مجد بني أمية، فمازال بهم الجهل وتطور البدع والضلال حتى خرج بهم عن دين الإسلام، وقالت إنها بدأت كحركة سياسية مناهضة للشيعة الذين كانوا يلعنون يزيد بن معاوية بعد معركة كربلاء، ثم أخذوا يقدسون إبليس الملعون في القرآن. وهو ادعاء مضلل، إذ أنّ تسمية الإيزيديين لا علاقة لها بالخليفة الأموي يزيد بن معاوية، أو حتى بمدينة يزد في فارس، بل هي مشتقة من الكلمة الفارسية إيزيد والتي تعني الملاك أو الإله.1 واسم الإيزيديين ببساطة يعني عبدة الرب، وهو ما يعمد الإيزيديون من خلاله إلى وصف أنفسهم. أما الاسم الذي يطلقونه على أنفسهم فهو الدواسين، وهو اشتقاق من اسم ديوسيس أو أبرشية المأخوذ من المعتقد النسطوري الكنسي القديم في الشرق، حيث استنبط الكثير من معتقداتهم من الديانة المسيحية، كما أنهم يوقرون القرآن والإنجيل معا، بيد أن جزءا كبيرا من تراثهم يعتبر شفهيًا. ويرجع تاريخ الديانة الإيزيدية إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وهم بقايا أقدم ديانة كردية في منطقة الحضارات العظمى في الشرق، بحسب أحد أتباع الديانة، الذي أشار إلى أنّ أتباع هذه الديانة تحملوا الكثير من سوء الظن نتيجة خطأ التسمية، لكن النصوص الدينية التي بحوزتهم والتي توارثوها عن أسلافهم تؤكد عدم العلاقة بين يزيد بن معاوية والطائفة وأتباعها. هل يقدس الإيزيديون الشيطان؟ وفيما إذا كان الإيزيديون يعبدون الشيطان أو الشمس، يقول الباحث والمؤرخ الإيزيدي خليل جندي2، إنّ هذه إشكالية كبيرة وغير صحيحة مطلقًا، واتهام مجحف وقاس، مشيرًا إلى أنّ فكرة العصيان للخالق غير موجودة عند الإيزيدية، فكيف يكون هناك إله للشرّ إسمه الشيطان؟. ويعتبر طاووس ملك، حسب الديانة الإيزيدية، اسمًا من بين الـ 3003 أسماء لله، وهو أحد سيماء الألوهية، ويأخذ طاووس ملك مرة دور إله السماء بابا دياوس عند الإيرانيين القدامى، وآنو عند السومريين، وفارونا عند الهندوس، وقرص الشمس هو عيونه، ولهذا يقدس الإيزيديون الشمس لحد الآن. أما نفورهم من كلمة الشيطان فقد أتت نتيجة مقاطعة اللعن ليس إلاّ، بحسب جندي. ويعرف الإله الأعظم للإيزيديين باسم ئيزدان، وفقًا لتقارير عن الديانة، ويحظى بمكانة عالية لديهم إذ لا يمكن عبادته بشكل مباشر، ويعتبر صاحب قوة كامنة، كما يعتقدون أنّ هناك سبعة أرواح أخرى تنبثق عن هذا الإله، أعظمها هو الملَك طاووس، المنفذ الفاعل للمشيئة المقدسة. ويرمز الطاووس في المسيحية القديمة إلى الخلود، لأن لحمه لا يفسد. ويعتبر الملك طاووس عند الإيزيديين تجسيدًا لذات الإله ولا ينفصل عنه، لذا فإن هذه الديانة تعتبر من الديانات التوحيدية. ويصلي الإيزيديون إلى الملك طاووس خمس مرات يوميًا، كما أن عندهم له تسمية أخرى هي الشيطان، لذا فإن ذلك ما جعلهم معروفين خطأً لدى الناس بأنهم عبدة الشيطان. ديانة غير تبشيرية ومعتقدات مقاربة للإسلام3 والإيزيدية ديانة غير تبشيرية؛ ولا يجوز الدخول إليها إن لم تولد إيزيديًا، وإذا تركها أحدهم لا يعود إليها مرة أخرى. ويعدها الكثيرون، من ضمنهم أمير الإيزيدية تحسين بيك، قومية مستقلة وديانة، وفي حين يصنف كثير من الإيزيديين أنفسهم كُرد القومية، يعتبر قسم ثالث من الإيزيديين أنفسهم عرب القومية، مثل إيزيدية بعشيقة وبحزاني. ويختن الإيزيديون أبناءهم الذكور كما يفعل المسلمون واليهود، ويوم الأربعاء في عقيدتهم هو يوم خلق الكون، الأمر الذي يستوجب أن يُعطّل الناس أشغالهم فيه ويتفرغوا للعبادة، لكن بصورة غير اختيارية. وينقسم الإيزيديون إلى ثلاث طبقات دينية الشيخ، البير، المريد، ولا يجوز التزاوج بينها، كما لا يتزوج الإيزيدي إلا إيزيدية، الأمر الذي يتسبب في انحسار أعدادهم. وتنقل التعاليم الدينية والأدعية والصلوات والشعائر عن طريق التلقين الشفوي فقط، مما يتسبب في ضياعها بموت رجال الدين. ليس لهم كتاب مقدس وادعى التقرير أيضًا، أنّ الإيزيديين يحرمون تعلم القراءة والكتابة، ولديهم مصحف يسمى الكتاب الأسود. المعلومة مضللة، إذ يؤكّد مسؤول مكتب معبد لالش لقمان سلمان محمود4، أنّ الديانة الإيزيدية ليس لها أي كتاب مقدس، لأن الكتب المقدسة تنزل مع الأنبياء والرسل، والإيزيديون لا يحتاجون إلى نبي، لأن النبي يأتي عندما يخرج الإنسان عن طريق الله فيأتي النبي لتصحيح أخطائه وإعادته إلى الطريق الصحيح، وأن الإيزيديين لم يخرجوا عن طريق الصواب، وما زالوا مستمرين بوجود الله والملائكة السبع وعدم الاعتداء على الديانات الأخرى أو الإساءة إليها، فهم مسالمون جدًا، على حد تعبيره. في الوقت ذاته، يشير محمود، إلى أنّ للإيزيدية بعض الكتب الدينية لكنها ليست مقدسة، لأنها ليست منزلة من الله، ويقول إنّها تضم النصوص الدينية، وتعرف بـ مصحف فارش، والجلوة، لكنها تعرضت للضياع نتيجة حملات الإبادة الجماعية، مثلما ضاعت صور آل شنكار في عام 2014 عند تعرضهم لهجمات داعش. ويدرس أتباع الديانة الإيزيدية، بحسب محمود، منهجًا خاصًا خلال كل المراحل الدراسية، مع الإسلامية والمسيحية، يتضمن تعاليم الديانة الإيزيدية، ومنها عبادة الله والأخلاق والأخوة والتسامح واحترام الآخر والتعايش السلمي ونبذ كل أنواع العنف والكراهية والمحبة والسلام. تعدد الزوجات لدى الإيزيديين؟ ومن بين المعلومات المضللة التي تناولها التقرير، إتاحة تعدد الزوجات لدى الإيزيديين حتى 6 نساء، إذ يؤكّد موقع بحزاني، وهو منصة صحفية إيزيدية، أنّ النصوص الدينية المقدسة لا تبيح للإيزيدي الزواج بأكثر من امرأة، إلا في حالات خاصة مثل عدم إنجاب الأطفال، ومن أجل استمرار الديانة وعدم انقراضها، وحينها يمكن للرجل الزواج من ثانية، كما يمنع تعدد الأزواج للمرأة كما في أغلب الديانات.5 المجازر لا تتوقف!6 تعرض الإيزيديون لأكثر من 72 حملة إبادة عبر التاريخ لأسباب دينية وعنصرية واقتصادية، خاصة في فترة حكم العثمانيين في القرنين الثامن والتاسع عشر، ولعل أبرز حملات الإبادة هي حملة نادر شاه في العام 1743 للميلاد، وحروب الإبادة العثمانية التي شنت ضد إيزيدي جزيرة ابن عمر في الجزيرة، وتم وقتها ذبح الآلاف منهم في جبل سنجار لإجبارهم عن التخلي عن دينهم، وتكررت هذه الهجمات في عام 1872 للميلاد. أما خلال القرن العشرين فقد تعرض الإيزيديون للعديد من حملات الإبادة، بما فيها حملة تشريد الإيزيديين من قبل الإتحاد والترقي، إبان مذابح الأرمن عام 1915، ومن ثم حملة إبراهيم باشا سنة 1918، وحملة سنة 1953 من قبل الجيش العراقي والجمهوري والبعثي. وبعد سقوط صدام حسين تعرض الإيزيديين إلى حملة خلال فترة العنف الطائفي في 2007، وكان آخر المجازر ما وقع إثر سقوط الموصل بيد تنظيم داعش، عام 2014، حين قتل واختطف الآلاف من الإيزيديين، وما يزال مصير الكثير منهم مجهولاً.6 موطن الإيزيديين7 يقدر عدد الايزيديين في العالم حسب أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بحوالي 800 ألف إيزيدي، يعيش حوالي 550 ألف منهم في العراق. ويعيش 75 من الإيزيديين في العراق في المنطقة الجبلية القريبة من الحدود السورية، و10 منهم يعيشون في المنطقة الكردية في مدن مثل دهوك والسليمانية وأربيل، فيما يقطن البقية في منطقة شيخان. أخبرنا، هل سمعت إشاعة أو معلومة غير دقيقة عن الأقليات الدينية؟
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد توثق إضرام النار في صور للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وقالت إنّها تعود إلى احتجاجات جديدة في الأحواز. الحقائق المشاهد مضللة، إذ أنّ مقاطع الفيديو المتداولة تعود إلى حوادث متفرقة ومختلفة وقعت قبل سنوات، كما أنّ مناطق الأحواز لم تشهد احتجاجات عامة جديدة. ويظهر البحث العكسي، أنّ مقطع الفيديو الذي يظهر حرق لافتة تحمل صورة خامنئي في شوارع الأحواز، نشر في عام 2022.1 أما فيديو إحراق صورة خامنئي من قبل فتاة وسط الشارع، فيعود إلى في تشرين الثاني نوفمبر 2022، حين نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد مقتل الفتاة الإيرانية، مهسا أميني، ثم جرى تداوله مرة أخرى في عام 2024 بشكل واسع.2 فيما يظهر البحث العكسي، أنّ مشاهد إضرام النار في لافتة قرب الاستدارة من قبل الرجل بملابس شتوية، قد نشرت في عام 2023، ونسبت إلى احتجاجات في العاصمة الإيرانية طهران.3