"لا للاحتلال الإيراني" إعلان غامض طالعه بعض اللبنانيين على اليوتيوب في الفترات الأخيرة. يتخذ هذا الإعلان شكل مقاطع فيديو، بعضها مولد بالذكاء الاصطناعي، وكلها تحمل شعار "لا للاحتلال الإيراني"، الذي تتخذه قناة باسم "لا لاحتلال" على اليوتيوب شعاراً لها. كما ينشط على منصة "إكس" حساب بالاسم نفسه، يعمل بمعرف @LalihtilalalIR.
فمن يقف خلف الحساب ومن يتفاعل معه؟
في أيلول/سبتمبر 2024، ظهر هذا الحساب لأول مرة على منصة "إكس"، وفي 13 كانون الثاني/يناير 2025 انطلق الحساب على منصة يوتيوب، حيث روج لمجموعة من الفيديوهات، مجموعها 19 مقطعاً، حققت ثلاثة ملايين و500 ألف مشاهدة.
وراجت على المنصة ثمانية فيديوهات على شكل إعلانات، انصب محتوى بعضها على مهاجمة "حزب الله" والطلب بنزع سلاحه. كما عكس بعضها الآخر مواقف وتصريحات سياسيين معارضين لـ"حزب الله"، خاصةً السياسيين المنتمين لحزب "القوات اللبنانية".
أصدقاء "لا للاحتلال الإيراني" الوهميين والحقيقيين
في البداية قمنا بتحليل حساب "لا للاحتلال الإيراني" على "إكس" باستعمال أداة Hootsuite. أسفر التحليل عن قائمة بأبرز الحسابات التي تتفاعل وتعيد نشر منشورات هذا الحساب خلال آخر شهر؛ وغالبيتها حسابات وهمية، وتشير عناوين الـ IP الخاصة بها إلى وجودها في السعودية، بحسب الصورة أدناه.
تتفاعل مع حساب "لا للاحتلال الإيراني" مجموعة من الحسابات التي تدور في فلك "القوات اللبنانية"، أبرز معارض لـ"حزب الله" في لبنان.
ويحتل حساب مارون توني @maroun_toni1 المرتبة السادسة في القائمة؛ وهو حساب تفاعل وأعاد نشر منشورات حساب "لا للاحتلال الإيراني" عشر مرات، خلال شهر واحد.
تدور غالبية المنشورات التي شاركها حول سلاح "حزب الله"، ومواقف إيران، ويتضح من نشاط الحساب أنه مناصر لـ"القوات اللبنانية"، ورئيس لبنان جوزيف عون.
ويتضح من حساب مارون طوني أن غالبية المتفاعلين معه ينشطون من لبنان والسعودية؛ مثل حساب @GermanosJoseph5 الذي يتفاعل أيضاً مع حساب "لا للاحتلال الإيراني".
بدوره يتفاعل @maroun_toni1 K، مع @khaddagesamia؛ وهو حساب حقيقي لمستخدمة تقدم برنامج على منصة "يوتيوب"، كما يتضح من محتواها أنها مناصرة لحزب "القوات اللبنانية".
بالإضافة للحسابات الحقيقية، توجد في قائمة أكثر الحسابات المتفاعلة على حساب "لا للاحتلال الإيراني" حسابات سعودية تقوم بإعادة نشر محتوى الحساب؛ مثل حساب @althunyan_fahad، الذي يحتل المرتبة الثالثة في القائمة.
وتأتي في صدارة الحسابات المتفاعلة حساب إبراهيم بن سعيد الرميحي؛ وهو حساب سعودي، يعيد نشر كل ما هو متعلق بأخبار السعودية، ودول المنطقة المتوافقة سياسياً مع السعودية، لكنه -في الوقت نفسه- يعيد نشر الكثير من التطورات السياسية في لبنان، ويتفاعل كثيراً مع حسابات؛ مثل نادين بركات، ونانسي اللقيس، وهما بدورهما تعيدان نشر المحتوى الأساسي لحساب "لا للاحتلال الإيراني".
أبرز الوسوم المستخدمة من قبل "لا للاحتلال الإيراني"
تكشف أداة تحليل منصات التواصل الاجتماعي Meltwater أن وسم "#لا_للاحتلال_الإيراني"رافق وسوم أخرى؛ مثل #حزب_الله_انتهى، و#صار_وقت_التغيير، و#جيش_شعب_دولة.
يوضح الرسم البياني التالي حجم الوصول الذي حققته وسوم "#لا_للإحتلال_الإيراني"، "#عهد_جديد_للبنان" و"#حزب_الله_انتهى" منذ انطلاقها وحتى اليوم، إذ بلغ عدد وصول محتوى الوسوم نحو 28 مليوناً. أما أبرز الحسابات التي أسهمت في انتشار هذه الوسوم، فتُعرض في الصورة أدناه.
تحليل هذه الحسابات يكشف أنها تشترك في التوجهات السياسية نفسها؛ فهي إما داعمة للسعودية، وإما داعمة لرئيس لبنان، كما أن غالبية الحسابات التي تظهر في الصورة وتستعمل هذه الوسوم تتفاعل بكثافة مع حساب "لا للاحتلال الإيراني"؛ مثل فهد بن عبد الله، الذي كشفنا سابقاً عن وجود مؤشرات على أنه حساب سعودي، وتوجد مؤشرات أنه حساب وهمي، إذ لا توجد أي معلومات شخصية عنه.
كما تبرز في قائمة أكثر الحسابات المشاركة في الوسم مجموعة من الحسابات اللبنانية التي تشير مواقفها إلى عدم دعمها رئيس الحكومة نواف سلام، رغم موقفه المناهض لامتلاك "حزب الله" أسلحة. كما ينشر حساب "لا للاحتلال الإيراني" مقاطع فيديو تنتقد رئيس الحكومة، مثل فيديو لنادين بركات وهي تهاجم نواف سلام، ووزير الاقتصاد عامر بساط، ومجموعة "كلنا إرادة".
ويتضح الرابط المشترك الحقيقي بين الحسابات المتفاعلة مع "لا للاحتلال الإيراني" وبين حسابات لبنانية أخرى؛ مثل: نادين بركات، ومريم مجدولين اللحام، وطوني بولوس، وطوني أبي نجم، وجوزيف أبو فاضل، وإيلي خوري، وسامية خداج، ورامي نعيم وغيرهم، ألا وهو تركيزهم على مهاجمة "كلنا إرادة" ونواف سلام.
وسبق لمجتمع التحقق العربي أن حلل حملة منسقة تستهدف "كلنا إرادة" وعدة مؤسسات إعلامية لبنانية مستقلة.
ويتضح من مضمون الحسابات أنها مناصرة لحزب "القوات اللبنانية"، ومؤيدة للمصرفي أنطون الصحناوي، كما أن حساب "لا للاحتلال الإيراني" يروج للإعلاميين والسياسيين التابعين لحزب "القوات اللبنانية".