عادت مطالب إسقاط القروض عن الكويتيين  إلى الفضاء الرقميّ، بالتزامن مع مناقشات مجلس الأمة في كانون الأول/ ديسمبر 2022، القضية المتصاعدة منذ الأزمة المالية العالمية في 2009، أشعلت موجة تغريد منظمة عبر “تويتر” لـ”شراء القروض” وزيادة رواتب المتقاعدين. 

قدّرت لجنة برلمانية إجمالي القروض الشخصية بنحو 14.6 مليار دينار (50 مليار دولار)، استفاد منها 515 ألف شخص، وعلى رغم الحملة الشعبيّة رفضت الحكومة تفعيل قانون العام 2013 الخاص بشراء مديونية المواطنين، كما أعلن وزير المالية عبدالوهاب الرشيد في مجلس الأمة، رفض الحكومة إسقاط الديون بموجب “تشريعات باهظة الكلفة غير مدروسة”.

 طالعنا في Arabi Facts Hub، هذه التفاعلات لمعرفة من يقودها وطبيعة الخطاب الرائج خلالها.  

نشّطت مناقشات البرلمان هاشتاغات عدة، أحدها طلب رحيل وزير المالية، وقاد تنشيط هذه الهاشتاغات حسابات كثيرة، يرتبط بعضها بما يسمى “تجمع المتقاعدين”، إضافة إلى مهتمين بقضية “البدون”، ومناهضين لوجود الوافدين في الكويت، وبلغت موجة التغريد على “تويتر” آلاف التغريدات بمشاركة 2001 حساب. 

كانت حصيلة التفاعل مع هاشتاغي #وزير_المالية_ارحل و #اسقاط_القروض_مطلب_شعبي إلى 9301 تغريدة، 46596 ريتويت، و47469 حالة إعجاب، وسجّل الهاشتاغان نهاية عام 2022 فترات ذروة متكررة على مدار الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022، لكن قفزتهما الكبرى كانت في 13 كانون الأول 2022 عندما حصدا أكثر من 14 ألف تغريدة.

متقاعدون غاضبون 

تُظهر مطالعة الحسابات المُشاركة في التغريد عبر الهاشتاغين موضع التحليل، أن تركيزها ينصب بشكل رئيس على رفع مطالب إسقاط القروض وتجنيس البدون. الحسابات الأبرز في حملة التغريد كانت: “Austathah2022@, Drop_2022@, shom__Kuwait@, _kuwait85@, TheMajeds@, Khalidq8q8@, Aldureeb1011@, fafafafasalem@, kandri00@, KUWAIT11OKT@, KUWAIT11OKT@”.

تحليل من Gephi لأبرز الحسابات المؤثرة في هاشتاغي #وزير_المالية_ارحل و #اسقاط_القروض_مطلب_شعبي

بثت 2339 تغريدة عبر حساب Austathah2022@، الذي لا يكشف اسمه، لكنه يضع صورة وردة صفراء اللون، ويعرف بأنه لـ”أستاذة مهتمة بحقوق المواطن والبدون”. في إحدى تغريداته، أشار الحساب إلى أنه عضو في تكتل افتراضي يحمل اسم “تجمع حقوق المتقاعدين”، الذي يعمل منذ سنوات على الحشد لمصلحة تحقيق مزيد من الامتيازات للمتقاعدين. 

لدى “أستاذة” حساب آخر مُنشأ في كانون الثاني/ يناير 2021، لكنها أوقفت التدوين من خلاله. كما سبق أن علق “تويتر” حسابها الحالي لبعض الوقت، ربما نتيجة لغزارة عدد التغريدات المنشور من جانبها في توقيت متقارب.

مطالب وانتقادات

تشير تقارير صحافية إلى أن الحكومة الكويتية لا يمكنها تغطية مبلغ القروض إن قررت إسقاطها، بسبب ضعف الاحتياطي العام للبلاد، على رغم تحقيقها فوائض مالية هذا العام. وتأتي المطالب بإلغاء فوائد القروض وإسقاطها وسط ارتفاعات متتالية في الأسعار في الكويت، إذ سجّلت في  تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 زيادة بنسبة 3.18 في المئة.

رفع المشاركون في حملة التغريد مطالب تركزت على الظروف المعيشية، منها زيادة الرواتب والمعاشات وإسقاط القروض والغلاء وتجنيس البدون والتأمين الصحي الشامل.

بينما وجّه آخرون انتقادات إلى الهاشتاغات، لا سيما وسم #اسقاط_القروض_مطلب_شعبي المُدشن منذ أكثر من 4 سنوات، إذ وُصف الهاشتاغ بأنه جزء من مؤامرة تحاول إسقاط اقتصاد الكويت وزعزعته، واللافت أن بعض حسابات المنتقدين تضع علم السعودية، وصفت الهاشتاغ بأنه “فاشل” و”مغرض” و”غير منطقي”.

خطاب كراهية ضد الوافدين

ألقى بعض المشاركين في حملة المطالبة بإسقاط القروض، باللوم على العاملين الأجانب، واتّهموهم بالتسبب بتردّي الأوضاع المعيشية وعدم زيادة الرواتب، ومنع المواطنين من “التمتع بخير” بلادهم. الجدير بالذكر، أن هذه ليست المرة الأولى التي يهاجَم فيها الوافدون، خصوصاً العمال المصريين في الكويت، خلال حملة المطالبة بإسقاط القروض، إذ  تصاعدت الاتهامات في السنوات الأخيرة، ورُبط كل ما هو سلبي في البلاد بالوافدين، وتخلل الهجوم تصعيد لخطاب الكراهية. فهناك من طالب برميهم في الصحراء وطردهم خشية منازعتهم المواطنين على الموارد المحلية وإمكان تسبّبهم بتغيير التركيبة السكانية.

روّجت حسابات أخرى لأخبار مضلّلة عن الوافدين، على سبيل المثال، في التغريدة أدناه نشر أحد الأشخاص صورة لخبر عن إلغاء بنوك كويتية ديوناً تقدّر بـ5 مليارات دينار، وكتب: “البنوك الكويتية تشطب 5 مليار ديون وافدين.. ديون معدومة والكويتي إلى الآن يدفع الثمن بتواطؤ البنك المركزي الكويتي”. وعند التأكد من الخبر المنشور في موقع صحيفة “القبس” الكويتية في 2 آذار/ مارس 2019، وجدنا أنه لم يرد ذكر الوافدين فيه.

وتجدر الإشارة إلى أن  حسابات وزير المالية عبدالوهاب الرشيد، ومجلسي الأمة والوزراء، هي أكثر الحسابات التي أُشيرت إليها في التغريدات التي احتوت على هاشتاغات الحملة.

الواضح من التحليل السابق، أننا أمام حملة منظّمة يقودها تجمع “حقوق المتقاعدين” لتضخيم الحشد للمطالبة بزيادة الرواتب التقاعدية وإسقاط القروض، من خلال استخدام هاشتاغات عدة للإشارة إلى الأزمة، كما تبنت بعض الحسابات خطاب “معاداة  الوافدين” واتهامهم بالحصول على معاملة مختلفة عن المواطنين الكويتيين، وذلك لزيادة التعاطف مع قضية القروض، ووصل الأمر إلى حد نشر معلومات مضللة وأضيف إليها سياق جديد غير صحيح.

الأدوات المستخدمة:

InVID Verification Plugin

Twitter Search

Tweetdeck

Gephi

Twitter

Hoaxy