مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

مصر… حسابات مزيّفة للدفاع عن سعد لمجرد

مصر… حسابات مزيّفة للدفاع عن سعد لمجرد

مصر… حسابات مزيّفة للدفاع عن سعد لمجرد

الحسابات صاحبة التوصيات الوهمية على الصفحات الموجودة أدناه، هي نفسها التي دافعت عن سعد لمجرد، وانتقدت اعتراضات “سبيك آب” على حفله.


تعالت الأصوات الرافضة تنظيم حفل سعد لمجرد في مصر عام 2022، وانخرطت شبكة من الحسابات مزيفة في حملة عبر “فيسبوك”، للدفاع عن المُغني المغربي الذي تلاحقه اتهامات تشمل وقائع اغتصاب مختلفة في فرنسا والولايات المتحدة.

نشطت خلال الشهر الماضي، حملات مدافعة عن حقوق النساء في بلدان عربية كمصر ولبنان، رفضاً لتنظيم حفلات لـلمجرد. في المقابل، اتبعت حسابات الشبكة المدافعة عن المغني، نسقاً واحداً ومُكرراً في نشاطها وتفاعلاتها مع ما نشرته تدوينات مناهضة له.

“اللجان وصلت”


بدأت دعوات رفض حفل لمجرد منذ الإعلان عنه في أحد فنادق منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر،  وبرزت مجموعة “Speak Up اتكلم/ي”، المبادرة النسوية المصرية لدعم ضحايا العنف بكل أشكاله، كإحدى المجموعات الرافضة الحفل. 

لعبت مبادرة “Speak Up” دوراً بارزاً في تبنّي قضايا العنف ضد المرأة في السنوات الأخيرة، أبرزها قضية الاعتداء الجنسي على “فتاة فندق فيرمونت” عام 2014، التي كُشفت تفاصيلها عام 2020، قبل إخلاء سبيل المتهمين في أيار/ مايو 2021، “لعدم كفاية الأدلة”، في حين أن سبب برائتهم غير الرسمي، انتماؤهم إلى عائلات نافذة في مصر .

كتبت “Speak Up” عن منظمي الحفل قبل يومين من الإعلان عنه في 29 كانون الأول/ ديسمبر، ، وقالت إنهم القائمون على حفله أنفسهم في عام 2016. 

 وأوضحت المبادرة آنذاك،  أن تنظيم الحدث لم يأخذ في الاعتبار “أمن السياح وسلامتهم”، وأضافت “ما تجيبوش واحد عليه 4 اتهامات اغتصـاب وعنده قضية مفتوحة في فرنسا – ممكن ياخد فيها حكم أي وقت – وهربان من قضية في أميركا، وتطلعوه يعمل مؤتمر وحفلة وتحتفلوا بوجوده يا بتوع السياحة”.


ظهرت لاحقاً تعليقات على التدوينة من حسابات مختلفة تحمل نبرة واحدة، وهي الدفاع عن لمجرد. ما دفع بالمبادرة الى التعليق بـ”واو، اللجان وصلت أهي”.

اعتاد المصريون منذ عام 2011، على إطلاق مسمى “لجان، لجنة” على الحسابات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، عند الشك في أنها ليست مملوكة لأشخاص حقيقيين، أو تدار من طريق أجهزة أمنية أو مجموعات مناهضة لفكرة رائجة نالت اهتمام عدد كبير من الناس،  فـ”اللجان” مصطلح مكافئ لـ”الذباب الإلكتروني” الذي ظهر للمرة الأولى في منطقة الخليج.

دققنا النظر في الحسابات الداعمة للمجرد، ولاحظنا أنها تضع صوراً تعريفية تبدو أنها لأشخاص حقيقيين، لكن احتمالات تعرّضها للسرقة من أصحابها كبيرة، ناهيك بأن بعضها لا يضع صورة لغلاف الحساب.

هذه الحسابات المنشأة في نطاق زمني ضيّق، لا تتفاعل مع حسابات أخرى، وبعضها يُظهر قوائم الأصدقاء، والبعض الآخر يخفيه. كما تلجأ إلى حيلة طلب الصداقة من أشخاص حقيقيين ربما يربطهم شيء ما على أرض الواقع، للإفلات من التعرف إليها وإضفاء هوية حقيقية عليها.

أبرز الروابط المشتركة بين هذه الحسابات، أنها سبق أن وضعت تعليقات وتوصيات على صفحات بعينها على “فيسبوك”، باستخدام خاصية الـ Reviews أو الـRecommendations. 

الصفحات التي نقلت هذه التوصيات عبارة عن صفحات تابعة لشركات سياحية وملاحية خاصة، ومطاعم وأثاث موبيليا، إضافة إلى محال حلاقة وأخرى لبيع مستلزمات صالات الألعاب الرياضية. 

تشير هذه اللفتة إلى احتمال مفاده، أن هذه الحسابات جزء من شبكة تسويق دعائي، تعتمد على حيل ترويج “رخيص” غير مبتكرة  لمصلحة الجهات والشركات الراغبة في ذلك، إذ تُغرق الصفحات التجاريّة بتوصيات وهمية عن جودة الخدمات المقدمة، في استغلال لاهتمام قطاع لا بأس به من المصريين، بقراءة التوصيات المرتبطة بالمنتجات والخدمات والفنادق.  

الحسابات صاحبة التوصيات الوهمية على الصفحات الموجودة أدناه، هي نفسها التي دافعت عن سعد لمجرد، وانتقدت اعتراضات “سبيك آب” على حفله. 



أحصى Arabi Facts Hub عشرات الحسابات التي تدار وتتفاعل بالنسق نفسه، وساعدت تدوينة أخرى لمبادرة “سبيك آب”، في التعرف إلى المزيد منها. انتقدت التدوينة سلسلة فنادق شهيرة في شرم الشيخ، لاستضافتها حفل لمجرد. وبعد وقت قصير، ردت عشرات الحسابات بتعليقات متكررة ومتشابهة على التدوينة.|

 

كيف تُقاد الحملة المضادة؟

هناك شبكة من عشرات الحسابات المزيفة على الأقل، عملت بشكل منسق للدفاع عن سعد لمجرد وتنظيم حفله في مصر. ترتبط الحسابات  على الأرجح بشبكة تسويق دعائي، إذ شاركت هذه الحسابات سابقاً في إعطاء توصيات لمنتجات تجارية وشركات سياحة وخدمات وفنادق. 

 لجأت الجهة المالكة لهذه الحسابات إلى حيل كثيرة للإفلات من احتمالية اكتشاف “فيسبوك” والأشخاص، أنهم أمام حسابات مزيّفة عبر إضافة أشخاص تبدو حساباتهم حقيقية.

استولى القائمون على هذه الحسابات، على صور شخصية لأشخاص حقيقيين لاستخدامها في تزييف هوية الحسابات،كما رُصد محتوى مكرر في تعليقات مدافعة عن سعد لمجرد.