تحريض منسق ضد صحافيي غزة تقوده حسابات إسرائيلية
في هذا التقرير نكشف عن حملة منسقة تقودها حسابات وهميّة مناصرة لإسرائيل، لعبت دوراً فاعلاً في إطلاق حملة التحريض ضد الصحافيين الفلسطينيين الثلاثة، وتضخيم التفاعل معها.
رصد “مجتمع التحقق العربي” مجموعة من الحسابات الوهمية، التي قادت حملات مضلّلة باللغة الإنجليزية ضد عدد من الصحافيين في غزة، وعملت على الترويج لمنشورات مضلّلة أخرى نشرها مؤثرون إسرائيليون منذ بدء حرب غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
سبق بعض من هذه الحملات بيان الجيش الإسرائيلي الذي صدر في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، وزعم فيه انتماء ستة من صحافيي “الجزيرة” إلى حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
سبق أن تتبعنا في تقرير بعنوان “مؤثرون إسرائيليون يطلقون دعاية مضلّلة ضد صحافيي غزة“، حسابات مؤثرين إسرائيليين يملكون عشرات الآلاف من المتابعين على منصة “إكس”، نشروا دعاية مضلّلة على فترات زمنية متفرقة، استهدفت ثلاثة من صحافيي “الجزيرة”، الذين تضمن بيان الجيش الإسرائيلي أسماءهم، وهم: أنس الشريف، وحسام شبات، وإسماعيل عمر.
وصنف تقرير “مراسلون بلا حدود” الأخير غزة بأنها “المنطقة الأكثر خطورة” على الصحافيين في العالم، مشيراً إلى أن الصحافيين هناك لا يواجهون فقط المخاطر الجسدية، بل أيضاً حملات ممنهجة لتشويه سمعتهم.
تتبعنا المنشورات التي نُشرت عن الصحافي أنس الشريف باللغة الإنجليزية، عبر استخدام أداة الرصد Meltwater Explore، ورصدنا عدداً من الحسابات التي أطلقت حملات تحريضية مضلّلة ضد الشريف.
“
تتبعنا المنشورات التي نُشرت عن الصحافي أنس الشريف باللغة الإنجليزية، عبر استخدام أداة الرصد Meltwater Explore، ورصدنا عدداً من الحسابات التي أطلقت حملات تحريضية مضلّلة ضد الشريف.
بدأت خمسة حسابات داعمة لإسرائيل حملة تضليلية ضد الشريف في 11 كانون الأول/ ديسمبر 2023، عقب مقتل والده في غارة إسرائيلية على منزل عائلته في مخيم جباليا، حسبما نشرت قناة “الجزيرة“
لقطتا شاشة إحداهما باللغة الإنجليزية والأخرى مترجمة إلى العربية لأول حساب يكتب منشوراً مضلّلاً ضد الصحافي أنس الشريف في تاريخ 11 كانون الأول/ ديسمبر 2023. المصدر: (@MiddleEastOSINT/ أرشيف)
كان حساب @MiddleEastOSINT أول حساب يزعم أن “أنس الشريف احتفل بهجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ونشر توثيقاً لجثث القتلى”، تعليقاً منه على فيديو التقط أثناء تشييع الشريف جثمان والده.
وفق أداة Social Blade، أُنشئ حساب @MiddleEastOSINT في 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ أي عقب حرب إسرائيل على قطاع غزة، وعلى مدار 13 شهراً نشر الحساب 16,394 منشوراً، بمتوسط 40 منشوراً في اليوم، ما يشير إلى نشاط غير طبيعي.
يحمل الحساب علامة التوثيق الزرقاء، التي يمكن لأي شخص الحصول عليها عبر اشتراك شهري يُدفع لمنصة “إكس”، ويضع موقعه الجغرافي في إسرائيل، ويستخدم صورة الممثل الكندي الشهير رايان غوسلينغ صورة شخصية.
بتصفح حساب @MiddleEastOSINT تبين أن الغالبية العظمى مما ينشره باللغة العبرية، ومناصر لإسرائيل وحربها على غزة ولبنان ومؤخراً سوريا، إلى جانب بعض المنشورات باللغتين الإنجليزية والعربية.
أربع لقطات شاشة لأربعة حسابات وهمية نشرت محتوى تضليلياً ضد الصحافي أنس الشريف في تاريخ 11 كانون الأول/ ديسمبر 2023 في توقيتات مختلفة مُستخدمة النص والفيديو نفسيهما. المصدر: (مصدر1/ أرشيف)، (مصدر2/ أرشيف)، (مصدر3/ أرشيف)، (مصدر4/ أرشيف)
ونشرت أربعة حسابات أخرى الفيديو ذاته، مرفقاً بالنص الذي كتبه حساب @MiddleEastOSINT.
لقطة شاشة لمنشور مضلّل نشره الحساب @RealQuasar0 عن الصحافي أنس الشريف مستخدماً صياغة مشابهة للنص الذي نشرته الحسابات الأربعة السابقة. المصدر: (@RealQuasar0/ أرشيف)
فيما استخدم الحساب الخامس @RealQuasar0 جزءاً من النص بصياغة مختلفة قليلاً، مع مشاركة الفيديو نفسه.
تُظهر الحسابات الخمسة دعمها لإسرائيل، إما من خلال الصورة الشخصية وصورة الغلاف، وإما بمشاركة رمز الشريطة الصفراء الذي يعبّر عن التضامن مع أهالي الأسرى الإسرائيليين، إلى جانب كتابة “صهيوني” في خانة الوصف أسفل اسم الحساب.
وبتصفح الحسابات لاحظنا مشاركتها محتوى داعماً لإسرائيل، عبر النشر وإعادة التغريد بكثافة على مدار الـ 12 شهراً الماضية.
لقطة شاشة لمنشور @theothershira بتاريخ 1 شباط/ فبراير 2024 الذي زعم أن زوجة الصحافي أنس الشريف هي ابنة شقيق زعيم حركة “حماس” السابق يحيى السنوار. المصدر: (@theothershira/ أرشيف)
في 1 شباط/ فبراير 2024، نشر حساب @theothershira منشوراً زعم فيه أن زوجة الصحافي أنس الشريف بيان السنوار، هي ابنة شقيق زعيم حركة “حماس” الراحل يحيى السنوار.
نشر الحساب هذا المنشور الساعة 05:56 بتوقيت شرقي أوروبا (EET) وبدأ في محاولة تضخيم المنشور عبر إعادة مشاركته في التعليقات 12 مرة، ما بين الساعة 06:10 والساعة 07:08، على حسابات مؤثرين إسرائيليين ومناصرين لإسرائيل، يملكون عشرات ومئات الآلاف من المتابعين، وكلها كانت حسابات موثقة بالعلامة الزرقاء.
لقطتا شاشة توضحان تشابه الصياغة المستخدمة بين منشور @theothershira ومنشور ليزلي كاجوموفيتز @lkajomovitz الذي حمل معلومات مضلّلة بشأن زوجة الصحافي أنس الشريف. المصدر: (@theothershira/ أرشيف) (@lkajomovitz/ أرشيف)
لاحظنا أن هناك تشابهاً في الصياغة المستخدمة بين منشور @theothershira ومنشور ليزلي كاجوموفيتز @lkajomovitz في الجملتين: (You Will never guess who)، و(Before everyone/ you ask.. she is Yahya Sinwar’s niece).
وسبق أن رصدنا التضليل الذي ينطوي عليه منشور ليزلي كاجوموفيتز @lkajomovitz في الجزء الأول من التقرير.
تحققنا من مالك حساب @theothershira، وتبين أنه يتبع سيدة إسرائيلية تُقيم في بريطانيا تعمل مترجمة بين اللغة العبرية واللغة الإنجليزية.
ووفق أداة Botsentinel حدثت @theothershira حسابها وصورتها الشخصية في 23 حزيران/ يونيو 2024، إذ وضعت صورة لوحة لآلة الكمان بدلاً من صورتها الشخصية.
بالبحث تمكنا من الوصول إلى صورتها الشخصية السابقة، ومن خلال عملية البحث عن الصور عبر محرك البحث Yandex، استطعنا التوصل إلى هويتها من خلال منصة proz.com -الخاصة بالمترجمين- التي نشرت عليها سيرتها الذاتية.
العبارات الأكثر استخداماً من قِبل حساب @theothershira وفقًا لأداة (Botsentinel)
وكانت عبارات: “Gaza Journalists”، و”Al Sharif”، و”Aqsa Channels”، و”Sinwar’s Niece”، من بين العبارات الأكثر استخداماً من قِبل حساب @theothershira، وفق أداة Botsentinel، وهو مؤشر على استهداف الحساب الصحافيين والعاملين في قطاع الإعلام في غزة.
في 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 نشر إيتان فيشبرغر تدوينة زعم فيها انتماء الصحافي أنس الشريف لحركة “حماس”. رصدنا سلسلة التدوينات التي نشرها فيشبرغر ودحضنا إدعاءاته في الجزء الأول من التقرير.
عقب منشور فيشبرغر، تم رصد حساب يُدعى @ubuto23، يعمل على الترويج لمنشور فيشبرغر بشكل مكثف. وبرز نشاط الحساب في التعليقات على منشور لجنة حماية الصحافيين، الذي دانت فيه اتهامات الجيش الإسرائيلي لستة صحافيين، مشيرة إلى أنها اتهامات تفتقر إلى أدلة موثوقة.
لقطة شاشة تُظهر تعليق حساب @ubuto23 على منشور لجنة حماية الصحافيين مشاركاً منشور فيشبرغر. المصدر: (@ubuto23/ أرشيف)
علق حساب @ubuto23 على منشور لجنة حماية الصحافيين مشاركاً منشور فيشبرغر سبع مرات، خلال أربع دقائق ما بين الساعة 11:27 و11:31 بتوقيت شرق أوروبا (EET).
عند فحص حساب @ubuto23، لوحظ نشاط غير طبيعي، حيث تم إنشاء الحساب في آب/ أغسطس 2022، ومنذ ذلك الحين نشر أكثر من 48 ألف منشور. يُعد هذا العدد الكبير من المنشورات خلال عامين ونصف العام مؤشراً على نشاط غير اعتيادي قد يرتبط بحملات منظمة.
يحمل الحساب اسم إيفان (Evan) وينشر صورة رمزية تمثل شعار الحزب “الاشتراكي الثوري الروسي”، وصورة غلاف تُظهر شبه جزيرة سيناء من القمر الصناعي.
بتصفح الحساب تبين أنه يشارك منشورات مناهضة للقضية الفلسطينية ومناصرة لإسرائيل.
كما رصدنا أن هذا الحساب شارك منشوراً آخر لإيتان فيشبرغر بتاريخ 24 آذار/ مارس 2024، عن الصحافي حسام شبات، في أربعة تعليقات على منشورات لعدد من الحسابات مجهولة الهوية؛ وهو نشاط يستهدف توسيع رقعة انتشار المنشور الأصلي.
لقطة شاشة من منشور إيتان فيشبرغر عبر منصة “إكس” بتاريخ 24 مارس 2024، يتضمن المنشور لقطة شاشة لمنشور الصحافي حسام شبات حول حدوث اعتداءات في مستشفى الشفاء حسب قوله. المصدر: (@EFischberger/ أرشيف)
في 24 آذار/ مارس 2023، نشر المؤثر الإسرائيلي إيتان فيشبرغر منشوراً يزعم أن الصحافي حسام شبات يشارك في “دعاية حماس”، حول عمليات اغتصاب مزعومة داخل مستشفى الشفاء، حسب قوله.
تفاعل مع المنشور 435 حساباً، رصدنا 34 حساباً منهم أُنشأ بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وبفحص هذه الحسابات تبين أن نشاطها غير اعتيادي؛ إذ نشرت وشاركت ما متوسطه 18 ألف منشور خلال ما يقرب من 12 شهراً منذ إنشائها؛ وهو ما يعد مؤشراً على أنها حسابات وهمية أو نصف آلية.
كما لاحظنا أن بعض هذه الحسابات لا تضع صوراً شخصية، وبعضها الآخر يستخدم صوراً مولدة بالذكاء الصناعي، وبمتابعة ما تنشره رصدنا أنها تعمل على تضخيم منشورات مناصرة لإسرائيل عبر إعادة نشرها أكثر من مرة.
إضافة لذلك رصدنا 29 حساباً من الحسابات المتفاعلة مع المنشور حُذِف لاحقاً؛ بسبب انتهاك سياسات منصة “إكس”.
ثلاث لقطات شاشة توضح تسلسل مشاركة منشور فيشبرغر عن الصحافي أنس الشريف حسب التوقيت. المصدر: (@dovm336583/ أرشيف) (@bennnnnbennnnnn/ أرشيف) (@EFischberger/ أرشيف)
قبل أن يقوم إيتان فيشبرغر بإعادة نشر منشوره السابق عن الصحافي حسام شبات في 23 آذار/ مارس 2024، عقب بيان الجيش الإسرائيلي، تم رصد حسابين أعادا نشر المنشور نفسه في تعليقين منفصلين. الحساب الأول يُدعى @dovm336583، بينما الحساب الثاني يحمل اسم @bennnnnbennnnnn.
بتصفح حساب @dovm336583 وجدنا أنه يضع منشوراً مثبتاً على رأس حسابه يقول: “Unmasked Gazan ‘journalists“، ما يعني بالعربية: “كشف حقيقة صحافيي غزة”، مع مشاركة سلسلة من المنشورات أسفل هذا المنشور عن عدد من الصحافيين في غزة، تتهمهم بالانتماء إلى حركة” حماس”، وكانت من بينها منشورات إيتان فيشبرغر.
وفقًا لأداة Twitonomy أُنشئ هذا الحساب في 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ أي بعد حرب على غزة.
لا يضع الحساب صورة شخصية أو صورة غلاف، ونشر على مدار 12 شهراً -منذ نشأته وحتى الآن- أكثر من 9 آلاف منشور، وهو ما يشير إلى نشاط غير طبيعي للحساب.
لقطة شاشة لتدوينة فيشبرغر أعاد نشرها حساب @RenrawT في التعليقات على تدوينة نشرها الصحافي حسام شبات. المصدر: (@RenrawT/ أرشيف)
في 25 آذار/ مارس 2024، رُصد حساب يُدعى @RenrawT شارك منشور إيتان فيشبرغر خمس مرات في تعليقات على حساب الصحافي حسام شبات خلال دقيقة واحدة فقط، بين الساعة 01:02 و01:03 صباحاً. تضمنت التعليقات اتهامات تزعم انتماء شبات لحركة “حماس”.
يضع الحساب علم إسرائيل صورة شخصية، ويشارك محتوى مناصر لإسرائيل بكثافة من بينها منشورات إيتان فيشبرغر.
وفق أداة Socialblade أُنشئ الحساب في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ونشر منذ ذلك الحين أكثر من 14 ألف تغريدة، وهو عدد كبير يشير إلى نشاط غير طبيعي وممنهج للحساب.
أسهم حساب @ariels__x في الترويج لمنشور إيتان فيشبرغر من خلال نشره سبع مرات ضمن التعليقات، من بينها أربعة تعليقات جاءت كردود على تعليقات أخرى على منشور للمؤثر البريطاني والكاتب أوين جونز، المعروف بدعمه للقضية الفلسطينية.
كما رصدنا حساباً آخر يُدعى @francoisamara1 يشارك منشور إيتان فيشبرغر بشأن الصحافي حسام شبات عدة مرات وعلى فترات زمنية مختلفة، مما يشير إلى نشاط متكرر ومنهجي للترويج للمحتوى.
بداية شارك منشور فيشبرغر على حسابه في تاريخ 24 آذار/ مارس 2024، الساعة 10:14 مساء بتوقيت شرق أوروبا (EET)، ثم شاركه مرة أخرى بعد نحو ساعة مع كتابة تعليق: “حسام شبات الصحافي رجل ميت. دعاية “حماس تصاعدت بشكل كبير حول مزاعم بحدوث عمليات اغتصاب داخل مستشفى الشفاء”، وأشار إلى حسابات الصحافي حسام شبات وقناة “الجزيرة”، وعدد من السفراء والمسؤولين الفلسطينيين.
ثم شارك منشور فيشبرغر في عدة تعليقات على حساب الصحافي حسام شبات.
وفي الجزء الأول رصدنا محتوى تحريضياً نشره الكاتب خالد حسان، وهو المنشور الذي حاولت بعض الحسابات الوهمية أن تضخمه وتزيد انتشاره.
في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، شارك حساب يُدعى @waltisnotmyname منشور خالد حسان 13 مرة خلال ثلاث دقائق ما بين الساعة 10:58 و11:01 مساء، وهو ما يشير إلى نشاط غير طبيعي أو ما يسمى “نشاط آلي” للحساب.
وشارك @waltisnotmyname منشور حسان في التعليقات رداً على عدد من المستخدمين المعلقين على منشور الصحافي حسام شبات ثلاث مرات، كما شاركه على منشور نشره حسن بيكر المذيع التركي الأميركي بشأن بيان الجيش الإسرائيلي ثماني مرات.
ورصدنا حساباً آخر يُدعى @hicowiwy71944 شارك منشور خالد حسان ست مرات في التعليقات؛ منها تعليقات على منشور للصحافي حسام شبات رد فيه على بيان الجيش الإسرائيلي، وأخرى على منشور للمؤثر تامور حسين رئيس تحرير موقع GameSpot، الذي انتقد ما وصفه بنوايا الجيش الإسرائيلي اغتيال الصحافيين من دون تقديم أي دليل.
يبدو أن حساب @hicowiwy71944 حساب وهمي، إذ لم ينشر أي محتوى منذ تاريخ إنشائه، ولا يتابعه أي شخص، ولا يحتوي على تعريف أو معلومات تشير إلى هويته أو الموقع الذي ينشط منه.
في 13 شباط/ فبراير 2023، عقب الإعلان عن إصابة مراسل الجزيرة إسماعيل أبو عمر والمصور أحمد مطر بجروح خطيرة، إثر استهدافهما بطائرة مسيّرة إسرائيلية في منطقة ميراج شمالي مدينة رفح، انطلقت حملة مضلّلة عبر منصة “إكس” تستهدف الصحافي إسماعيل أبو عمر، بهدف تشويه صورته والتشكيك في تقاريره الصحافية.
باستخدام أداة الرصد Meltwater Explore، تتبعنا الحسابات التي شاركت في هذه الحملة، وكتبت منشورات عن الصحافي إسماعيل أبو عمر باللغة الإنجليزية. من خلال تحليل البيانات، تبين أن عدداً من الحسابات الوهمية لعبت دور “مطلق الصفارة” (الحملة).
باستخدام أداة الرصد Meltwater Explore، تتبعنا الحسابات التي شاركت في هذه الحملة، وكتبت منشورات عن الصحافي إسماعيل أبو عمر باللغة الإنجليزية. من خلال تحليل البيانات، تبين أن عدداً من الحسابات الوهمية لعبت دور “مطلق الصفارة” (الحملة) عبر نشر منشورات تزعم انتماء أبو عمر إلى حركة “حماس” وتدّعي أنه شارك في هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
رصدنا سبعة حسابات وهمية كانت من أوائل الحسابات التي بدأت بنشر معلومات مضلّلة عن إسماعيل أبو عمر ما بين الساعة 02:56 مساء و07:44 مساء بتوقيت شرق أوروبا، قبل أن تنشر المؤثرة الإسرائيلية أفيفا كلومباس منشورها الذي تناولناه وأثبتنا احتواءه معلومات مضلّلة في الجزء الأول من التقرير. استخدمت هذه الحسابات فيديو لأبو عمر أثناء تغطيته اجتياح مستوطنة نير عوز من قِبل حركة “حماس”، وزعمت أنه شارك في هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. كما وضعت بعض هذه الحسابات الفيديو إلى جانب صورة لأبو عمر بعد إصابته بطائرة مسيّرة إسرائيلية، محاولة تبرير عملية استهدافه
تستخدم الحسابات السبعة أسماء وهمية، ويضع بعضها صوراً مولدة بالذكاء الصناعي، والبعض الآخر يستخدم صوراً رمزية.
في الساعة 3 مساءً بتوقيت شرق أوروبا، نشر حساب @RRespawned أول منشور زعم فيه أن الصحافي إسماعيل أبو عمر “وثّق” هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مستخدماً فيديوين سبق أن نشرهما أبو عمر يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر على حسابه في قناة “تيليجرام”، يظهران تغطيته الصحافية لهجوم “حماس” على غلاف غزة.
وفقًا لأداة Social Blade، تم إنشاء حساب @RRespawned في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، ونشر حتى الآن 200,575 منشوراً؛ وهو عدد ضخم من التدوينات يتجاوز الحدود الطبيعية للنشاط على المنصات الاجتماعية.
ويحمل الحساب اسم Rat Bastard، ويستخدم صورة فأر مولدة بالذكاء الصناعي صورة شخصية، ولا يضع أي بيانات تعريفية تفصح عن هوية صاحب الحساب.
بالنظر إلى منشورات الحسابات السبعة، رصدنا وجود تكرار للنص الذي استخدمه كل من حساب @RRespawned وحساب @anchor_fouled عن الصحافي إسماعيل أبو عمر، مع ملاحظة أن حساب @RRespawned أول من نشر النص وفق توقيت المنشور. وتطابق النصوص بين الحسابات ذات التوجهات الواحدة، يُعد مؤشراً على نشاط منسق لتضخيم النقاش حول موضوع ما.
ورصدنا حساب @RealQuasar0 من بين الحسابات السبعة التي لعبت دور “مطلق الصفارة” (مطلق الحملة) في الحملة المضلّلة ضد الصحافي إسماعيل أبو عمر. وهو ذاته الحساب الذي رصدناه سابقاً في بداية التقرير، إذ لعب الدور نفسه في إطلاق حملة تحريضية ضد الصحافي أنس الشريف في 11 كانون الأول/ ديسمبر 2023.
كشف تقرير منظمة مراسلون بلا حدود لعام 2024 عن تزايد الهجمات على الصحافيين، خاصة في مناطق النزاعات والحروب، وصنف التقرير غزة بأنها “المنطقة الأكثر خطورة في العالم على الصحافيين”، إذ سجلت أعلى عدد من الصحافيين الذين قُتلوا؛ جراء ممارسة عملهم خلال السنوات الخمسة الماضية.
وذكر التقرير أن ثلث الصحافيين الذين قتلوا في عام 2024 على مستوى العالم، لاقوا حتفهم على يد الجيش الإسرائيلي. ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 130 صحافياً فلسطينياً في قطاع غزة؛ من بينهم 32 على الأقل اسُتهدفوا أثناء قيامهم بعملهم.
وذكرت مراسلون بلا حدود في تقرير آخر أن إسرائيل دمرت عدداً من المباني الإعلامية، فضلاً عن اعتقال صحافيين وتعذيبهم، وقطع الإنترنت والكهرباء بانتظام، في حين أن الصحافيين الذين اختاروا مواصلة العمل في القطاع المحاصر، غالباً ما يجدون أنفسهم عُرضة لحملات دعائية تشوّه سمعتهم وتشكك في نزاهتهم، وذلك من خلال اتهامهم بالعمل مع المقاتلين أو بالمشاركة في هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.