تصاعدت مطالب إطلاق سراح المدون والناشط السياسي البارز علاء عبد الفتاح، الذي أعلن خوضه إضراباً شاملاً عن الماء والطعام استمر نحو أسبوع، وذلك بالتزامن مع مؤتمر المناخ الذي تنظمه الأمم المتحدة في مدينة شرم الشيخ المصرية بحضور دولي واسع، وذلك بعدما أمضى المدون والمبرمج عقده الماضي تقريباً في السجن، بينما ظهرت حملة موازية ضخمة تدافع عن موقف الحكومة، وتروج لرواية أنه “مُتهم في قضايا جنائية” لا سياسية.
وكانت محكمة أمن الدولة في مصر قد قضت بالسجن 5 سنوات لعلاء عبدالفتاح في كانون الأول/ ديسمبر 2021، بتهمة “نشر أخبار كاذبة”، بعدما أعاد نشر تدوينة عن تردي الأوضاع في السجون.
بعد ضغط إعلامي دولي أعلن عبد الفتاح فك اضرابه عن الطعام في خطاب لأسرته.
قصة علاء عبد الفتاح تبدو نموذجية لفهم كيف تنطلق حملات استهداف أشخاص مؤثرين.
كيف بدأت الحملة على علاء عبدالفتاح وكيف كانت امتداداتها؟
“مجتمع التحقق العربي” يعرض القصة من البداية.
تزامنت الحملة الموازية مع سعي أسرة علاء إلى جذب المزيد من الاهتمام الدولي إلى قضيته خلال قمة المناخ، والضغط من أجل إطلاق سراحه باعتباره حاملاً للجنسية البريطانية، التي اكتسبها من والدته ليلى سويف، المولودة في بريطانيا.
جمعت الحملة خليطاً من مؤيدي الحكومة- بما فيهم صحف وإعلاميون- ومجموعات منحازة لرواية الدولة على طول الخط في موضوعات مختلفة، إلى المتحمسين القوميين للهوية الفرعونية و”الكيمتيين”، ومنظمي حملات معادية لوجود اللاجئين والمهاجرين في مصر.
كان خطاب الحملة مركزاً في اتجاه وسم علاء عبدالفتاح بأنه “إرهابي” بالاستناد إلى معلومات بعضها مضللة ومقاطع فيديو قديمة ظهر فيها علاء إبان خلاف قوى الثورة مع المجلس العسكري الحاكم للبلاد بعد الإطاحة بحسني مبارك في انتفاضة 25 يناير 2011.
في Arabi Facts Hub، وثقنا نشاط الحملة وحللنا تفاعلاتها ونلقي الضوء على أبرز المؤثرين فيها، وطبيعة المحتوى المنشور.
في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر، صعّد علاء عبد الفتاح إضرابه عن الطعام الذي بدأه في نيسان/ أبريل الماضي، ليصبح تاماً بعدما كان يحصل على 100 وحدة كالوري فقط من الشاي والحليب، ثم توقف عن شرب الماء في الأيام اللاحقة، تزامناً مع تنظيم قمة المناخ في مصر.
أثار إضراب علاء الشامل مخاوف على حياته، وتعالت دعوات عبر الشبكات الاجتماعية ومن خلال مسؤولين دوليين لسرعة إطلاق سراحه، وهو ما اعتبرته الحكومة المصرية “إهانة غير مقبولة”.
في مطلع نوفمبر، كان تدفق التعليقات السلبية تجاه إضراب علاء قليلة ومحتواها مكرر وسيطرت عليها حالة من السخرية، ربما لأن تركيز مؤيدي الحكومة كان منصباً على مهاجمة الدعوات للتظاهر في 11 تشرين الثاني، والتعبير عن دعم الشرطة.
إلا أنه مع اكتساب موقف علاء المزيد من الزخم خلال قمة المناخ، أصبحت الحملة أكثر تنظيمًا وظهرت موجة من الهاشتاغات المؤيدة لموقف الحكومة، تدعو لعدم إطلاق سراحه وإن انتهى الأمر بموته، بحسب محتوى بعض التغريدات.
ناشر التغريدة السابقة، هو باسم المصري أو باسم بخيت، مدير مصنع لمنتجات البلاستيك في ضاحية عين شمس الشرقية في القاهرة، واعتاد إطلاق حملات إلكترونية مدافعة عن سياسات الحكومة وقرارات الرئيس المصري. سبق أن تناول Arabi Facts Hub قصته في تحليل سابق
لاحقاً، عاد النشاط إلى وسم #علاء_عبد_الفتاح_عميل_خاين بعد إعلان منى سيف، شقيقة علاء، أنه يعتزم الإضراب الشامل مع بدء قمة المناخ في 6 تشرين الثاني. كان أول ظهور للوسم في 30 آب/ أغسطس من شخص اسمه طاهر الحرازي لدى رده على تغريدة كتبتها منى قالت فيها: “هيحصل ايه يا مصر لو تدينا أخونا ونقفل الأمور ما بينا لحد كدة؟!”.
كان طاهر الحرازي، الذي يقول إنه عضو في حزب “مستقبل وطن” بأمانة محافظة القاهرة، يضع رقم 8 إلى جانب اسمه، ما قد يشير إلى أنه ربما يكون الحساب رقم ثمانية له. وعادة ما تضع الحسابات المنغمسة في حملات إلكترونية مثل هذه الأرقام للإشارة إلى أنه سبق أن أغلق “تويتر” حسابات لها، وربما لتسهيل نيلهم الثقة لدى المجموعات الناشطة في تلك الحملات.
حتى 10 تشرين الثاني حصد هذا الهاشتاغ 1841 تغريدة و3817 إعادة مشاركة و9675 حالة إعجاب أو لايك.
تشير إحصاءات SNA – InVID إلى أن حساب Col_Ahmed_Army_@ الذي زعم أنه ضابط سابق بالقوات الجوية المصرية، كان الأكثر تغريداً على الهاشتاغ بـ124 تغريدة.
سبق أن خسر “الضابط السابق” حساباً له، يبدو أن تويتر أغلقه بسبب استخدامه في حملات إلكترونية ذات نشاط غير أصيل، وهو ما دفعه لإنشاء حسابه الحالي في 21 تشرين الأول/ أكتوبر، لينشر عليه أكثر من 2300 تغريدة منذ ذلك الحين، أي خلال 20 يوماً فقط، وهو معدل مرتفع للغاية بالنسبة إلى حالة التغريد العفوي الطبيعي. ويتابعه قرابة 400 حساب، معظمهم يضع علم مصر.
ارتبطت التغريدات الأكثر انتشاراً وحصولاً على التفاعل عبر الهاشتاج بمؤتمر عٌقد على هامش قمة المناخ وحضرته شقيقة علاء عبدالفتاح، سناء سيف، التي رافقت الوفد البريطاني إلى القمة. واشتلمت هذه التدوينات تعليقات على المواجهة الكلامية بين سناء والبرلماني المصري عمرو درويش، عضو تنسيقية شباب الأحزاب المؤيدة للحكومة.
كانت التغريدة الأكثر حصولاً على التفاعل صادرة من حساب shimaa3060@، المنشأ منذ تشرين الثاني 2015. وتضمنت لقطات مصورة يبدو أنها التقطت خلسة، لتظهر محادثات بين بعض منظمي المؤتمر الداعمين لموقف علاء عبدالفتاح.
شيماء قالت متفاخرة إن “اللقطات اللى واخدينها- لشوية عملاء- كلها طبيعية ولما نحب نذيع بنذيع”، بينما انتقد البعض تصوير حضور المؤتمر دون علمهم.
تملك شيماء حساباً على فيسبوك يحمل اسم شيماء رفعت، من مدينة المنصورة شمالي مصر، ولديها صفحة باسم “بتاعت أسنان”.
شيماء هي إحدى مديري مجموعتي “فيسبوك” على الأقل، هما غروب “قلب الوطن” الذي يضم 31 ألف عضو، والثاني اسمه “الدولجية” وفيه قرابة 12 ألف عضو.
* عام 2016، أسس مديرو مجموعة “الدولجية”، مجموعة “اتحاد مؤيدي الدولة” المُغلق، الذي ارتبط باسم إبراهيم الجارحي، المعروف بقيادته وتنظيمه حملاته إلكترونية ضد المعارضة وجماعة الإخوان في السنوات الماضية.
لدى شيماء حساب آخر على “تويتر” يحمل الاسم ذاته تقريباً، كما رشحت مساحة البحث في “تويتر” عندما وضعنا هاندل حسابها الأول. تستخدم شيماء الحسابين في تضخيم ما تود ترويجه من رسائل أو مشاركة في الحملات الإلكترونية.
كما وجدنا أنها عضو في مجموعة “التحالف المصري لإعلام السوشيال ميديا” عندما لاحظنا تدوينة لأحد الأشخاص على المجموعة يثني على عدد من الأعضاء، بينهم “شيماء بتاعت سنان” وآخرون كان لهم دور لافت في الحملات الإلكترونية على مدار السنوات الماضية، ووصفهم بأنهم “سفراء الإعلام المصري للمواطن المصري السوي”.
لدى المجموعة، التي تضم شعار قمة المناخ، أكثر من 27 ألف عضو، وتنشر فيه 255 تدوينة يومياً. وهو إحدى نقاط الحشد للحملات الإلكترونية التي تنطلق من “فيسبوك” إلى بقية المنصات الأخرى، مثل “تويتر”.
على سبيل المثال، وجدنا تدوينة لأماني عبد العزيز، التي كان حسابها ضمن قائمة “السفراء”، تدعو فيها أعضاء المجموعة إلى المشاركة في هاشتاغ ظهر خلال القمة وهو #العالم_يحترم_مصر. وفي تدوينة تالية منشور لقناة “صدى البلد” يقول إن الهاشتاغ يتصدر ترند “تويتر”.
كما أي مستخدم للسوشيال ميديا، تتباين طريقة تعامل أماني مع حساباتها المختلفة، فهي جزء من الحملات الإلكترونية عبر “فيسبوك” و”تويتر“، بينما تميل إلى نشر صور ومقاطع فيديو عبر “يوتيوب” و”تيك توك” للأماكن التي تزورها في مصر، وبصورة ما لديها ارتباطات بدوائر مقربة من الرئاسة.
في نيسان/ أبريل الماضي، تلقت أماني دعوة لحضور إفطار الأسرة المصرية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي. هنأتها صديقتها شيماء رفعت بتلقي الدعوة، التي نشرتها آنذاك. كما نشرت فيديو على “تيك توك” لتقول إنها حضرته بالفعل.
من “كفاية عتمة حكم العسكر” لحضور إفطار الرئيس وركوب الترند. ما قصة تحالف إعلام السوشيال ميديا؟
في صدارة منشور “قائمة السفراء”، كان هناك اسم إسلام عباس، الذي يقدم باعتباره مؤسس “التحالف المصري لإعلام السوشيال ميديا”، وأنه محام دولي ومحاضر دولي.
في نهاية 2020، تأسس التحالف المصري وهو بحسب ما يعرف نفسه “تحالف أصحاب الصفحات الوطنية المؤثرة على السوشيال ميديا لموجهة أكاذيب وشائعات منصات الإعلام الإخوانية الكاذبة والتى تريد دوماً النيل من مصر وبقية الدولة العربية كالإمارات والسعودية اللتين أكن لهما احتراماً وتقديراً كبيرين”، كما قال إسلام عباس في استمارة التسجيل للانضمام للتحالف.
عمل إسلام عباس، المولود بالإسكندرية، في مدينة الخُبر بالسعودية حتى منتصف عام 2011، وعاد إلى مصر في آب/ أغسطس من العام نفسه. وسبق أن زار قطر والإمارات.
مثل أماني عبدالعزيز، كان عباس مدعواً من قبل الرئاسة لحضور إفطار الأسرة المصرية.
في منشور على “فيسبوك”، ظهر إسلام وأماني وآخرون خلال انعقاد فعاليات منتدى شباب العالم في كانون الثاني/ يناير الماضي. نشر التدوينة حساب لشخص اسمه حسام حسن، عرف نفسه بأنه عضو في التحالف وكان في سلاح المهندسين العسكريين، وحصل على دورة الأمن القومي والتخطيط الاستراتيجي في أكاديمية ناصر العسكرية.
تكشف تفاعلات مجموعة “التحالف المصري” تولي إسلام مهمة التنسيق وتوزيع الأدوار مثلما كان يفعل إبراهيم الجارحي في إدارته لـ”اتحاد مؤيدي الدولة” (قرابة 100 ألف عضو)، الذي يعد جزءً من عشرات من الجروبات “الوطنية” مُدرجة في “التحالف المصري”. طالع البوست أدناه.
في تصريحات لموقع “بوابة البرلمان” في كانون الثاني 2021، كشف إسلام عباس الهيكل التنظيمي للتحالف وطبيعة الأدوار القيادية فيها، “على سبيل المثال لدينا ملف السياسي، فهناك مسؤول من التحالف بالحديث وإنشاء المحتوى المرئي وهو المستشار إسلام عباس… وملف للترويج السياحي… هناك مسؤولة من التحالف تدير هذا الملف وهي الأستاذة أماني عبد العزيز، وهي يوتيوبر مصري لديها مشاهدات على “يوتيوب” تتجاوز المليون ونصف المليون مشاهدة”.
“كما تتنوع منصات التحالف على السوشيال ميديا مثلا توك شو يقدمه المذيع بصدى البلد الأستاذ سيف محمود وعلى صفحة “ماركر” إحدى الصفحات المشاركة في التحالف ..وهناك أيضًا صفحات شخصية تتمتع بالتأثير والمشاهدة مثل صفحة دكتور شيماء رفعت (48 ألف متابع في صفحتها بتاعت سنان) وصفحة الأستاذ تامر رؤوف وأخيرًا في الإدارة الداخلية والتنسيق وكتابة المقالات للتحالف الأستاذة مايسة نصر والأستاذة ياسمين جويلي”.
لا يقتصر نشاط التحالف المصري لإعلام السوشيال ميديا على داخل مصر. فسبق أن نظم تظاهرات محدودة خارج البلاد، إحداها كانت أمام البرلمان الأوروبي “للتنديد بجرائم أردوغان”. وتلعب دوراً في نشاطه خارجياً، جاكلين سعد، سكرتيرة الهيئة القبطية الأميركية.
ومع نشاط الحملة المضادة للحملة المنادية بإطلاق سراح علاء عبدالفتاح، كان لافتاً تفاخر إسلام عباس صفحته في “فيسبوك” بـ”ركوب الترند”.
بنى المشاركون في حملة مهاجمة علاء عبدالفتاح هامشاً كبيراً من هجومهم، بالعودة إلى ما قاله علاء عبدالفتاح في الماضي، لا سيما إبان الثورة المصرية.
كان لافتاً نشر الكثير من الصفحات والحسابات تغريدات قديمة لعلاء عبدالفتاح، لتبرير موقف الحكومة من عدم إطلاق سراحه، بعضها يهاجم الحكومة والمجلس العسكري الحاكم بعد رحيل حسني مبارك. وهي تصريحات أعاد علاء تقييم بعضها، وأوضح لماذا يعتقد أنها “وهم”، هنا.
عندما عدنا إلى ما كتبه إسلام عباس على “فيسبوك” بين عامي 2011 و2012، وجدنا أنه كتب تدوينات ربما تشبه ما قاله علاء آنذاك. منها تدوينة تندد بحكم المجلس العسكري، وتدعو إلى رحيله لـ”نطوي 60 سنة من تاريخ مصر في التهمة والقرف”، بحسب تعبيره.
على الوتيرة ذاتها، أعاد مغردون تناقل خبراً نشره موقع “البوابة” عام 2016، عن عمرو درويش النائب البرلماني الذي دخل في مشادة مع سناء سيف خلال قمة المناخ. تضمن الخبر صورة “كارنيه” “حزب الحرية والعدالة”، التابع لجماعة الإخوان المسلمين- المصنفة جماعة إرهابية في مصر – منسوبة لدرويش، الذي شغل لاحقاً منصب أمين حزب “مستقبل وطن”- بالقليوبية – القريب من أجهزة الحكم في مصر.
الشيء ذاته تكرر مع محمود بدر الذي كان يحسب على قوى انتفاضة 2011، ثم أسس “حركة تمرد” ضد حكم الإخوان المسلمين، قبل تحوله إلى خانة التأييد المطلق لحكم الرئيس المصري الحالي.
كانت الصفحات القومية وتلك المعادية لوجود اللاجئين والمهاجرين في مصر من بين المجموعات النشطة في اتجاه رفض مطالب الإفراج عن علاء عبدالفتاح. إلى جانب عدد من المهاجرين المصريين الذين عادة ما يعبرون عن تأييدهم للحكومة ويهاجمون من ينتقدها.
من بين هذه الصفحات صفحة “وعي مصر”، التي يتابعها 54 ألف شخص على فيسبوك، التي أعادت أيضًا نشر تغريدات سابقة لعلاء عبدالفتاح، مع عبارة استنكارية تقول: “يريدون الإفراج عنه”.
الصفحة وصفت مطالب الإفراج عن علاء بأنه “تدخل سافر”، وأن “المنظمات دي والمدافعين عنه ما هم إلا أصحاب توجه منحط هدفهم أي شيء غير حقوق الإنسان”.
كما نشرت صفحة “وعي مصر” على تويتر ترجمة مرافقة لمقطع صوتي كان يتحدث خلاله علاء.
لدى صفحة “وعي مصر” حسابات مختلفة على الشبكات الاجتماعية، وتهتم بالعرض البصري لمحتواها. ويتابعها أشخاص يضعون رموزاً فرعونية التي تستخدم عادة للإشارة إلى الحضارة المصرية القديمة.
كانت الصفحة جزءاً من حملات إلكترونية مناهضة لوجود اللاجئين في مصر.
وهي أيضاً أحد مكونات تكتل للصفحات القومية يتألف من 10 صفحات ومجموعات على “فيسبوك” وشبكات اجتماعية أخرى. وتقول إنها تعمل على “نشر الوعي” ومكافحة الأفكار الأممية الهادمة للأوطان” و”ترسيخ الهوية المصرية والانتماء للدولة المصرية وحضارتها وتراثها وتصحيح كافة المفاهيم المغلوطة”.
واستخدم المشاركون في الحملة ضد علاء عبدالفتاح الكثير من الوسوم باللغتين العربية والإنكليزية، منها ” #لا_للافراج_عن_علاء_عبدالفتاح، #لاللعفو_عن_علاء_عبدالفتاح، Alaa_Abdel_Fattah_is_a_criminal#، و#dont_free_alaa”.
إلى جانب آخرين، كان يحشد للهاشتاغ الأخير مهاجر مصري يعيش في مدينة إيمين في هولندا، اسمه دافيد المصري ويعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات أو الـIT. بث 52 تغريدة على الهاشتاغ. ومثله شخص آخر يسمي نفسه جون المصري. يملك الاثنان اللذان يتفاعلان معاً، حسابات مختلفة تتبنى مواقف الحكومة، وإن كان يتم إنتاج محتوى الشخص الثاني بجودة أعلى، إذ يملك شركة ميديا في هولندا.
حصد هاشتاغ #dont_free_alaa 498
1633 تغريدة و3140 إعجاباً. بينما كان دافيد المصري من بين أكثر الحسابات نشاطًا على في الهاشتاغ، فإن حساب sherinhelal555@ كان الأكثر حصولاً على التفاعل على تغريداته في الهاشتاغ.
وشيرين هلال عضو في جروب التحالف المصري، وتستخدم هاشتاج #العالم_يحترم_مصر، الذي روج له التحالف. تشير التفاعلات مع شيرين إلى أنها تروج لنظريات المؤامرة، وسبق أن صدر لها رواية تسمى “بالختم الكيني”.
خلال الجدل حول أزمة إضراب علاء، استدعت شيرين قصة المناضل الأيرلندي بوبي ساندرز، الذي توفي في سجنه بعد دخوله في إضراب عن الطعام، وتساءلت “لماذا لم تحترم المملكة المتحدة حقوق الإنسان في ذلك الوقت؟”، حسب منشور في صفحتها على فيسبوك. كما أشادت بما وصفته بـ”الرزع الديبلوماسي”، في تعليقها على رد وزير الخارجية سامح شكري على حالة علاء خلال مقابلة مع شبكة CNBC.
“انسخ والزق… ريتويت ولففوها تويتر”
كما نشط هاشتاغ Britainsupportsterrorism# في “تويتر”، ويعني بالعربية “بريطانيا تدعم الإرهاب”. جاء إطلاق الوسم بدعوة من باسم (بخيث) المصري صاحب مصنع البلاستيك في عين شمس، الذي له دور ونشاط مثبت في إطلاق حملات إلكترونية من هذا النوع من قبل.
بث باسم أول تغريدة في وقت مبكر بالساعة 3:29 من صباح يوم 9 نوفمبر، وكانت تتضمن اسم الهاشتاج فقط مع إيموجي ضاحك دون أي توضيح، ثم بعد 10 دقايق كتب باسم تغريدة باللغة العربية يشرح فيها معنى الهاشتاج للحسابات التي تدور في فلكه، ويدعوها إلى التدوين عن طريق القيام بـ”النسخ واللزق”، داعيًا إياهم أن يقوموا بعمل “ريتويت ولففوها”.
كان ظهور الوسم بعد ساعات قليلة من المواجهة الكلامية بين سناء سيف والنائب البرلماني عمرو درويش على هامش قمة المناخ، التي حدثت الثلاثاء، وزادت وتيرة الجدل حولها في “تويتر” وعبر وسائل الإعلام في وقت المساء. ربما هذا كان سبب سرعة تدشين الهاشتاغ في وقت مبكر من يوم الأربعاء.
تظهر الخريطة الحرارية من SNA – InVID لفترات النشاط على الهاشتاغ، أنه كان نشطا بشدة في الرابعة من صباح الأربعاء، ثم عاود فورة نشاطه من الرابعة حتى الحادية عشرة مساءً من نفس اليوم.
شارك في الهاشتاغ 1625 حساباً، العلاقات بينها شديدة الترابط، بحسب Gephi. وبلغ إجمالي تغريداته أكثر من 17 ألف تغريدة، تنقسم ما بين 4689 تغريدة و13630 ريتويت و 30728 لايك. كان نصيب باسم المصري من هذه التفاعلات الثلث على الأقل.
إلى جانب بروز نشاط شيرين هلال وصفحة “وعي مصر” على الهاشتاغ، كانت هناك حسابات مشاركة في حملات، سبق أن لاحظنا نشاطها في حملات سابقة، مثل حساب أشرف جلال (ClosedHeart20@)، الذي كان نشطاً من قبل في الحملة المهاجمة ليوسف القرضاوي بعد وفاته.
وجدنا أيضاً محتوى مكرر بالنص الإنكليزي بغرض تضخيم الهاشتاغ، صدر من حساب أبو هاشم الهاشمي @Abohashem2222.
*كان باسم المصري قد ساهم في تنشيط وسم آخر هو Alaa_terrorist#، أي “علاء إرهابي”. واحتوت بعض تغريدات الهاشتاج كتابات بالإنجليزية.
من بين تغريدات باسم على هذا الهاشتاج، كانت تغريدة يعلق فيها على نتائج الانتخابات بنبرة متفائلة ومرحبة بفوز الجمهوريين في انتخابات الكونغرس الأميركي، مع صورة تجمع الرئيس المصري وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وتغريدة ساخرة أخرى تحتوي صورة لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وهو إلى جانب بقرة. وشارك سوناك في قمة المناخ وطلبت حكومته من مصر إطلاق سراح علاء عبدالفتاح.
احتل التنمر وخطاب الكراهية ضد أسرة المحامي الراحل والمدافع الحقوقي أحمد سيف، هامشًا من الحملة الإلكترونية ضد علاء عبدالفتاح.
احتوت بعض التغريدات المنشورة صوراً لوالدة علاء، ليلى سويف، أستاذة علم الرياضيات البحتة في كلية العلوم في جامعة القاهرة، للسخرية من مظهرها، وامتد الشيء ذاته إلى منى وسناء سيف.
وتكرر مع أغنيس كالامارد، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، عبر تداول صورتها وهي غاضبة خلال مواجهة بينها وبين البرلماني عمرو درويش، خلال مؤتمر سناء سيف.
كما راجت معلومات مُضللة عن علاء عبد الفتاح لمحاولة تصوير كـ”إرهابي” متهم في قضايا جنائية، برغم أن التهمة التي صدر فيها حكم بسجنه 5 سنوات، كان “نشر أخبار كاذبة”، بعد إعادته نشر تدوينة عن الوضع في السجون خلال جائحة “كورونا”.
خلال عملنا على التحليل لاحظنا بروز من يمكن تسميتهم “مُطلقو الصافرات”، هؤلاء الذين يطلقون إشارة بدء الحملة. وتجلى هذا المثال بشدة في “باسم المصري”، الذي يكتفي بإطلاق الإشارة مع تفاعله لبعض الوقت.
وهو ما تؤكده إحصاءاتنا، إذ بإمكان باسم أن يحصد حجم تفاعل كبيراً مع تغريداته، لكنه لا يحتل صدارة أنشط المغردين خلال الحملة، فهذا ليس دوره على ما يبدو.
تكرر الشيء ذاته مع أماني عبدالعزيز، إحدى قادة التحالف المصري لإعلام السوشيال ميديا، وإن كان دورها يميل أكثر إلى ناحية التصيد وتوجيه النظر إلى شىء والحشد من أجله، مثلما فعلت في هاشتاج #العالم_يحترم_مصر.
أكد ذلك تدوينة تعود إلى مايو الماضي عندما لاحظنا أنها طلبت من أعضاء جروب التحالف المصري أن ينتقلوا إلى تويتر ليقوموا بـ”تظبيط” الفنان المصري عمرو واكد، الناقد للحكومة، داعية إياهم إلى المشاركة في حملة التغريد ضده.
الفئة الثالثة، هناك أيضاً الأفراد العاديون الذين يمكنهم الاقتراح علانية تدشين حملة تشويه أو تصيد ضد شخصية عامة. كما المثال أدناه في الصورة، التي تُظهر رد “فريدة” على محمد الديسطي، “الصحفي” في موقع “البوابة” والمعروف بنشاطه الكبير في الحملات الإلكترونية المؤيدة والمدافعة عن سياسات الحكومة.
كان الديسطي يعبر عن تأففه من تعليق الإعلامية ليليان داوود على الشأن المصري عبر حسابها في “تويتر”، في وقت يعطي الرد العفوي لـ”فريدة” لمحة عن كيفية عمل اللجان الإلكترونية في مصر، لتدرك طبيعة ما يجري عندما تشاهد هاشتاج غريب بعض الشىء يهاجم شخصية معروفة.
خلاصة:
– شاركت مجموعات مؤيدة للحكومة بشكل جماعي في شن الحملة ضد مطلب الإفراج عن علاء عبدالفتاح. يقود بعض هذه المجموعات أشخاص قريبون من الدائرة القريبة للرئيس المصري، مثل إسلام عباس، الذي تلقى دعوة لحضور فعاليات رسمية بدون صفة محددة.
– كانت بداية الهجوم هادئة، ثم زادت وتيرتها بشكل منظم ومتصاعد مع زيادة الحديث عن إضراب علاء تزامنا مع قمة المناخ.
– مجموعات معروفة بعدائها للأجانب واللاجئين في مصر شاركت بتكتلاتها المختلفة في الحملة.
– استخدام هاشتاجات باللغة الإنجليزية بغرض التشويه، في ظل مطالبة أسرة علاء عبد الفتاح للحكومة البريطانية بالتدخل لإخلاء سبيله باعتباره يحمل الجنسية البريطانية.
– انتشار خطاب الكراهية ومعلومات مٌضللة في محتوى الحملة.
– كان الجهد خلال الحملة منسق ومنظم إلى درجة كبيرة، ومتزامنة مع تطور الأحداث.
الأدوات المستخدمة:
- InVID Verification Plugin
- Twitter Search
- Gephi
- Crowd Tangle
- Netlytic