مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

حملات ممنهجة تنسج شباك التضليل حول الأونروا (1)

حملات ممنهجة تنسج شباك التضليل حول الأونروا (1)

شاركت في الحملة ضد الأونروا مؤسسات عدة. لا تظهر البيانات بوضوح وجود تنسيق بين تلك المؤسسات، إلا أن الرسائل الإعلامية الموجّهة كانت تسير في الاتجاه نفسه. 


في أوائل هذا العام، اتّهمت السلطات الإسرائيلية 12 موظفاً في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بالمشاركة في هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، التي شنّتها حماس ضد مدن غلاف غزة. تزامنت هذه الاتهامات مع صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية في 26 كانون الثاني/ يناير 2024 بإلزام إسرائيل باتخاذ التدابير اللازمة كافة لعدم ارتكاب جرائم حرب في غزة.

وعلى رغم أن مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية، فتح تحقيقاً -لم ينته بعد- في هذا الأمر؛ فُصل على إثره الموظفون المتهمون، انتشرت حملات تضليل واسعة النطاق على موقع “أكس” (تويتر) سابقاً، تقودها جهات اعتادت على توجيه اتهامات مماثلة الى الأونروا؛ مثل منظمة “مراقبة الأمم المتحدة” التي سبق أن وصفتها الأونروا بأنها “منظمة لها تاريخ طويل من تعويم مزاعم عارية عن الصحة وتحرّكها دوافع سياسية ضد الوكالة”.

الشرارة الأولى للاتهامات


بلغ حجم التغريدات التي ذُكرت فيها كلمة UNRWA منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول وحتى نهاية شباط/ فبراير 2024، أكثر من 15 مليون تغريدة وإعادة تغريد. 

وبمجرد توجيه إسرائيل اتهاماتها الى الأونروا، تصدّرت كلمة UNRWA منصات التواصل الاجتماعي، متضمّنة في سياق نقاشات حول الاتهامات الموجّهة.

 يظهر الرسم البياني التالي، معدلات التغريد منذ بداية تشرين الأول. يلاحظ فيه حدوث ارتفاع مفاجئ للتغريد عن المنظمة خلال الفترة ما بين 26 كانون الثاني/ يناير و2 شباط؛ وهي الفترة نفسها التي وجّهت فيها إسرائيل اتهاماتها الى المنظمة.

حجم التفاعل بكلمة UNRWA منذ الأول من تشرين الأول وحتى نهاية شباط

اللافت للنظر، أن النقاش على “أكس” حول المنظمة لم يتوقف منذ بداية الحرب، سواء كان ذلك لأسباب تتعلق باستهداف إسرائيل منشآت المؤسسة داخل غزة، أو توجيه اتهامات الى المؤسسة؛ كان أبرزها ادعاء أن أحد المعلمين العاملين بالأونروا يحتجز أحد الرهائن الإسرائيليين، ما دفع المؤسسة الى إصدار بيان في هذا الشأن.

أتت غالبية التفاعلات مع اسم المؤسسة على شكل إعادة تغريد محتوى ذي صلة بها، بحسب ما تظهر الصورة التالية: 

معدل التغريد وأنواعه بكلمة UNRWA للفترة الزمنية نفسها

أبرز المؤسسات التي هاجمت الأونروا


شاركت في الحملة ضد الأونروا مؤسسات عدة. لا تظهر البيانات بوضوح وجود تنسيق بين تلك المؤسسات، إلا أن الرسائل الإعلامية الموجّهة كانت تسير في الاتجاه نفسه. 

تنوّعت الحسابات بين المؤسسات الإسرائيلية الرسمية علي تويتر؛ مثل حساب وزارة الدفاع الإسرائيلية، ومؤسسات مستقلّة.  مثال على هذا، نشر حساب وزارة الدفاع الإسرائيلية تغريدة في 27 كانون الأول/ ديسمبر على شكل تسجيل صوتي، يدّعي فيه أن حماس تسيطر على الأونروا. 

تغريدة للحساب الرسمي لوزارة الدفاع الإسرائيلية يدعي فيها أن التسجيل يعود إلى أحد موظفي الأونروا


كما غرد حساب السفارة الإسرائيلية في ألمانيا أيضاً مرات عدة، مردداً الاتهامات نفسها. أعاد الحساب أيضاً تغريدة نشرها حساب مشهور بنشر الإشاعات؛ وهو حساب Visegrad24 الذي نشر رسماً كاريكاتورياً يهدف إلى إظهار العاملين في الأمم المتحدة بأنهم تابعون لحماس. شملت الحسابات الرسمية كذلك سفارة إسرائيل في اليابان، بالإضافة إلى الحسابات الرسمية الإسرائيلية على “أكس”.

تزامنت مع نشر الحسابات الرسمية اتهامات، موجة نشر على حسابات مؤسسات مستقلة؛ أبرزها مؤسسة UN Watch، وهي منظمة غير حكومية تراقب أداء الأمم المتحدة ويرأسها Hillel Neuer . وسبق أن أطلقت هذه المؤسسة اتهامات في 2021 بأن 22 موظفاً من الأونروا يروّجون لـ”خطاب كراهية” على وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلن الأونروا أن عشرة موظفين فقط من المذكورين في لائحة اتهاماتها يعملون في المؤسسة.

 وسبق أن نشرت UN Watch مجموعة -غير رسمية- على تلغرام، أدعت أنها تجمع ثلاثة آلاف عامل في الأونروا، يتداولون في ما بينهم محادثات داعمة لهجمات 7 تشرين الأول.

كما شاركت مؤسسة NGO monitor -مقرها القدس- أيضاً في الهجوم على الأونروا.

أبرز دول المغرّدين


تصدّرت الولايات المتحدة قائمة التغريد بكلمة UNRWA  بنحو 1.33 مليون تغريدة، تليها بريطانيا ثم اليابان. لم تتصدر أي من الدول العربية قائمة التغريد، كما كان التفاعل على الكلمة بالحروف العربية “الأونروا” أقلّ من نظيرتها بالحروف اللاتينية.

ترتيب الدول من حيث الأعلى مشاركة لمضمون عن الـ UNRWA

التفاعل على كلمة الأونروا بالحروف العربية


تم التفاعل مع الكلمة بالحروف العربية في ظل سياق مختلف، دار في غالبيته -كما يوضح الرسم البياني- حول أخبار استهداف جيش الاحتلال مدارس أو شاحنات تابعة للمؤسسة، وكذلك تصريحات المؤسسة حول الأوضاع المأساوية داخل القطاع. 

أبرز الجهات الإعلاميّة المشاركة


تصدرت “سكاي نيوز” المنصات الأكثر نشراً لأخبار ذُكرت فيها كلمة UNRWA. تجاوز معدل النشر 3230 مقالاً منذ بداية الحرب وحتى نهاية شباط. تلى ذلك موقع Bnn. network الهندي. فيما احتلت الغارديان المركز الخامس بنحو 2340 مقالاً.

أكثر المواقع الإخبارية التي ظهرت كلمة UNRWA في مضامينها المختلفة. بعض هذه المواقع يجمع الأخبار من مصادرها ولا ينتجها 



أما من حيث التفاعل، فتصدرت وكالة الأنباء الأميركية “الأسوشييتد برس” القائمة بأكثر من 114 مليون تفاعل حول العالم.