انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه لحظة إغماء رجل مسن أثناء انتظار أخد الطعام في قطاع غزة وسط جموع من المواطنين مع الادعاء أن الرجل استشهد وهو ينتظر دوره، حيث أرفق الفيديو بالنص التالي: "مسن من غزة يقف منذ ايام للحصول على الطعام، وقد فارق الحياة".

تحقق مرصد كاشف من صحة المعلومات ووجد أنها غير دقيقة. فالرجل الذي يظهر في الفيديو هو المواطن عبد السلام اسماعيل النقلة وهو بخير. حيث تواصل المرصد مع ابنه الأكبر حسين النقلة وأوضح أن والده بخير ولم يستشهد. وأضاف: "والدي عبد السلام يبلغ من العمر 68، يعاني من أمراض ضغط وسكري ومقطع الفيديو الذي انتشر لوالده لحظة إغمائه أثناء انتظاره داخل تكية أبناء نصيرات في مخيم نصيرات، ومع الجوع الشديد والازدحام والأمراض أغمي عليه وتم نقله للعلاج في مستشفى العودة".

كما وتواصل المرصد مع مصور الفيديو الصحفي معتصم عدلي والذي التقطه لصالح وكالة الأنباء الفرنسية بتاريخ 17/7/2025، داخل تكية أبناء نصيرات في مخيم النصيرات، وأضاف أن الفيديو يظهر فيه الحاج عبد السلام إسماعيل النقلة لحظة الإغماء عليه، وسط جموع الناس التي تنتظر دورها للحصول على طعام داخل التكية. وأضاف أن الرجل أُسعف لمستشفى العودة، وأشار أنه رصد خلال الأيام الثلاثة 51 حالة إغماء بسبب الجوع لمستشفى العودة في مخيم النصيرات".

منذ اندلاع الحرب السابع من تشرين الأول عام 2023، يعاني قطاع غزة من أزمة غذائية حادة ناتجة عن الحصار المفروض من الاحتلال الاسرائيلي، والقيود على دخول المواد الأساسية، وتدمير البنية التحتية الزراعية الغذائية والمخابز والمستودعات. قالت منظومة التصنيف المتكاملة لأمن الغذاء (IPC)، التي تضمّ وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، إن حوالي 93٪ من سكان غزة (نحو 1.95 مليون شخص من أصل 2.1 مليون) يواجهون مستويات من الجوع تقع ضمن طوارئ أو كارثة غذائية.

ومنذ 2/3/2025، ومع استمرار اغلاق المعابر ومنع وصول المساعدات الإنسانية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن استشهاد 86 منهم 76 منهم طفلًا نتيجة سوء التغذية والجوع.