مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
لم يخفت الجدل الذي أثارته اعتراضات دينية طائفية على موعد مباراة العراق والكويت في إطار التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، وتحول الترند إلى خطاب كراهية تركز ضد المجتمع المدني في البصرة، في حين حرصت السلطة المتمثلة بالمحافظ أسعد على استثمار المواقف المناهضة للخطاب الديني المتشدد عبر السماح بتمرير أخبار كاذبة.
وفي هذا التقرير يوضح صحيح العراق كيف تحولت دعوات رجل الدين علي الطالقاني عن مباراة العراق والكويت، من اللهجة الطائفية إلى التحريض على العلمانيين، وكيف استغل الانقسام الذي أثارته هذه الدعوات من قبل أطراف سياسية من بينها العيداني:
حملة تأجيل المباراة
قبل مباراة المنتخب الوطني العراقي ونظيره الكويتي، بنحو يومين، أطلق رجال دين في البصرة، دعوات لتأجيل المباراة لتزامنها مع ذكرى وفاة الإمام علي بن أبي طالب، وكان من أبرزهم الخطيب المعروف أحمد الصافي، والخطيب علي الطالقاني.
الطالقاني دعا خلال أحد المجالس الدينية في قضاء أبي الخصيب في البصرة، في 18 آذار مارس، الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى تأجيل مباراة العراق والكويت، ضمن تصفيات كأس العالم، لتزامنها مع ليلة جرح الإمام علي، وهي من الليالي المقدسة لدى المؤمنين، واعترض بشدة على إقامة المباراة بالتزامن مع المناسبة باعتبار البصرة مدينة ذات هوية إسلامية إيمانية موالية لأمير المؤمنين، واعتبر إقامة المباراة تعبيرًا عن عدم احترام المناسبة.1
الخطيب أحمد الصافي تبنى ذات الدعوة أيضًا، وتحدثت عن تأثير إقامة المباراة في هذا التوقيت على الأجواء الروحانية المرتبطة بالمناسبة، بوصف المباراة احتفالًا، مطالبًا الجهات المعنية، بما في ذلك المؤسسة الدينية وشيوخ العشائر والمسؤولين المحليين، بالتدخل والسعي لتأجيل المباراة لمدة يومين أو ثلاثة، احترامًا لقدسية المناسبة.2
العيداني يرد
بالمقابل، رد محافظ البصرة أسعد العيداني على هذه الدعوات بالإشارة إلى عدم إمكانية تأجيل المباراة، مع التأكيد على أنّ إقامتها لا تقدح بأجواء المناسبة الدينية. قال العيداني في تسجيل صوتي3، إنّ الكثير من المشايخ يتصورون أن المجتمع البصري غير واعٍ، علمًا أن أبناء البصرة في أسوأ الظروف حتى في عهد النظام السابق كانوا يُظهرون الحزن ويقيمون مواكب العزاء في ليلة استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
وأضاف العيداني، موعد المباراة مقرر مسبقًا من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، ولا يمكن تعديله أو تأجيله، داعيًا الجهات المطالبة بالتأجيل إلى أن تكون واعية وأن لا تصنّف المجتمع بين محبٍ وكارهٍ لأمير المؤمنين، وألّا تبثّ التفرقة والفتنة بين الناس.
مجلس على الكورنيش
ومع الرفض الرسمي والانتقادات التي تلقاها رجال الدين إثر دعوات التأجيل، بدأ الطالقاني التحشيد لإقامة مجلس عزاء بالتزامن مع المباراة على كورنيش شط العرب، أي في المكان الذي يشهد تجمع الجماهير الرياضية أثناء إقامة المباريات في البصرة، في محاولة لمنع أي احتفالات، كما دعا إلى الجماهير في الملعب إلى رفع شعار تهدمت والله أركان الهدى، وهو ما لم يلق استجابة، إذ جرت المباراة دون أي هتافات دينية.4
البصرة شيعية
بالتزامن، كان الطالقاني يلقي محاضرة دينية على الكورنيش، بحضور عدد من مواكب العزاء، تركزت ضد المنظمات الليبرالية والمدنية في البصرة، والتي اتهمها بمحاولة سلخ الهوية العقائدية والإسلامية من المدينة عبر أجندات، في تحول من الخطاب الطائفي إلى خطاب كراهية ضد المجتمع المدني في البصرة، على الرغم من أنّ هذه المنظمات لا علاقة لها على الإطلاق بجدول المباريات أو المناسبات الرياضية.5
شيخ تميم على الخط
خطاب الطالقاني هذا أثار ردود فعل غاضبة لم تقتصر على أوساط الناشطين والمدونين، إذ انتقد النائب السابق وشيخ قبائل تميم مزاحم الكنعان، المعروف بقربه من المحافظ، خطاب رجل الدين علي الطالقاني، الذي هاجم فيه المجتمع المدني، وأبدى استغرابه لمثل هكذا خطابات، كما انتقد رجالات البصرة من مثقفين وكتاب وشعراء ورجال دين وسياسيين وفنانين، لسكوتهم واختفائهم في الصفوف الخلفية.6
العيداني يستغل الترند!
ومع تصاعد الاعتراضات البصرية ضد الخطاب الديني المتشدد، تناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، معلومات عن رفع دعوى ضد الطالقاني من قبل محافظ البصرة أسعد العيداني، بـ تهمة إثارة النعرات الطائفية والانقسام في المحافظة، التي تتنوع هويتها الدينية بوجود مختلف الطوائف والشرائح.7
وأثارت هذه الأخبار تفاعلاً إيجابيًا كبيرًا في الأوساط المدنية في البصرة وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن صحيح العراق علم من مسؤول في مكتب المحافظ، أنّها غير صحيحة على الإطلاق، وأنّ العيداني لم يتخذ أي خطوة بحق الطالقاني، أو أي شخصية دينية كان لها موقف معارض لإجراء المباراة، إذ قال المسؤول خلال اتصال هاتفي خاص، إنّ المحافظ لا يريد تضخيم الموضوع.
وعلى الرغم من ذلك، لم يصدر مكتب المحافظ نفيًا رسميًا للمعلومات بل استغلها لكسب التيارات المدنية في البصرة، على حد تعبير ناشط معارض تحدث لـ صحيح العراق أيضًا.
استثمار سياسي
الاستغلال السياسي لم يقتصر على العيداني، إذ حاولت أطراف أخرى على خلاف مع المحافظ، تحقيق مكاسب من خلال تأييد الخطاب الديني الطائفي عن هوية البصرة، ومن بينهم النائب عدنان الجابري الذي كان يعرف بخطاب قريب من المجتمع المدني.8.
قال الجابري دفاعًا عن الطالقاني: رجالٌ يمارسون الرذيلة كل يوم وهم أبعد ما يكون عن العقائد والدين وقراءة التاريخ يتجاوزون على رجالات دين متنورين أهل ثوابت وقيم ويصفونهم بالجهل وعدم المعرفة في تجاوز سافر وسابقة خطيرة تستهدف خطباء المنبر الحسيني الأكارم الذين هم الأقرب للمجتمع وهم في الغالب طلبة في الحوزة العلمية الشريفة والكثير منهم وكلاء ومعتمدين للمرجعيات الدينية العظيمة.9
وجاء مواقف النائب الجابري، في سياق خلاف محتدم مع المحافظ أسعد العيداني، إذ سبق أنّ رفع دعوى قضائية ضده قبل نحو 5 أشهر، ووجد في الترند فرصة لمهاجمة المحافظ والمقربين منه.10
النائب السابقة رحاب العبودة لم تفوت الفرصة أيضًا، حيث تعتبر العبودة من أبرز المعارضين للعيداني، حتى قبل مقتل الأستاذة الجامعية من عشيرتها على يد صهر المحافظ الذي يرجع إلى قبيلة تميم.
واستنكرت العبودة، والتي لم يعرف عنها سابقًا مساندة الخطاب الديني المتشدد، التصريحات المعترضة على دخول المعممين إلى البصرة، وتحدثت عن ظواهر أخرى تسيء إلى قدسية المجتمع وقيمه، في إشارة إلى النائب السابق مزاحم الكنعان التميمي.11
العيداني يقيم وليمة للشيوخ
وفي محاولة للرد على الهجوم دون تقديم أي خسائر، حشد المحافظ أسعد العيداني شيوخ العشائر، وجمعهم حول مأدبة إفطار، تحت عنوان التلاحم والاستقرار. وقال العيداني، إنّ هذه الجلسة الرمضانية تعكس الروابط القوية التي تجمع العشائر والحكومة المحلية في سبيل خدمة المحافظة وأهلها، فيما أكد شيوخ ووجهاء على ضرورة أن يكون القرار بصريًا، ورفض أي تدخل من خارجها، في إشارة إلى ما صدر من تصريحات حول مباراة العراق والكويت، والتي انتهت بتعادل الفريقين.12
شيطنة المدنية
الطالقاني بدوره حاول أيضًا كسر موجة الانتقادات التي واجهها إثر الخطاب الديني الطائفي عن المباراة، عبر إثارة اتهامات لمنظمات المجتمع المدني، والتحريض ضد من وصفهم بـ العلمانيين والليبراليين باعتبارهم يمثلون خطرًا على الهوية العقائدية الشيعية بشكل عام، وهو ما يظهر بشكل واضح بتحليل منشوراته عبر صفحته في فيسبوك والتي يتابعها أكثر من 2.5 مليون.13
ويلخص كلّ هذا كيف حاولت أطراف دينية وسياسية استغلال الشغف الرياضي والاهتمام الكبير الذي تحظى به مسيرة المنتخب العراقي ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، وفق أجنداتها، ثم حولت الجدل إلى حملة كراهية ضد الأوساط المدنية التي لم تكن معنية على الإطلاق بتحديد موعد المباراة.
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي صور شخص مسلح يرتدي الزي الأفغاني وعلى رأسه قبعة شرطة مرور، وقالت إنّها لأحد أفراد شرطة المرور في سوريا.
الحقائق
الصورة مضللة، إذ أنّها تعود إلى أحد أفراد حركة طالبان، والتقطت في أحد شوارع أفغانستان ونشرت عام 2021.
ويظهر البحث العكسي، أنّ الصورة نشرت في 17 آب أغسطس 2021، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتظهر أحد عناصر طالبان بزي شرطي مرور، والتقطت بعد عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية، وتهدف إلى إظهار كيف أن طالبان تحاول فرض النظام والسيطرة في المناطق التي استعادتها، بما في ذلك إدارة حركة المرور.1
ويكشف البحث عن صور أخرى لذات الشخص فضلًا عن مقطع مصور نشرت أيضًا سابقًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حين تولى أفراد من الحركة مهام تنظيم حركة المرور، قبل إعادة المئات من شرطة المرور إلى الخدمة تحت إشراف الحركة أيضًا.2
أما في سوريا، فقد فرّ جميع عناصر شرطة السير وتنظيم المرور من نقاط تمركزهم في المدينة قبيل ساعات من إعلان سقوط نظام بشار الأسد، ونزع بعضهم ملابسه الرسمية ورماها في الشارع وترك البعض الآخر دراجاتهم النارية المخصّصة لشرطة السير، ما تسبّب في اختناقات مرورية، ولا سيما عند النقاط التي تعطلت فيها إشارات السير أو الساحات التي تحولت إلى أماكن لتجمّع المتظاهرين المحتفلين بإسقاط النظام.3
وبعد أيام من الفوضى، انتشر أشخاص يرتدون سترات برتقالية مصنوعة محليًا وكُتبت عليها كلمة الشرطة، عند الساحات العامة ومفارق الطرق الرئيسية بتنظيم من مؤسسة تطوعية محلية، بإشراف هيئة تحرير الشام التي تقود السلطة الجديدة في دمشق.
لاحقًا، شكلت الهيئة وحدات لتنظيم حركة المرور، يرتدي أفرادها سترات خضراء ولهم لحى بارزة، بحسب ما تظهره صور نشرتها الوكالة السورية للأنباء من جولة أجراها معاون وزير الداخلية شادي اليوسف برفقة قائد شرطة دمشق ومسؤول قسم المرور في المدينة.4
مشاهد الاحتجاجات العارمة ليست في تركيا
الحقائق
الفيديو مضلل، إذ أنّ المقطع يعود إلى احتجاجات في العاصمة الصربية بلغراد بعد مقتل 15 شخصًا في انهيار محطة للسكك الحديدية، وليس من أحداث تركيا.
ويظهر البحث العكسي، أنّ الفيديو نشر في 15 آذار مارس الجاري، أي قبل خمسة أيام من المظاهرات التي شهدتها تركيا أمس الأربعاء، إذ خرج 350 ألف مواطن في العاصمة الصربية بلغراد، وأطلق على المسيرة اسم 15 مقابل 15، تكريمًا لضحايا حادث انهيار مظلة خرسانية في محطة قطار نوفي ساد في شمال صربيا قبل أربعة أشهر، والذي أودى بحياة 15 شخصًا، إذ توقفت الحشود 15 دقيقة صمت حدادًا على الضحايا.1
واعتبرت الاحتجاجات التي حدثت في بلغراد الأضخم منذ عقود، ما أدى إلى تعطل العديد من الخدمات العامة، و حدوث ازدحام مروري كبير في عدة مناطق. ومنذ أربعة أشهر تشهد صربيا احتجاجات واسعة وكبيرة، واجهتها القوات الحكومية بأسلحة صوتية، مما تسبب بإصابات عديدة ومختلفة.2
يأتي تداول الفيديو المضلل بالتزامن مع الاحتجاجات التي شهدتها تركيا أمس الأربعاء، على خلفية اعتقال السلطات رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي يعتبر المنافس الأبرز على الرئاسة التركية. واعتقل إمام أوغلو في إطار تحقيقات في قضايا فساد وإرهاب بحسب السلطات، مع 100 شخص آخرين على صلة به، فيما تقول المعارضة التركية إنّ الاعتقال له دوافع سياسية.3
فيديو الانفجار الضخم في عدن قديم وليس مرتبطًا بالقصف الأميركي
الحقائق
الفيديو مضلل، إذ أنّ المقطع يعود إلى العام الماضي ويرتبط بحادثة وقعت ضمن محطة غاز في مدينة عدن، وليس مرتبطًا بالعمليات العسكرية الأميركية ضد الحوثيين التي اندلعت مؤخرًا.
ويظهر البحث العكسي، أنّ الفيديو نشر في 30 آب أغسطس 2024، لانفجار هائل في خط التسعين بحي المنصورة في مدينة عدن اليمنية، إذ نشرت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي العديد من الفيديوهات التي تظهر جوانب أخرى من الحريق الذي نجم عن انفجار قاطرة محملة بالغاز بجانب محطة لبيع الغاز والمشتقات النفطية في المدينة.1
وأشارت تقارير إعلامية محلية حينها إلى أن الانفجار نجم عن عراك بين شخصين، حيث قام أحدهما بإطلاق رصاص أصاب أحد الخزانات، مما أدى إلى الانفجار، فيما ذكرت بعض المصادر أن الانفجار قد يكون نتيجة عن مواجهة بين الأمن ومسلحين، حيث تم العثور على كميات كبيرة من الحبوب المخدرة بالقرب من موقع الحادث.2
وأدى الحادث، بحسب مكتب الصحة العامة والسكان في عدن، إلى مصرع 3 أشخاص وإصابة 7 آخرين، كما تسببت النيران في تدمير منازل مجاورة للمحطة، مما أدى إلى خسائر مادية كبيرة.3
وانتشر الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في سياق محتوى مضلل وغير دقيق تصاعد منذ أن شنت الولايات المتحدة في 15 آذار مارس، سلسلة من الضربات الجوية استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء وامتدت إلى مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا، بعد أن أعلنت الجماعة الأسبوع الماضي أنها ستستأنف هجماتها في البحر الأحمر إذا لم ترفع سلطات الاحتلال الإسرائيلي الحظر عن المساعدات إلى قطاع غزة.4
ظهر رئيس حركة إنجاز والوزير في الحكومات السابقة باقر جبر الزبيدي في لقاء تلفزيوني هو الثاني خلال أيام قليلة، تناول جملة من الملفات السياسية والأمنية المرتبطة بالشأن العراقي.
وخلال اللقاء وقع الزبيدي في خطأين، يرتبط الأول برئيس جبهة التوافق السياسي الراحل عدنان الدليمي، والآخر بالأحداث التي شهدها الساحل السوري، كما يظهر من خلال هذه المراجعة التي أعدها صحيح العراق:
عدنان الدليمي أحداث مؤتمر إسطنبول
قال الزبيدي دقيقة 22: عدنان الدليمي وقف في مؤتمر في إسطنبول وهاجم العملية السياسية وقال هؤلاء وذكر اسمي، وقال هؤلاء ذولة طائفيين ذولة مجرمين ذول ضد دولة الرشيد، وهو كان نائب في البرلمان، ولم يصدر ضده أمر قضائي، ما أعرف ليش اسألوا رؤساء الوزراء ليش؟.
والتصريح مضلل، إذ لم يذكر رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي اسم وزير الداخلية باقر جبر الزبيدي في كلمته خلال مؤتمر نصرة أهل العراق الذي عقد في مدينة إسطنبول عام 2006، كما أنّ السلطات العراقية أصدرت مذكرة اعتقال بحق الدليمي حينها، كما أنّ مجلس النواب أصدر بيان استنكار.
في 13 14 كانون الأول 2006، وفي ذروة الصراع الطائفي داخل العراق، استضافت مدينة إسطنبول التركية مؤتمرًا تحت عنوان نصرة أهل العراق1، بحضور عدد من الشخصيات السنية العراقية أبرزها؛ حارث الضاري، والنائب عدنان الدليمي، وزياد العاني نائب الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي، إضافة إلى شخصيات من دول العربية، ووفود عراقية من داخل العراق وخارجه.
وبدأ المؤتمر بعرض فيلم حول المذابح الطائفية في العراق، وشهد في يومه الأول إلقاء كلمات من قبل 6 شخصيات:
1. كلمة عبد الرحمن النعيمي قطر
2. كلمة حارث الضاري العراق
3. كلمة ناصر العمر السعودية
4. كلمة سلمان العودة السعودية
5. كلمة زياد العاني العراق
6. كلمة عدنان الدليمي العراق
وفي حينها كان عدنان الدليمي نائبًا في البرلمان العراقي، ورئيس جبهة التوافق السنية، واستغرقت كلمته 10 دقائق دون أن يذكر اسم وزير الداخلية في حينها باقر جبر الزبيدي.2
وبدأ الدليمي الكلمة بالمطالبة بتغيير اسم المؤتمر ليكون: مؤتمر نصرة أهل السنة في العراق، بدل نصرة العراق، وقال: إنها حرب طائفية وصراع طائفي يستهدف القضاء على أهل السنة انتبهوا أيها العرب إن أخوانكم في العراق سيسحقون ويداسون بأقدام الشيعة. إنه إقصاء لأهل السنة في بغداد نريد نصرتكم أين نصرتكم؟….2
وإثر هذه الكلمة عقد جلسة مفتوحة خلال الفصل التشريعي الأول من السنة التشريعية الأولى3، تضمنت ردود طويلة واعتراضات ومطالبات بالمحاسبة من قبل النواب؛ خالد العطية، علي الأديب، حيدر العبادي، مثال الآلوسي، فؤاد معصوم، عبد الكريم العنزي، عباس البياتي، حسن عثمان، إياد جمال الدين، وليد شركة، محمود عثمان، حميد مجيد موسى، هادي العامري، كمال الساعدي، فالح الفياض ونواب آخرين.
فيما ردت جبهة التوافق على لسان النائب سليم عبد الله، مؤكدة أنّها لم تحضر في هذا المؤتمر بصفتها جبهة توافق. وقال عبد الله: إذا كان هنالك من حضر فهؤلاء الشخصيات كانوا يعبرون عن وجهات نظرهم، مع التأكيد أيضًا أنهم كانوا ينقلون صورة من الواقع التي لا يمكن إنكارها في أي حال من الأحوال، وإذا كانت العبارات الجارحة قد صدرت والطرف الآخر قد تحسس منها لأنها توصيفية فقط فإن ما يجري في الواقع العراقي يشهد به الجميع.3
كما رفضت جبهة التوافق آنذاك، إجراء أي تحقيق مع عدنان الدليمي بشأن هذه التصريحات. وقالت في بيان لاحق لها إنّ هذا التحقيق يمثل تدخلًا في شؤون جبهة التوافق، مشيرة إلى أنّ تصريحات الدليمي جاءت في سياق رد الفعل على سياسة الإقصاء والتهميش.4
بعد ذلك، رفع مجلس القضاء الأعلى إلى طلبًا إلى هيئة رئاسة مجلس النواب بـ اتخاذ ما تراه هيئة الرئاسة مناسبًا من إجراءات بحق النائب عدنان الدليمي سواء كان قرارها يتضمن رفع الحصانة أم غير ذلك، نظرًا لما صدر عنه إضافة إلى اتهامات بحقه مرتبطة بقضايا إرهاب.5
وفي عام 2007 غادر الدليمي العراق، بعد أن أصدر رئيس الوزراء حينها نوري المالكي مذكرة اعتقال بحقه بتهم الإرهاب، كما اعتقل اثنين من أبنائه، وأغلق مقر حركته السياسية في بغداد. واستقر الدليمي في الأردن حتى توفي عام 2017.6
الشيباني أحداث الساحل السوري
قال الزبيدي دقيقة 28: وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الذي زار العراق مؤخرًا هو من قاد الهجوم الذي حصل على مناطق الساحل السوري بأمر الجولاني كان يستخدم السلاح الأبيض لقتل الشيعة والعلويين.
والتصريح مضلل أيضًا، إذ أنّ أحداث الساحل السوري وقعت بين 6 10 آذار مارس، وخلال هذه الفترة كان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خارج سوريا، حيث شارك في مؤتمرات في هولندا والسعودية والأردن، قبل أن يعود إلى دمشق في 11 مارس آذار، للقاء عدد من السفراء.
واندلعت أحداث الساحل، بحسب تقارير وشهادات7 يوم الخميس 6 آذار مارس 2025، إذ اتهمت مصادر الحكومية، مجاميع مسلحة قالت إنّها مرتبطة بنظام بشار الأسد، بشن هجمات منظمة على عناصر قوات الأمن.
فيما تقول أطراف أخرى إنّ هذه الهجمات كانت عمليات مقاومة اضطر إليها أشخاص في بعض مناطق الساحل لمنع عمليات اعتقال على أساس طائفي نفذتها قوات الأمن.
وسرعان ما تحول المشهد إلى كارثة، مع إعلان الفصائل المسلحة التابعة للحكومة التعبئة العامة والتوجه إلى الساحل بدعوى تطهيره، إذ وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من ألفي شخص، بينهم 1557 مدني جرى قتلهم وإعدامهم على يد عناصر وزارتي الدفاع والداخلية والقوات الرديفة.8
أين كان الشيباني في هذا الوقت؟
وبمتابعة نشاط وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال فترة الأحداث في الساحل 6 9 آذار مارس، يتضح أنه كان خارج البلاد، وحسب التالي:
في ٦ آذار مارس، وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى العاصمة الهولندية أمستردام في زيارة للمشاركة في في اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.9
وفي 7 مارس آذار، أي في ثاني أيام أحداث الساحل، كان وزير الخارجية السوري قد وصل للسعودية، حيث شارك في الاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي في مدينة مكة.10
وفي اليوم التالي توجه وزير الخارجية أسعد الشيباني إلى مدينة جدة السعودية، للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.11
وفي 9 آذار مارس، انتقل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وبرفقته وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب، إلى الأردن، للمشاركة في اجتماع سوريا ودول الجوار المقام، بحضور نظرائهم من دول الأردن ولبنان والعراق وتركيا.12
وعاد الشيباني إلى سوريا، في اليوم التالي على الأغلب، والتقى يوم 11 آذار مارس في العاصمة دمشق بالبعثات الدبلوماسية من قارتي آسيا وإفريقيا13، وكانت حينها أحداث الساحل قد انتهت تقريبًا وسيطرت قوات الأمن على مناطق النزاع.
وفي 14 آذار مارس، توجه الشيباني إلى العراق في زيارة رسمية، والتقى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني.14
وكان فريق صحيح العراق قد أعد تقريرًا مفصلاً حول تصاعد الخطاب الطائفي في العراق بالتزامن مع أحداث الساحل السوري بين 6 10 آذار مارس الجاري.15
قال بدر الفحل، محافظ صلاح الدين، في لقاء متلفز على قناة الأولى العراقية دقيقة 18:47: إحنا والديوانية والسماوة والحلة من المحافظات الفقيرة.
الحقائق
التصريح غير دقيق، إذ أنّ محافظة صلاح الدين لا تصنف ضمن قائمة المحافظات العراقية الفقيرة، التي تتصدرها المثنى وبابل، كما أنّ السماوة والحلة ليستا محافظتين، بل مدينتين تمثلان مركزي محافظتي المثنى وبابل.
في 26 شباط فبراير الماضي، أعلنت وزارة التخطيط العراقية نتائج المسح الاجتماعي والاقتصادي للأسرة في العراق كما يلي:1
المثنى: المحافظة الأشد فقرًا بنسبة 43 بعد أن كانت 52.
بابل: نسبة الفقر 35.7.
الديوانية: نسبة الفقر 29 بعد أن كانت 48.
ذي قار: نسبة الفقر 15 بعد أن كانت 40 عام 2018.
نينوى: نسبة الفقر 13 بعد أن كانت 38.
وقال المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، إن محافظة المثنى مازالت أعلى المحافظات في معدل الفقر ولكنها شهدت انخفاضًا، مبينًا أنّ محافظة بابل أصبحت بالمركز الثاني.
كما أكّد أنّ المحافظات التي كانت تشهد أعلى معدلات الفقر، وهي محافظات ميسان والديوانية وذي قار، شهدت انخفاضًا كبيرًا، وكذلك في محافظة نينوى شمالًا2، دون الإشارة إلى محافظة صلاح الدين في قائمة المحافظات الفقيرة.
وفي عام 2023، أكّد الهنداوي، أنّ محافظات الجنوب تأتي بالمراتب الأعلى من حيث الفقر، حيث تحتل المثنى الصدارة بنسبة 52، ثم تليها الديوانية وميسان وذي قار بنسب تتراوح بين 45 48، ونينوى بنسبة 39، ثم محافظات الوسط بنسبة أقل من 20، وهكذا بقية المحافظات، لكن معدل الفقر في العراق 21 22، وهذه النسب تعود لسنوات سابقة في 2018.3
كذلك في عام 2022، أوضح الهنداوي، أنّ نسبة الفقر في العراق تتراوح بين 2225، وتعتبر محافظة المثنى الأشد فقرًا بنسبة 52، تليها محافظتا الديوانية وذي قار جنوبًا بنسبة 49.4
قبل ذلك، في عام 2021 أشارت وزارة التخطيط إلى أنّ نسبة الفقر في صلاح الدين تبلغ 18، أي بفارق كبير عن المحافظات الأشد فقرًا.5