مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تخفيض الدعم الحكومي على طفلين فقط بداية من يناير 2019 في كلام كتير جدًا منتشر عن إن الحكومة هتقصر الدعم على طفلين اتنين فقط من أول يناير الجاي. الكلام ده أثار مخاوف ناس كتير، خاصة الناس اللي الدعم بيمثلهم مساعدة مهمة في دخلهم. فإحنا هنا بنوضح الموضوع بالظبط.⬇️⬇️ إيه أصل الموضوع؟ الموضوع بدأ في 22 نوفمبر الماضي بتصريحات من رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، خلال فعاليات المؤتمر السنوي الثالث لبرنامج تكافل وكرامة، قال فيها إن خدمات الدعم النقدى ستقتصر على طفلين فقط في الأسرة وليس 3 أطفال، بداية من شهر يناير 2019. المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، وأكتر من مسؤول حكومي تاني، وضحوا إن المقصود بالقرار هو الأسر اللي بيقدم لها دعم نقدي في إطار برنامج تكافل وكرامة للدعم النقدي المشروط. الحكومة بتقول إن القرار ده هيمكنها من إضافة أُسرِ جَديدةِ للمنظومة هي في أمسِ الحاجةِ إلى الدعمِ، وإنه من غيرِ العدالة أن تَستفيد الأسر الكبيرة من دعم مضاعف وتُحرم أسر أخرى من الدعم بشكل كامل، لكن في انتقادات للقرار لإنه سيتسبب في زيادة الفقر والجهل بين أبناء الأسر الفقيرة التى ستحرم من دعم تكافل وكرامة. في كلام كمان على إن القرار ده غير دستوري، لإن الدستور ينص على أن المواطنين أمام القانون سواء ولا يمكن التمييز بينهم، والقرار يعتبر نوع من التمييز. طب والأسر اللي في برنامج تكافل حاليًا، هيعملوا فيها إيه؟ بحسب تصريحات عدة مسؤولين في وزارة التضامن الاجتماعي، فالقرار لن يتم تطبيقه بأثر رجعي، والأسر التي تحصل حاليًا على دعم لـ 3 أطفال لن يتم المساس بها، والقرار يقتصر فقط على الأسر التي ستدخل حديثًا إلى منظومة الدعم النقدي. هل في تغير في دعم بطاقات التموين؟ حتى الآن مفيش أي تغيير فيه، لكن رئيس الوزراء قال في كلمته إنه بيتم حاليًا دراسة أكتر من سيناريو للتعامل وترشيد الدعم العيني أيضًا، وسيتم الإعلان عنه خلال العام القادم.
بوست متداول بشكل كبير بيقول: حقائق واقعية: السويد لا سجون سويسرا لا فقراء النمسا لا تلوث اليابان لا جهل ألمانيا لا بطالة.
جزء كبير من المشاكل اللي بتواجهنا في محاربة الأخبار الكاذبة، هو اقتطاع المعلومات من سياقها، ووضع معلومات حقيقية في مقارنات غير منطقية. زي ما حصل أول امبارح، الإعلامي عمرو أديب قال، في حلقة برنامجه الحكاية الحكاية وما فيها مع عمرو اديب على قناة إم بي سي مصر  مصر، إن سعر لتر البنزين في فرنسا 1.5 يورو 30 جنيه، عشان لما تيجي تقولي هما بياخدوا كام بس هما الأسعار عندهم كام كمان، وده سعره العالمي عندهم يعني ده السعر بتاع لتر البنزين زي ما ربنا خلقه في السوق الحد الأدنى للأجور كام؟ زينا، بس زينا الموازي له باليورو، اللي هما كام؟ 1200 أو 1400 يورو. 15 من الشعب الفرنسي يعيش تحت 1500 يورو يعيش تحت خط الفقر، وعندهم لتر البنزين بيورو ونص بما يوازي 30 جنيه مصري.‍ الأرقام اللي عمرو أديب ذكرها مش دقيقة أوي لكن حالها ممكن يمشي. يعني سعر لتر البنزين في فرنسا بدقة هو 1.46 يورو، والحد الأدنى للأجور 1498 يورو، ونسبة من يعيشون تحت خط الفقر 14، مع ذلك ممكن نمشي كلام عمرو ونقول قريب من الدقيق. المغالطة اللي عمرو ارتكبها هو إنه يحسب سعر لتر البنزين بالمصري، وفي نفس ذات الوقت ميحسبش الحد الأدنى للدخل للفرنسيين بالمصري. يقول 1.5 يورو 30 جنيه مصري وكأن مستوي دخل المواطن المصري زي المواطن الفرنسي. وكأنه اليورو بيساوي جنيه مصري. يعني نلاقي عمرو أديب بيقول سعر لتر البنزين في فرنسا بـ1.5 يورو 30 جنيه ، لكنه يتجاهل مثلا إن الحد الأدنى للأجور 1498 يورو 30.2 ألف جنيه، ده بغض النظر عن منطقية المقارنة بين مصر وفرنسا على كل المستويات. كمان بما إن عمرو أديب ذكر إن نسبة الفقراء في فرنسا 15 الحقيقة هي 14 في 2017، فالمفروض يذكر كمان إن نسبة الفقراء في مصر بحسب احصاء 2015 كانت 27.8، اللي حوالي أكتر من 27 مليون مصري، والكلام ده كان قبل تعويم الجنيه، ولم يظهر احصاء جديد منذ التعويم إلى الآن. وضع معلومات صحيحة في سياق غير مناسب هو نوع من أنواع الكذب والتزييف والتضليل.