عقب تداول خبر توقيف أحد المقربين من حزب الله بتهمة التعاون مع الموساد الإسرائيلي، سارعت حسابات وهمية مؤيدة للحزب إلى الترويج للوسم ‎"#العميل_لا_دين_له"، في محاولة للتنصل من المتهم والمطالبة بمحاسبته.

ألقت السلطات اللبنانية القبض على المدعو "م.ص"؛ بتهمة التعامل مع الموساد الإسرائيلي. وبحسب مصادر صحفية، فإن المتهم كان منتسباً لحزب الله، ويتمتع بصداقات مع بعض قياداته؛ على رأسهم القيادي حسن بدير الذي اغتالته إسرائيل في نيسان/أبريل 2025، كما أنه له عدة صور مع مقاتلي الحزب.

واعتلى الخبر قمة الأكثر رواجاً على مواقع التواصل الإجتماعي، في 15 أيار/مايو 2025، وبرز وسم "#العميل_لا_دين _له" الذي حمل انتقادات لـ "م.ص"، رغم أن المتهم لم يدان بعد.

خلال يومين من إطلاق الوسم، تم نشر نحو 2300 منشور حصد أكثر من 12 ألف تفاعل. وغالبية الحسابات التي شاركت في الترويج له كانت وهمية وتدعم حزب الله، إلا أن بعض الحسابات الحقيقية شاركت أيضاً؛ مثل: الناشطة زهراء قبيسي والمستشار قاسم حدرج. وقبيسي وحدرج مقربان من حزب الله، وسبق أن ظهرا عدة مرات على شاشة قناة المنار المؤيدة لحزب الله.

ورغم الظهور اللافت لحسابات وهمية مناصرة لحزب الله وحسابات شخصيات مقربة منه على وسم "#العميل_لا_دين _له"، تجاهل الإعلام الرسمي لحزب الله خبر إلقاء القبض على شخصية مقربة من الحزب، وصب كامل تركيزه على الانتخابات البلدية التي يخوضها الحزب في بيروت والبقاع.

من يقف خلف الموجة؟

تضم قائمة أبرز المتفاعلين على وسم ""#العميل_لا_دين _له" حسابات وهمية تشير منشوراتها إلى مناصرتها لحزب الله والقوى المدعومة من إيران؛ مثل حساب جورج، الذي دأب على الدعاية للرئيس السوري السابق بشار الأسد، والأمين العام الأسبق لحزب الله، حسن نصرالله، رغم أن الاسم مسيحي. ولا يتضمن الحساب معلومات شخصية، كما أن الحساب يتخذ من صورة الممثل الأمريكي كريس بين صورة له، ما قد يشير إلى أنه حساب آلي.

كما ضمت القائمة حساب 🇱🇧 Fatima 🇮🇷 @ya_zahraa_31؛ وهو الآخر من أكثر الفاعلين على هذا الوسم، ويضع العلم اللبناني والإيراني معاً ضمن اسم الحساب، كما يتخذ من صورة نصرالله صورة للغلاف. ولا يحمل الحساب أي معلومات شخصية أو منشورات تشير إلى هوية صاحبه.

وسوم عقابية

بالإضافة إلى وسم "#العميل_لا_دين _له"، ظهر وسم "#الإعدام _للعملاء"، الذي يطالب بإعدام المتهم، الذي لم تثبت إدانته بعد . وسرعان ما انتشر الوسم برفقة صورة لمنصة إعدام التقطت في ساحة الشورى، بالضاحية الجنوبية.

يشير تحليل بيانات الوسمين إلى أنهما تداولا في الوقت نفسه، إلا أن عدداً قليلاً من الحسابات شارك في كليهما، من بينها زهراء قبيسي التي تفاعلت مع الوسمين معاً.

وبرز بين المتفاعلين مع وسم "‎#الإعدام_للعملاء" عدد من حسابات المقاتلين والمنتمين لحزب الله؛ من بينهم مهتدي بحمَد، المقاتل السابق والجريح في صفوف الحزب، المعروف بمواقفه التي تتضمن تخوين طوائف وأحزاب لبنانية أخرى. كما نشط على الوسم حساب 𝕏 الميرزا أبو هادي، الذي دأب على شجب من يصفهم بـ "العملاء".

ولم يقتصر هذا الحضور على وسم ‎"#الإعدام_للعملاء"، إذ تضم قائمة المتفاعلين مع وسم ‎"#العميل_لا_دين_له" أيضاً حسابات سبق أن شاركت في وسم ‎"#راعي_العملاء"، الذي استُخدم لمهاجمة البطريرك الماروني بشارة الراعي عند كل موقف يتخذه يعارض توجهات حزب الله.

وسوم سابقة لحزب الله

تتضمن سحابة الكلمات والوسوم الأكثر تكراراً على وسم "#العميل_لا_دين_له"، وسوم أخرى مشهورة أطلقها حزب الله؛ مثل وسم "#انا_على_العهد"، الذي سبق أن حلله مجتمع التحقق العربي.

كما تكررت في التفاعلات عبارات تشير إلى "حزب الله"، و"الشهداء"، و"المقاومة"، إلى جانب كلمات؛ مثل "الخيانة" و"الغدر"، التي اعتبرها أنصار الحزب السبب الرئيسي وراء الخروقات الأمنية التي تعرّض لها منذ تفجيرات البيجر في أيلول/سبتمبر 2024، وما تبعها من سلسلة اغتيالات إسرائيلية استهدفت قياداته.

أما من حيث موقع انطلاق الوسم، فقد صدرت معظم المنشورات من لبنان، تلتها اليمن، ثم الولايات المتحدة، والعراق، وإيران. وهذا أمر متوقع، باعتبار أن الحدث لبناني في الأساس ويستهدف جمهور حزب الله، الذي ينتشر بشكل رئيسي في لبنان واليمن والعراق وإيران.

وبذلك، أطلقت حسابات لبنانية، وهمية وحقيقية، معظمها مناصرة لحزب الله، وسوماً تطالب بمعاقبة المتهم بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي؛ وهو المتهم ذاته الذي تشير تقارير إخبارية إلى وجود صلات سابقة له بالحزب، في ما يبدو أنه محاولة للتنصل منه والتبرؤ من علاقته.

- التقرير من إعداد: شربل الخوري