Arabi Facts Hub is a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.

nan

nan
SaheehNewsIraq

The Author

SaheehNewsIraq
nan تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع مصورة قالت إنّها تكشف عن "سلاح البلازما" الفتاك، الذي باتت إيران "الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك هذا النوع من الأسلحة". وانتشرت هذه المشاهد بعد حديث دار بشكل واسع عن امتلاك إيران لتكنولوجيا "أسلحة البلازما" المدمرة، استندت إلى تصريح نسب إلى المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل.[*] وفي هذا التقرير يفند "صحيح العراق" الصور والمشاهد المتداولة عن السلاح، ويكشف حقيقة التصريح الأميركي، والتي أعادت إلى الأذهان ذريعة "أسلحة الدمار الشامل" التي شنت الولايات المتحدة حربها على العراق عام 2003 على أساسها، كما يوضح تفاصيل حول تكنولوجيا أسلحة البلازما: الحقائق: بدأ الحديث عن السلاح بعد أنّ نشر وسائل إعلام ومنصات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحًا على لسان المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، نصه: "لقد رأينا أسلحة البلازما الإيرانية من خلال أقمار ناسا الصناعية". وبالبحث والتدقيق نجد أنّ المسؤول الأميركي لم يعلن امتلاك إيران "أسلحة البلازما"، بل زعم أن "إيران تطور تقنية أسلحة البلازما" وقال: "نحن لا نستبعد وجود مثل هذه التقنية"، مبينًا أنّ هذا الادعاء يعتمد على أدلة من "أقمار ناسا".[1] ومع عدم تقديم أي صور أو وثائق موثوقة من قبل ناسا أو البنتاغون لدعم هذا الادعاء، يعتقد خبراء أنّ الادعاء الأميركي ليس سوى "جزء من استراتيجية حرب نفسية وحملة ضغط سياسي ضد إيران".[2] [2] أما عن الصور المتداولة للسلاح، فيظهر بالبحث العكسي، أنّ أبرزها مولدة عبر أحد برامج الذكاء الاصطناعي، كما في تلك التي يظهر شعار برنامج "Grok" بوضوح في ذيلها. و"Grok" هو برنامج دردشة مدعوم بالذكاء الاصطناعي طورته شركة XAl، يهدف لتسهيل الوصول والتحقق من المعلومات المنشورة على منصة X والإجابة على الأسئلة المتنوعة من قبل المستخدمين بطريقة ذكية وكوميدية، وهو في مرحلة الاختبار التجريبي.[3] ورد البرنامج على أسئلة عدة طرحها مستخدمون عن حقيقة صور "سلاح البلازما"، موضحًا أنّ مصدر الصورة غير مؤكد، إذ أنّ الصورة الأولى تحمل علامة "© Grok" وقد تكون من محتوى المستخدم أو مولدة بالذكاء الاصطناعي، بينما الثانية تشبه تصاميم الخيال العلمي من ألعاب أو صور مخزنة، وليست دليلاً على أسلحة حقيقية.[4] كما يكشف البحث أنّ الفيديو المتداول للسلاح المزعوم مضلل، إذ أنّ المقطع مجتزأ من مشهد دعائي نشرته شركة الأسلحة الأميركية "لوكهيد مارتن" في تموز يوليو 2020، للترويج لتقنية سلاح الليزر، وليس "سلاح البلازما".[5] وفي الفيديو تقدم الشركة محاكاة غير حقيقة للسلاح، وتكشف عن جهودها للعمل على تطوير أنظمة أسلحة ليزر "لحماية المقاتلين في ساحة المعركة"، مع عرض آراء خبراء حول كيفية دمج هذه الأنظمة في القوات الجوية والبحرية. ماذا نعرف عن أسلحة البلازما؟[6] تُعرف البلازما بأنها الحالة الرابعة للمادة بعد الصلبة والسائلة والغازية، وتتكون من غاز مؤين تتحرك فيه الجسيمات المشحونة كهربائيًا بحرية، وتصل درجة حرارتها، وفقًا للدراسات الفيزيائية، إلى ملايين الدرجات المئوية، مما يمنحها قدرة تدميرية هائلة عبر ثلاث آليات رئيسية: التأثير الحراري: إذابة الأجسام الصلبة عبر نقل الطاقة الحرارية المركزة. التأثير الكهرومغناطيسي: تعطيل الأنظمة الإلكترونية عبر نبضات مغناطيسية قوية. الضغط الديناميكي: توليد موجات صادمة تفكك البنى المادية. لكن هذه التقنية تواجه تحديات أساسية هائلاً، إذ تتطلب مصادر طاقة ضخمة تصل إلى مئات الميغاواط، ونظم تبريد متطورة، وقدرة على تثبيت البلازما التي تتميز بعدم استقرارها الشديد. وتشير التقديرات إلى أن إطلاق شعاع بلازما عملي لمدة ثانية واحدة يحتاج طاقة تعادل استهلاك مدينة متوسطة الحجم ليوم كامل. وعلى الرغم من الاهتمام البحثي الواسع، لا توجد دولة أعلنت عن امتلاكها أسلحة بلازمية تشغيلية، لكن الدول الكبرى تنفذ تجارب ضخمة في هذا السياق نذكر منها:[7] الولايات المتحدة الأميركية: خصصت 2.1 مليار دولار بين 2018 - 2025 لأبحاث الطاقة الموجهة، مع تركيز على الليزر أكثر من البلازما. روسيا: أجرت تجارب على أنظمة دفاع جوي تعتمد على البلازما، لكنها لم تتجاوز مرحلة النماذج الأولية. الصين: نشرت 45 دراسة علمية حول تطبيقات البلازما العسكرية خلال 2024، دون إثباتات عملية. في الوقت ذاته ما تزال التحديات الهندسية تحول دون تحويل النظرية إلى واقع، حيث أن كفاءة تحويل الطاقة الكهربائية إلى بلازما لا تتجاوز 7% في أفضل النماذج المخبرية. حقيقة امتلاك إيران هذه الأسلحة؟[8] وعلى هذا الأساس ينطوي أي حديث عن امتلاك إيران لهذه التكنولوجيا على ثغرات كبيرة، يعززها عدم وجود أدلة بصرية من أقمار ناسا الصناعية، رغم التأكيدات الأميركية، كما تتناقض مع تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لم تُشر إلى منشآت إيرانية قادرة على توليد البلازما عالية الطاقة. وتبلغ القدرة الكهربائية القصوى للمنشآت الإيرانية المُعلنة 3 جيجاواط، بينما يحتاج سلاح بلازما أساسي إلى 0.5 جيجاوات على الأقل، مما يعني استحالة التمويه عن استهلاك كهربائي بهذا الحجم. وحجمت العقوبات الدولية على إيران إمكانية استيراد المكونات الحساسة مثل مكثفات الفائق (Supercapacitors) اللازمة لتخزين الطاقة السريع. ذريعة على طريقة كذبة أسلحة الدمار؟[9] وتزامن الادعاءات مع تصاعد التوترات حول البرنامج الصاروخي الإيراني، والضغوط الأميركية لتمديد حظر الأسلحة على إيران، ما دفع خبراء الدفاع إلى تفسيرها ضمن حرب نفسية تهدف إلى تبرير تشديد العقوبات، وتعزيز الموقف التفاوضي الأميركي، أو ربما في سياق ذرائع لشن حرب عسكرية على إيران كما حدث سابقًا في العراق، والحديث هنا عن كذبة "أسلحة الدمار الشاملة" الشهيرة. واستخدمت إدارة بوش معلومات استخباراتية مُلفقة عن وجود هذه الأسلحة لتبرير غزو العراق عام 2003، وساهمت وسائل الإعلام الأميركية الكبرى في نشر الادعاءات آنذاك. وفي مقال لـ "Foreign Policy Association"، اعترف دولفر – الذي قاد فريق التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق – بأن الإدارة الأمريكية كانت مقتنعة بصدق ادعاءاتها، لكنها اعتمدت على استخبارات معيبة. وأشار إلى أن غياب الأسلحة لم يكن نتيجة "كذبة مُخطط لها"، بل نتيجة أخطاء في التحليل، لكنه أقر بأن العواقب كانت كارثية.[10] ونشرت ABC News عام 2011 اعتراف الجاسوس العراقي رافد الجنابي المُلقب بـ"كورف بول"، والتي جاء فيها أنّ الجنابي اختلق معلومات عن أسلحة بيولوجية متنقلة في العراق. وأكد الجنابي أنّه كذب عمدًا لدفع الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين، مستغلًا ثقة المخابرات الأميركية والألمانية به. وقد استُخدمت معلوماته كأساس لخطاب كولن باول أمام الأمم المتحدة في 5 فبراير 2003.[11] وخلال الخطاب عرض باول صورًا مزيفة لـ"مختبرات أسلحة بيولوجية" وادعى وجود شاحنات لإنتاج الأسلحة الكيماوية، وهو ما تبين لاحقًا أنّه كذب متعمد لأهداف سياسية، حيث كشفت وثائق عام 2011 أن المخابرات الأميركية كانت تعلم بضعف أدلة "كورف بول" لكنها تجاهلتها لخدمة الأجندة السياسية.[12] في بودكاست عام 2023، ناقش المعهد الدور الإعلامي في نشر الادعاءات الكاذبة، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام الأميركية مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست وفوكس نيوز قدمت تغطية داعمة لرواية الإدارة دون تحقق كافٍ. كما أبرز كيف ساهمت هذه التغطية في تضليل الرأي العام الأميركي والدولي.[13] وعلى خلاف الموقف العراقي الذي نفى امتلاك أسلحة دمار قبل الغزو الأميركي، استثمرت القيادة الإيرانية هذه الأحاديث، بتأكيد إنتاج سلاح لم ينتج "الأعداء" نظيرًا له، بسرعة تفوق سرعة الصوت. وقال الجنرال المتقاعد وأحد أبرز مؤسسي الحرس الثوري، حسين كنعاني مقدم، إن "سلاح بلازما يعمل بطاقة حارقة من شحنات الكهرباء وقادر على اختراق الدروع وتحييد مقاتلات العدو وصواريخه، واصطياد الأقمار العسكرية وهذا السلاح وخلافا للقنبلة النووية موجّه ولا يعرض الأبرياء للدمار الشامل".[14] التطبيقات الواقعية للبلازما؟[15] واقعيًا، يمكن الإشارة هنا إلى أبرز التطبيقات العملية الحالية للبلازما، والتي تنحصر في علاج الأورام السرطانية عبر تركيز حزمة البلازما، وتعقيم الأدوات الجراحية بكفاءة تفوق التقنيات التقليدية، ضمن المجال الطبي، وقطع المعادن بدقة ميكرونية، ومعالجة أسطح المواد لزيادة متانتها في قطاع الصناعة. في المجالات العسكرية، تجري أبحاث على استخدام البلازما ضمن أنظمة دفاع جوي تقوم على تشويش رؤوس الصواريخ الحرارية، وخلق "أشرطة بلازمية" تعكس موجات الرادار.

Other SaheehNewsIraq