Arabi Facts Hubis a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
nan
لم يكن قول رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، قبل نحو أسبوعين، إنّ "الشيعة سينفردون بالحكم إذا أُجبروا على تقسيم العراق"، حديثًا عابرًا، أو هفوة سياسية، بل تعبيرًا صريحًا عن توجهات بعض زعماء القوى السياسية الشيعية التي تدور في الكواليس، وفتح الباب واسعًا أمام أحاديث أقل تحفظًا عن تقسيم العراق، من بينها ما صدر عن مستشار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي قال إنّ "نفط الشيعة للشيعة، وعلى السنة والكرد تدبير أمورهم في القادم من الأيام".
بالمقابل، ولدت هذه التصريحات ردود أفعال سياسية على أساس طائفي وقومي بعضها ساخر، لكنها استغلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإثارة توتر وشحن طائفي، كما يوضح "صحيح العراق" في التقرير الموجز:
المالكي أطلق الشرارة وكان جادًا
في 27 شباط فبراير الماضي، أدلى رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي خلال برنامج "المقاربة" الذي يعرض على قناة دجلة[1] بتصريحات حول المشروع الأميركي بتقسيم المنطقة، بناءً على ما يجري في سوريا، إذ أشار إلى أنّ العراق ليس بمنأى عن التقسيم، وهو ليس محمي من ذلك، كما أشار إلى أن هناك من يتحدث في العراق عن إمكانية تطبيق ما جرى في سوريا، ورأى في ذلك "مقدمة لها نتيجة أن نصل إلى حالة الانفصال أو تشكيل فيدراليات أو غيرها".
وردًا على سؤال حول استعداد الشيعة لمثل هذه السيناريوهات، قال المالكي: "بالتأكيد الشيعة وحدويين بالنسبة للدولة ما عندهم فكرة تقسيم"، وإن "المحافظات الشيعية هي الثرية، وهي النفط وهي الخيرات وهي البحر، وهم ما عندهم هذا الشيء. الشيعة عندهم العراق الواحد ويعملون من أجله، هذا في كل المراحل والتحديات وسنبقى نعمل على إيجاد عراق".
وأضاف المالكي، "إذا مشت قضية التقسيم والانفصال في أي ركن من أركان العراق قد يتأثر حتى الوضع الشيعي، لأنه حينما ينفصل البعض ما عاد الشيعة يقولون والله نبقى نستمر بالدعم وتقديم الدعم والنفط وكذا شي، سيقول الشيعة نفطنا لنا مثل ما أنتم خيراتكم، وهذه خطيرة جدًا نعمل من أجل أن لا تكون إن شاء الله".
تصعيد من الكتائب
تصريح المالكي هذا شجع أطراف شيعية أخرى على التحدث بوضوح عن "الإقليم الشيعي"، إذ قال حسين مؤنس، رئيس حركة حقوق النيابية، التي يعتقد أنّها تمثل الجناح السياسي لـ "كتائب حزب الله": "يفترض على الشيعة أن يكون لديهم خيارات إضافة إلى الحاكمية. يجب أن يكون من ضمن خيارات الشيعة الاستقلال بحكم المحافظات الشيعية، وهذا واحد من الحلول للتخلص من الابتزاز".
وتلقف الصحفي المقرب من الحكومة والفصائل المسلحة سلام عادل، تصريحات المالكي ومؤنس، ورفع حدة الخطاب داعيًا إلى استفتاء شعبي لانفصال 9 محافظات ذات الأغلبية الشيعية عن العراق، وترك السنة والكرد يواجهون مصيرهم، ورفع شعار "نفط الشيعة للشيعة"، ثم ذهب أبعد باقتراح علم الدولة الشيعية الجديدة، باستبدال عبارة "الله أكبر" بـ "علي ولي الله".[3][4]
المشهداني يرد بتهكم
وفي أبرز تعليق من الجانب السني، قال رئيس البرلمان محمود المشهداني: "نصيحتي لحد يفكر بالأقلمة.. الشيعة أكبر الخاسرين، باجر تخلص نفطاتكم، أو ينزل سعرها، وما يجيب الرواتب، وثانيًا مو حرام صار 50 سنة نحلب بيهة وتالي نعوفها".
وأضاف المشهداني: "أغنى محافظة في العراق هي الأنبار وبعدها مدينة السماوة.. فشلكم بهاي الشغلة بس اليورانيوم والسيليكون بالأنبار يعيش كل العراقيين"، كما تحدث عن خيار قطع المياه عن المناطق الجنوبية في حال انفصال الشيعة، وقال: "ليفكر يسوي إقليم شيعي حتى يستفيد، ليش هي دجلة والفرات منين يفوت.. إن شاء الله الجماعة يبيعون صبور ومي مالح، وهم أهلنا وفلذة أكبادنا.."[5]
تعليق المشهداني أثار جدلًا وانتقادات واسعة، ما اضطره إلى إصدار توضيح صوتي، أكّد فيه أنّ حديثه لم يكن إلا في سياق "التهكم وازدراء الداعين إلى الأقلمة"، كما أكّد رفض أي مشاريع تقوم على تقسيم العراق.[6]
تفجير سد الموصل!
واستغل سلام عادل المعروف سابقًا بـ "سيف الخياط" تصريح المشهداني لتصعيد الخطاب الطائفي، إذ قال إنّ "لدى الشيعة إمكانية قصف سد الموصل وإغراق كل من يهدد بقطع المياه".[7]
الكرد لديهم اللبن والكباب
ومع التفاعل الواسع مع هذا النوع من الخطاب، تصدرت الأسئلة عن التقسيم أجندة البرامج التلفزيونية السياسية التي تبلغ ذروتها خلال شهر رمضان، وتحولت ردود السياسيين والمسؤولين حتى الساخرة منها، إلى محتوى كراهية يتداول بشكل محموم على منصات وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ومنه تصريح النائبة السابقة عن الاتحاد الوطني الكردستاني آلا طالباني، والذي نشر بالنص: "آلا طالباني: إذا قطعوا النفط والمياه سنقطع لبن أربيل وكباب السليمانية".[8]
حقيقة تصريح طالباني
وبالمراجعة نجد أنّ حديث طالباني كان في سياق ساخر، إذ قالت خلال برنامج "نصف دائرة" الذي يعرض على قناة العهد، إن "جميع الأحزاب وخلال اقتراب موعد الانتخابات تحاول تغذية الشارع بخطابات وشعارات خشبية، مثل الحديث الآن في العراق عن الانقسام والإقليم الشيعي والسني، ونسمع صار يومين إحنه ناخذ النفط، وذاك يكول أخذ دجلة والفرات، أنا كتلهم إحنه النفط قاطعي قاطعي، فنكطع عنكم لبن أربيل وكباب سليمانية ما عدنا شي".[9]
وأنت كيف تجد التصريحات السياسية مع اقتراب الانتخابات حول الأقاليم الطائفية ودعوات الانفصال، هل تسخر منها أم تتفاعل معها؟