Arabi Facts Hubis a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
nan
تعيش المنطقة أجواءً متوترةً لا تقل خطورة عن المرحلة السابقة التي انتهت بمتغيرات عاصفة في لبنان وسوريا، اشتعلت شرارتها بهجوم عسكري أميركي على الحوثيين في اليمن، وامتدت تأثيراتها سريعًا على العراق، بالتزامن مع وصول رسالة ترامب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.
وفي الوقت الذي تحرص فيه السلطات في العراق على تأكيد مدى "متانة العلاقات" بين بغداد وإدارة ترامب، علم "صحيح العراق"، أنّ رسالة شديدة اللهجة وصلت مباشرة إلى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني على لسان وزير الدفاع الأميركي الليلة الماضية، وهي ترتبط بالتطورات في المنطقة.[*]
10 أيام ساخنة
وبدأت المتغيرات منذ السابع من هذا الشهر (آذار مارس)، حين أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيته التفاوض على اتفاق نووي مع إيران، وكشف عن إرسال خطاب إلى القيادة الإيرانية، عبر فيه عن أمله في أن يوافقوا على إجراء محادثات. وقال ترامب خلال مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس"[1]، "قلت إني آمل أن تتفاوضوا، لأن الأمر سيكون أفضل بكثير بالنسبة لإيران"، مضيفًا: "أعتقد أنهم يريدون الحصول على هذه الرسالة. البديل الآخر هو أن نفعل شيئًا، لأنه لا يمكن السماح بامتلاك سلاح نووي آخر".
خامنئي استعجل الرد
وقبل وصول الرسالة بيوم، رد المرشد الإيراني علي خامنئي بتكذيب ترامب. وقال خامنئي إنّ "الرسالة لم تصل بعد"، وإن "إعلان الرئيس الأميركي استعداده للتفاوض مع إيران ليس إلا تضليلًا للرأي العام"، فيما أشار إلى أنّ التفاوض مع الولايات المتحدة "مرفوض لأن هذا الرئيس (ترامب) نفسه هو من مزّق الاتفاق النووي الموقّع (...) ونحن نعلم أنه لا يفي بوعوده".[2]
الرسالة وصلت
وفي 13 آذار مارس، أي بعد أكثر من 7 أيام، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أنه تلقى رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال اجتماع عقد في طهران مع أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات.[3]
فيما قالت الخارجية الإيرانية اليوم[4]، إن طهران سترد على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد تدقيقها بالكامل، ورفضت كشف فحوى الرسالة، مبينة على لسان متحدثها إسماعيل بقائي، أنّ "رسالة ترامب لا تختلف كثيرًا عن تصريحاته".
وقال بقائي، "ما نُشر في وسائل الإعلام هو في الغالب مجرد تكهنات ولا يستند إلى أساس دقيق"، مؤكدًا أنّ رد بلاده بالمقابل سيمر "عبر القنوات المناسبة بعد استكمال عمليات المراجعة"، أي أنّ النص المتداول لرسالة ترامب عبر مواقع التواصل الاجتماعي مفبرك ولا صحة له.
أعنف هجوم أميركي
ومساء السبت 15 آذار/مارس، كانت العاصمة اليمنية صنعاء على موعد مع أكبر هجوم أميركي منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلطة، فقد شنت الولايات المتحدة سلسلة غارات، استهدفت صنعاء ومدينة صعدة، في وقت أشارت فيه تقارير إلى أن الغارات استمرت حتى فجر الأحد 16 آذار مارس، حيث تعتبر الولايات المتحدة الحوثيين أحد "أخطر الأذرع الإيرانية في المنطقة".[5]
"القوة الساحقة"
وأعلن ترامب، السبت 15 آذار مارس، عن إطلاق عمل عسكري، "حاسم وقوي" ضد الحوثيين. وقال في منشور على منصته "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي[6]: "سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا"، متهمًا الحوثيين بتهديد حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وأضاف: "إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءًا من اليوم. إن لم يفعلوا، جهنم ستُمطر عليكم كما لم ترو من قبل".
"إيران لن تشن حربًا"
بالمقابل، قالت القيادة العسكرية الإيرانية إثر التطورات في اليمن "إنّها لن تشن حربًا"، لكنها هددت من خلال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي بالرد على "أي تهديد"، إذ شدد سلامي في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي أن "إيران لن تشن حربًا، لكن إذا هددها أحد سترد بشكل مناسب وحاسم وقاطع".[7]
الفصائل العراقية تورطت!
في العراق، أعلنت فصائل مسلحة تحت عناوين ظل جديدة استعدادها للانخراط في الحرب ضد القوات الأميركية مساندة للحوثيين، وهددت باستهداف مصالح "العدو الأميركي في المنطقة حيثما وجدت وبالوسائل المناسبة".[8]
هذه المواقف اعتبرت في واشنطن إعلان نهاية للهدنة التي اضطرت إليها الفصائل العراقية في ذروة الحرب الإسرائيلية على لبنان، وتوجهًا لاستئناف الهجمات ضد القوات الأميركية داخل العراق، لذا بادرت بتحذير صارم.
التحذير صدر مباشرة من وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إلى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، خلال اتصال هاتفي مساء أمس، كما علم "صحيح العراق"، من أطراف في الحكومة وأخرى على صلة بـ "تنسيقية المقاومة".
المكالمة "لم تكن ودية جدًا"، على تعبير المسؤول الحكومي، مؤكدًا أنّ الوزير الأميركي أبلغ السوداني "بوضوح لا يقبل اللبس أنّ أي هجوم من الفصائل المسلحة على القوات الأميركية أو المصالح الأميركية في العراق أو خارجه، سيواجه بضربات سريعة ومدمرة، ولن يكون هناك تهاون كما حدث خلال مرة الحرب في لبنان على الإطلاق".
الوزير الأميركي أبلغ السوداني رسالة من ترامب أيضًا، فحواها أنّ "وقت الفصائل المسلحة في العراق نفد، وحان وقت نهايتها"، وفقًا لذات المصدر.
بالمقابل، قال السوداني إنّ الحكومة تعمل على ذلك، إذ جاء في البيان الرسمي عن المكالمة: "جدد السيد رئيس مجلس الوزراء التزام العراق بحماية مستشاري التحالف الدولي الذين يتواجدون في العراق بناءً على دعوة من الحكومة العراقية لدعم جهود مكافحة داعش، كما شدد على التزام العراق بحصر استخدام القوة بيد الدولة وتعزيز الاستقرار الداخلي".[9]
وعلى الفور نقل السوداني الرسالة إلى زعماء الفصائل وقادة الإطار التنسيقي، ما دفع "تنسيقية المقاومة إلى عقد اجتماع طارئ لمناقشة موقف الفصائل من الحرب على اليمن، في ظل المؤشرات التي تفيد بأنّ الانخراط في الحرب يعني تلقي ضربات أميركية "غير مسبوقة"، إذ أكّد قيادي في حركة مسلحة لـ "صحيح العراق"، أنّ "هذا التحذير أخذ على محمل الجد".
بالتزامن أكّد المسؤول الحكومة أنّ السوداني يستعج لـ "عقد اجتماع للمجلس الوطني للأمن لمناقشة التداعيات المحتملة للحرب الأميركية في اليمن على العراق"، كما يسعى إلى "عقد اجتماع مع قادة الإطار الشيعي لطرح الرسالة الأميركية بشكل رسمي ومناقشة مطالب ترامب حول الفصائل المسلحة خلال هذه المرحلة".
عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي اسكندر وتوت أكّد بدوره هذه المعلومات أمس، مشيرًا إلى أنّ "دخول الفصائل العراقية على خط الحرب الجديدة في اليمن سيضع العراق في مرمى الهجمات الأميركية على المستوى العسكري ضد تلك الفصائل، وربما حتى ضمن العقوبات الأميركية الاقتصادية، خاصة وأن واشنطن أوصلت رسائل سابقة بأنها لن تسكت على أي اعتداء على مصالحها في العراق وعموم المنطقة"
وأشار وتوت، إلى ضرورة "ممارسة الضغط الحكومي على الفصائل وقيادتها من أجل إبعاد العراق عن دائرة الحرب والصراع"، محذرًا أنّ "إدارة ترامب تختلف كلياً عن إدارة بادين، والرد على تلك العمليات سيكون مضرًا أمنيًا واقتصاديًا وحتى سياسيًا على العراق".[10]