Arabi Facts Hubis a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
nan
تضاربت الروايات التي تداولتها صفحات وحسابات ووسائل إعلام عن حادثة شهدها مطار النجف أول أمس، إذ يدور الحديث عن رتل سيارات مصفحة تقل قوة أجنبية اقتحمت مطار النجف بالتزامن مع هبوط مروحيتين عسكريتين، ونُسجت حولها الكثير من التفاصيل، كان أكثرها سخونة رواية ربطت الحادثة بـ "محاولة اعتقال" رئيس أركان الحشد الشعبي عبد العزيز المحمداوي "أبو فدك"، وأخرى قالت إنّها مداهمة مستعجلة إثر أنباء عن وجود المختطفة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف.[*]
"صحيح العراق" دقق الصور المتوفرة عن الحادثة وحللها، وينشر النتائج في هذا التوضيح، مع تعليق من مصدر مسؤول في مطار النجف قدم تفاصيل أخرى مختلفة تمامًا عن القصص المتداولة، مؤكدًا أنّ ما جرى كان "ترتيبات استقبال اعتيادية" لمسؤول بارز، شابتها "مشاجرة".
تحليل الصور:
من خلال رصد دقيق استمر على مدار اليومين الماضيين، وجدنا أنّ المعلومات عن الحادثة نشرت ابتداءً عبر منصات لها صلة بالفصائل المسلحة، مع صورة أخذت من مسافة بعيدة، تظهر فيها مروحيتان عسكريتان قرب طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية العراقية، وينتشر عندهما مسلحون لهم هيئة تشبه أفراد القوات الخاصة، كما تظهر وجود مركبتين يبدوان من نوع "هونداي - ستاركس"، يقف قربهما شخصين، فضلاً عن أشخاص آخرين يرتدون سترات تشبه تلك التي يستعملها العاملون في المطارات.[1]
ومن خلال التحليل يظهر أنّ المركبتين تشبهان إلى حد كبير يقترب من التطابق، تلك المركبات المخصصة لنقل الشخصيات الرفيعة من مدرج مطار النجف إلى صالة الاستقبال الرسمية، والتي سبق أنّ استخدمت لنقل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق محمد الحسان.[2]
أما الصورة الثانية فتظهر رتلاً من سيارات من نوع "Chevrolet Suburban"، متوقفة قرب مبنى في أحد الشوارع الرئيسية[3]، ويظهر بتحليلها ما يلي:
الصورة التقطت من شوارع النجف، وبالتحديد من أمام غرفة تجارة النجف، كما يظهر من مطابقة شكل المبنى الظاهر خلف السيارات مع صورة سابقة.[4]
السيارات من موديل يشبه تلك التي تعود إلى عامي 2016 - 2017، وهذا النوع من السيارات يستخدم بشكل شائع من قبل الشركات الأمنية.[5]
ظهرت سيارة مشابهة في زيارة سابقة لرئيس بعثة الأمم المتحدة محمد الحسان إلى مطار النجف.[6]
رقم السيارة الأخيرة، وعلى الرغم من عدم وضوحه بشكل كامل، إلا أنه يكشف أنّ السيارة مسجلة بلوحة ليست أجنبية، أي أنها ليست مجهولة.[6+]
ماذا حصل في مطار النجف؟
"صحيح العراق" طابق هذه المعلومات مع إفادة مسؤول في مطار النجف، أكّد أنّ الحادثة مرتبطة بالفعل بـ "شخصية رفيعة المستوى، وهو ممثل الأمم المتحدة في العراق محمد الحسان، الذي وصل إلى مطار النجف بتاريخ 24 شباط 2025، بعد الحصول على الموافقات الرسمية للهبوط، إذ لا يمكن هبوط أي طائرة بدون تلك الموافقات".
أما "قصص الأكشن المتداولة"، على حد تعبير المسؤول، فهي "ليست حقيقية على الإطلاق، وكلّ الأحاديث عن عملية سرية أميركية لاعتقال زعماء فصائل، أو مداهمة بحثًا عن شخص ما (المختطفة الإسرائيلية) ليست سوى روايات مختلقة وشائعات".
موظف آخر في مطار النجف أكّد لـ "صحيح العراق"، أنّ الصور مرتبطة بوصول الحسان مع وفد مع بعثة الأمم المتحدة إلى مطار النجف، مبينًا أنّ طائرة الحسان "هبطت وكان بانتظارها أشخاص من مكتب المحافظ، والشركة الأمنية المسؤولة عن حماية بعثة الأمم المتحدة، حيث رافقوا الحسان للقاء المرجع إسحاق الفياض، وتناولوا وجبة الغداء في مضيف العباسي".
وحول دخول مسلحين إلى صالة المطار، قال الموظف إنّ "الطائرة وخلال تزودها بالوقود، ترجل منها أفراد من شركات الحماية، للجلوس في صالة التشريفات، والدخول للحمام، إلاّ أن أحد المسؤولين عن أمن المطار رفض دخولهم مع أسلحتهم، ثم تم احتواء الموقف، وعاد أفراد الشركة الأمنية إلى الطائرتين المروحيتين".
يشار إلى أنّ محمد الحسان كان قد زار النجف بالفعل يوم الإثنين الماضي رفقة وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، إذ شاركا في فعالية عشائرية أقيمت عند مضيف "آل حسن" في الحيدرية.[7]
تحليل مسار السيارات
كما يظهر من خلال خرائط "غوغل"، أن طريق غرفة التجارة الذي التقطت الصور من أمامه، يمر على مطار النجف، أي أن الصورة التقطت عند مغادرة الوفد من المطار، أثناء توجهه إلى الحيدرية حيث أقيم هناك مهرجان كبير من قبل إمارة بني حسن في نفس اليوم.[8]
تحقيق أمني:
ولم يصدر أي تعليق رسمي حول الحادثة، باستثناء ما أعلنته لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب، التي أكّدت أنّها ستحقق في "ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول قيام قوة أميركية باقتحام المطار"، دون تقديم أي معلومات جديدة.[9]