nan على وقع أعمال العنف التي رافقت مباراة فريقي القوة الجوية ودهوك، على ملعب الأخير ودخول الجماهير إلى أرضية الملعب والاعتداء على لاعبي الفريق الضيف، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا قديمة ومضللة حول الحادث. وقد راجع فريق "صحيح العراق" أعمال الشغب التي سجلت في المباريات السابقة، وتأثيرها على الدوري العراقي، وأبرز المنشورات المضللة حول الحدث الأخير. منشورات مضللة: من بين أبرز المنشورات التي تم تداولها خلال الساعات الماضية، صورة تظهر مشجعين خلال أعمال شغب، يحمل أحدهم سكينًا، حيث نسبت الصورة إلى أعمال الشغب التي رافقت مباراة دهوك والقوة الجوية ضمن منافسات دوري نجوم العراق، أمس الأحد 31 آذار مارس الماضي.[*] لكن الصور المتداولة مضللة، فمن خلال البحث، يظهر أنها قديمة وتعود إلى 4 تشرين الثاني نوفمبر 2023، لأعمال شغب رافقت مباراة دهوك وزاخو، ضمن الجولة الثالثة للدوري العراقي، وأصيب على إثر تلك الأحداث 33 مشجعًا من جماهير الفريقين.[1] ماذا حصل أمس؟ أعمال الشغب ترافق معظم المباريات القوية في الدوري العراقي، وسبق للاتحاد العراقي، أن فرض سلسلة من العقوبات على الفرق وجماهيرها، إلا أن ذلك لم يحد من أعمال العنف على المدرجات التي تصل في بعض الأحيان إلى أرضية الملعب والاعتداء على اللاعبين، كما حصل في المباراة الأخيرة بين فريقي القوة الجوية ودهوك. في مباراة أمس، وفي الدقيقة 94 من عمر المباراة، ورغم تقدم نادي دهوك بهدفين مقابل هدف واحد للقوة الجوية، إلا أن أحد جماهير الفريق الفائز اقتحم أرضية الملعب وحاول الاعتداء على حارس نادي القوة الجوية، ومن ثم دخل المزيد من المشجعين وحدث شجار بين الجماهير واللاعبين قبل أن تتدخل قوات أمن الملاعب.[2] وأقدم حكم المباراة محمد سلمان بعد إخراج المشجعين من الملعب على طرد حارس نادي القوة الجوية محمد حميد، الذي ضرب أحد المشجعين أثناء محاولته الاعتداء عليه، كما قام بطرد لاعب نادي دهوك موسس.[3] جردة حساب: وسبق للدوري العراقي، أن سجل حالات مشابهة لدخول الجماهير إلى أرضية الملعب والاعتداء على اللاعبين، وفيما يلي أبرزها: في نيسان أبريل 2022، اقتحمت جماهير نادي زاخو، أرضية الملعب بعد خسارة الفريق من نادي الكهرباء.[4] اعتداء جماهير نادي الديوانية على لاعبي الشرطة في الجولة 38 من الدوري العراقي 2021- 2022.[5] في نيسان أبريل 2022، شهدت مباراة الشرطة ونفط الوسط على ملعب النجف أعمال شغب واعتداء على اللاعبين.[6] في أيار مايو 2023، شهدت مباراة القوة الجوية والكهرباء أعمال عنف واعتداء على اللاعبين والكادر التدريبي.[7] في عام 2019، اضطر الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى تأجيل قمة الدوري بين الزوراء والجوية، بعد اقتحام الجمهور لأرضية الملعب فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لإخراج الجماهير.[8] موسم 2022، أيضًا شهدت مباراة القوة الجوية والزوراء أعمال شغب وتحطيم مقاعد المدرجات من قبل الجماهير.[9] قبل 3 أشهر من الآن، رافق مباراة القوة الجوية والنجف أعمال شغب على المدرجات وتوقف المباراة لأكثر من مرة.[10] في موسم 2021، كانت أبرز حالات الشغب وأشهرها، في مباراة نادي أربيل وضيفه الشرطة، حيث نزلت جماهير نادي أربيل لأرضية الملعب واعتدت على اللاعبين، وأثارت الحادثة حينها ضجة كبيرة.[11] في موسم 2022، شهدت مباراة القاسم والشرطة، أعمال شغب عنيفة تخللها ضرب ولكمات بين اللاعبين والكادر التدريبي لكلا الفريقين.[12] بالإضافة إلى عشرات الحالات للأندية الأخرى. أسباب ومعالجات: يرجع مختصون ظاهرة شغب الملاعب التي ظهرت بعد 2003 لأسباب عدة أبرزها[13]: ـ تصرف بعض اللاعبين غير اللائق سواء فيما بينهم أو مع المشجعين. ـ التعصب وغياب الروح الرياضية والتي هي من أولويات صفات الرياضة. ـ سوء التحكيم وضعف طاقمه بإدارة المباراة. ـ نتيجة المباريات التي لا تسر مشجعي الفريق الخاسر. ـ انخفاض في الوعي وتدني الثقافة العامة وغياب مفاهيم ومبادئ الروح الرياضية. ـ غياب دور الإعلام المحايد في التخفيف من ظاهرة الشغب والعنف. - "العنف الافتراضي" الذي يتشبع به المراهق خلال الألعاب الإلكترونية، ثم نقله لمدرجات الملعب الواقعي.[14] فيما يرون أن القضاء على الظاهرة بحاجة لتضافر جهود المدربين والحكام واللاعبين والاداريين والمرشدين التربويين والباحثين النفسيين ورجال الأمن والمسؤولين الحكوميين، وتوعية الجماهير بالتحلي.[15] عقوبات مؤجلة في 2016، أعلن رئيس لجنة الشباب والرياضة لدى البرلمان العراقي جاسم محمد جعفر، عن قانون يعاقب مثيري أعمال الشغب في الملاعب بالسجن 15 عامًا مع غرامة مالية تصل إلى 5 ملايين دينار، إلا أنه لم يتم إقرار القانون لغاية الآن.[16] الحظر الدولي في شباط فبراير 2022، أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم، عن موافقة الاتحاد الدولي "الفيفا" على رفع الحظر عن الملاعب العراقية وإقامة مباراة العراق والإمارات في ملعب المدينة الرياضية.[17]، إلا أنه سرعان ماتراجع الاتحاد الدولي عن القرار وإصدر قرارًا بنقل المباراة إلى أرض محايدة، الأمر الذي رفضه الاتحاد العراقي لكرة القدم وأعلن توجهه لمحكمة الكأس.[18] وتثير أعمال الشغب في الملاعب مخاوف العراقيين من عودة الحظر على الملاعب العراقية، وحرمان الجمهور من رؤية المنتخب على أرضه، ففي تصريح سابق لرئيس اتحاد الكرة عدنان درجال، أكد أن "الجمهور من العوامل الرئيسة في طي صفحةِ استمرار الحظر بتواجده الفاعل في المدرجاتِ".[19] وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قد فرض حظرًا على الملاعب العراقية ومن ثم قام برفعه ومن ثم أعاده لعدة أسباب، أبرزها جاهزية الملاعب والمنشآت الرياضية في البلاد، والجانب الأمني، وتأتي مخاوف عودة حظر المباريات الدولية في الملاعب العراقية من تكرار أعمال الشغب في المدرجات، والتي تعتبر عاملًا مهمًا تركز عليه الفيفا.[20]