Arabi Facts Hubis a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
يتم تداول تصريح مثير سبق لرئيس الوزراء الباكستاني الأسبق عمران خان، أن أطلقه قبل نحو عامين، يعزو فيه سبب شيوع حالات الاغتصاب إلى "قلة الاحتشام"، من قبل العديد من الصفحات والحسابات العربية والعراقية، ليعكس رأي كثيرين داخل المجتمعات العربية. فهل تعتبر نوعية الملابس سببا رئيسا لدفع الرجال إلى اغتصاب الفتيات والنساء؟
فريق "صحيح العراق" أعد مادة توضيحية حول الموضوع.
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن العنف الجنسي ضد النساء والذي يشمل الاغتصاب يعود لأسباب مختلفة ليس من بينها نوعية الملابس ومنها:
- تدني مستويات التعليم.
- تعرّض الطفل لإساءة المعاملة في السابق.
- مشاهدة العنف الأسري.
- اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع.
- تعاطي الكحول على نحو ضار.
- المعايير المجتمعية التي تمنح الرجل امتيازات أو ترفع من قدره وتحط من قدر المرأة.
- تدني مستويات المساواة بين الجنسين (القوانين التمييزية، وما إلى ذلك).
- ضعف العقوبات القانونية المفروضة على مرتكبي العنف الجنسي.
- المعتقدات المتعلقة بشرف الأسرة والعفاف.
- تمتع الذكور بالاستحقاقات الجنسية [1].
كما تم نشر أربع نظريات اجتماعية حول الاغتصاب في جامعة أكسفورد:
وتقول إحدى النظريات بأن الاغتصاب هو آلية لعدم المساواة بين الجنسين، ونظرية ثانية تعزو الاغتصاب إلى انتشار المواد الإباحية، أما الثالثة فتسمى نظرية الامتداد الثقافي التي تؤكد أن المعايير الثقافية تفضل العنف لأغراض مشروعة اجتماعيًا تميل إلى التعميم وتزيد من احتمالية الاغتصاب، فيما تعزوه النظرية الأخيرة إلى الفوضى الاجتماعية التي تقلل من القيود الاجتماعية ضد الاغتصاب [2].
وبحسب دراسة أجرتها الأمم المتحدة، استطلعت آراء نحو 10,000 رجل و3,100 امرأة في بنغلاديش وكمبوديا والصين وإندونيسيا وسريلانكا وبابوا غينيا الجديدة في الفترة الممتدة بين عامي 2010 و2013، اعترف واحد من بين كل أربعة رجال من الذين شملهم الاستطلاع في منطقة آسيا- المحيط الهادي باغتصاب امرأة أو فتاة.
وكان الدافع الأكثر شيوعًا الذي قدمه الجناة (بنسبة 73٪) للاغتصاب هو الإحساس بالاستحقاق الجنسي، أي أن لدى الرجال الحق بممارسة الجنس مع النساء بغض النظر عن موافقتهن، فيما قال 53٪ ممن شملتهم الدراسة أن الدافع وراء الاغتصاب هو المتعة، بينما جاء تعاطي الكحول بالنسبة الأقل شيوعاً.
وتوصلت الدراسة إلى أن الرجال الذين وقعوا أنفسهم ضحية للإساءة أو الاغتصاب أو تعرضوا لحالات أخرى من الاتصال الجنسي بالإكراه أو ارتكاب عنف سابق تجاه الشريك، أو دفع أموال مقابل ممارسة الجنس أو وجود العديد من الشركاء الجنسيين، كانوا أكثر عرضة لارتكاب الاغتصاب عن أولئك الذين لم يتعرضوا لهذه الأفعال[3].
وبحسب إحصائية قام بنشرها موقع (World Population Review)، لعام 2023، فإن حالات الاغتصاب شملت الكثير من البلدان المتقدمة والعربية، ولم تقتصر على موقع دون آخر وهذا ما يؤكد بأن أسباب الاغتصاب لا تعود لعامل واحد، وإنما تتأثر بالعديد من العوامل المجتمعية والقانونية والسياسية [4].
في الهند كشف تقرير عن أكثر من 28 ألف حالة اغتصاب في الهند خلال العام 2020، فيما زاد هذا النوع من الجرائم ضد المرأة في ولاية كيرالا وحدها، من 12659 حالة في عام 2020 إلى 16418 في العام 2021، في حين تشير دراسات إلى شيوع المفاهيم الأبوية التي تمنح الرجال، السيطرة على أجساد النساء وبالتالي ممارسة العنف الجنسي ضدهن كنوع من الثقافة الاجتماعية [5].
في العام 2012 أجريت دراسة حول حالات الاغتصاب في ريف تنزانيا، وتم إخضاع الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا للدراسة، فأظهرت جهل 58.4٪ من النساء بالعنف الجنسي، وأن 63.8٪ لديهن مواقف متقبلة تجاه العنف الجنسي، فيما أشرت ارتباط ذلك بزيادة العمر والتعليم العالي، في حين، تشير دراسات أخرى إلى ارتباط الاغتصاب والاعتداء الجنسي بالسياق الاجتماعي والثقافي [6].