Arabi Facts Hub
is a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
| الادعاء |
| مسيحيو إسرائيل يحتفلون بموسم عيد الميلاد في الناصرة في ظلّ حديث عن تزايد أعدادهم |
تحقّق المرصد الفلسطيني "تحقّق" من حقيقة المقطع المتداوَل، من خلال البحث في المصادر المفتوحة باستخدام تقنيات البحث الرقمي، وتبيّن أن الفيديو يعود إلى فرقة استعراضية شعبية فلسطينية من داخل الخط الأخضر، إلا أن سياق الادعاء الذي رُبط فيه الفيديو مُضلِّل وغير صحيح.
وأظهر التحقّق أن المقطع نُشر سابقًا عبر صفحة "Eindor Nazareth – أندور للثقافة" في إنستغرام بتاريخ 13 كانون الأول/ديسمبر من الشهر الجاري، وهي الصفحة الخاصة أيضًا بمدرب الفرقة، جلال عابد.
ويعود المقطع إلى فرقة "أندور" للدبكة والرقص الشعبي، بقيادة المدرب جلال عابد، وهي من أبرز الفرق الفولكلورية في مدينة الناصرة الواقعة شمالَ فلسطين المحتلة، وتنتمي الفرقة إلى جمعية "أندور" للثقافة والفنون، وتتعاون مع بلدية الناصرة، وتعمل على الحفاظ على التراث الفلسطيني وتقديمه بأسلوب معاصر.
وللاستيضاح حول التفاصيل، تواصل فريق المرصد مع مدرب الفرقة، جلال عابد، الذي نفى لـ"تحقّق" صحة الادعاء المتداول، مؤكّدًا أن أعضاء الفرقة عرب فلسطينيون من سكان الداخل المحتل.
وأوضح عابد أن اسم الفرقة "أندور" يعود إلى اسم قرية فلسطينية مهجَّرة تقع في ضواحي مدينة الناصرة، وأكّد أن الفرقة مختلطة دينيًّا، وتضم مسلمين ومسيحيين من مدينة الناصرة ومحيطها.
وأشار إلى أن الاحتفال الذي ظهر في الفيديو كان جزءًا من فعاليات "كريسماس ماركت الناصرة"، والذي استمر من 4 إلى 14 كانون الأول/ديسمبر.
وفيما يتعلق بالادعاء حول تزايد أعداد المسيحيين داخل الخط الأخضر، في مقابل تراجع المجتمعات المسيحية التاريخية في مناطق أخرى من المنطقة، أجرى فريق الرصد العبري في مرصد "تحقّق" بحثًا في الموقع الرسمي والصفحة الرسمية لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، وتبيّن أن الادعاءات بشأن حدوث زيادة كبيرة في أعداد المسيحيين في إسرائيل غير صحيحة.
وفقًا للبيانات الرسمية، فقد بلغ عدد المسيحيين نحو 187,900 نسمة في عام 2023، ثم انخفض إلى حوالي 180,300 في عام 2024، قبل أن يرتفع قليلًا إلى نحو 184,200 في عام 2025، أي ما نسبته نحو 1.9% من إجمالي السكان.
ويعكس هذا التذبذب الطفيف بين الانخفاض والارتفاع حالة من الاستقرار النسبي في المجتمع المسيحي، دون أن تُسجَّل زيادة كبيرة أو مطّردة على مدى السنوات الأخيرة، بخلاف ما نص عليه الادعاء.
وتُظهر البيانات أن الغالبية العظمى من المسيحيين هم عرب فلسطينيون، يتركزون أساسًا في الناصرة، وحيفا، والقدس المحتلة.
الآثار المترتبة على الادعاء
يُسهم هذا الادعاء في تضليل الجمهور من خلال إخراج محتوى ثقافي وفني من سياقه الحقيقي، وربطه بسردية ديموغرافية وسياسية غير دقيقة، مما يؤدي إلى تشويه فهم الواقع الاجتماعي داخل الخط الأخضر.
كما أن هذا النوع من الادعاءات يُنتج قراءات خاطئة للمعطيات الإحصائية، ويُغذّي استنتاجات غير موثوقة بشأن أوضاع الأقليات الدينية، في بيئة تشهد حالة من الصراع.
عيد الميلاد يعود إلى فلسطين: احتفالات في الضفة وغزة والداخل المحتل
يأتي تداول الادعاء بالتزامن مع انطلاق احتفالات عيد الميلاد في فلسطين، داخل الخط الأخضر، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، بعد توقفها أو تراجعها خلال الأعوام الماضية بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية.
وفي بيت لحم، انطلق صباح الأربعاء الماضي موكب تقليدي من القدس، بقيادة بطريرك القدس للاتين، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بمشاركة مئات الأشخاص، وقد جرى وضع شجرة ميلاد كبيرة ومزيّنة في ساحة كنيسة المهد، كما شاركت المجموعات الكشفية في استعراض رسمي.
وأكدت بلدية بيت لحم أن هذه الاحتفالات، التي جاءت عقب الهدنة السارية منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر، تحمل رسالة أمل وصمود لأهالي المدينة، وأسهمت في تنشيط القطاع السياحي.
فيما سمح الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء لحسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني، بالوصول إلى بيت لحم للمشاركة في قدّاس منتصف الليل، وذلك عقب تدخل أميركي.
| خلاصة التحقق |
| كشف تدقيق مرصد "تحقّق" أن الفيديو المتداوَل يعود إلى فرقة "أندور" الفلسطينية للدبكة والرقص الشعبي من داخل الخط الأخضر، خلال مشاركتها في فعاليات "كريسماس ماركت الناصرة". في المقابل، تبيّن أن الادعاء بشأن وجود زيادة كبيرة في أعداد المسيحيين داخل الخط الأخضر مُضلِّل، إذ تشير بيانات جهاز الإحصاء المركزي الإسرائيلي إلى حالة من الاستقرار النسبي في المجتمع المسيحي، دون تسجيل أي زيادة كبيرة أو مطّردة خلال السنوات الأخيرة. |