نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً على منصة تيكتوك، مقطع فيديو على أنه يظهر مرشحاً للانتخابات وهو يجهش بالبكاء ويتوجه بالدعاء من أجل الفوز. وتم تضمين نص على الفيديو مفاده (دون تصرّف): “احد المرشحين يدعي من اجل الفوزك حتى يخدم الفقراء”. وحصد الفيديو أكثر من 42 ألف تفاعل في منشور واحد فقط على منصة تيكتوك. 

@v56_a #المرشحين #انتخابات #البرلمان #العراق #مرشح ♬ الصوت الأصلي - العراقي

بعد التحقيق من قبل فريق الفاحص، وبالبحث العكسي عن الفيديو عبر محرك غوغل وباستخدام لقطات منه، تبين أن النسخة الأصلية منه، والتي لا تحتوي على نص مضّمن، نشرت لأول مرة يوم 16 تشرين الأول الجاري، في حساب "الصقلاوية" على منصة فيسبوك، وأشارت الصفحة في وصف الفيديو إلى أنَّه مولد بالذكاء الاصطناعي.

وبالتدقيق في الفيديو المتداول، يمكن ملاحظة عدم التناسق في طريقة النطق، ووجود حالة من المزج غير الطبيعي في الكلام، وهذه تعزز القول بأنه مولد بالذكاء الاصطناعي. وإضافة إلى ذلك قمنا بتحليل الفيديو بواسطة أداة "hivemoderation" المختصة بفحص المحتوى التوليدي، وبيّنت نتيجة التحليل أن الفيديو مولد بالذكاء الاصطناعي بنسبة 99.8%.

كما قام فريقنا بإجراء تحليل عبر أداة "attestiv" المتخصصة بالشأن ذاته، وبينت النتيجة أن المحتوى مولد بالذكاء الاصطناعي بنسبة 88%، ووصفته بأنه "مريب للغاية". ما ينفي واقعية الفيديو.

وينتشر هذا الادعاء المضلل، مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية، في 11 تشرين الثاني القادم، ومع تزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى يبدو واقعيّاً لكنه في الحقيقة مُصطنع بالكامل.

فالفيديوهات المفبركة بهذا الشكل يمكن أن تُستخدم للتأثير على الناخبين أو الإساءة إلى شخصيات عامة خلال المواسم الانتخابية. لذا، يدعو فريق الفاحص جميع مستخدمي مواقع التواصل إلى التريّث قبل التفاعل أو المشاركة في نشر أي محتوى مثير للجدل، والتأكد من مصدره عبر القنوات الرسمية أو منصات التحقق الموثوقة، لأن مواجهة التضليل تبدأ من وعي المستخدم ومسؤوليته الرقمية.