Arabi Facts Hubis a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
nan
خلال الساعات القليلة الماضية، شغلت قضية الناقلة اليونانية "سونيون" التي قصفها الحوثيون جزءًا من فضاء مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بالنظر إلى معلومات أشارت إلى أنّ الناقلة كانت تحمل شحنة من نفط البصرة وكانت "متجهة إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي"، الأمر الذي أثار الكثير من الشكوك والتساؤلات عن إجراءات الحكومة لضمان عدم وصول الوقود العراقي إلى طائرات وآليات جيش الاحتلال في ظل استمرار المجازر في غزة.
"صحيح العراق" يتابع في هذا التقرير الأولي تفاصيل قضية الناقلة اليونانية ووجهة شحنة النفط العراقية على متنها، وينشر أول تعليق حكومي رسمي عراقي على القضية.
تسلسل زمني..
مساء يوم الخميس الماضي 22 آب أغسطس، أعلن المتحدث العسكري باسم أنصار الله الحوثيين يحيى سريع استهداف سفينتَي "SOUNION"، و"Sw North Wind I"، التابعتين لشركات تتعامل مع "العدو الإسرائيلي، وانتهكت قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة"، على حد قوله.[1]
وأدى الهجوم إلى تعطيل الناقلة بين اليمن وإريتريا، إذا اشتعلت فيها النيران على مدى أيام، وتكشفت بالتزامن تفاصيل جديدة عن الشحنة التي كانت تنقلها، أبرزها أنّ الناقلة كانت في رحلة بدأت من موانئ العراق، وعلى متنها 150 ألف طن بحري من نفط البصرة.[2]
نيران الناقلة تشعل صفحات التواصل
إثر ذلك، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات أشارت إلى أنّ الناقلة كانت تحمل نفط البصرة، وفي طريقها إلى موانئ إسرائيل قبل أن يفجرها الحوثيون، وقالت بعض هذه الصفحات إنّ معلوماتها تستند إلى تقرير نشرته وكالة "رويترز".[3]
لكن بمراجعة مسار السفينة وتقارير وكالة "رويترز"، يظهر أنّ هذه المعلومات تنطوي على قدر كبير من التضليل، إذ لم تثبت وجهة الناقلة نحو الموانئ الإسرائيلية، كما أنّ "رويترز" لم تشر بأي شكل إلى أنّ شحنة نفط البصرة كانت في طريقها إلى إسرائيل.
ومن خلال متابعة مسار السفينة عبر برنامج "Marine Traffic"، يتضح أنّ السفينة التي تحمل العلم اليوناني "SOUNION"، قد انطلقت من موانئ البصرة بتاريخ 13 آب/ أغسطس الجاري، متجهة إلى سنغافورة، وكان من المفترض أن تصل بتاريخ 25 من نفس الشهر.[4]
خط سير مليون برميل من نفط البصرة
وتظهر الخرائط أن السفينة ما زالت راسية بعد إصابتها بعدة مقذوفات على بعد نحو 77 ميلًا بحريًا غربي مدينة الحديدة الساحلية اليمنية، الأربعاء الماضي، مما أدى إلى اندلاع حريق على متنها وتعطل المحركات.[5]
فيما تقول وزارة الشحن اليونانية، إن السفينة كانت تبحر من العراق إلى أجيوي ثيودوروي في اليونان وعلى متنها طاقم يضم روسيين اثنين و23 فلبينيًا، ومحملة بـ 150 ألف طن من النفط الخام.[6]
وفي آخر تحديث حول حجم الحمولة، قال لارس جينسن، الرئيس التنفيذي لشركة "Vespucci Maritime"، وهي شركة المتخصصة في مجال شحن الحاويات والتجارة البحرية، إنّ السفينة تحمل "أكثر من مليون برميل من النفط".[7]
والاستهداف الحوثي هو ثالث هجوم من نوعه يطال سفن شركة "Delta Tankers" في مياه البحر الأحمر خلال هذا الشهر. وقالت الشركة التي يقع مقرها في أثينا في بيان إنّ الهجوم تسبب في اندلاع حريق على متن السفينة، فيما قالت وكالة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة إن الهجوم أدى إلى فقدان طاقة المحرك، وتم إجلاء جميع أفراد طاقمها.
ومع أن السفينة غيرت وجهتها بعد عبور مضيق هرمز بعيدًا عن مسارها المعلن إلى سنغافورة، وتحركت صوب البحر الأحمر، إلاّ أنّ وجهة السفينة لم تثبت بشكل قاطع، ويرجح أن استهدافها يأتي على خلفية تعامل شركة "Delta Tankers" المالكة للسفينة، مع إسرائيل، حيث قال المتحدث باسم الحوثيين بشكل صريح إنّ استهداف السفينة "SOUNION" وقع لكونها تابعة لشركة تتعامل مع "العدو الإسرائيلي".[8]
أول تعليق رسمي عراقي
وعلى الرغم من مرور ساعات على تداول المعلومات بشأن شحنة نفط البصرة الضخمة التي تحترق في عرض البحر، والحديث عن وجهتها المحتملة إلى إسرائيل، التزمت الجهات الرسمية العراقية الصمت تمامًا، ولم يصدر عنها أي توضيح أو بيان.
"صحيح العراق" تحدث إلى مدير الإعلام في شركة تسويق النفط العراقية "سومو" همام فؤاد وسأله عن وجهة الناقلة، إذ نفى بشكل قاطع أن تكون الشحنة متجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.
وأكّد فؤاد، أنّ "سومو تتعامل مع شركات عالمية رصينة، وعند الشحن يتم التأكد من الوجهة"، مشددًا أنّ "العراق يمنع تصدير النفط إلى إسرائيل ويتم تدقيق وجهة السفينة قبل انطلاقها".
وقال فؤاد بلهجة قاطعة، إنّ "العراق لا يتعامل سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر مع إسرائيل"، تعليقًا على المعلومات التي تشير إلى تعامل الشركة المسؤولة عن ناقلة النفط مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية، لكنه رفض التعليق على المزيد من الأسئلة المتعلقة بتفاصيل العقود بين العراق والشركة التي تدير ناقلة النفط المستهدفة، أو إمكانية إبرام اتفاق مع الحوثيين لضمان مرور شحنات النفط العراقية في البحر الأحمر.
وبالعودة إلى تقارير "رويترز"، نجد أنّ الوكالة نشرت 5 تقارير حول حادثة ناقلة النفط منذ وقوع الهجوم حتى لحظة إعداد هذا التقرير، ولم يرد في أي منها أي إشارة إلى أنّ شحنة النفط العراقية كانت متجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.[9]
استعرضت آخر هذه التقارير تطورات الحادثة والمخاطر الهائلة التي قد تنجم عن تسرب حمولة النفط العراقي إلى البحر الأحمر، وحصيلة الهجمات التي ينفذها الحوثيون في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني، إذ أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى، وقتلوا ثلاثة بحارة على الأقل، وقلبوا التجارة العالمية من خلال إجبار أصحاب السفن على تجنب طريق التجارة المختصر الشهير عبر قناة السويس.[9+]
وبحسب البعثة البحرية للاتحاد الأوروبي فإنّ النيران مازالت مشتعلة في السفينة حتى يوم أمس الإثنين، دون علامات واضحة على تسرب نفطي، رغم التحذيرات من مخاطر بيئية جراء رسو السفينة المشتعلة والمحملة بـ 150 ألف طن من النفط الخام في عرض البحر.[10]