Arabi Facts Hubis a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
nan
ما تزال حادثة سقوط مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تتفاعل، إذ أعلنت السلطات الإيرانية اليوم نتائج جديدة لتحقيقاتها بشأن الطائرة المنكوبة، والتي أعادت إلى الأذهان حوادث سابقة لرؤساء وزعماء عرب وأجانب، لقوا حتفهم في حوادث مشابهة، ولعل أقربها، هي حادثة سقوط مروحية وزير الدفاع العراقي الأسبق عدنان خيرالله، والتي ظل الغموض يحيط بظروف سقوطها لعقود.
"صحيح العراق" يقارن في هذا التقرير بين الحادثتين المتشابهتين في أوجه عدة على الرغم من الفارق الزمني الكبير، والذي يمكن من خلاله استنتاج تصور عن حادثة طائرة الرئيس الإيراني المنكوبة.
مروحية رئيسي: بيل 412
استخدام الرئيس الإيراني في رحلته الأخيرة طائرة "بيل 412"، وهي مروحية متعددة الاستخدامات من عائلة "هوي" تصنعها شركة "بيل هليكوبتر" الأميركية ومقرها تكساس[1].
بدأ تصنيع هذه الطائرة منتصف عقد الستينيات، ودخلت الخدمة في إيران 1979، كما يوضح اللواء الطيار أحمد الشريفي لـ "صحيح العراق"، مبينًا أنّ هذه الطائرة تتميز بقدرتها التقنية الجيدة، وأعطال قليلة، فضلاً عن وسائل أمان مميزة، أهمها أنّ الطائرة تضم محركين ضخمين بقوة 1800 حصان، وفي حال عطل أحدهما يبقى الآخر يعمل لحين الوصول إلى منطقة آمنة، كما أنها تضم نظام "الري ستارت"، وهو نظام يسمح بتشغيل المحرك جوًا في حال تعرض إلى إطفاء مفاجئ.
ولا يتفق الشريفي مع التحليلات التي أشارت إلى أنّ الحادث قد يكون بسبب الطراز القديم للطائرة، إذ يشير إلى أنّ عمر الطائرات يقاس وفق معيارين: العمر الفني، أي عدد ساعات الطيران، والعمر تقويمي، أي عدد السنوات منذ دخولها الخدمة، موضحًا أنّ هذه الطائرات تستطيع البقاء في الخدمة لعقود طويلة، حيث تخضع لصيانة شاملة بين فترة وأخرى.
وتتسع طائرة "بيل 412" لـ 15 شخصًا، 13 راكبًا إلى جانب قائد الطائرة ومساعده في قمرة القيادة.
ليس خللاً فنيًا..
الشريفي يستبعد فرضية الخلل الفني في حادثة طائرة الرئيس الإيراني، وهو ما تؤكّده أيضًا آخر نتائج التحقيقات الإيرانية[2]، والتي تنفي العثور "على أي عيوب يمكن أن تكون فعالة في الحادث من حيث الإصلاح والصيانة".
لكن في الوقت ذاته، تستبعد نتائج التحقيق وقوع أي انفجار تخريبي أثناء الرحلة، كما تشير إلى "عدم ملاحظة أي آثار للحرب الإلكترونية على المروحية"، لكن هذه النتائج ما تزال غير نهائية.[3]
تشابه كبير
بالعودة إلى عام 1989، نجد تشابهًا كبيرًا بين حادثة طائرة الرئيس الإيراني، وحادثة مرحية وزير الدفاع العراقي الأسبق، عدنان خير الله، الذي لقي مصرعه في حادث تحطم مروحية أيضًا، من عدة أوجه:
المروحيتان من نوع واحد، إذ أن طائرة الرئيس الإيراني من نوع (Bell 412)، وطائرة وزير الدفاع العراقي الأسبق من نوع (Bell 214 ST)، من إنتاج ذات الشركة.[4]
الحادثتان وقعتا في شهر أيار/مايو، آخر شهور الربيع، والذي يتميز بأجواء معتدلة لكنها لا تخلو من بعض العواصف والأمطار.[5]
الحادثتان وقعتا في المناطق الشمالية، المعروفة بتضاريسها الوعرة والمختلفة نسبيًا عن مناطق الوسط والجنوب، بالرغم من أن موقع حادثة المروحية الإيرانية كان أشد صعوبة وتعقيدًا من حيث التضاريس.[*]
عدد الطائرات في السرب كان 3 في كلا الحادثتين.[5+]
طائرة عدنان خير الله
سقطت مروحية خيرالله في قرية "ملا قره" تابعة لناحية الكوير في مخمور، بين كركوك والموصل وأربيل، أثناء عودته منطقة اينشكي في دهوك شمال البلاد إلى العاصمة بغداد، بحسب شهادة رئيس اللجنة التحقيقية في الحادثة اللواء سيف هموندي، الذي كشف نتائج التحقيق في عام 2021، أي بعد 32 عامًا من الحادثة.[6]
وعزا التقرير النهائي للجنة التحقيقية سبب تحطم مروحية الوزير إلى هبوب عاصفة شديدة في منطقة قرب الكوير وهي تابعة لقضاء شيخان التابع لمحافظة نينوى، وأكّد أنّ الوزير خير الله هو من كان يقود الطائرة.[6+]
تفاصيل الحادثة
وبالاستناد إلى نتائج التحقيق في الحادث، فإنّ خير الله قاد المروحية متأخرًا عن الطائرتين المرافقتين بفارق نحو 3 ساعات، وكان برفقته طيار محترف جدًا، وحين اشتدت العاصفة وانعدمت الرؤية حاول الحصول على إذن للهبوط في قاعدة عباس بن فرناس الجوية في الموصل، لكن القاعدة أخبرته بأن مدى الرؤية صفر، والمطار مغلق، فقرر الاستمرار نحو الجنوب وجرب محاولة أخرى مع قاعدة الحرية في كركوك لكنها رفضت أيضًا، ما دفعه إلى الهبوط على طريق ترابي بين أربيل - مخمور وأربيل - كوير، وبقي هناك لنحو نصف ساعة ثم أقلع ثانية شمالاً نحو قاعدة عباس بن فرناس للهبوط على مسؤوليته، لكن القاعدة رفضت مجددًا فحاول الهبوط مرة ثانية في مكانه لكنه فشل هذه المرة.[7]
ما الذي يمكن استنتاجه؟
ويقول اللواء سيف هموندي، إنّ خير وقع أثناء محاولة الهبوط الثانية في "وضعية غير طبيعية لم يعد يفرق حينها بين السماء والأرض"، مبينًا أنّ أول جزء من طائرة اصطدم بالأرض كان إحدى المروحتين، ثم المروحة الثانية، وبعدها أجزاء من الشبابيك وقسم من الهيكل، ثم انقلبت 3 مرات واستقرت على بعد 100 متر من نقطة الاصطدام الأولى، ودون أن تنفجر.[8]
استقرت طائرة خير الله على بعد أمتار قليلة من خيمة لمجموعة من البدو، وتشير التحقيقات إلى أنّ الوزير وبعض مرافقيه نقلوا من الموقع وهم على قيد الحياة، لكنه توفي لاحقًا متأثرًا بشدة الإصابة.[9]
وبمقارنة الواقعة مع حادثة طائرة الرئيس الإيراني المنكوبة، يظهر أنّ فرضية الهبوط الصعب التي أشارت إليها السلطات الإيرانية في اللحظات الأولى بعد الحادثة غير دقيقة[10]، إذ يتبين من الانفجار أنّ الطائرة سقطت من ارتفاع شاهق على الأقل.
ولاحقًا في إعلان وفاة الرئيس الإيراني، اكتفت الوكالة الرسمية الإيرانية بالإشارة إلى أنّ المروحية تعرضت لحادث، دون الإشارة لطبيعة الحادث وأسبابه، على عكس الساعات الأولى التي حملت أخبارًا مختلفة بينها ما أسمته "الهبوط الصعب" بسبب الظروف الجوية، حيث كان الجميع في حالة ترقب.[11]
حوادث مشابهة
ولم تكن حادثة عدنان خير الله هي الوحيدة من نوعها في العراق، إذ سبقتها حادثة مصرع الرئيس عبد السلام عارف إثر تحطم طائرته المروحية سوفيتية الصنع، طراز ميل موسكو في ظروف غامضة، وكان يستقلها هو وبعض وزرائه ومرافقيه بين القرنة والبصرة مساء يوم 13 نيسان/أبريل 1966، خلال زيارة تفقدية لألوية (محافظات) الجنوب، للوقوف على خطط الإعمار، وكذلك حل مشكلة المتسللين الإيرانيين.[12]
وتاريخيًا، قتل ما لا يقل عن 18 رئيس دولة في حوادث تحطم طائرات، ومن أبرز الزعماء الذين قتلوا في حوادث تحطم طائرات، الرئيس الباكستاني ضياء الحق في 17 آب أغسطس 1988، وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة السويدي داغ همرشولد، وقتل في حادث تحطم طائرة في روديسيا في 18 أيلول/سبتمبر 1961.
و من بين رؤساء الدول الذي قتلوا في حوادث تحطم طائرات:
رامون ماجسايساي، رئيس الفلبين، وقتل يوم 17 آذاردمارس 1957
نيريو راموس، رئيس البرازيل، وقتل يوم 16 حزيران يونيو 1958
هومبرتو دي إلينكار كاستيلو برانكو، رئيس البرازيل، وقتل يوم 18 تموز يوليو 1967
رينيه بارينتوس، رئيس بوليفيا، وقتل يوم 27 نيسان أبريل 1969
خايمي رولدوس أغيليرا، رئيس الإكوادور، وقتل يوم 24 آيار مايو 1981
سامورا ماشيل، رئيس موزمبيق، وقتل يوم 19 تشرين الأول أكتوبر 1986
جوفينال هابياريمانا، رئيس رواندا، وقتل يوم 6 نيسان نيسان أبريل 1994
سيبريان نتارياميرا، رئيس بوروندي، وقتل يوم 6 نيسان أبريل 1994
بوريس ترايكوفسكي، رئيس مقدونيا، وقتل يوم 26 شباط فبراير 2004
ليخ كاتشينسكي، رئيس بولندا، وقتل يوم 10 نيسان أبريل 2010
ولعل من بين أبرز الشخصيات العربية التي قتلت في حوادث تحطم طائرات، رئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي، وقتل في الأول من حزيران/يونيو 1987.[13]
بالإضافة إلى ذلك قتل زعيم جماعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، يفغيني بريغوجين، في حادثة تحطم طائرة أثناء رحلة بين موسكو وسان بطرسبرغ يوم 23 آب/أغسطس 2023.[14]