Arabi Facts Hubis a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
nan
ما تزال تداعيات شجار السبت العنيف في مجلس النواب قائمة، إذ أدى إلى إيقاف الجولة الأخيرة من انتخابات رئيس مجلس النواب بعد اقتراب سالم العيساوي من المنصب على حساب محمود المشهداني، مرشح حزب "تقدم"، وأرجأ ملف أزمة رئاسة البرلمان مجددًا إلى أجل غير مسمى.
والشجار ليس الأول تحت قبة البرلمان العراقي، منذ أول مجلس دائم بعد 2003، حيث سبق للمجلس، أن شهدت "عركات" أخرى، في ظروف مختلفة، يستعرض "صحيح العراق" هنا أشهرها خلال العقدين الماضيين.
ماذا حدث في جلسة السبت؟
عقد مجلس النواب، السبت 18 آيار/مايو 2024، جلسته رقم 25 التي عقدت برئاسة محسن المندلاوي رئيس المجلس بالنيابة، وبحضور 311 نائبًا، لانتخاب رئيس جديد.
وفي مستهل الجلسة، أعلن المندلاوي عن المباشرة بالجولة الثانية لانتخاب رئيس المجلس، من خلال ترشيح محمود المشهداني (مرشح حزب تقدم)، وسالم العيساوي (مرشح حزب السيادة)، وعامر عبد الجبار (مستقل)، وطلال الزوبعي (حزب المجد- والذي أعلن عن سحب ترشيحه لصالح المشهداني)، حيث أفرزت النتائج حصول العيساوي، على 158 صوتًا، والمشهداني على 137 صوتًا، والنائب عامر عبد الجبار على 3 أصوات فقط، فيما كان عدد الأصوات الباطلة 13 بطاقة.[1]
وبعد انتهاء الجولة الثانية من التصويت، قرر المندلاوي، أخذ استراحة، ومن ثم العودة لاستكمال التصويت في جولة ثالثة، أو رفع الجلسة.[2]
جولة دموية
وما أن عاد النواب إلى قاعة البرلمان لإجراء الجولة الأخيرة لاختيار رئيس البرلمان، حتى عمت الفوضى في القاعة، إذ أظهرت مشاهد مسربة من الجلسة النائب أحمد الجبوري وهو يقفز فوق المنصة، ويحاول ضرب أحد النواب، بعدها ظهر النائب هيبت الحلبوسي وعلى ملابسه آثار دماء.[3]
من ضرب من؟
المرشح الخاسر لمنصب الرئاسة النائب عامر عبد الجبار قدم تفاصيل الشجار، مبينًا أنّ "نواب تقدم قاموا بالتهجم على رئيس تحالف العزم مثنى السامرائي، وضربوه بالأيدي، فصعد نواب آخرون بعد أن حصل تجاوز على رئيس مجلس النواب بالإنابة محسن المندلاوي، فحصلت مشادات كلامية وضرب، فدخلت عناصر الأمن للقاعة، وأخرجت نواب تقدم، وقرر المندلاوي رفع الجلسة".[4]
فيما يقول النائب نهرو محمود، إنّ "المشاجرة حدثت في بادئ الأمر بين هيبت الحلبوسي ومثنى السامرائي، ومن ثم تدخل النائب أحمد الجبوري"، ليضرب الحلبوسي، وهذا ما أظهرته مقاطع الفيديو.[5]
يذكر أن وصول المرشح إلى الرئاسة يتحقق في الجولة الأخيرة، بحصوله على النصف +1، أي 167 صوتاً، ويجري الانتخاب بالاقتراع السري المباشر، وتسجل النتائج على اللوحة، دون ترشيح جديد. [6]
تاريخ شجارات البرلمان:
1- شجار هيبت الحلبوسي وباسم خشان
ولم يكن شجار السبت، هو الأول في الدورة الخامسة الحالية لمجلس النواب، ففي آذار/مارس الماضي، اندلع شجار بين النائبين هيبت الحلبوسي وباسم خشان، بسبب تعديل مقترح على النظام الداخلي لمجلس النواب، وبالتحديد المادة 12 التي تتيح إعادة فتح باب الترشح لمنصب رئاسة البرلمان، بهدف إتاحة الفرصة لحزب تقدم باستبدال مرشحه للمنصب شعلان الكريم، ما أدى لرفع الجلسة.[7]
2- شجار "امتداد" و"الإطار"
وقبل نحو عامين، وفي جلسة التصويت على حكومة محمد شياع السوداني، في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، شهد مجلس النواب عراكًا بالأيدي، تضمن تهديد ومحاصرة رئيس حركة امتداد علاء الركابي، بحسب ما أظهرت مقاطع فيديو وأكّده الركابي.[8]
ونشر الركابي مقطع فيديو، قال فيه إنه وزميله النائب فلاح الهلالي، تعرضا للضرب خلال الجلسة، من قبل نواب عن الإطار التنسيقي، مشيرًا إلى أنهما موجودان، أثناء تصوير الفيديو، داخل "غرفة في البرلمان"، حيث يقوم الأمن في المبنى بحمايتهم، وقال إنهما تعرضا لتهديدات بـ "القتل".[9]
3- الكتلة الصدرية ومحمود المشهداني
وفي كانون الثاني/يناير 2022، شهدت جلسة انتخاب رئيس البرلمان، انهيار رئيس السن حينها النائب محمود المشهداني (المرشح الحالي لرئاسة البرلمان)، وأظهرت مشاهد لسقوط المشهداني، ونقله للمستشفى[10]، والذي تحدث فيما بعد عن تعرضه لضربة على الرأس ودخوله في غيبوبة.[11]
4- شجار أبو مازن ونواب "تقدم"
وفي آذار/مارس 2021، شهدت جلسة مجلس النواب شجارًا بالأيدي واشتباكًا بين نواب عن حزب تقدم، ورئيس حزب الجماهير أحمد عبد الله الجبوري "أبو مازن"، وذلك على خلفية جمع بعض النواب السنة تواقيع نيابية لفتح تحقيق بملفات الفساد بمحافظة صلاح الدين، الأمر الذي رفضه أبو مازن.[12]
5- شجار عواطف نعمة وأشواق الجاف
وفي آب/أغسطس 2016، شهد مجلس النواب شجارًا حدث بين النائبة عن ائتلاف دولة القانون عواطف نعمة والنائبة عن التحالف الكردستاني (آنذاك) أشواق الجاف، على خلفية استجواب وزير المالية هوشيار زيباري في البرلمان.[13]
6- شجار عالية نصيف والنواب الكرد
وفي نيسان/أبريل 2016، شهدت جلسة مجلس النواب مشادة بالأيدي مع تراشق بقناني المياه بين نواب من التحالف الكردستاني، والنائبين عالية نصيف، وهيثم الجبوري، ما دفع رئيس البرلمان إلى رفع الجلسة لمدة ساعة واحدة.[14]
7- شجار حنان الفتلاوي وحيدر العبادي
وفي ذات الشهر من 2016، شهدت القبة التشريعية شجارًا هو الأشهر، حيث أقدمت النائبة عن ائتلاف دولة القانون حنان الفتلاوي، مع زميلتها النائبة رحاب العبودة، على رمي رئيس مجلس الوزراء حينها حيدر العبادي، بقناني الماء خلال حضوره للبرلمان[15]، ما قابله العبادي برفع دعوى قضائية ضد الفتلاوي.[16]
8- شجار كاظم الصيادي ونواب التيار الصدري
وفي آيار/ مايو 2015، تعرّض النائب كاظم الصيادي، عن ائتلاف "دولة القانون"، الذي يتزعمه نوري المالكي حينها، للضرب، إثر شجار مع نواب عن التيار الصدري "كتلة الأحرار"، بشأن آلية التصويت لمنح الثقة لوزيرين من التيار الذي يتزعمه مقتدى الصدر.[17]
9- واقعة الحذاء بين نصيف والجميلي
في آذار/مارس 2013، أقدمت النائبة عن الكتلة العراقية الحرة، عالية نصيف، على ضرب زميلها رئيس الكتلة العراقية في البرلمان سلمان الجميلي بـ "الحذاء"، بعد أن وصف الجميلي النائبة نصيف بكلمات نابية على حد قولها.[18]
ويضم البرلمان العراقي 329 نائبًا يمثلون كافة الطوائف والقوميات في البلاد، وغالبا ما يتطلب انتخاب وتعيين رؤساء السلطات الأساسية في البلاد وقتًا طويلًا ومفاوضات شاقة قد تدوم شهورًا.[19]