Arabi Facts Hubis a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
nan
تثير تسمية عيد رأس السنة الإيزيدية بـ"جوارشمبا سور" أو "الأربعاء الأحمر" الذي صادف يوم الأربعاء الماضي، الكثير من الجدل بين أتباع الديانة والمهتمين بها، ففيما رفضت المديرية العامة لشؤون الإيزيديين بحكومة إقليم كردستان تلك التسمية في بيان رسمي، دافع عنها مستشار رئاسة الإقليم خيري بوزاني، وهو إيزيدي، وأكد صحتها ووجود سوء فهم للمصطلح، مع خطأ بترجمتها للعربية.
إذ قالت المديرية العامة لشؤون الإيزيديين التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كردستان، إن "رأس السنة الإيزيدية يصادف يوم الأربعاء 17 نيسان 2024، وهي المناسبة الأهم للإيزيديين، والتي تسمى برأس السنة الإيزيدية، كما هو مذكور في مرسوم برلمان كردستان رقم (16) لعام 2010. وجاء في الرسالة الموجهة إلى مكتب الإعلام والمعلومات، أن العديد من القنوات الإعلامية قامت بالخطأ بتغيير اسم رأس السنة الإيزيدية إلى “الأربعاء الأحمر”، وهو أمر لا علاقة له بالإيزيديين". [1]
وهذا ما كان عليه رأي حسام عبدالله مدير منظمة الإيزيدية للتوثيق في حديث خص به "صحيح العراق"، من أن تسمية الأربعاء الأحمر هو مفهوم فرض على الإيزيديين وهو خاطئ، وأن عيد رأس السنة أو "سري سال" هي التسمية الصحيحة.
وأضاف أن "هذه التسميات ابتدعها بعض الكتاب من هنا وهناك، واختلقت قبل قرابة 10 سنوات، خصوصًا في الإعلام الكردي، وأن الإيزيديين يرفضون هذه التسمية، لأن هذا الأربعاء ليس أحمر وليس دمويًا، بقدر كونه اليوم الذي تكورت فيه الأرض والكون، ونحن نسلق البيض كدلالة على ذلك".
واستطرد عبدالله، بالقول إن "هذا العيد يحتفل فيه الإيزيديون بعد مرور فترة الشتاء، وقدوم الربيع فصل التكاثر والزراعة والنمو، ونعلق فيه ورد شقائق النعمان على الأبواب".
وحول تسمية الأربعاء الأحمر، يردف بالقول "لا يوجد اختلاف بين الإيزيديين في العراق وسوريا وتركيا وإيران وجورجيا وأوروبا، لأن النص الديني واضح ويقول (سري سال) ولم يقل (عيد جوارشمبا سور)".
وأكمل أن "هذا ورد في نصوص دينية محفوظة شفاها باللغة الكردية وهي الإيزيدية القديمة، وأقوال دينية تبين علاقة الإيزيدي بالله جل جلاله، وهذه النصوص والأقوال الدينية تم تناقلها شفاها وبعض منها كتب لاحقًا وتم تدوينها، وهي المتبعة من قبل الإيزيديين وهي التي تنظم الحياة والمناسبات، فليس للديانة الإيزيدية كتاب منزل".
فيما أخبر مصدران محليان إيزيديان من سكنة دهوك "صحيح العراق"، بأن "التسمية المتعارف عليها محليًا للعيد هي سري سال، أي رأس السنة الإيزيدية"، رافضين بشدة "تسمية الأربعاء الأحمر".
في المقابل، لا يرى إيزيديون حرجًا في تلك التسمية، كما يقول عيد حتو، وهو مواطن سوري إيزيدي، في تصريح صحفي، من أنه "حسب المتعارف عليه، فإن "الأربعاء الأحمر سمي بذلك لأنه في مثل هذا اليوم ضخ الرب الدم في جسم آدم فاكتمل اللحم عليه وجرى الدم في جسده، وبعثت الحياة على كوكب الأرض. وازدهرت شقائق النعمان في صباح الأربعاء، لهذا يتزينون بها ويزينون منازلهم بها، ويطلق عليها اسم زهرة نيسان". [2]
في الأثناء، تقدم حكومة إقليم كردستان التهنئة للإيزيديين أحيانًا تحت تسمية "جوارشمبا سور (الأربعاء الأحمر)" بصورة صريحة، وهذا ما ورد في بيان التهنئة لعام 2021. [3]
وقد تصدر ترند "الأربعاء الأحمر" الأسبوع الماضي، منصات التواصل الاجتماعي مابين التهاني بالعيد والجدل حوله. [4]
إلى ذلك، يشرح خيري بوزاني، وهو إيزيدي ومستشار في رئاسة إقليم كردستان ومدير شؤون الإيزيديين في وزارة الأوقاف سابقًا، لـ"صحيح العراق"، معنى مصطلح "جوارشمبا سور- الأربعاء الأحمر"، قائلًا إن "كلمة سور، معناها العيد باللهجة البهلوية والسنسكريتية القديمة الهندوإيرانية، وليس المقصود منها اللون الأحمر، أي أن جوارشمبا سور، معناها عيد الأربعاء وليس الأربعاء الأحمر".
وأضاف أنه "حتى الآن إيزيديو تركيا وسوريا يطلقون عليه تسمية جوارشمبا سور، وسابقًا كان إيزيديو إيران وباكستان وأفغانستان يطلقون عليه هذه التسمية".
وتابع أن "رفض بعض الإيزيديين هذه التسمية، يعود لأنهم ليس لديهم خلفية بهذا الموضوع ويجهلون الأمر، بينما في الحقيقة إن كلا المصطلحين (جوارشمبا سور، وسري سال) يطلقان على العيد الإيزيدي الشهير"، داعيًا المعترضين على البيان الحكومي إلى "الاطلاع والقراءة أكثر حول الموضوع وتاريخه".