Arabi Facts Hub is a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.

nan

nan
SaheehNewsIraq

The Author

SaheehNewsIraq
nan تركت فاطمة فالح (43 عامًا) خلال صيف العام الماضي، مزرعتها في ناحية الحسينية بمحافظة واسط، واتجهت نحو المدينة مع عائلتها، بعد أن تضرر محصولها بسبب الحرارة والجفاف الشديدين، كون الزراعة مصدرها الاقتصادي الوحيد. توجه زوج فاطمة للعمل في البناء بالمدينة بعد أن كان يربي الماشية، إلا أن فاطمة لا يسمح لها بالعمل في مجال غير الزراعة وتربية الماشية، واليوم هي المتضرر الأكبر من الناحية الاقتصادية، كما تقول لـ"صحيح العراق". مثل فاطمة هنالك الكثير من القصص لنساء الريف، إذ يتصدر العراق قائمة الدول الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي، من شماله حتى جنوبه، لكن الجفاف في الجنوب هو الأكبر، إذ انخفض منسوب نهري دجلة والفرات وجفت الأهوار، ما أثر على الحياة الريفية بصورة أساسية، كون الناس هناك يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي بصورة كبيرة.[1] وتتأثر النساء، خاصة المنتميات للشرائح الفقيرة أو المهمشة من المجتمع، بمظاهر التغير المناخي بشكل أكبر من بقية فئات المجتمع، لاسيما وأن 80% من النازحين بسبب المناخ حول العالم من النساء، كما أفاد تقرير لـ BBC .[2] وبحسب الأمم المتحدة فبالرغم من أن الجميع يتأثر بالمناخ إلا أن النساء والفتيات هن من يتحملن وطأة الصدمات البيئية والاقتصادية والاجتماعية.[3] ويؤكد مدير تخطيط المثنى حمود بركات، أن "التغير المناخي وشح المياه وندرة الغطاء النباتي كلها أسباب أدت إلى هجرة الفلاحين من الريف إلى المدينة"، وقد تم ذلك بنسبة كبيرة، ما أدى إلى الكثير من المخاطر الاجتماعية مثل زواج الأطفال وحمل المراهقات بسبب فقدان سبل العيش والتدهور الاقتصادي.[4] فيما تناشد رئيسة منظمة أور للمرأة والطفل منى الهلالي، "باسم نساء الأهوار والمناطق المنكوبة الأمم المتحدة ودائرة تمكين المرأة، الجهات المعنية لاتخاذ إجراءات تجاه الكارثة البيئية، حيث وصل عدد العوائل النازحة من محافظة ذي قار جنوب العراق إلى 3000 عائلة وتسرب عدد كبير من تلامذة المدارس، كما فقدت النساء مصادر دخلهن".[4+] تأثير التغير المناخي على النساء واضح أيضًا في جفاف الأهوار، إذ يذكر تقرير للأمم المتحدة، أن "النساء في هذه المنطقة هن أول من يعانين من شحة المياه بسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، حيث يؤثر الجفاف على الجاموس الذي يقمن بتربيته، مما يضطرهن إلى البحث عن مصادر أبعد لتوفير المياه"، وقد تكون بعيدة جدًا، إذ تقول أم عيسى، وهي أم لـ10 أطفال، إن "الرجال يتركون الأهوار إلى المدينة للبحث عن وظائف في الشرطة أو الجيش وتبقى العوائل خلفهم في ظل الفقر والجوع، الأمر الذي يدفعنا إلى تحمل مسؤوليات أكبر لإعالة أسرنا".[5] من جانبها، تقول أم حسن، وهي من سكان أهوار الجبايش، إن "التغير المناخي كان السبب الرئيس وراء نزوحي أنا وزوجي وعائلتي وتركي لمهنتي الأصلية في صناعة قيمر العرب، بعد أن أصيب الجاموس، مصدر الحليب المادة الأساس للصناعة، بالعمى بسبب شحة المياه، إذ مات الكثير منها"، فيما تقول شهد عبد (35 عامًا)، من سكنة محافظة بابل: "فقدت بيتي عند نزوحنا من منطقتنا الزراعية إلى المدينة بسبب الجفاف، وعندها زوجي طلقني وهاجر إلى خارج العراق".[6]

Other SaheehNewsIraq