Arabi Facts Hubis a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
الشبك.. قومية أم طائفة؟
اختلف الباحثون والمؤرخون في أصل الشبك وديانتهم وقوميتهم، وتصنيفها كقومية أو طائفة.
هم يقطنون نحو 60 قرية من قرى سهل نينوى المتاخم لمحافظات أربيل ودهوك وكركوك والموصل، ويعتقد بعض الباحثين أن أصولهم كردية، بينما يذهب آخرون الى أنهم تركمان، وقسم من المؤرخين يقولون إنهم عشائر عراقية من الباجوات الكرد والتركمان والعرب.
فيما يرى باحثون آخرون أنهم قومية مستقلة ولكن بحكم الظروف اندمجوا في المجتمعات الكردية والعربية والتركمانية المتواجدة في المنطقة الشمالية، بدليل أن لغتهم متفردة ولا تشبه العربية أو الكردية أو التركمانية. فيما يرى آخرون أن لغتهم تدعى "ماجو" وهي إحدى لهجات اللغة الكردية، وعدد من الباحثين يرون أن اللغة الشبكية إحدى فروع اللغة الآذرية أو الهندو آرية.
تسمية الشبك:
ويُرجع بعضهم مسمى الشبك الى اشتباك قوميات ومذاهب في طائفة واحدة اسموها "شبك" بمعنى مزيج. وأشارت الوثائق العثمانية إليهم كجماعة مستقلة منذ القرن 16 الميلادي.
تقاليد:
ما يميز الشبك هو الزي القديم المختلف عن أزياء القوميات الأخرى، لكن هذا اللباس القديم اندثر مع مرور الوقت.
يقترب تنظيمهم الاجتماعي من مراتب الصوفية، ويسمى رجل الدين الناشئ "المريد" ويرتبط روحيا بشخص أعلى منه مرتبة دينية "المرشد"، والمرشدون يرتبطون بمرجعٍ أعلى يُسمى "البير"، وأقدس كتبهم الدينية مخطوط بالتركية "بويورق- الأوامر"، إضافة إلى كتاب الـ"كلبنك"، ويضم قصائد لشعرائهم وشيوخهم في مدح "أهل البيت".
أبرز العادات الاجتماعية للشبك أيضا قريبة من الطرق الصوفية، إذ يقرأون "الكلبنك" بحضور البابا في المناسبات الفرحية كالأعراس، ورقصتهم الشهيرة هي الدبكة أو التي يطلق عليها باللغة العربية المحلية "الجوبي"، ثم يرشون الحنطة والشعير، ويكسرون الجرة تحت رجل العروس أثناء الزفاف.
أما بخصوص طقوس الدفن والموت فهم يختارون التلال العالية لتكون مقابر، ويطلقون عليها "التبة".
المرأة:
والمرأة أو الفتاة لها مكانة خاصة لدى الشبك، وتتساوى بالحقوق مع الرجل، خلافا لبعض القوميات العراقية التي ترى المرأة كائنا من الدرجة الثانية.
أعدادهم:
يُعتقد بأن أعدادهم تتراوح بين 250 ألفا و400 ألف في العراق، يعيش معظمهم في محافظة نينوى.
وتعرض أبناء الطائفة أو القومية الشبكية الى استهدافات إرهابية دفعتهم للهجرة من الموصل إلى سهل نينوى (مناطقهم الأصلية) منذ العام 2013، بسبب الجماعات المسلحة وتنظيم القاعدة الذي كان فاعلا في الموصل حينها.
تهجيرهم:
ثم تعرض الشبك الى عملية تهجير على خلفية احتلال تنظيم داعش مناطق واسعة من محافظة نينوى ووصوله إلى قراهم في سهل نينوى، فلجأوا الى العديد من المناطق في وسط وجنوب البلاد إضافة الى إقليم كردستان.
وطالبوا العشرات من الناشطين الشبك بإدراج ما تعرضوا له من عمليات قتل وتهجير في ما يعرف بعمليات الإبادة الجماعية.
يرى الباحث أحمد شوكت، والمؤرخ رشيد الخيون، وآخرون، أن الشبك هم من بناة الموصل الأوائل، ولكن لغتهم الخاصة التي تعود الى مئات السنين بدأت بالاندثار بسبب مزجها مع اللغة الكردية بحكم تلاقح المجتمعات.