Arabi Facts Hubis a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
الأصل التاريخي لـ"قطارة كربلاء".. لماذا لم يعترف الوقف الشيعي بها كمزار ديني؟
تسبب انهيار تل ترابي على مزار ديني في محافظة كربلاء، أمس الأول السبت (20 اب 2022)، بقتل ومحاصرة عدد من الزائرين بينهم نساء وأطفال.
المزار الديني والمعروف بـ"قطارة الإمام علي"، والذي يقع بالقرب من بحيرة الرزازة، يتوافد عليه حشود من الزائرين من مختلف المحافظات وبعض الدول الاسلامية، وهو عبارة عن ينبوع ماء يتبرك به الزائرون.
البعد التاريخي للمزار
يرجع أصل القطارة، الى رواية تاريخية لدى المسلمين الشيعية، تفيد بأنه بعد عودة الإمام علي من معركة "صفين" مع سبعين رجلاً من جيشه، نزل بأرض ليس فيها ماء، وعندما أدركهم العطش، شكوا الى الإمام علي، فقام يمشي حتّى وقف في مكان (ضحضاح)، وأمر بذلك المكان فكنس، فأجلى عن صخرة، ورمى بها فانجلت عن ماء لم ير أشد بياضاً، ولا أصفى، ولا أعذب منه، فتنادى الناس الماء، فاغترفوا وسقوا وشربوا وحملوا.
ويعتقد المسلمون الشيعة بأن "قطارة الإمام علي" الحالية هي ذاتها المتعلقة برواية عودته من صفين، رغم أن المزار لا يدار من قبل ديوان الوقف الشيعي، وأن قطعة الأرض المشيد عليها المقام غير مسجلة باسم الديوان أو موقوفه له"، بحسب بيان رسمي.
اكتشاف القطارة
بحسب مواقع إلكترونية، فإنه في ستينيات القرن الماضي عرفت منطقة عين التمر، بعد العثور على قبر (أحمد بن هاشم) الذي يعود بنسبه إلى الإمام علي، وتم أيضاً التأكيد بأن القطارة هي إحدى كرامات الإمام علي وأطلق عليه: قطارة علي، رغم عدم إدراجها مزاراً يمكن أن يحظى برعاية الوقف الشيعي، حظيت "القطّارة" كما يسميها أهالي كربلاء، باهتمام بالغ من قبل الزائرين، حيث تستقبل سنوياً مئات الآلاف من الزائرين، لارتباطها بمعجزة دينية بحسب الروايات.
وعن تاريخ إعمار القطارة وبناء القبة الموجودة حالياً عليها، يقول محسن هاشم نايف، خادم القطارة، في حديث سابق، بدأنا العمل برعاية هذا المزار في عام 1996 حيث شيّدنا غرفة تحيط بالقطارة وسلّماً ينزل اليها من الأعلى، كونها تقع في أرضية وادي ضيق وعميق، لكن مع حلول عام 2004 أقدمت عناصر "إرهابية" على هدم المكان.
وبعد مرور سنوات قليلة على سقوط نظام صدام حسين، تم إكساء الطريق المؤدي إلى الـ(قطّارة) وتم تشيد قبة إسلامية على المشهد فضلاً عن الخدمات الصحية والماء وغيرها.
في داخل عين الماء نصبت مقطورة كهربائية تسحب الماء إلى حوض خارجي يجمع فيه الماء، ويأخذ الزوار ما يريدون مجاناً للشفاء والتبرك.
الوقف الشيعي لا يعترف بها مزاراً
وتعليقاً على الحادث الأخير، نفى ديوان الوقف الشيعي، أن يدار المقام من قبل الديوان، مؤكداً أن قطعة الأرض المشيد عليها المقام غير مسجلة باسم الديوان أو موقوفه له.
ودعا الوقف، الجهات القائمة على إدارة وخدمة المزار، إلى "اتخاذ الاجراءات اللازمة وتكثيف الجهود بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإنقاذ المحاصرين ورفع آثار انهيار التلة الترابية ومعرفه أسبابها لمنع تكرار ذلك".
الانهيار الأخير
أوضح المتحدّث باسم الدفاع المدني لـ"فرانس برس"، أن "كثباناً رملية وصخوراً انهارت بسبب الرطوبة العالية على مبنى المزار" الواقع على أرض منخفضة تحيط بها الرمال والصخور.
وأضاف أن ذلك "تسبب بانهيار حوالى 30 بالمئة من مساحة المبنى الذي تقدر مساحته بمئة متر مربع".
ويمتدّ موقع القطارة على مساحة تقدر بألف متر مربع ويضم قاعة تنبع من إحدى جدرانها الصخرية مياه.
الوضع الآن
أعلن محافظ كربلاء، نصيف الخطابي، أمس الأحد، إغلاق "قطارة الإمام علي" على خلفية الانهيار الذي تعرض له المبنى وأدى إلى سقوط 10 ضحايا بينهم أطفال، وفق إحصاءات رسمية أولية.
وانتشلت فرق الدفاع المدني، جثة طفل، وهي الضحية الخامسة التي جرى انتشالها حتى يوم أمس، من تحت ركام "قطارة الإمام علي" في محافظة كربلاء (80 كم جنوب العاصمة بغداد).
وذكر مدير الدفاع المدني في كربلاء، العميد طاهر الزبيد ، أن هناك 6 مفقودين تحت الركام، وفرص الوصول إليهم أحياء تتضاءل مع مرور الوقت، لذلك هناك تكثيف في عمليات البحث بواسطة فريق دولي لمواجهة الطبيعة الصخرية والانهيارات المركبة، حيث بدأ الحادث بانهيار للتل أعقبه انهيار السقف، ما ساهم في زيادة صعوبة الأعمال الحفرية.