Arabi Facts Hubis a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
هل يتعرض العراق لجفاف تام؟
عبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن مخاوفهم المستقبلية من تفاقم مشكلة الجفاف بعد جفاف بحيرة ساوة الواقعة في محافظة المثنى بالإضافة إلى هور أبو زرك وجفاف فروع من نهر دجلة.
أفادت وزارة الموارد المائية العراقية، أن المياه التي يحصل عليها العراق من نهري دجلة والفرات سوف تجف في غضون 20 عاما إذا لم يتم فعل شيء.
وقد تراجعت موارد العراق المائية بنسبة 50 بالمئة منذ العام الماضي، بسبب فترات الجفاف المتكررة وانخفاض معدل هطول الأمطار وتراجع منسوب الأنهار.
حذّرت الأمم المتحدة من أن منسوب نهري دجلة والفرات في العراق ينخفض بنسبة تصل إلى 73%، وارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات أسرع 7 مرات من الارتفاع العالمي، وكذلك عدم التوازن السكاني بنسبة 70% في المناطق الحضرية، مما أدى إلى تراجع الزراعة.
دعت الممثلة الأُممية الخاصة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، إلى "مشاركة العراق في مناقشات هادفة مع دول الجوار حول تقاسم المياه"، مبينة أن "انخفاض هطول الأمطار، ونقص المياه، وتملّح التربة والمياه، والإدارة غير الفعّالة للموارد، والنمو السكاني، كُلّها عوامل أثّرت في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى تغيّر المناخ، فإن التخفيض النشط لتدفقات المياه من البلدان المجاورة يمثل تهديداً خطيراً آخر".
قال عون ذياب، كبير مستشاري وزارة الموارد المائية، إن "الخزين المائي المتاح هو أقل بكثير مما لدينا العام الماضي، بحوالي 50 في المئة بسبب قلة الأمطار والواردات القليلة من دول الجوار.. وأن سنوات الجفاف المتعاقبة: 2020 و2021 و2022، كان لها تأثير قوي على الوضع في العراق".
كما قدر البنك الدولي أنه في حالة عدم وجود سياسات مناسبة، قد يشهد العراق انخفاضًا بنسبة 20٪ في موارد المياه العذبة المتاحة بحلول عام 2050.
وبحسب توقعات "مؤشر الإجهاد المائي"، سيكون العراق بحلول العام 2040 أرضاً بلا أنهار، ولن يصل نهرا دجلة والفرات إلى مصبهما النهائي الحالي، إذ يشير مؤشر الإجهاد المائي، إلى أن ملامح الجفاف الشديد في العام 2025، أي بعد 3 أعوام، ستكون واضحة جداً في عموم البلاد مع جفاف شبه كلي لنهر الفرات باتجاه الجنوب، وتحول نهر دجلة إلى مجرى مائي محدود الموارد.
أكد وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد الحمداني أن "توقيع مذكرات تفاهم للتعاون مع البنك الدولي والمركز العربي لدراسات المناطق، الجافة والأراضي القاحلة "أكساد" والعديد من مؤسسات المجتمع الدولي خلال أعمال مؤتمر المياه الدولي، داعيا الدول المتشاطئة إلى الجلوس ومعالجة المشكلات بنظرة خاصة لدولة المصب، فضلا عن ضرورة أن يكون للدول المتشاطئة دور في عملية تقسيم الضرر بشكل عادل".
وانطلقت فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للمياه في بغداد تحت رعاية رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وتحت شعار (المياه والتغيرات المناخية)، وبمشاركة دول عربية وأجنبية، بهدف تحقيق التنمية المستدامة للمياه والتنسيق مع دول الجوار المتشاطئة لتقليل الضرر نتيجة شح المياه، إضافة إلى مناقشة التغيرات المناخية وأثرها على الموارد المائية والاستجابة العالمية لهذا الموضوع.
أكد وزير الموارد المائية، مهدي رشيد الحمداني، أن "طهران قامت بتحويل مجرى الأنهر داخل أراضيها وحرمت مجتمعات عراقية كاملة من الحصول على المياه".
وأردف، أن العراق يمر بشحة للمياه للموسم الثالث على التوالي، وتلك الشحة لها تداعياتها، منها انخفاض مناسيب الخزين المائي، خاصة مع عدم تكون أمطار في حوضي دجلة والفرات".
وأشار إلى أن "تركيا عملت على مشاركة الضرر المائي مع بغداد، ولكن إيران للأسف لم تقم بذلك لغاية الآن".
يذكر أن مقاطع فيديوية متعددة تم تداولها من قبل رواد مواقع “التواصل الاجتماعي”، تظهر جفاف أجزاء كبيرة من نهري دجلة والفرات، حتى أن أحد الشباب عبر نصف نهر دجلة وسط بغداد، وأيضًا أظهرت صور ومقاطع فيديو اختفاء تام لبحيرة حمرين التابعة لسد حمرين الذي يقع على نهر الوند في محافظة ديالى (شرقي العراق)، كما وانتشرت صور لجفاف بحيرة ساوة في محافظة المثنى، كما حول الجفاف هور أبي زرك الذي تبلغ مساحته نحو 118 كيلومترا في محافظة ذي قار إلى أرض جرداء.