Arabi Facts Hub is a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.

“تحقق” يكشف زيف بيان جيش الاحتلال بشأن استهداف المركبات الهندسية والإنسانية في غزة.

“تحقق” يكشف زيف بيان جيش الاحتلال بشأن استهداف المركبات الهندسية والإنسانية في غزة.
tahaqaqps

The Author

tahaqaqps
[:ar]
الادعاء
 جيش الاحتلال: استهدافنا نحو 40 مركبة هندسية استخدمتها حماس "لأغراض إرهابية"، بما في ذلك في عملية 7 أكتوبر.
نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانا يوم الثلاثاء 22 أبريل/نيسان 2025، ادعى فيه أن قواته بالتعاون مع جهاز الشاباك استهدفت نحو 40 مركبة هندسية تابعة لحركة حماس في قطاع غزة، والتي زعم أنها استخدمت لأغراض "إرهابية"، بما في ذلك زرع المتفجرات، حفر الأنفاق، واختراق الجدار. وأشار البيان إلى أن العملية استهدفت تعطيل قدرات حماس العسكرية. تحقق المرصد الفلسطيني "تحقق" من صحة الادعاءات الواردة في بيان جيش الاحتلال  وذلك من خلال التواصل مع "سعدي الدبور" مدير دائرة العلاقات العامة والدولية في بلدية جباليا النزلة، والذي أكد لـ"تحقق" أن الجرافات التي تم استهدافها هي جرافات تابعة للجنة المصرية القطرية للإعمار، مخصصة لأغراض إنسانية، ولا علاقة لحركة حماس باستخدامها. وأضاف الدبور أن هذه الجرافات دخلت قطاع غزة بعد الهدنة الأخيرة في 19 يناير/كانون الثاني 2025، وكانت مخصصة لرفع الركام وفتح الشوارع في المنطقة، بتنسيق مع وزارة الأشغال العامة في قطاع غزة ، حيث كانت الجرافات تعمل تحت إشراف سائقين مصريين، غادروا القطاع على إثر تجدد التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة في 18 مارس/آذار 2025 بلدية جباليا النزلة تتوقف عن العمل بعد استهداف الاحتلال لمعداتها الحيوية وتحذيرات من تدهور بيئي كما ونشرت بلدية جباليا النزلة في بيان لها استنكرت فيه استهدف جيش الاحتلال صباح أمس  الثلاثاء 23 أبريل/نيسان 2025، كراج بلدية جباليا النزلة للمرة الثانية خلال العدوان على غزة، مما ألحق أضراراً كبيرة أدت إلى تعطيل عمل البلدية في تقديم الخدمات الأساسية، ما يزيد من سوء الأوضاع المعيشية في جباليا، معتبرةً أنه استهداف مباشر للإنسان وتعطيل للأعمال الإنسانية، في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية. وأكدت البلدية في بيانها أن القصف أدى إلى تدمير 9 كباشات تابعة للجنة المصرية القطرية للإعمار، إضافة إلى تدمير كلي لـسيارة كاسة صرف صحي وسيارة صهريج مياه سعة 5 كوب مقدّمتين من الصليب الأحمر. كما لحقت أضرار جزئية بـسيارة مانوف، و5 سيارات حركة، وكباش 936، و2 تراكتور، وسيارة ضاغطة للنفايات، وسيارة صهريج توزيع سولار، ومولد متنقل لتشغيل الآبار مقدّم من اليونيسيف، ما أدى إلى توقف خدمات البلدية الأساسية، مهددًا بكارثة إنسانية وبيئية في ظل اكتظاظ النازحين. ودعت البلدية للتحرك العاجل لفتح المعابر وإدخال المعدات لاستئناف الخدمات. الدفاع المدني في قطاع غزة : الجرافات المستهدفة دخلت بتنسيق مع الجانب المصري واستُهدفت لتعطيل عمليات الإنقاذ وانتشال الضحايا كشف محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، في تصريح خاص لـ”تحقّق”، أن تسع جرافات تابعة للمديرية العامة للدفاع المدني تعرّضت للاستهداف من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الثلاثاء 22 أبريل/ نيسان 2025، رغم دخولها إلى القطاع بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول عام  2023، بتنسيق رسمي مع الجانب المصري. وأوضح بصل أن هذه الجرافات دخلت ضمن جهود الإغاثة التي تنفذها طواقم الدفاع المدني، في إطار دعم الهيئة القطرية المصرية لعمليات الإنقاذ وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، مؤكدًا أن الآليات المستهدفة لم تُستخدم في أي أنشطة عسكرية.
وأضاف أن مزاعم الاحتلال بشأن استخدام هذه المعدات لأغراض قتالية "باطلة وتتناقض مع التوقيت المعروف لدخولها إلى غزة"  ما يشير إلى نية واضحة لتعطيل عمل الدفاع المدني وإبطاء عمليات الإنقاذ الحيوية في ظل كارثة إنسانية متصاعدة. بلدية خان يونس: الاحتلال استهدف آليات مدنية تعمل في مشاريع إنسانية بالتعاون مع الـUNDP وادعى زورًا ارتباطها بحماس وفي سياقٍ متصل، أوضح صائب لقان، رئيس قسم الإعلام في بلدية خان يونس لـ"تحقق"، أن الاحتلال استهدف آليات تابعة للقطاع الخاص كانت تعمل في خان يونس ضمن مشاريع إنسانية بالتعاون مع برنامج الـUNDP، منها شاحنتان وكباشان ومركبة "سيتيغو" في بلدة القرارة، بالإضافة إلى كباش وآلية في شارع بنك فلسطين. وأكد أن هذه المعدات لا تتبع لبلدية خان يونس ولا علاقة لها بحركة حماس، بل كانت تعمل سابقًا في مشاريع لرفع الركام وتسوية مكب النفايات المؤقت. وأضاف لقان أن الاحتلال دمّر أو عطّل منذ بداية العدوان على قطاع غزة أكثر من 24 آلية من أصل 28 تتبع لبلدية خان يونس وتخدم قطاعات المياه والنظافة والصرف الصحي، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة. هذا الواقع دفع البلدية إلى التعاقد مع القطاع الخاص لتنفيذ المشاريع الطارئة. وأوضح أن البلدية تعمل حاليًا بالتعاون مع مصلحة مياه بلديات الساحل على إصلاح الأضرار التي لحقت بمنظومة المياه والصرف الصحي، بدعم مالي ولوجستي توفره سلطة المياه الفلسطينية في رام الله. توثيقات مرئية تدحض رواية الاحتلال: المعدات المستهدفة دخلت غزة بعد الهدنة ونفّذت مهامًا إنسانية تحت إشراف اللجنة القطرية المصرية لإعادة إعمار غزة في إطار استكمال عملية التحقق من صحة الادعاءات التي وردت في بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي، تبيّن لفريق المرصد الفلسطيني "تحقق" وجود توثيقات منشورة عبر الحسابات الرسمية للجنة القطرية لإعادة إعمار غزة على منصات التواصل الاجتماعي، تظهر بوضوح أن الجرافات المستهدفة كانت تعمل في إطار مشاريع إنسانية بحتة، شملت إزالة الركام وفتح الشوارع في المناطق المتضررة من العدوان الإسرائيلي.
كما وثّقت قناة الجزيرة، في تقرير مصوّر بثته بتاريخ 19 فبراير 2025، لحظة دخول الجرافات التابعة للجنة المصرية القطرية لإعادة الإعمار إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، ضمن اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار. وبيّن التقرير أن الجرافات باشرت فورًا بأعمال تسوية الطرق وإزالة أنقاض البيوت المدمرة، تمهيدًا لعبور بقية الشاحنات والآليات المشاركة في جهود الإعمار. وبالرجوع إلى المواد المرئية المنشورة على حسابات اللجنة القطرية، تبيّن وجود توثيقات مصورة توضح قيام هذه المعدات بأعمال إنسانية داخل القطاع خلال فترة الهدنة الأخيرة، وتحديدًا ما بين 27 فبراير - 15 مارس 2025. وتؤكد هذه التوثيقات أن الآليات المستهدفة تتبع للجنة المصرية القطرية، ودخلت قطاع غزة بعد تاريخ 19 يناير 2025، أي بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما يدحض رواية جيش الاحتلال التي زعمت أن هذه المعدات تعود لحركة حماس وشاركت في عملية 7 أكتوبر. حادثة سابقة تكشف النمط المتكرر في استهداف الآليات الإنسانية: الاحتلال يقصف جرافة مصرية خلال عملها في بيت حانون ويُشار إلى أن هذا ليس الاستهداف الأول من نوعه، إذ توصلنا خلال عملية البحث أن طائرة مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال قصفت في 8 مارس 2025 جرافة مصرية أثناء عملها على رفع الركام في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، ما أدى إلى إصابة سائقها المصري، إلى جانب سبعة فلسطينيين آخرين. ووفق شهود عيان لـ "العربي الجديد"، كانت الجرافة ترفع العلم المصري وتعمل في منطقة سكنية خالية من أي تواجد عسكري، ما يسلط الضوء على تكرار استهداف الاحتلال للآليات التابعة للجنة المصرية القطرية رغم طابعها الإنساني. الأمم المتحدة: تدمير الآليات يعيق انتشال جثامين آلاف الضحايا من تحت الأنقاض تزامنا مع الأحداث ذكرت الأمم المتحدة على موقعها الرسمي، وفي تقرير بثته عبر قناتها على "يوتيوب"، أوضحت أن الغارات الجوية الإسرائيلية يوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 أدّت إلى تدمير المعدات الثقيلة الحيوية، ما تسبب في توقف جهود البحث والإنقاذ في قطاع غزة، وأعاق الوصول إلى نحو 11 ألف جثة لا تزال تحت الأنقاض، بحسب التقديرات المحلية.  وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن الضربات أوقفت بالكامل عمليات إزالة النفايات الصلبة والحطام. وأشار التقرير إلى أن الجرافات، مثل تلك التي كان يقودها العامل والمواطن الغزاوي عاطف نصر قبل الحرب، كانت ضرورية لانتشال جثامين الشهداء، ما يبرز أهمية هذه المعدات في تنفيذ المهام الإنسانية العاجلة داخل القطاع. استهداف المعدات الإنسانية: خرق لاتفاقيات جنيف وجرائم محتملة بموجب القانون الدولي وفي سياق الإطار القانوني الناظم لأعمال الإغاثة في مناطق النزاع، يُعد استهداف الجرافات والمعدات الإنسانية في قطاع غزة انتهاكًا واضحًا لأحكام القانون الدولي الإنساني، وتحديدًا اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تنص في المادة 18 على وجوب احترام وحماية المنشآت والمعدات المدنية والإنسانية. كما يؤكد البروتوكول الإضافي الأول لعام 1977، في المادة 54، على حظر مهاجمة أو تعطيل أي من الأعيان التي تُعد ضرورية لبقاء المدنيين، مثل المعدات المستخدمة في إزالة الركام وانتشال الجثث. وتُصنّف مثل هذه الانتهاكات كجرائم حرب محتملة بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ما يسلط الضوء على خطورة هذا النمط المتكرر من الاستهداف. يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي استأنف حربه على قطاع غزة عبر تصعيد عسكري واسع استهدف معظم مناطق القطاع، في أكبر خرق لوقف إطلاق النار الساري منذ 19 كانون الثاني/يناير الماضي، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 1000 مواطن وإصابة أكثر من 5000 آخرين، بينهم حالات حرجة. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فقد ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 51,305 شهيدًا، وبلغ عدد الجرحى 117,096 جريحًا.
خلاصة التحقق
كشف تدقيق مرصد "تحقق" زيف بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن استهداف المركبات الهندسية والإنسانية في غزة. حيث تبين أن الجرافات المستهدفة كانت جزءًا من جهود الإعمار الإنسانية التي تم التنسيق لدخولها مع الجانب المصري خلال فترة الهدنة الأخيرة، ودخلت القطاع بعد تاريخ 19 يناير 2025. هذه الجرافات، التابعة للجنة الإعمار المصرية القطرية، كانت مخصصة لرفع الركام وفتح الطرق ولم تستخدم في أي أنشطة عسكرية. ويبين القانون الدولي أن استهداف هذه المعدات يعد انتهاكًا واضحًا للمواثيق الدولية، ويؤدي إلى تعطيل الخدمات الأساسية وزيادة معاناة المدنيين.  
مصادر التحقق مصادر الادعاء 
مدير دائرة العلاقات العامة والدولية في بلدية جباليا النزلة "سعدي الدبور". الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة "محمود بصل". رئيس قسم الإعلام في بلدية خان يونس "صائب لقان".  
  1. جيش الاحتلال الإسرائيلي.
  2. بيان جيش الاحتلال (مؤرشف).
[:]