باسل النيرب.هو مؤلف وكاتب متخصص في قضايا الإعلام، ومهتم في تعزيز الجانب القيمي في وسائل الإعلام الفضائي
b-nerab.com :مدونته
مرت 54 عامًا على أحداث أيلول 1970 التي وقعت بين الجيش الأردنيّ ومجموعات مسلَّحة فلسطينيّة في الأردن؛ ضمن أحداث ما عرف بـ«أيلول الأسود» بين القوات المسلحة الأردنيّة ومسلحين فلسطينيين في الأردن؛ ما أسفر عن سقوط آلاف القتلى.
وتعود الأحداث بجذورها إلى ما بعد بعد فقدان الدولة الأردنيّة سيطرتها على الضفة الغربيّة عام 1967، حينما نقل الفدائيون من الفلسطينيين قواعدهم إلى الأردن، وقاموا بتصعيد الهجمات على الأراضي المحتلة.
وفيما بعد ذلك، جاء الرد الإسرائيلي بمحاولة إسرائيل ضرب معسكر لمنظمة التحرير في بلدة الكرامة عام 1986م؛ وهي بلدة أردنية على طول الحدود مع الضفة الغربيّة. وهي تلك المعركة التي عُرفت فيما بعد باسم «معركة الكرامة».
لقد أفضى الانتصار الأردنيّ والفلسطينيّ معًا في «معركة الكرامة» إلى زيادة الدعم العربيّ للمقاتلين الفلسطينيين في الأردن، وتعاظم نفوذ وقوة منظمة التحرير في الأردن. وكان أن بدأت علنًا عام 1970 في المطالبة بالإطاحة بالملكيّة الهاشميّة، حيث سعوا، فيما سعوا إليه، إلى محاولةٍ لاغتيال الملك حسين مرتين؛ مما أفضى إلى مواجهات عنيفة بينهم وبين الجيش الأردنيّ آنذاك، في يونيو 1970.
تصاعدت الأمور، واختُطِفت ثلاث طائرات مدنيّة في العاشر من سبتمبر، وأجبروا الطائرات على الهبوط في الزرقاء، وأخذوا مواطنين أجانب كرهائن. وفي وقت لاحق، نُسفت الطائرات أمام الصحافة الدوليّة.
لقد قام الجيش الأردنيّ، وذلك في 17 سبتمبر/أيلول، بمحاصرة المدن التي كانت منظمة التحرير موجودة فيها بمدينتيْ عمان وإربد، وراح يقصفُ الفدائيين الذين تمركزوا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالمدفعية الثقيلة ومدفعية الدبابات. وفي اليوم التالي، بدأت قوة من سوريا مع علامات جيش التحرير الفلسطيني يتقدمون صوب إربد التي أعلنها الفدائيون بوصفها «مدينة محررة».
أردنا أن نسرد سريعًا هذا التاريخ لما يُسمّى بـ«أيلول الأسود» كي يفهم القارئ السياق الذي يحلّله المقال، وبالتالي يُدرك أبعاد مظاهر الكراهية في الخطاب الرقميّ في الأردن.
ومن خلال تتبع المنشورات التي ظهرت في المنصة الرقميّة «إكس» (تويتر سابقًا (خلال شهر سبتمبر 2024، يُلاحظ وجود تمجيد لخطاب الكراهية في المجتمع من خلال استخدام عبارات من نوع «التطهير»، و«التحريض على العنف»، و«الإساءة إلى للآخر»، و«التمييز العنصريّ على أساس الهوية والإثنيّة والعرق والدين» مع المسّ بشخصيات وأفراد وحشد الجمهور تجاه الطرف الآخر.
يمكننا أن نحصر خطاب الكراهية في ثلاث ركائز أساسيّة، وهي:
وضمن مستويات خطاب الكراهية، يمكن تقسيم الخطاب إلى ثلاثة مستويات. ويتشكل المستوى الأول من الناحية الوطنيّة والذي يمس أشخاصًا أو مجموعات معينة ثم يكبر مع الوقت؛ والمستوى الثاني، ألا وهو المستوى الإقليميّ، حيث تُرسَّخ من خلاله الميول الطائفيّة في «بعض الدول»، حيث يُحشَد للهجوم على طائفة معينة؛ والمستوى الثالث هو المستوى الدوليّ مثل ظاهرة «رُهاب الأجانب» (xenophobia) ويتخذ شكل التمييز أو العداء تجاه الأفراد الذين يُعتبرون غرباء أو أجانب أو لاجئين عن الثقافة أو العرق أو الجنسيّة، ومثل ظاهرة «رُهاب الإسلام» (Islamophobia) الموجودة في بعض المجتمعات الغربية.
وفي الأردن ينتشر خطاب الكراهية كأيّ مجتمع من المجتمعات، حيث يمس خطاب الكراهية «العوامل المحددة للهوية» بما في ذلك العوامل الحقيقيّة والمتصوَّرة لفرد أو مجموعة، ويشمل: «الدين أو الانتماء الإثنيّ أو الجنسيّة أو العرق أو اللون أو النسب أو نوع الجنس»، كما يشمل اللغات واللهجات، كما يمس الخلفية الاقتصاديّة أو الاجتماعيّة، أو الإعاقة، أو الحالة الصحيّة، أو التوجّه الجنسيّ، من بين أشياء أخرى كثيرة.
من العلامات الواضحة على انتشار خطاب الكراهية ذكر بعض التوصيفات السلبيّة، وهي من الإشارات المبكرة التي يمكن قياسها مثل عبارات: سرقة، احتيال، عنف، تحريض، وخاصة في الدعوة إلى الكراهيّة القوميّة أو العنصرية، كذلك التجريد من الإنسانية لخلق صورة سلبية للجماعات الأخرى مثل المهاجرين أو اللاجئين.
بُنيت مجموعة من الكلمات المفتاحيّة والوسوم ذات العلاقة بالموضوع لتحديد ودراسة السياق الذي عُرضَت من خلاله المنشورات، وخصص البحث خلال الفترة (من 23 أغسطس حتى 23 أيلول 2024)، وتبيّن أن إجمالي المنشورات عبر منصة إكس بلغ 2,335 منشورًا، شارك فيها 1,614 حسابًا، وزاد إجمالي المشاهدات على مستوى مختلف دول العالم عن 1,1 مليون مشاهدة، والوصول تجاوز 18 مليون مرة.
جاءت المشاركات الأعلى من الأردن بنسبة 40%، ومن فلسطين 13.5%، وتوزعت النسبة الباقية 46.5% على مختلف دول العالم. وهذا لا يعني بالطبع أن التغريدات ظهرت من شخصيات أردنيّة أو فلسطينيّة، بقدر ما يعطي مؤشرًا أن الموقع الجغرافيّ المسجل كان في الأردن أو فلسطين أو إحدى دول العالم. وقد شكلت نسبة الذكور من المشاركين في الوسم 63.6% مقابل 26.4% من الإناث. ويُعد يوم الأول من سبتمبر 2024 هو الأعلى من حيث النشر، حيث بلغ إجمالي المنشورات في يوم واحد 671 منشورًا.
وضمن الفئات العمرية المشاركة في النشر؛ فقد لُوحظ مشاركة مختلف الفئات العمريّة. وكانت الفئة العمرية الأعلى من (25-34) عامًا، حيث بلغت نسبة مشاركتها 47%، ثم الفئة العمريّة من (18-24) عامًا بنسبة 29%.
وقد بلغ إجمالي التفاعل مع المنشورات 17,566 مرة بمتوسط يوميّ 585.5 تفاعل؛ حيث تضمّن التفاعل على إعادة نشر، إعجاب، تعليق، ردود. وفي خضم هذه الفوضى في النشر والتفاعل، فقد حُصِرت أعلى المنشورات، وبلغ إجمالي المشاهدات لهذه المنشورات 111,924 مرة. ومن أبرز ما تضمنته من خطابات لنشر الكراهية كان كالتالي –علمًا أن العبارات والأخطاء نُقلت من المصدر كما هي دون تدخل.
المنشور الأول: غرد بها حساب باسم @ali1234500001، جاء في المنشور نصًا: «أيلول مجيد لكل الأردنيين والأردنيات[1]». بلغ مشاهدات الصورة 106,4 ألف مرة، والتفاعل 940 مرة، وكانت تعليقًا على صورة لقوات الجيش الأردنيّ وهي تسحب جثمان قتيل. علمًا أنه لم يحدد تاريخ الصورة، ولكنها تعود -كما هو واضح- إلى قوات الجيش الأردنيّ خلال السبعينيات.
المنشور الثاني: غرد به حساب باسم @Haneenzakariya1، جاء في المنشور نصًا: «أيلول أبيض كبياض وجوه جيشنا العربي، وأسود على الخونة تجار القضية وبياعين الأراضي أمثال ياسر عبايات. أيلول مجيد يا أردنيين[2]».
تضمن المنشور فيديو قصيرًا مدته 41 ثانية لحديث رئيس الوزراء الأردنيّ الراحل وصفي التل، حيث تجاوزت مشاهدات الفيديو 40 ألف مرة والتفاعل معه 714 مرة. تضمن الفيديو الإشارة إلى القضاء على الوجود الفلسطيني في الأردن، ورافضًا الإشارة أنها مقاومة على الإطلاق، وبين أن الفترة التي سبقت أحداث أيلول وخلال 18 شهرًا قبل أيلول، لم يقم المسلحين الفلسطينيون بأي عمل واحد ضد إسرائيل كما جاء في المنشور.
المنشور الثالث: غرد به حساب باسم @fourthtamer، جاء في المنشور نصًا: «أيلول مجيد، وجهنا أبيض فيه، ووجوه الخونة مسودة، كل عام وذاكرتنا حيّة كل عام والمؤمن لا يُلدغ من جحر واحد مرتين[3]». تضمن المنشور صورة وبلغ إجمالي المشاهدات على الصورة 37,9 ألف مرة، والتفاعل 570 مرة.
المنشور الرابع: غرد به حساب باسم @AlkhaldiSuhib، جاء في المنشور نصًا: «أيلول مجيد[4]»، وتضمن فيديو لمعارك خلال فترة أحداث أيلول مدة الفيديو دقيقة مصحوبة بأغنية وطنية لتمجيد الجيش الأردني. وبلغ إجمالي المشاهدات 22,6 ألف مشاهدة، والتفاعل معه 517 مرة.
المنشور الخامس: غرد به حساب @Wolfordan، جاء في المنشور نصًا: «بعض شهداء الجيش الأردني المقدس في أحداث الأمن الداخلي (أيلول الأبيض) #ايلول_الابيض». علمًا أن الحساب لم يعد موجود حاليًا. وبلغ إجمالي المشاهدات للصورة 28,2 ألف والتفاعل 103 مرة.
المنشور السادس: غرد به حساب @Quriash911 جاء المنشور على صيغة سؤال وبخيارات للإجابة: «بمناسبة الذكرى السنوية لأيلول الأبيض المجيد الأردنيّ، ما هي الوسيلة التي استعان بها ياسر عرفات للهروب من قبضة الجيش الأردني عام ١٩٧٠؟ وأضاف الخيارات التالية: العباءة النسائية، اللباس المدني، الثوب والعقال[5]». جاء المنشور بصورة مصحوبة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وبلغت المشاهدات على الصورة 35,5 ألف مرة والتفاعل 312 مرة.
المنشور السابع: غرّد به حساب @mutasemmomani، وجاء المنشور بصورة شخصية مصحوبًا بعبارة «أيلول مجيد يا نشامى[6]»، بلغ إجمالي المشاهدات 33,1 ألف مرة، والتفاعل 359 مرة.
المنشور الثامن: غرد به حساب @kadooj_92، وجاء في المنشور: «عنـد دخول الجيش السوري البعثي إلى الأردن لدعـم الفصائل الخائنة في أيلول الأبيض تصدى لها الباشا الركن مرزوق فلاح العابد الدعجـة الذي كان قائد كتيبة اللواء المدرع 40 ودحر العدو البعثي آنذاك عن المملكة الأردنية الهاشمية»[7]. تضمن المنشور صورة جمعت الملك حسين وقائدًا عسكريًا، وصورة ثانية لولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبدالله والشيخ صباح الأحمد الصباح. وقد بلغت المشاهدات للصورة 28,3 ألف مرة والتفاعل 386 مرة.
المنشور التاسع: غرد حساب @dilllw_، ويمكن اعتبار تغريدته بمثابة سؤال، وجاء نصًا: «اعتبروا عمري عشر سنين واشرحوا لي شو هو أيلول الأسود وأيلول الأبيض[8]». بلغ التفاعل مع المنشور 303 مرة.
المنشور العاشر: غرد به حساب @saif_saud، وجاءت التغريدة ردًا على منشور من حساب @xxfreespirtxx، حيث جاء في التغريدة: «يعني أنت مع حق الفلسطينيين بالتحالف مع إيران وغيرها وإبليس لمواجهة محتل أرضهم؟![9]».ورد حساب @saif_saud بما نصه: «بالتأكيد أنا مع الفلسطينيين في أن يتحالفوا مع من يريدون لكن المشكلة أنهم أغبياء تمامًا لأنهم تحالفوا مع هتلر ضد قوات التحالف في الحرب العالمية الثانية، وبعدها بكم سنة قتلوا الملك عبد الله الأول ملك الأردن وهو يصلي في الأقصى، ثم علقوا جثته وسحلوها سحلًا، ثم تحالفوا مع عبد الناصر فتم احتلال الضفة الغربية والقدس وسيناء وغزة والجولان، ثم تحالفوا مع الماركسية والشيوعية فاحتلوا الأردن في أيلول الأسود وحاولوا قتل الملك حسين وعائلته مرتين وفجروا ٣ طائرات مدنية في مطار دوسون الأردني ودقوا المسامير الصلب في رؤوس المواطنين الأردنيين ثم أعلنوا أن مدينة إربد الأردنية "مدينة محررة من الأردنيين" عام ١٩٧٠ وطبعًا بعدها قتلوا رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في القاهرة. تخيل الجنون أنت بس. وطبعًا بعدها معروف ما فعلوه في لبنان وقتلهم للرئيس اللبناني بشير الجميل وتسببهم في مجزرة صبرا وشاتيلا ثم تسببهم في الحرب الأهلية في لبنان من ١٩٧٥ إلى اليوم. ناهيك عن احتلالهم لسفارة السعودية في باريس وسفارة السعودية في السودان وقتلهم من فيها واحتلال السفارة اليابانية في الكويت وقتلهم وزير الخارجية الإماراتي سيف غباش والوزير المصري يوسف السباعي والدبلوماسي الكويتي نجيب الرفاعي وخطفهم لطائرة وزير البترول السعودي أحمد يماني وارتكبها للعملية الإرهابية في ميونخ أثناء دورة الألعاب الأولمبية. ثم بعد ذلك تحالفهم مع صدام حسين لقتل وتشريد الكويتيين واحتلال منازلهم وبيوتهم وعملهم كجواسيس لجيش صدام المحتل للكويت بقيادة السفير الفلسطيني في الكويت المجرم الكبير عوني بطاش والذي حوّل مبنى السفارة الفلسطينية في الكويت إلى مركز لتجنيد المقيمين الفلسطينيين في الكويت. ثم بعد ذلك تحالف الإخوان المسلمين منهم مع إيران لحفر الأنفاق في سيناء وتعريض أمن مصر القومي للخطر عبر تنفيذ العديد من العمليات ضد مصر والجيش المصري أهمها عملية معبر كرم أبو سالم وعملية مسجد العريش ثم التورط مع مكتب الإرشاد في مصر في عمليات إخراج معتقلي الإخوان من السجون وحرق مقرات الشرطة، ثم إطلاق لقب شهيد القدس على المجرم الرعديد قاسم سليماني اللي قتل وشرد أكثر من ٤٠ مليون إنسان في العراق ولبنان واليمن وحرقهم وهم أحياء في سوريا بل وكرموا الحوثيين بعد قصفهم لمكة. لذلك نعم هم أحرار فيمن يتحالفون معه. ولكن لا تتوقع من الله تعالى أن ينصر من يفعل كل هذه الهوائل ثم يقول عمن قتل وشرد ٤٠ مليون إنسان مسلم سني أنه "شهيد القدس ". لأن من يهن الله فما له من مكرم. هذا قانون إلهي ربّاني. هم أحرار فيمن يتحالفون معه الله يوفقهم أهم شي يكفونا شرهم ولا يؤذونا ولا يتطاولون علينا وعلى أوطاننا»[10].
أثناء عمليّة الرصد، فقد ربطنا الموضوعات التي جرى التفاعل معها مع هرم خطاب الكراهية. ولفهم أعمق لمكونات الخطاب، يمكننا الاستناد إلى العناصر التي تشكّل هرم الكراهية، كما جرى الربط والتحليل باستخدام أداة (voyant-tools)[11]، وُحصِرَت مجموعة من النماذج التي ينطبق عليها خطاب الكراهية، وكانت التالي:
ومن النماذج التي جرى حصرها:
المصدر: malekawwad_@
المصدر: alabaddi_2@
المصدر: HebaSarairah@
المصدر: Walaapales@
المصدر: alimiq0@
المصدر: t70446@
المصدر: SufianSamarrai@
المصدر: kadooj_92@
المصدر: nooraldeen518@
رسميًا، وكما في مصادر عديدة يمكن الرجوع إليها، فإنّ الدولة الأردنيّة لاجئين من 49 دولة يشكلون 1.4% من إجمالي سكان الأردن، وفق تقرير الاتجاهات العالمية 2023 الصادر عن المفوضيّة الساميّة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) من جميع الجنسيات، عدا اللاجئين الفلسطينيين الذين يتبعون لوكالة أونروا، وذلك حتى الرابع من حزيران 2023[12].
عرّف القانون الأردنيّ[13] خطاب الكراهية بأنه كل كتابة وكل خطاب أو عمل ينتج منه إثارة النعرات المذهبيّة أو العنصريّة أو الحضّ على النزاع بين الطوائف ومختلف عناصر الأمة، بفعل سياسة وخصائص شبكة الإنترنت التي أتاحت الحق لكل شخص في التعبير عن نفسه وآرائه؛ الأمر الذي ساعد في ظهور محرضين ومتطرفين خلطوا بين خطاب الكراهية وحرية التعبير، وشرعوا في إلحاق الضرر بالآخرين والنيل من كرامتهم والحط من قيمِهم المعنويّة بهدف تحقيق مصالح على حساب أطراف أخرى.
لقد ضَمِن القانون الدستوري بالأردن لكل شخص الحق في حرية التعبير عن نفسه وآرائه بشتى وسائل التعبير المختلفة، ولكن لا يجوز له أن يتجاوز هذه الحرية بما يسبب الضرر للمجتمع ويهدده. وأشار القانون الأردني بشكل واضح وصريح إلى جريمة خطاب الكراهية في المادة (20) من قانون الإعلام المرئي والمسموع رقم (26) لعام 2015، والتي تنص على التزام المرخص له بعدم بث ما يخدش الحياء العام، أو يحض على الكراهية والإرهاب. وقد وُضِع نصّ جديد يعاقب على الكراهية بقانون العقوبات الأردني في العام 2017. وهذا يعني أن جريمة خطاب كراهية واجهت المجتمع الأردني وجرت المعاقبة عليها من العام 2017، حيث عدلت المادة (467) بالنص إلى: «يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد على سنة، كل من حرض على كراهية بأي وسيلة كانت، وفي أي مكان كان[14]». وبناء عليه، تُعد جريمة خطاب الكراهية حديثة على المجتمع الأردني، ولم تكن معروفة لديه حتى عام 2015. وهذا بسبب انتشار استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي تُعد بيئة خصبة لانتشار خطاب الكراهية واستخدامها في المشاحنات.
[1] انظر: https://x.com/ali1234500001/status/1830001485477769252
[2] ا نظر: https://x.com/Haneenzakariya1/status/1830262200059179033
[3] انظر: https://x.com/fourthtamer/status/1829989485184237814
[4] انظر: https://x.com/AlkhaldiSuhib/status/1830042020540232004
[5] انظر: https://x.com/Quriash911/status/1830030152190869785
[6] انظر: https://x.com/mutasemmomani/status/1831412992300441919
[7] أنظر: https://x.com/kadooj_92/status/1830056003875807358
[8] أنظر: https://x.com/dilllw_/status/1830173417317769520
[9] أنظر: https://x.com/xxfreespirtxx/status/1834143445906080048
[10] أنظر: https://x.com/saif_saud_/status/1834245321003565209
[11] للاطلاع على الأداة أنظر: https://voyant-tools.org/
[12] أنظر: الأردن مقر لـ 3.7 ملايين لاجئ من 49 دولة
[13] انظر: تجريم خطاب الكراهية، https://jordan-lawyer.com/2022/10/22/criminalization-of-hate-speech/
[14]انظر: قانون الجرائم الإلكترونية https://www.lob.gov.jo/?v=1&lang=ar#!/LegislationDetails?LegislationID=3398&LegislationType=2&isMod=false
[15] أنظر: فهم خطاب الكراهية، https://www.un.org/ar/hate-speech/understanding-hate-speech/what-is-hate-speech
باسل النيرب.هو مؤلف وكاتب متخصص في قضايا الإعلام، ومهتم في تعزيز الجانب القيمي في وسائل الإعلام الفضائي
b-nerab.com :مدونته