مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تداولت حسابات وصفحات في فيسبوك صورة لثلاثة طلاب داخل صف في مدرسة ابتدائية، وزعمت أنّ هؤلاء الأطفال قضوا في حادث الدهس في قضاء الهارثة، شمالي البصرة، الذي خلف ضحايا وجرحى.
الحقيقة:
الصورة مضللة، إذ يظهر البحث العكسي أنّ الصورة المتداولة تعود إلى 3 أطفال من مدرسة الزيتون الابتدائية، شرقي مدينة الموصل، التقطت داخل الصف في أكتوبر 2017.1
والتقط الصورة المصور رعد الجماس لصالح وكالة الصحافة الفرنسية ، ضمن تغطية اليوم الأول للدراسة في مدينة الموصل، بعد 3 سنوات من سيطرة تنظيم دا عـ ش، وهي ضمن أرشيف موقع غيتي المختص بالصور.
وسبق أنّ راجع صحيح العراق خبرًا غير دقيق عن حصيلة الحادثة الدامي في الهارثة شمالي البصرة، تداولته صفحات وحسابات بعد ساعات قليلة من وقوعه.2
وتعيش البصرة حدادًا عامًا أعلنه المحافظ أسعد العيداني على أرواح ضحايا مدرسة زينب الابتدائية في قضاء الهارثة 3، كما أعلنت وزارة التربية الحداد أيضًا.4
وقالت وزارة التربية في في بيان، إنّها خاطبت في وقت سابق الجهات ذات العلاقة مطالبة إياهم بتوفير مجسرات للمشاة، أو أسوار حماية حفاظًا على سلامة التلاميذ، إضافة إلى إصدار توجيه عاجل لإدارات المدارس المحاذية للشوارع والطرق الخارجية بمتابعة انصرافهم من أجل تأمين عبور التلاميذ الى الجانب الآخر بأمان.
والحادثة هي الثانية في غضون أيام قليلة، إذ توفي الأسبوع الماضي الشرطي رائد عبد الحمزة زايد دهسًا، أثناء تأمين عبور طلاب من مدرسة حسان بن ثابت في الديوانية. وعلى خلفية حادث الديوانية، وجه وزير التربية إبراهيم الجبوري، المديريات العامة في عموم محافظات العراق بإرسال إحصائية دقيقة بعدد المدارس الواقعة بمحاذاة الطرق الخارجية، من أجل مخاطبة الجهات العليا والجهات المختصة لـاتخاذ الإجراءات السريعة حفاظًا على أرواح الملاكات التربوية والطلبة على حد سواء.5
نشرت حسابات وصفحات في فيسبوك صورًا من موقع حادث دهس طلاب المدرسة الابتدائية في قضاء الهارثة شمالي البصرة، وكتبت: مكان الحادث وحالة الدهس لـ 50 تلميذًا أثناء خروجهم من المدرسة وتسبب وفاة 20 منهم
الحقيقة:
الحصيلة التي نشرتها هذه الصفحات والحسابات للضحايا غير دقيقة، إذ علم صحيح العراق من 3 مصادر طبية في مستشفى الفيحاء، حيث نقل الضحايا والمصابون، أنّ الحادث أدى إلى وفاة 6 من الطلاب، وإصابة 11، وهو ما أكّده
وزير الصحة صالح الحسناوي أيضًا. 1
وقال الحسناوي، إنّ 7 من المصابين غادروا المستشفى، وما زال 4 منهم يتلقون العلاج أحدهم حالته حرجة، مبينًا في الوقت ذاته أنّ دائرة صحة البصرة استنفرت بالكامل بعد الحادثة.
تحقيق رسمي وحداد
فيما أعلنت وزارة الداخلية تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث، بناءً على أمر صدر من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي اتصل بمحافظ البصرة أسعد العيداني بعد إعلان الأخير الحداد العام على خلفية الحادث.2
كما أعلنت وزارة الداخلية اعتقال سائق المركبة التي تسببت بالحادث، وقالت إنّ الاعترافات الأولية تشير إلى أنّ سائق العجلة فقد السيطرة عليها بسبب عطل في المكابح، مما تسبب في حادث الدهس أثناء انتهاء الدوام الرسمي للمدرسة.3
وزارة التربية بدورها أعلنت أيضًا الحداد على أرواح الضحايا من الطلبة، وقالت في بيان إنّها خاطبت في وقت سابق الجهات ذات العلاقة مطالبة إياهم بتوفير مجسرات للمشاة، أو أسوار حماية حفاظًا على سلامة التلاميذ، إضافة إلى إصدار توجيه عاجل لإدارات المدارس المحاذية للشوارع والطرق الخارجية بمتابعة انصرافهم من أجل تأمين عبور التلاميذ الى الجانب الآخر بأمان.4
وأثارت الحادثة غضبًا وانتقادات كبيرة للمسؤولين في الحكومة عبر مواقع التواصل، وأعاد بعض المتفاعلين نشر مقطع مصور يوثق مناشدة أحد الأشخاص من الهارثة لتأمين عبور الطلاب عبر الطريق العام، دون استجابة من دائرة المرور في البصرة.5
عدم تحرك المسؤولين إزاء خطر الطريق العام على طلاب المدرسة، أكّده رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب أرشد الصالحي، في بيانه الذي تضمن مطالبة بمحاسبة جميع الجهات المسؤولة، مهما كانت مناصبهم، مؤكدًا أنّ دماء العراقيين جميعاً تجمعنا وتمثل غاية لا تقدر بثمن.6
والحادثة هي الثانية في غضون أيام قليلة، إذ توفي الأسبوع الماضي الشرطي رائد عبد الحمزة زايد دهسًا، أثناء تأمين عبور طلاب من مدرسة حسان بن ثابت في الديوانية. وعلى خلفية حادث الديوانية، وجه وزير التربية إبراهيم الجبوري، المديريات العامة في عموم محافظات العراق بإرسال إحصائية دقيقة بعدد المدارس الواقعة بمحاذاة الطرق الخارجية، من أجل مخاطبة الجهات العليا والجهات المختصة لـ اتخاذ الإجراءات السريعة حفاظًا على أرواح الملاكات التربوية والطلبة على حد سواء.7
واليوم، قال وزير الصحة صالح الحسناوي، إنّ العراق شهد العام الماضي وفاة 4161 شخصًا بحوادث الطرق، فضلاً عن آلاف المصابين، مؤكدًا أنّ هناك عملاً من وزارة الداخلية لتحديد السرعة ونصب الرادارات للحد من حوادث السير.8
نَشرت صفحاتٌ على مواقع التواصل الاجتماعي صورةً تُظهر أطفالاً مع نص يزعم: صورة مؤلمة هؤلاء التلاميذ الثلاث وهم زملاء وكانوا يجلسون على مقعد واحد داخل الصف توفو جميعاً في حادث البصرة اليوم.