مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
بالتزامن مع حفل تنصيب عبدالفتاح السيسي رئيسًا لمصر للدورة الثالثة، تصدر هاشتاجان قائمة التريند في مصر هما: #تنصيب_عزيز_مصر_السيسي و#حفل_التنصيب، وذلك خلال ساعات مبكرة من نهار اليوم 2 أبريل 2024.
يرصد صحيح مصر أن هذا الزخم لم يكن نتاج تفاعل حقيقي من المصريين، ولكنه تفاعل وهمي منظم وممنهج، تبنته لجنة إلكترونية تعرف نفسها باسم "الدولجية"، سبق وكشف صحيح مصر أنها تعمل على نشر الأخبار الكاذبة والمضللة والهجوم على المعارضين والتشويش على التفاعل الحقيقي للمستخدمين على "X"، كما تحصل على دعم غير محدود من حسابات صحف ومواقع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المملوكة للدولة.
وهذا لم يكن النشاط الوحيد لتلك اللجنة المؤيدة للحكومة المصرية على مدار الأسابيع الماضية، إذ نشطت في أطلقت حملات متتالية ضد اللاجئين في مصر، كان آخرها ضد اللاجئين السودانيين، تحت هاشتاج #ياسوداني_ارجع_اقف_مع_جيشك، والذي حمل العديد من العبارات العنصرية ضد السودانيين.
دحض الإدعاء
زخم وهمي
حلل "صحيح مصر" الهاشتاجات المُحتفية بتنصيب السيسي، ليتبيّن أن عددًا محدودًا من الحسابات أطلقته وتفاعلت عليه لخلق زخمٍ وهمي وموجّه حول تنصيب السيسي.
إذ كانت بداية إطلاق الهاشتاج في ساعات الفجر الأولى من اليوم، بالطريقة التقليدية لإطلاق الهاشتاجات الموجهة: حملة مكثفة من مجموعة من الحسابات لتضخيم هاشتاج معين.
ومثّل التفاعل بإعادة النشر أكثر من 47% من مجمل التفاعل على الهاشتاج، فيما بلغ المحتوى الأصلي من المنشورات على الهاشتاج 5%، ويشير ارتفاع نسبة إعادة النشر بفارق كبير عن المنشورات الأصلية، إلى وجود حملة مقصودة لتضخيم هاشتاج معين ليظهر في قوائم التريند، بدون أن يعبّر عن توجّه حقيقي.
وعلى هاشتاج تنصيب_عزيز_مصر_السيسي، كانت معظم التعليقات لا تتضمن تفاعلًا ونقاشًا حقيقيًا، وإنما فقط إعادة كتابة الهاشتاج بشكل مكرر، مما يدعم أنها محاولة تضخيم ممنهجة.
كما رصدت صحيح مصر أنّ الحسابات الأكثر تفاعلًا على الهاشتاج، هي نفسها الحسابات الأكثر نشرًا عليه، وهي أيضًا نفسها الحسابات الأكثر إعادة نشر وتعليقًا عليه، الأمر الذي يؤكد العمل الممنهج لصناعة تريند وهمي وموجّه.
وحاولت العديد من الحسابات المعارضة أيضًا استخدمت الهاشتاج بخطاب عكسي في محاولة لاختراق حملة اللجان المؤيدة للحكومة.
الدولجية.. لجنة إلكترونية مؤيدة للحكومة المصرية
ويظهر على رأس قائمة الحسابات الأكثر تفاعلًا ونشرًا حساب باسم "باسم بخيت"، والذي سبق وكشف صحيح مصر، في سبتمبر 2022، أنه يقود لجنة إلكترونية مؤيدة للحكومة المصرية باسم "الدولجية".
إذ يدير بخيت والمعروف على تويتر باسم المايسترو، تلك اللجنة الإلكترونية من معرض للمنتجات البلاستيكية ويوجهها لخلق تفاعل وهمي، على موقع "X" والتشويش على التفاعل الحقيقي للمصريين مع القضايا، والهجوم على المعارضين للحكومة المصرية، كما تساهم الدولجية في نشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة. (1)
وفي ديسمبر 2023، كشف صحيح مصر في تحقيق صحفي، أن لجنة الدولجية تتلقى دعمًا إلكترونيًا غير محدود، من حسابات الصحف والمواقع الإلكترونية التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والمملوكة لأحد الأجهزة الأمنية المصرية. (2)
حملات ضد اللاجئين السودانيين
ويُظهر تتبع حسابات الدولجية التي أطلقت الهاشتاجات المؤيدة للسيسي، أنها نفسها الحسابات التي أطلقت حملات متتالية ضد اللاجئين على مدار الأسابيع الماضية، آخرها هاشتاج #ياسوداني_ارجع_اقف_مع_جيشك والذي خلط بين المطالبة بمغادرة السودانيين من مصر وبين دعم قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان.
وحملت تلك الحملات ضد اللاجئين السودانيين عبارات عنصرية، تطالبهم بالرحيل عن مصر، وتحمل اللاجئين مسؤولية الاقتتال الأهلي الدائر في السودان.