مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تداولت وسائل إعلام وحسابات وصفحات على نحو واسع صورتين مع تعليق نصه: القوات الأمنية تلقي القبض على مشعوذ هدد منتسبي شرطة الأنبار بتحويلهم إلى ضفادع.
الحقائق
الصور مضللة، إذ يظهر البحث العكسي أنها تعود إلى حوادث مختلفة وقعت في محافظة الأنبار بين عامي 2021 و2023، وليست لـ مشعوذ هدد بتحويل منتسبي الشرطة إلى ضفادع.
ويتبين بالبحث العكسي أنّ الصورة الأولى التي تظهر رجلاً بالزي العربي في وأمامه مواد وأكياس مختلفة، تعود إلى 8 أيار مايو 2021، عندما ألقت قيادة شرطة محافظة الأنبار القبض على مشعوذ في قضاء هيت، ضمن الحملة التي أطلقت لـ القضاء على السحرة والمشعوذين.1
أما الصورة الثانية التي تظهر رجلاً يقف بين شرطيين ويرتدي كمامة فوق عينيه، فتعود إلى 24 تموز يوليو 2023، عندما نفذ قسم الجريمة المنظمة ومكتب استخبارات ناحية بروانة وقسم شرطة الناحية والأمن الاقتصادي كمينًا محكمًا بحق أحد السحرة في قضاء حديثة.2
وجاء تداول الصور بعد أنّ نشرت وسائل إعلام عدة، خبر اعتقال عصابة تضم 6 أشخاص، قالت إنّها مختصة بجرائم السحر والشعوذة، مبينة أنّ زعيم العصابة أبلغ المسجونين معه في وقتٍ لاحق بعد اعتقاله أنه سيحوّل القوة التي اعتقلته إلى ضفادع3، دون أن يتسنى التحقق من دقة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.
وسبق أن نفذت وزارة الداخلية العراقية، خلال السنوات الماضية، حملات استهدفت فيها أصحاب المراكز الروحانية والمشعوذين، باعتبارهم محتالين وفق أحكام المادة 456 من قانون العقوبات العراقي.4
تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لفتاة بزي ريفي عراقي في بيئة الأهوار، مع تعليق: بتول محمد اللامي التي تظهر في هذه الصورة بجوار والدها هي امرأة بعمر 34 سنة تسكن في العمارة جنوب العراق أطلقت عليها مجلة ناشيونال جيوغرافيك أسم موناليزا الأهوار في مجلد عددها لصيف عام 2024.
الحقائق
الصورة مضللة، إذ أنها مولدة بالذكاء الاصطناعي، ونشرت في صفحة مخصصة لنشر محتوى الذكاء الاصطناعي، ولا وجود لفتاة باسم بتول محمد اللامي تشبه الموناليزا في العراق.
من خلال التحليل يظهر اسم مكتوبًا على الصورة1، وبالبحث عن الاسم عثرنا على صفحة بنفس الاسم على الفيسبوك، وهي تشير بوضوح في الوصف الخاص بها بأن كل الصور المنشورة مولدة بالذكاء الاصطناعي.2
ومن خلال البحث في الصفحة، عثرنا على الصورة المتداولة إلى جانب صور أخرى نشرت في 27 آب أغسطس الماضي، بعنوان الموناليزا في الأهوار العراقية، في إشارة إلى أن الصورة مولدة بالذكاء الاصطناعي، إلا أن صفحات أخرى أعادت نشر الصورة واختلقت لها قصة مزيفة.3
ومن خلال البحث في متصفح غوغل عن اسم بتول محمد اللامي يتضح عدم وجود أي شخصية معروفة بهذا الاسم سواء من الأهوار، أو شخصية عامة.4
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالت إنّه يوثق إعلان وزير الدفاع الأميركي الأسبق رامسفيلد عن فتوى المرجع علي السيستاني الخاصة بـ عدم قتال القوات الأميركية، أثناء الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
الحقائق
الفيديو مفبرك، إذ يظهر البحث العكسي والتحليل أنّ المقطع يتضمن مشاهد مركبة مع ترجمة غير صحيحة.
ويظهر التحليل، أنّ اللقطة الأولى لوزير الدفاع الأميركي الأسبق، دونالد رامسفيلد، تعود إلى 25 آذار مارس 2003، بعد خمسة أيام من دخول القوات البرية الأمريكية إلى الأراضي العراقية، حين تحدث رامسفيلد عن إمكانية القوات الأميركية السيطرة على الوضع داخل العراق، وكيف تتحرك المقاومة العراقية وفدائيو صدام.1
أما المشهد الثاني، فيظهر نائب مدير العمليات في القيادة المركزية الأميركية، فينسنت بروكس، ويعود إلى 2 نيسان أبريل 2003، حين تحدث بروكس خلال مؤتمر صحفي في مركز اعلام التحالف في العاصمة القطرية، الدوحة، وتناول سير العمليات العسكرية في العراق، وآلية الحرب بين القوات الأميركية ومجموعات المقاومة، وعرض صورًا عن العمليات العسكرية والتحركات في المناطق التي تشهد حربًا.2
يشار إلى أن المرجع الديني الأعلى في العراق، علي السيستاني، لم يفت بقتال القوات الأميركية إبان الغزو عام 2003، لكنه حث في بيان صدر في أيلول سبتمبر 2002، أي قبل الغزو الأميركي بأشهر، المسلمين على الوقوف صفًا واحدًا، وبذل كل ما في وسعهم للدفاع عن العراق العزيز وحمايته من مخططات المعتدين.3
وقبل أيام قليلة من انهيار نظام صدام حسين، نقلت وسائل إعلام بيانًا عن مكتب السيستاني، تضمن نفيًا قاطعًا لمعلومات جرى تداولها في ذلك الحين، عن الفتوى المنسوبة إليه والتي قيل أنّها دعت العراقيين إلى عدم مقاومة القوات الغازية أو إعاقة تقدمها.4
قالت عدد من الحسابات والصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي: الفيفا تحذر الاتحاد الكويتي في حال الكويت لم تعطي الجمهور العراقي 4800 تذكرة، ستفرض عقوبة على الاتحاد الكويتي وتنقل جميع مباريات الكويت خارج أرضه.
الحقائق
الخبر كاذب، إذ لم يصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم أي تحذير للاتحاد الكويتي لكرة القدم، بشأن قضية دخول الجماهير العراقية.
وبالعودة إلى الموقع الرسمي لـ والصفحات التابعة للاتحاد الدولي على مواقع التواصل الاجتماعي، لا نجد أي أصل للمعلومات المتداولة عن توجيه إنذار أو تحذير للاتحاد الكويتي لكرة القدم، أو أي توجيه بشأن قضية دخول الجماهير العراقية لحضور المباراة أمام الكويت في العاشر من أيلول سبتمبر.1
كما أنّ المواقع والحسابات الخاصة بالاتحاد الكويتي لكرة القدم، لم تعلن أو تشارك أي معلومات بهذا الشأن، وكذلك لم تنقل قنوات ووسائل إعلام معتمدة الخبر.2
وكان الاتحاد الكويتي لكرة القدم قد أعلن السماح بدخول 200 مشجع عراقي فقط لحضور مباراة الكويت والعراق في تصفيات كأس العالم3، ما أثار استياءً واسعًا بين الجماهير العراقية، قبل أنّ يكشف رئيس الاتحاد الفرعي لكرة القدم في البصرة بدر ناصر، عن اتفاق بين بغداد والكويت لمشاركة 5 آلاف مشجع عراقي من أجل تشجيع المنتخب العراقي في مباراته الثانية ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026.4
وأثار قرار دخول جزء قليل من الجماهير العراقية استياء العراقيين، حيث حذر محافظ البصرة، أسعد العيداني، من أن العراق سيتعامل بالمثل في حال عدم موافقة السلطات الكويتية للجمهور العراقي بالعبور إلى الكويت لحضور المباراة المرتقبة للمنتخب الوطني العراقي لكرة القدم أمام نظيره الكويتي.5
قال خلال برنامج من بغداد الذي يعرض على قناة التغيير الدقيقة 35: إحنه الآن كإعلام وكمراقبين لم نطلع على هذه القضية قضية خلية التجسس في مكتب السوداني إلا بعد أن نشرتها الصحافة الأجنبية شوف الموضوع وين واصل أستاذ نجم لو تقرير صحفي عراقي جان اتهموا بالابتزاز.
الحقائق
التصريح غير دقيق، إذ أنّ قضية شبكة التجسس والابتزاز في مكتب رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني طرحت أول مرة من قبل أطراف برلمانية، كما أنّ التقرير الذي أشار إليه العنبر لم ينشر عبر صحافة أجنبية بل من خلال موقع كردي يكتب باللغة الإنكليزية.
وتكشفت قصة شبكة التجسس والابتزاز بعد أنّ أعلن النائب مصطفى سند في 19 آب أغسطس 2024، اعتقال نائب مدير الدائرة الإدارية في مجلس الوزراء محمد جوحي، وعدد من الضباط والموظفين، مبينًا أنّ الشبكة كانت تمارس عدة أعمال غير نظيفة ومنها التنصت على هواتف عدد من النواب والسياسيين وعلى رأسهم رقم هاتفي، كذلك تقوم الشبكة بتوجيه جيوش إلكترونية وصناعة أخبار مزيفة وانتحال صفات لسياسيين ورجال أعمال ومالكي قنوات.1
وفي ذات اليوم، كشفت النائب سروة عبد الواحد أن جوحي ليس المتهم الوحيد بانتحال الصفة، فهناك شخص اسمه جهاد يدَّعي أنه مستشار رئيس مجلس الوزراء والآن يجري التحقيق معه أيضًا بسبب إساءته إلى رئيس الوزراء من خلال استخدام اسمه وتهديده للنساء وإهانتهن، موضحة أن القضية الآن أمام القضاء.2
وبعد تداول التدوينة على نطاق واسع من قبل الوكالات المحلية ووسائل الإعلام، أصدر مكتب السوداني، بيانًا في اليوم التالي 20 آب أغسطس 2024، جاء فيه أنّ رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بتشكيل لجنة تحقيقية بحقّ أحد الموظفين العاملين في مكتب رئيس مجلس الوزراء؛ لتبنيه منشورًا مسيئًا لبعض المسؤولين وعدد من السادة أعضاء مجلس النواب، وإصدار أمر سحب يد لحين إكمال التحقيق.3
وبعد نحو 8 أيام من إعلان اعتقال جوحي، نقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر أمني، معلومات عن اعتقال ضابط سابق في الأمن الوطني يدعى علي مطير بتهمة إدارة جيوش إلكترونية وصناعة أرقام هواتف وهمية تستخدم لأغراض الابتزاز، فضلًا عن تسريب المعلومات والأخبار المزيفة الى وسائل إعلام ضمن خلية جوحي.4
أما التقرير الصحفي الصادر باللغة الأنجليزية عن شبكة التجسس في مكتب السوداني، فصدر بعد 9 أيام من الكشف عن الشبكة، ولم يكن هو المصدر الأول للخبر، إذ نشر موقع تقريرًا، في 28 آب أغسطس، يفيد بتورط الشبكة بالتنصت على رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، نقلاً عن مصادر أمنية5، قبل أنّ يصدر مجلس القضاء الأعلى بيانًا نفى فيه ما ورد ضمن التقرير.6
وموقع ليس موقعًا أجنبيًا، بل موقع عراقي كردي، ناطق باللغة الأنكليزية، ولم يكن أول من تناول ملف شبكة التجسس7. وفي 31 آب أغسطس 2024، أفاد الموقع في تقرير جديد بصدور أوامر اعتقال بحق السكرتير العسكري لرئيس الوزراء الفريق عبد الكريم السوداني، ومدير مكتب السوداني إحسان العوادي، وأحمد إبراهيم السوداني، مدير مكتب رئيس جهاز الاستخبارات الذي يديره السوداني، لتورطهم في شبكة التجسس التي يديرها جوحي.8
لكن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء أصدر بيان نفي عقب تداول هذا التقرير بشكل واسع، وجاء في البيان: تتابع الحكومة، من منطلق التزامها ومسؤولياتها القانونية، الحملات المضللة التي تستهدف إعاقة عملها في مختلف المجالات، ومنها ما جرى تناوله من معلومات غير دقيقة تستبطن الغمز، وبعضها تضمن الاتهام المباشر للحكومة تجاه قضايا تخضع الآن لنظر القضاء، إذ تنتظر السلطة التنفيذية ما سيصدر عنه بهذا الصدد، مع تأكيد الحكومة المستمر على الالتزام بالقانون واحترام قرارات القضاء.9
وتحوم شبهات حول رئيس الوزراء شخصيًا في قضية شبكة التنصت على المسؤولين، إذ يؤكّد النائب مصطفى سند أنّ محمد جوحي المتهم الأبرز في القضية يعتبر الذراع الأيمن لرئيس الوزراء، في إشارة إلى أن عمل جوحي كان بتوجيه رئيس الوزراء، في ظل تساؤلات مفتوحة عن أسباب تقريب جوحي من قبل السوداني ونقله من رئاسة الجمهورية إلى مكتبه ومنحه صلاحيات واسعة من خلال تنصيبه في 3 مواقع رفيعة.10
قال في لقاء متلفز على قناة سامراء 48:42 د اللي اشتركوا بجريمة ساحة الوثبة 14 واحد كلهم انحكموا اعدام.
الحقائق
التصريح غير دقيق، إذ أن حكم الإعدام صدر بحق 6 أشخاص بعد إدانتهم في قضية ساحة الوثبة عام 2020.
في 20 تشرين الأول أكتوبر 2020، أصدرت المحكمة الجنائية المركزية الهيئة الأولى التابعة لرئاسة محكمة استئناف بغداد الرصافة، حكمًا بالإعدام بحق 6 مدانين بجريمة قتل في ساحة الوثبة وهم كلًا من حسين علي، ومحمد عادل، وعبد الرحمن عبد الزهرة، وهند بشار، وأحمد نوري، ومحمد حامد.1
وفي 15 كانون الأول ديسمبر 2019، بعد وقوع الحادثة، أعلنت وزارة الداخلية إلقاء القبض على خمسة متهمين في الحادثة وفقًا لأوامر قضائية صدرت بحقهم وتم فتح تحقيق لمعرفة بقية الجناة.2
وتعود حادثة ساحة الوثبة إلى كانون الأول ديسمبر 2019، فيما اختلفت الروايات حولها، إذ قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة آنذاك، عبد الكريم خلف، إن المحتجين في بغداد هاجموا فتى يبلغ من العمر 17 عامًا، بعد أن كانوا متجمعين أمام منزله وطلب منهم الابتعاد عن داره، إلا أنهم رفضوا ذلك، فدخل معهم في مشادة كلامية سرعان ما تحولت الى شجار وتراشق بالكلام وتم قتله وعلقت جثته على عمود في الساحة.2
فيما قال بيان صدر باسم المتظاهرين في ساحة التحرير: وفق شهود عيان من المدنيين والقوات الأمنية قام أحد الاشخاص من سكنة منطقة ساحة الوثبة وهو تحت تأثير المخدرات بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين وقتل عدد منهم، دون أي تدخل من القوات الأمنية، ما دفع البعض إلى مهاجمة منزله وحدث ما حدث، أمام رفض تام من قبل المتظاهرين السلميين لجميع الأفعال هذه.3
ووقعت الحادثة بعد أشهر من احتجاجات عارمة انطلقت في تشرين الأول أكتوبر 2019، وامتدت إلى معظم محافظات العراق، احتجاجًا على فساد النظام السياسي وسوء الخدمات، وقابلتها السلطات الأمنية بالعنف ما أدى إلى مقتل وإصابة الآلاف.4