دحض الإدعاء
- يوم 23 يناير الجاري، نشرت دورية نيتشر جيوساينس Nature GeoScience بحثًا لعلماء من جامعة بكين الصينية يتحدث عن تراجع سرعة اللب الداخلي (نواة) للأرض.
- الخبر حظى باهتمام كبير عربيًا، وتم تداوله مع ادعاءات وتحليلات بتقول إن ده يعني "طول اليوم هيقصر، والأرض هتدور في الاتجاه المعاكس"، وربط البعض بين البحث وبين قرب انتهاء الحياة على كوكبنا.
* هنوضح في البوست ده حقيقة الأمر، وهنعرف أكتر عن البحث ونتائجه ومعناه.
# ما هي طبقات الأرض وما هو لب الأرض؟
- تتكون الأرض من 4 طبقات: القشرة الخارجية Crust، وطبقة الوشاح Mantle، واللب الخارجي Outer core، واللب الداخلي (نواة الأرض) Inner core.
- اكتشف العلماء اللب الداخلي عام 1936، وهو عبارة عن كرة صلبة ساخنة للغاية تتكون أغلبها من الحديد، تقع على عمق 5 آلاف كيلومتر تحت سطح الأرض، وتبلغ درجة حرارتها حوالي 5200 درجة مئوية، وحجمها تقريبًا يساوي حجم كوكب بلوتو ( يبلغ نصف قطرها حوالي 1220 كيلومترًا).
- اللب الداخلي محاط باللب الخارجي وهو طبقة حديد سائلة، وينمو اللب الداخلي ملليمتر واحد كل عام عندما تتحول بعض جزيئات الحديد السائلة من اللب الخارجي إلى الحالة الصلبة.
# كيف توصل العلماء إلى تلك المعلومات؟
- لسه العلم الحديث معندوش إمكانيات إننا نقدر نوصل لنواة الأرض في العمق الكبير دا، وتوصل علماء الجيوفيزياء والجيولوجيا إلى جميع المعلومات حول باطن الأرض من تحليل بيانات (موجات الزلازل) التي تضرب الأرض، حيث تختلف الموجات الزلزالية مع تغير الوسط الذي تمر به (غاز - سائل - صلب) والضغط ودرجة الحرارة وتكوين الصخور.
- يدرس العلماء هذه البيانات للوصول إلى معرفة أكبر عن باطن الأرض وما يحدث فيها.
# كيف يدور اللب الداخلي للأرض؟
- على مدار العقود السابقة حصل خلافات كتيرة بين العلماء على سرعة دوران لب الأرض، وما إن كانت سرعته هي نفس سرعة دوران الأرض أو أسرع أو أبطأ.
- في الستينيات، قال علماء إن اللب الداخلي يدور بشكل مختلف قليلاً عن بقية الكوكب، فهو يدور عكس عقارب الساعة، ولكنه أسرع قليلًا من الوشاح بـ1/10 مرة أسرع.
- الكلام ده مكنش محل اتفاق من العلماء، حيث قال آخرين إن اللب الداخلي سرعته ممكن تزيد في فترات معينة لكن مش بيدور بسرعة كبيرة عن الوشاح طول الوقت.
- في علماء آخرين رأوا إن التحليلات دي كلها غلط، وإن الحكاية كلها هو اختلافات بتحصل في انتقال الموجات الزلزالية على سطح اللب.
- في يونيو 2022، قام عالمان من جامعة كاليفورنيا الجنوبية في أمريكا بتحليل بيانات الموجات الزلزالية التي نتجت عن انفجارات التجارب النووية الأمريكية في عامي 1969 و1971، وتوصلا إلى أن اللب الداخلي للأرض كان يدور بسرعة أبطأ من الوشاح في هذه الفترة، وبعد عام 1971 بقى يدور بسرعة أعلى من الوشاح.
# ماذا اكتشف العلماء في البحث المنشور حديثًا؟
- درس "يي يانغ" و"شياودونغ سونغ" الموجات الزلزالية بين عامي 1995 و2021، ووجدا إن سرعة دوران لب الأرض انخفضت بمرور الوقت منذ أن سجل أقصى سرعة له في السبعينيات إلى أن تزامنت مع دوران الأرض تقريبًا عام 2009.
- الباحثان يعتقدان إن سرعة لب الأرض بتمر بدورة تتغير كل 70 سنة، يعني تبدأ سريعة، ثم تقل إلى أن تكون نفس سرعة دوران الأرض، وبعدها تتباطأ أكثر، ثم تعود إلى الارتفاع مجددًا.
- بناء عليه، توقع الباحثان أن التغيير القادم سيحدث بعد 20 سنة تقريبًا، وستزداد سرعة سرعة لب الأرض مجددًا خلال الفترة بين 2040 و2050.
# هل توقف لب الأرض عن الدوران؟
- كل المعلومات والأخبار المنتشرة عن توقف اللب عن الدوران غير صحيحة. ما حدث هو تباطؤ سرعة الدوران في نطاق دورة السرعة الطبيعية (دورة الـ70 سنة) كما يقول البحث.
- أيضًا اتجاه دوران اللب لم يتغير ولا زال يدور عكس عقارب الساعة (عندما ننظر من القطب الشمالي) كما هو.
# لماذا تغير نواة الأرض سرعتها، ولما التغيير كل 70 عامًا؟
- لم يجد العلماء إجابة على هذا السؤال حتى الآن.
- الخلاف بين العلماء كبير حول لب الأرض لإن معلوماتنا عنه قليلة جدًا، والحل الوحيد من وجهة نظر العلماء هو انتظار حدوث زلازل أخرى لرصدها وتحليل موجاتها بحثًا عن إجابات.
# ما الآثار المترتبة على تغيير سرعة دوران نواة الأرض؟
- إلى الآن لا يوجد تأثير واضح ومباشر "معروف أو مثبت علميًا" علينا بسبب تغير سرعة دوران اللب الداخلي للأرض.
- تقول الدراسة أن تغيير سرعة دوران نواة الأرض قد يؤدي إلى تغير في طول اليوم، وأشارت إلى حدوث تغيرات جيوفيزيائية في الكوكب خلال الفترة الأخيرة منها إن اليوم قصر.
- قصر اليوم هنا حاجة هامشية جدًا غير ملاحظة لينا؛ عدة ميليهات من الثانية، مع العلم أن الثانية الواحدة تحتوي على 1000 ميللي ثانية. (في المصادر بوست مطول لـ
#متصدقش عن قصر طول اليوم)
* الخلاصة: نواة الأرض لم تتوقف عن الدوران، بل تباطأت سرعتها. والشمس لن تشرق من مغربها بسبب تراجع سرعة لب الأرض. وطول اليوم لن يتراجع بالساعات.