نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، وخصوصاً على منصة فيسبوك، مقطع فيديو بمزاعم أنَّه يظهر اعتداء بالسكين على إدارة إحدى المدارس في العراق، وأرفق بنص مفاده (دون تصرّف): “اعتداء بالس.كين على ادارة مدرسة من قبل احد اولياء الأمور وإصابة معلم بقطع في شريان رقبته”. وعلى الرغم من أن مصادر الادّعاء لم تشر إلى أنه في العراق، إلا أن نشره من قبل صفحات عراقية جذب تفاعل المستخدمين ظنّاَ منهم أن الواقع في العراق. وحصد الفيديو مئات التفاعلات في منشورات متعددة على منصة فيسبوك.
بعد التحقيق من قبل فريق الفاحص، وبالبحث العكسي عن الفيديو عبر محرك غوغل وباستخدام لقطات منه، تبين أنه ليس في العراق، بل يعود إلى حادثة وقعت الأربعاء الماضي 10 كانون الأول الجاري، في الإسماعيلية بمصر، لشخص اعتدى على الكادر التعليمي في "مدرسة المجاورة الإعدادية" إثر خلاف على تفتيش الطالبات، وأُلقي القبض عليه.
ووفقاً لبيان وزارة الداخلية المصرية، فإن الحادثة وقعت في إدارة "أبو صوير" بمحافظة الإسماعيلية، وتعرّض على إثرها أحد المدرسين إلى جرح قطعي بالوجه، وتم نقله لإحدى المستشفيات لتلقى العلاج.
وأوضحت الداخلية أن المشاجرة التي وقعت بين إدارة المدرسة وسيدة ونجلها، حصلت بسبب اعتراض السيدة على تفتيش الطالبات قبل دخول المدرسة، -من ضمنهن ابنتها- بجهاز كشف المعادن اليدوي، قبل أن يقوم نجلها بالاعتداء على أستاذ بالضرب باستخدام مقص حديدي. وأكدت أنها اتخذت الإجراءات القانونية بحقه.
وهذا ما ينفي قطعياً ارتباط الحادثة بالعراق.وينتشر هذا الادعاء المضلل، في سياق حساس بالنسبة للمجتمع العراقي، حيث تتكرر حوادث العنف داخل المدارس أو بين أولياء الأمور والكوادر التعليمية في السنوات الأخيرة، ما جعل الجمهور أكثر استعداداً لتصديق أي محتوى يبدو متعلقاً بهذه الظاهرة دون تدقيق.
كما أن التوتر المستمر حول قضايا الانضباط المدرسي وإجراءات الأمن والتفتيش يجعل مثل هذه الفيديوهات مادة خصبة للانتشار السريع، خاصة عندما تُقدَّم بصيغة عاطفية تثير الخوف والاستياء من تدهور الأوضاع الأمنية داخل المؤسسات التعليمية.
روابط التحقق: رابط1 –رابط2 – رابط3