غم حداثة عهد الدول العربية بـ"الحملات الإلكترونية"، أخذ هذا النوع من الدعاية في الانتشار في العالم العربي منذ توظيفه في بعض الأزمات الدبلوماسية، وبات من الضرورة بمكان على الصحفيين ومدققي المعلومات أن يتعرفوا على مؤشرات الأنشطة الإلكترونية غير الأصيلة، وأدوات كشفها.
ماذا نعني باللجان الوهمية؟
تنطلق اللجان الإلكترونية من حسابات، معظمها وهمية، تقف جهة ما وراء برمجتها؛ لتعمل على التفاعل على الوسوم، والحشد لصالح طرف ما أو ضد جهة ما. وتستخدم هذه الحسابات في سياق النزاعات السياسة وغيرها من النزاعات؛ للتأثير في الرأي العام، والتشويش والتظاهر بوجود موقف ما مختلف عن المواقف السائدة، أو تضخيم موقف على حساب موقف آخر، ويتخلل هذه الدعاية -في بعض الأحيان- نشر معلومات مضللة.
تتخذ اللجان الالكترونية سواء كانت عن طريق حسابات مبرمجة، أو مجموعات تتبع فردا أو دولة أو فصيلا ما، مسميات متعددة؛ مثل: الذباب الالكتروني، والجيوش الالكترونية، أو الـ "بوتات الالكترونية" من لفظ Bot؛ وهو الحساب المبرمج لأداء مهمة معينة بناءً على أوامر من صانعه، وغيرها من المسميات التي تنم عن وجود نشاط غير أصيل وغير تلقائي؛ بل منسق ومنظم؛ للتلاعب بالرأي العام.
ومع الوقت، طورت الحسابات الآلية من إمكاناتها، بالاعتماد على تقنيات توليد الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي، مع اتباعها أساليب مراوغة؛ لإخفاء طابعها الآلي، وذلك بنشر محتوى متنوع؛ مثل: المحتوى الترفيهي والديني والثقافي، وعدم الاقتصار على المحتوى السياسي المباشر.
ومع تطور تقنيات إطلاق هذه الحملات، تتعقد أساليب كشفها. ومع ذلك، يمكن للصحفيين أن يتبعوا بعض الخطوات، وأن يوظفوا بعض الأدوات، للكشف عن الحملات الإلكترونية الوهمية، ومعرفة من يقف وراءها.
سمات الحسابات الوهمية التقليدية
تتمثل أولى خطوات الكشف عن حملة إلكترونية منسقة، في متابعة الوسوم التي تقفز أعداد التفاعل عليها صعودًا، في وقت قصير. هنا، يداخل الشك الصحفيين ومدققي المعلومات في طبيعة هذا التفاعل، لينتقلوا إلى الخطوة التالية؛ وهي فحص الحسابات التي تنشط على هذا الوسم، ويتعمق هذا الشك، إذا اتسمت الحسابات المشاركة، بما يلي:
أدوات كشف الحسابات الوهمية
وفي سبيل الكشف عن هذه الحملات، وما قد تنشره من معلومات مضللة، يستخدم الصحفيون ومدققو المعلومات مجموعة من الأدوات، تنقسم حسب الوظيفة التي تؤديها، إلى ما يلي:
أدوات قياس التأثير والرواج على منصات التواصل الاجتماعي:
Twitonomy: يمكن استخدام هذه الأداة لعرض إحصائيات عن نشاط مستخدم معين، وتغريداته -خاصة الأكثر رواجًا- والتفاعل معه، والقوائم المشترك بها، كما تقوم بتحديد الوسوم الأكثر انتشارًا.
Meltwater: هي أداة مدفوعة، مخصصة لتحليل حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة منصة إكس، وتستخدم في الكشف عن الحملات المضللة، لما تتيحه من إمكانات؛ تتمثل في:
أدوات كشف شبكة الحسابات:
تسهم هذه الأداة في كشف العلاقات بين الحسابات، والتعرف على المتابعين المشتركين للحسابات؛ للكشف عن العلاقات بين الحسابات الوهمية، واللجان المركزية.
أداة مساعدة لكشف التضليل على وسائل التواصل الاجتماعي، باستخدام العنصرين؛ الذكاء الاصطناعي والرقابة البشرية. ويمكن البحث على الأداة بكلمات مفتاحية أو وسوم معينة، تقود إلى الحسابات التي تنشر على هذه الوسوم، والتحقق من المعلومات المنشورة.
تستخدم هذه الأداة للكشف عن الهوية الالكترونية للأشخاص، وذلك بالبحث عن حساباتهم على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. يساعد ذلك في اختبار إذا ما كان الشخص حقيقيا أو وهميا، ورصد الأنشطة الإلكترونية على منصات.
تتيح الأداة إمكانية البحث باسم شخص معين، لتظهر الحسابات والمواقع التي ذكر فيها اسم هذا الشخص. وتتميز هذه الأداة بإظهار معدل النشاط والتفاعل على الانترنت؛ ما يسهم في كشف الحسابات المزيفة.
أدوات كشف النصوص المولدة بالذكاء الاصطناعي:
أدوات الكشف عن الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي:
ولا تعطي الأدوات المتاحة نتائج حاسمة بشأن الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي؛ وبالتالي، فلا غنى عن فحص الصور يدويًا، للكشف عما بها من أخطاء محتملة؛ مثل: فحص معالم الوجه وخلفيات الصور.
ينشر هذا المقال بالتعاون مع شبكة الصحفيين الدولين Ijnet