يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22 بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصات التحقق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصات التحقق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

ما بين شراء وزير الترفيه السعودي، تركي آل الشيخ، منصة نتفليكس لوقف عرض فيلم "حياة الماعز" المثير للجدل، مروراً بقصف كتائب القسام تل أبيب، وصولاً إلى اغتيال الباحثة المصرية ريم حامد، تعدّدت المعلومات المضللة التي فنّدها مدققو معلومات عرب بين 21 و28 آب/ أغسطس 2024.

1- هل انضم باسم يوسف لبرنامج تعود حقوق ملكيته إلى بريطاني داعم لإسرائيل؟

انتقدت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" انضمام مقدم البرامج المصري باسم يوسف إلى النسخة العربية من برنامج "ARABS GOT TALENT" المذاع عبر مجموعة قنوات MBC السعودية، قائلةً إن مالك الحقوق الفكرية لبرنامج "GOT TALENT" هو المذيع والمنتج البريطاني سايمون كويل المعروف بدعمه لإسرائيل وتبرعاته للجيش الإسرائيلي في عام 2013.
توصّلت منصة "صحيح مصر" إلى أن انضمام يوسف إلى البرنامج عضواً بلجنة التحكيم صحيح، مشيرةً إلى أن كويل بالفعل هو مالك الحقوق الفكرية للبرنامج، وسبق أن أسهم في حفل خيري لصالح الجيش الإسرائيلي في الولايات المتحدة حيث تبرّع بنحو 150 ألف دولار لصالح جمعيات حقوقية غير رسمية تعمل لجمع التبرعات لصالح المدنيين الذين يلتحقون بالجيش الإسرائيلي، وفق تقرير نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وحتى عام 2021، كان سايمون كويل يشارك في النسخة الإسرائيلية من برنامج اكتشاف المواهب "The X Factor" الإسرائيلي، قبل أن ينسحب من البرنامج. ورجحت "تايمز أوف إسرائيل" أن انسحابه يرجع إلى العدوان الإسرائيلي على غزة آنذاك.

أما بالنسبة لموقف كويل من حرب الإبادة الراهنة على غزة، فلم يصدر عنه أي تصريح رسمي عبر حساباته أو من خلال ظهوره في البرامج، سواء بإدانة إسرائيل أو الانحياز إليها.

ويتزامن انتشار هذه الانتقادات مع إغلاق باسم يوسف حسابه على موقع إكس، الذي كان ينتقد عبره وخلال لقاءات تلفزيونية الحرب على غزة، ويدعو إلى حقوق الفلسطينيين. علماً أنه استمر في استخدام حسابيه على فيسبوك وتيك توك.

2- هل قصفت القسّام تل أبيب بصاروخ M90؟

تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، ادّعى ناشروه أنه يُظهر استهداف كتائب القسام لتل أبيب بصاروخ من طراز (M90)، وسقوطه في منطقة مأهولة بالسكان جنوبي تل أبيب من دون أن يتم اعتراضه.

تحقّق فريق مشترك من منصات مسبار وتحقق وصواب من الادّعاء المتداول، وتبيّن من أنه مضلّل، إذ نشر الفيديو لأول مرة في كانون الأول/ ديسمبر 2023، مرفقاً بتعليقات على غرار: "شاهد تل أبيب تحترق، والقدس ستتحرر، طوفان الأقصى". ويظهر الفيديو وضع الصواريخ على منصات الإطلاق ضمن استعدادات كتائب القسام لاستهداف تل أبيب.

يأتي تداول الادعاء، بعد إعلان كتائب القسام، يوم 25 آب/ أغسطس 2024، عن استهداف تل أبيب بصاروخ من طراز (مقادمة M90)، مؤكدة أن الصاروخ أصاب هدفه.

3- هل اشترى تركي آل الشيخ منصة نتفليكس لحذف "حياة الماعز"؟

ادّعت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أن وزير الترفيه السعودي، تركي آل الشيخ، "اشترى رسمياً منصة نتفلكس"، تمهيداً لحذف فيلم "حياة الماعز" المثير للجدل والذي أثار غضب شريحة واسعة من السعوديين.

تحقّقت منصة "صحيح العراق" من الادعاءات، وتوصّلت إلى أنها مضللة إذ لم تصدر الهيئة العامة للترفيه السعودية أي تعليق حول الفيلم الهندي، كما لم تعلن منصة "Netflix" عن انتقال ملكيتها لأي شخصية سعودية. كذلك، لم يقد البحث في الحسابات التابعة لآل الشيخ أو في المواقع التابعة لهيئة الترفيه إلى أي إعلان رسمي بشأن شراء المنصة أو التحرك لحذف الفيلم.

جاء تداول هذه المعلومات بعد أن نشر الصحافي المصري أسامة جاويش مقطع فيديو تحدث فيه عن "5 قرارات صدرت من السلطات السعودية" بخصوص الفيلم، من بينها "شراء منصة نتفليكس وحجب الفيلم، وطرد العمالة الأجنبية من السعودية، وإعادة نظام الكفيل". وقد أوضح جاويش في الفيديو أن هذه القرارات ليست حقيقية، بل تخيلية، ومن وحي تعليقات السعوديين المستائين من الفيلم.

وأثار فيلم "حياة الماعز" جدلاً واسعاً بسبب قصته التي تدور حول رجل هندي يدعى "نجيب"، يسافر إلى السعودية بحثاً عن عمل، إلا أنه يتعرض للنصب والإساءة بسبب نظام الكفالة في السعودية.

4- هل اغتيلت الباحثة المصرية ريم حامد لدفن أبحاثها عن اختلاط الجينات؟

أثار نبأ وفاة الباحثة المصرية ريم حامد في فرنسا الكثير من الجدل الذي رافقته ادعاءات واسعة بينها أن "ريم حامد اشتغلت على علم الجينوم البشري الذي يثبت أن الجينات المصرية غير مختلطة بالجينات اليهودية اللي عاوزين يثبتوا إنهم هما أهل مصر، وإحنا ملناش أصول فيها عشان كده اغتالوها ده الخلاصة والحقيقة".
تحقَقت منصة "متصدقش" من الادعاء المتداول، وتوصّلت إلى أن الباحثة المصرية الراحلة لم تنشر أية أبحاث علمية عن تسلسل الجينوم المصري أو اليهودي أو باختلاط الأعراق.
وبالعودة إلى حساب حامد على لينكد إن، وجدت المنصة المصرية أن بحثها يركز على "الشيخوخة الخلوية واستقرار الجينوم" و"علم الوراثة فوق الجينية"، وهي أبحاث تدرس كيفية تحكم الخلايا في نشاط الجينات دون إحداث أي تغيير في تسلسل الحمض النووي.

وطبقاً للموقع الرسمي لـ"معهد البيولوجيا التكاملية للخلية"، عملت الباحثة الراحلة ضمن مجموعة بحثية على أبحاث "الشيخوخة الخلوية (Cellular senescence)" وعلاقتها بالأورام السرطانية، وليس لها أية أبحاث منشورة عن الجينوم.

كما أوضح شقيق الباحثة الراحلة، نادر حامد، ومحاميها، أن التحقيقات حول ملابسات وفاتها لا تزال جارية، ولم يتبين بعد ما إذا كانت هناك شبهة جنائية أم لا، مع تأكيد أن السلطات الفرنسية لا تتعامل بتراخٍ أو عنصرية مع الحادثة.

وانتشرت العديد من الادعاءات حول وفاة حامد، مستندة إلى بعض المنشورات التي كتبتها الراحلة عبر حسابها على فيسبوك في الأشهر الأخيرة، والتي عبرت فيها عن معانتها العنصرية والاضطهاد والملاحقة من قبل أشخاص مجهولين. 

5- هل يُحذف تطبيق تلغرام بعد اعتقال مؤسِّسه في باريس؟

تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن "حذف تطبيق تلغرام بشكل نهائي بعد اعتقال مؤسِّسه في مطار باريس"، ودعا بعضها المستخدمين إلى اتخاذ احتياطات بشأن المحتوى الخاص بهم على التطبيق.

فنّدت منصة "صحيح العراق" صحة الزعم المنتشر، وتوصلت إلى عدم صدور أي قرار بإغلاق التطبيق سواء من السلطات الفرنسية أو شركة تلغرام، بعد التوقيف المؤقت لمديرها التنفيذي، الروسي بافيل دوروف. وأكدت الشركة استمرار خدماتها، وفقاً للقوانين المعمول بها في الاتحاد الأوروبي.

ولم تعلن أي سلطات أوروبية، بما فيها فرنسا، عن نيتها حظر أو إزالة تطبيق تلغرام. علاوة على ذلك، تعتمد أوكرانيا، التي تتلقى الدعم من فرنسا في حربها ضد روسيا، بشكل كبير على تلغرام منذ بداية الحرب.

وأوقفت السلطات الفرنسية دوروف عندما كان على متن طائرته الخاصة القادمة من أذربيجان، على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم إلكترونية تتعلق بتطبيق تلغرام. ونفى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، الأخبار المتداولة حول توقيف دوروف لأسباب سياسية، مؤكداً أن الأمر يتعلق بحرية التعبير والتواصل وسيادة القانون.