مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
أثارت حادثة حرق العراقي سلوان موميكا لنسخة من القرآن في السويد، جدلًا واسعًا وغضبًا في المنطقة العربية والعراق خصوصًا. كما رافقتها العديد من الأخبار الكاذبة والتصريحات المضللة. آخرها تصريح لنوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق والرئيس الحالي لائتلاف دولة القانون والأمين العام لحزب الدعوة، خلال أحد المهرجانات، يوم أمس 5 تموز يوليو 2023، قال فيه: يخرج مسؤول دولة يقول نحن ليست المرة الأولى التي نحرق فيها القرآن وسنستمر بحرقه، وهو رئيس دولة فما حقيقة ذلك؟ تصريح نوري المالكي مضلل، إذ لم يصرح أي رئيس دولة بأن بلاده ستستمر بحرق القرآن، سواء كان في السويد أو في أي بلد آخر. شهد القرن 21 حوادث متعددة لحرق نسخ من القرآن، في دول عديدة، بينها الولايات المتحدة ودول أوروبية، وبالمراجعة والتحقق من تصريحات رؤساء تلك الدول، يتضح عدم وجود أي تصريح لرئيس دولة يؤيد فيه حرق القرآن أو يقول إن بلاده ستستمر بحرقه. ومن أبرز الدول التي شهدت حوادث حرق وتمزيق لنسخ من القرآن، خلال القرن 21: الدنمارك، النرويج، السويد، ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة. ولم يُدل في أي دولة من هذه الدول، أي رئيس أو مسؤول حكومي بتأييده لحرق القرآن 1. آخر حادثة لحرق القرآن الحادثة الأخيرة التي شهدتها السويد، لم تكن الأولى التي تسمح فيها السلطات السويدية بتنظيم موقف لحرق المصحف أو تمزيقه، فخلال السنوات الأخيرة شهدت السويد 3 حوادث على الأقل لحرق القرآن 2. هل صرح رئيس الوزراء السويدي بتأييده حرق القرآن؟ قبل تصريح نوري المالكي، تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه رئيس وزراء السويد أولف كريستيرسون، مع ترجمة صوتية على أنها لحديث له، جاءت محملة بإهانات للعرب، وإبداء تأييد لحرق القرآن والإساءة للرموز الدينية الإسلامية 3. لم يتسنّ لنا التأكد مما إذا استند رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، في تصريحه إلى هذا الفيديو أم لا، لكن ما تأكدنا منه أن هذا الفيديو مفبرك، ويبدو أن من فبركه قصد السخرية، لأن الترجمة الصوتية تحمل عبارات سبّ موجهة لرئيس الوزراء السويدي. يعود الفيديو الأصلي لمؤتمر مشترك بين رئيس الوزراء السويدي ونظيره الروماني، في آذار مارس 2023 4، أي قبل حادثة حرق القرآن، كما أنّه بالتدقيق في حديث رئيس الوزراء السويدي خلال ذلك المؤتمر، نجد أنه لم يتطرق إلى الحديث عن القرآن، أو أي شيء يخص أي دين، وكان الحديث يتعلق بأمور خاصة بالهجرة والأمن في الاتحاد الأوروبي، وبدعم أوكرانيا 5. ما هو الموقف الرسمي الحقيقي لرئيس وزراء السويد؟ بعد الاحتجاجات الواسعة في العديد من البلدان على حادثة حرق المصحف الأخيرة، خرج رئيس الوزراء السويدي في مؤتمر صحفي، قال فيه: يصعب تحديد ما ستكون عليه العواقب. أعتقد أن على الكثير من الأشخاص التفكر في الأمر . أعتقد أن كون بعض الأمور قانونية لا يعني بالضرورة أنها مناسبة، مشيرًا إلى عدم وجود سبب يدفع لإهانة أشخاص آخرين 6. وبعد حادثة تمزيق وحرق المصحف أمام السفارة التركية في السويد، في كانون الثاني يناير 2023، نشر حساب حكومي ناطق باسم رئيس الوزراء السويدي، على تويتر، تغريدة وصف فيها حرق الكتب المقدسة بـالعمل غير المحترم للغاية. وجاء في التغريدة: حرية التعبيرة جزء أساسي في الديمقراطية. لكن ما هو قانوني ليس بالضرورة مناسبًا. إن حرق الكتب المقدسة للكثيرين هو عمل غير محترم للغاية، أود أن أعبر عن تعاطفي مع جميع المسلمين الذين ساءهم ما حدث في ستوكهولم اليوم.7
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو مع ادعاء بأنّه يُظهر أول أذان علني يُرفع في السويد. الحقيقة: الفيديو مضلل، لأنه من بريطانيا وليس السويد، كما أنّه قديم نُشر قبل نحو سنتين. يعود الفيديو إلى شهر أيار مايو عام 2021، حيث تم رفع أذان المغرب من على برج لندن الشهير، قبل تناول وجبة إفطار يوم 25 من شهر رمضان، وذلك من قبل المؤذن قاضي شفيق الرحمن، وتم تنظيمه من قبل منتدى الأديان تاورهاميلتس، وبمشاركة الجالية الإسلامية في المملكة المتحدة البريطانية.1 كما أنه سبق وأن رُفع الأذان في ستوكهولم العاصمة السويدية عام 2013، بعد موافقة الشرطة.2 يتزامن نشر مقطع الفيديو مع الضجة التي أثيرت حول إقدام مواطن من أصول عراقية، في السويد، على حرق مصحف أمام أنظار الناس، كما أثار موجة من الاستياء في داخل العراق وخارجه.3
نشر حساب على تويتر باسم مهازل التاريخ، تغريدة علق فيها على اقتحام سفارة السويد ببغداد، مرفقًا صورةً تُظهر مصاحف محترقة، زاعمًا أنها لنسخٍ من القرآن حرقها أنصار التيار الصدري في العراق. الحقيقة: الصورة مضللة، لأنها ليست من العراق، بل تعود إلى اليمن، لمصاحف في مسجد قالت وسائل إعلام يمنية إن عناصر من جماعة الحوثي أحرقته في مدينة ذمار في تشرين الأول أكتوبر 2018. ونشرت وسائل إعلام يمنية، في تشرين الأول أكتوبر 2018 فيديو وصور لمسجد أُحرق في مدينة ذمار جنوب العاصمة صنعاء. ويمكن استيضاح أن اللهجة التي يتحدث بها من في الفيديو، يمنية 1. نشر الصورة المضللة، يأتي على خلفية خروج مظاهرات في العاصمة العراقية بغداد يوم الخميس الماضي، تنديدًا بواقعة حرق المصحف في السويد، وشهدت المظاهرات اقتحامًا للسفارة السويدية في بغداد، وكان من بين المتظاهرين من رفع صورًا لمقتدى الصدر 2.
قال محمد الحمد عضو أمناء هيئة الإعلام والاتصالات، في تصريح خلال برنامج جملة مفيدة الذي يعرض على قناة النجباء: السعودية دفعت قبل كم سنة مليار و600 مليون ريال كفارة عن كل الشعب السعودي نتيجة رؤية بالخطأ وصاموا 28 يوميًا. الحقيقة: التصريح غير دقيق، إذ سبق أن نُفيت واقعة دفع السعودية مبالغ مالية كـكفارة عن رؤية الهلال عن طريق الخطأ. وأكدت السعودية أن تلك الشائعة يتم تداولها سنويًا، رغم عدم صحتها. في 5 حزيران يونيو 2019، أكدت هيئة مكافحة الإشاعات السعودية أنّ الخبر المتداول حول دفع السعودية كفارة عن الشعب السعودي مليار وستة ملايين ريال بسبب عدم رصد هلال شوال ورصد كوكب زحل”، هو شائعة يتم تداولها سنويًا منذ عام 2011 وسبق أن نفتها الجمعية الفلكية في ذلك العام. وأرفقت نسخة من نفي الهيئة عام 2011 لذات الشائعة وذات الرقم المذكور وهو مليار و6 ملايين ريال.1 من خلال البحث، يتضح أن الخبر سبق وأن تم تداوله أيضًا خلال عام 2015 فضلًا عن عام 2019 2، وأسندت المواقع الخبر إلى عضو مجمع الفقه الإسلامي بالسعودية محمد النجيمي، وادعت أنّه قال إن السعودية دفعت مليار و6 ملايين ريال سعودي كفارة عن إعلان عيد الفطر عام 2019، وأن ما تم رؤيته هو كوكب زحل وليس هلال شوال 3. إلا أنه بالبحث يتضح عدم صحة الصورة المتداولة مع الخبر وأن محمد النجيمي لم يصرح بذلك.4
قال هاشم الكندي المحلل السياسي المقرب من الإطار التنسيقي، خلال لقاء متلفز على قناة زاگروس: أعلن بايدن قبل أيام أنه يدعم المثليين في العراق، وخصص لهم 14 مليون دولار، ويريد أن يدخل المثلية التي هي الشواذ والانحراف في المناهج المدرسية العراقية. الحقيقة: التصريح غير دقيق، لأن بايدن لم يعلن دعم المثلية الجنسية في العراق، وإنما أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية وثيقة بتاريخ 15 أيار مايو الماضي، حول تخصيص 10 ملايين دولار لتوفر المساعدة المالية للطلبة الذين يمثلون المجتمعات العرقية والجغرافية والدينية المتنوعة في العراق. بمراجعة نشاط الرئيس الأمريكي جو بايدن، فإنه لم يعلن عن دعم المثلية الجنسية في العراق، وإنما كان خطابه موجهًا نحو إقرار قانون المساواة في الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على التمييز ضد المثليين والعابرين جنسيًا وغيرهم ممن لديهم تنوع جنسي.1 كما نشرت وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 15 أيار مايو الماضي، منحة مالية مقدمة إلى جامعات عراقية بحوالي 10 مليون دولار، بشرط أن تقترب المؤسسات التعليمية من الطراز الأمريكي، حيث من المتوقع أن توفر المساعدة المالية للطلاب الذين يمثلون المجتمعات العرقية والجغرافية والدينية المتنوعة في العراق، إضافة إلى أن المقترحات تسعى لدعم التخصصات والمهارات ذات الصلة بالتكيف مع تأثيرات تغير المناخ والتخفيف من آثارها.2 يُذكر أنّ العاصمة بغداد شهدت قبل أيام احتجاجات قرب السفارة السويدية بعد حادثة حرق القرآن، حيث أقدم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى إصدار توجيهات منها حرق راية المثلية 3.
نشرت مجلة الريماس على صفحاتها في فيسبوك وانستغرام مقطع فيديو قالت عنه إن الصين تبتكر قبوراً زجاجية لرؤية الموتى!. الحقيقة: الفيديو مضلل، إذ سبق وأن تم تداوله خلال السنوات الماضية تحت نفس الادعاء، لكنها عبارة عن حفر تضم بقايا بشرية في موقع يين شو الأثري الصيني، ويضم الموقع منازل ومقابر وأدوات من عصر سلالة شانغ القديمة، كما يضم هذه الحفر التي تجمع بقايا بشرية من تلك الحقبة. من خلال البحث، يتضح أن الفيديو المتداول هو لموقع العاصمة الأخيرة لسلالة شانغ الصينية القديمة التي حكمت قبل 3300 عام، ويندرج على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، حيث كتبت المنظمة الدولية عبر موقعها الرسمي عن الموقع ما نصه: تعد القصور وأضرحة الأجداد والمقابر الملكية في يين شو، أمثلة بارزة على الهندسة المعمارية الصينية المبكرة. لديهم أهمية كبيرة في إنشاء النماذج الأولية المبكرة لعمارة القصر الصيني ومجمعات المقابر الملكية. ويقع المكان بحسب اليونسكو على مسافة قريبة من أنيانغ على بعد 500 كيلومتر جنوب بيجينغ، وهو أحدث مدينة شانغ القديمة 13001046 م. م. شهادة على ذلك، وهي حقبة من العصر الذي كانت تفخر به الصين 1. وفي منصة يوتيوب، نشرت قناة الأفلام الوثائقية الصينية، فلماً عن الموقع الأثري، قالت فيه، إنه يضمّ عظامًا حيوانيّة منقوشة، وبعضها الآخر، الموجودة في منطقة المقابر الملكيّة في المتحف ذاته، تحتوي على بقايا بشريّة ضُحّي بها باعتبارها مجموعة لأسلاف الحاكم شانغ، بالإضافة إلى أوانٍ برونزيّة مزخرفة، ومنحوتات صنعت من العظام والخزف والحجارة 2. كما نشر قسم تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس تقريراً عن الادعاء المتداول، وأكدت الوكالة في تقريرها، أن الصور والفيديوهات المتداولة ليست لمقابر في الصين مصنوعة من الزجاج لرؤية الميت من خلالها بل لحفر تضم رفات أشخاص في موقع أثري صينيّ. وقالت الوكالة إن الموقع يضم منازل ومقابر وحرفيات من ذاك العصر. كما يضمّ هذه الحفر التي تجمع بقايا بشريّة يعتقد أنها أضاح في تلك الحقبة 3. هذا وسبق لعدد من الوكالات والقنوات أن نفت صحة الأدعاء المتداول، إلا أن العديد من الصفحات تعيد نشر الادعاء بين فترة وأخرى 4.