مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

لا علاقة للمهاجرين واللاجئين بأزمة السكر في مصر.. تصريحات خاطئة من عزة مصطفى ورئيس "الدلتا للسكر"

لا علاقة للمهاجرين واللاجئين بأزمة السكر في مصر.. تصريحات خاطئة من عزة مصطفى ورئيس "الدلتا للسكر"
تتضمن (زائف- مفبرك- بوست غير صحيح- خبر غير صحيح- تصريح غير دقيق- تصريح كاذب- صورة مزيفة- مضلل- فيديو مضلل- بوست مضلل- خبر مضلل- عنوان مضلل)
Matsda2sh

الكاتب

Matsda2sh

📌 خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "صالة التحرير" المذاع عبر قناة "صدى البلد"، ربط أحمد أبو اليزيد، رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للسكر الحكومية، بين أزمة ارتفاع أسعار السكر واستضافة مصر مهاجرين ولاجئين من دول محيطة. ❌❌

◼️ عزة مصطفى، مقدمة البرنامج، سألت رئيس الدلتا للسكر: "يعني أزمة السكر حصلت نتيجة إنه عندنا بقى مستضيفين في مصر ناس كتير آخرهم السودانيين.. فإحنا كمصريين بندفع فاتورة إن هم قاعدين عندنا واستهلاكهم؟"، فرد أبو اليزيد قائلًا: "طبعًا.. تمام.. ده دور اجتماعي عالمي مصر قامت بيه مع الدول الأشقاء". ❌❌


دحض الإدعاء

التصحيح: ⬇️⬇️

◼️ ارتفاع أسعار السكر في مصر، الذي وصل سعر الكيلو منه في بعض المناطق إلى 60 جنيهًا، يعود إلى أسباب عديدة بعضها محلي وبعضها عالمي، وليس من بينها استضافة مصر لمهاجرين ولاجئين جدد. ✅✅

❓❓ ما عدد السودانيين في مصر بسبب الحرب

◼️ استقبلت مصر منذ بداية الحرب في السودان في أبريل 2023 وحتى الآن، نحو 343 ألف مهاجرًا ولاجئًا من #السودان، بحسب أحدث بيانات لمنظمة الهجرة الدولية تُغطي حتى 10 ديسمبر 2023.

❓❓ هل يؤثر ذلك على استهلاك المصريين من السكر

◼️ بحِسبة أجراها فريق #متصدقش، لا يبدو أن هذا العدد تسبب في ارتفاع أسعار السكر بالصورة التي شاهدناها. يبلغ معدل الاستهلاك العالمي للسكر سنويًا 21.7 كيلو للفرد، بحسب بيانات منظمتي الفاو و"التعاون الاقتصادي والتنمية"، أي أن متوسط استهلاك هؤلاء المهاجرين واللاجئين الذين قدموا مصر بعد الحرب يبلغ نحو 7500 طن.

◼️ يبلغ استهلاك المصريين سنويًا من السكر 3.2 مليون طن بحسب تصريحات سابقة لوزير التموين علي مصيلحي، فيما تُقدره وزارة الزراعة الأمريكية بـ 3 مليون و680 ألف طن. أي تتراوح النسبة المفترض أن يستهلكها هؤلاء الوافدون خلال سنة كاملة من إجمالي استهلاك المصريين بين 0.23% و0.2%.

◼️ وبحسب أحدث إحصاء متوفر عن منظمة الهجرة الدولية في أغسطس 2022، بلغ عدد المهاجرين السودانيين قبل الحرب الأهلية الأخيرة، 4 مليون سوداني في مصر، ولم يؤدِ هذا العدد إلى ارتفاع أسعار السكر بالشكل الذي شاهدناه في الأشهر الأخيرة.

❓❓ لماذا ترتفع أسعار السكر

⭕ أسباب محلية

◼️ يبلغ حجم إنتاج مصر من السكر 2.8 مليون طن سنويًا، بحسب وزير التموين، أي أن الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك نحو 400 ألف طن بحسب البيانات الحكومية. فيما تُقدر "الزراعة الأمريكية" إنتاج مصر بـ 2.7 مليون طن، أي أن الفجوة هنا تصل لـ 980 ألف طن. وتعالج مصر هذه الفجوة عن طريق الاستيراد.

◼️ ويمكن تلخيص أسباب الأزمة الأخيرة، والارتفاع غير المسبوق للسكر في السوق المحلي في 3 نقاط هي:

1- تراجع الإنتاج والمساحة المنزرعة

◼️ تعرضت محاصيل القصب والبنجر لإخفاقات عدة خلال الموسم الأخير بسبب ارتفاع درجات الحرارة والأمراض، ما تسبب في تراجع قدرة المحصولين على إنتاج السكر بنحو 20%، منها 10% فقط في محصول البنجر الذي أصيب بمرض ريزومانيا، هو أحد الأمراض التي تصيب التربة ويسبب خسائر قد تصل إلى 100% من الحقول الموبوءة، حسبما نقل موقع مدى مصر عن مصادر بوزارة الزراعة.

◼️ كما تراجعت إنتاجية قصب السكر بعد انخفاض المساحات المنزرعة هذا الموسم إلى أقل من 315 ألف فدان مقابل نحو 336 ألف فدان في الموسم السابق له.

2 - استمرار التصدير رغم "حظر الحكومة"

◼️ أصدرت الحكومة في مارس 2023 قرارًا بحظر تصدير السكر بأنواعه، لكنها استثنت الكميات الفائضة وبعد موافقة وزيري التموين والصناعة.

◼️ فتح هذا الاستثناء بابًا خلفيًا للتصدير، لترتفع صادرات السكر في الوقت الذي يحتاجه فيه السوق المحلي بدلًا من الانخفاض. ارتفعت قيمة صادرات السكر خلال أول 9 أشهر من 2023 بنحو 57.6% لتصعد إلى 394 مليون دولار، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

◼️ وتسعى الشركات الحكومية والخاصة المنتجة للسكر إلى الاستفادة من الأسعار العالمية المرتفعة للسكر عبر زيادة التصدير.

3- تحكم القطاع الخاص في السوق

◼️ يمثل القطاع الخاص 40% من سوق السكر، مقابل 60% للحكومة، إلا أن شركات القطاع الخاص تتمكن من السيطرة على سوق السكر المصرية نتيجة امتلاكها قدرات إنتاجية ضخمة، حيث تستحوذ على مساحات شاسعة من الأراضي عبر شرائها أو استئجارها من الحكومة بأسعار منخفضة.

⭕ أسباب عالمية

- أزمة المناخ

◼️ خلال أكتوبر ونوفمبر 2023، بلغت أسعار السكر العالمية أعلى قيم تداول لها منذ 12 عامًا، حيث ارتفعت إلى ما يزيد عن 28 سنتًا للرطل الواحد (453 جرام)، وفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي.

◼️ وبشكل عام، تشهد أسعار السكر ارتفاعًا مستمرًا منذ العام 2011، بسبب انخفاض الإمدادات العالمية بعد أن أضر الطقس الجاف غير المعتاد محاصيل قصب السكر في دول منتجة مهمة مثل الهند وتايلاند، ثاني وثالث أكبر المصدرين في العالم بعد البرازيل.

◼️ ويرجع ذلك جزئيًا إلى ظاهرة "النينيو" وهي ظاهرة طبيعية حيث ترتفع فيها درجة حرارة سطح المحيط الهادئ، وتغير أنماط الطقس العالمية ويمكن أن تسبب ظروفًا مناخية قاسية تتراوح من الجفاف إلى الفيضانات.

◼️ وتتوقع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة انخفاضًا بنسبة 2٪ في إنتاج السكر العالمي في موسم 2023-2024، مقارنة بالعام السابق، مما يعني خسارة حوالي 3.5 مليون طن متري بحسب فابيو بالميري، الباحث في سوق السلع العالمية لدى منظمة الأغذية والزراعة.

◼️ من العوامل الأخرى التي دفعت الأسعار إلى الارتفاع قرار أوبك المفاجئ الأخير بخفض إنتاج النفط، وقد شجع ذلك على استخدام قصب السكر لإنتاج الإيثانول (الوقود الحيوي)، وهو أحد مصادر الطاقة المتجددة.