مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

انضمام مصر إلى مجموعة "بريكس". بعيدًا عن التهوين والتهويل: ما هي معايير الاختيار؟ وما العائد من ذلك

انضمام مصر إلى مجموعة "بريكس".
بعيدًا عن التهوين والتهويل: ما هي
معايير الاختيار؟ وما العائد من ذلك
(تحقيق- الحقيقة فين- اعرف- سين وجيم- تقارير- علشان محدش يضحك عليك- مدونة- والمواد المتشابهة في المنصات الشريكة)
Saheeh Masr

الكاتب

Saheeh Masr

الإدعاء

🔴 وافقت مجموعة "بريكس" الاقتصادية، خلال اجتماعها السنوي الخامس عشر، في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، على انضمام "مصر" ضمن 6 دول أخرى لذلك التجمع الاقتصادي، وهي دول إثيوبيا والأرجنتين وإيران والإمارات والسعودية.

دحض الإدعاء

📌 تأتي تلك الخطوة بعد انضمام مصر إلى بنك "التنمية الجديد" التابع لتجمع دول "بريكس" في شهر مارس الماضي، بحسب القرار الجمهوري رقم 628 لسنة 2022، ووصفها "عضوًا مقترضًا"، إذ يُسهل بنك بريكس الاقتراض للدول المنضمة الأعضاء دون اشتراط إعادة الهيكلة بفوائد ميسرة (1) ◾ لكن لا تزال هناك أسئلة عالقة حول استفادة مصر من الانضمام لتجمع بريكس، ومعايير اختيار مصر إلى ذلك التجمع الاقتصادي؟ ويحاول صحيح مصر، الإجابة على تلك الأسئلة عبر التواصل مع عدد من المتخصصين وأساتذة الاقتصاد. 📌 تتكون مجموعة "بريكس" بالأساس من دول الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، وتشكلت بعد مفاوضات امتدت من عام 2006 وحتى 2009، تحت اسم "بريك "، قبل انضمام جنوب إفريقيا عام 2010 ليصبح اسمها "بريكس". (2) 📌 يشكل مجموع الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء في البريكس نحو 25.9 تريليون دولار في 2022 بنسبة 25.6% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بالإضافة إلى أن تلك الدول تُمثّل 42% من سكّان العالم، وأكثر من 16% من التجارة العالمية. (3) ❓ ما هي معايير اختيار الدول الأعضاء في مجموعة بريكس؟ ◾لا يوفر الموقع الالكتروني لتجمع بريكس أي معلومات حول آلية اختيار الدول الأعضاء في التجمع. (4) 📌 تواصل صحيح مصر مع خبيرين اقتصاديين، وقال أحدهم إنه لا توجد أي معايير لاختيار الأعضاء في مجموعة البريكس، مدللاً على ذلك بالتباين الشديد بين المواقف الاقتصادية للدول المنضمة حديثًا. 📌 الأرجنتين ومصر أكبر دولتين مقترضتين من صندوق النقد الدولي، وتعانيان اقتصاديًا، وكذلك إثيوبيا التي تعاني من وجود الجفاف والمجاعات وغيره. (5) 📌 ذلك على النقيض من الموقف الاقتصاد للسعودية والإمارات، التي تملكان فوائض مالية كبيرة، وعملاتهما مربوطتان بالدولار، لذلك لا يمكن الجزم بأسباب وآلية انضمام الأعضاء الجدد لتجمع بريكس. 📌 على النقيض من ذلك يرى خبير آخر، أن آليات الاختيار وإن كانت غير معلنة، لكنها "اقتصادية - سياسية"، ذلك لأن وجود السعودية والإمارات مهمًا للغاية في ضوء مفاوضات السعودية مع الصين لتطبيق التبادل التجاري بالعملات المحلية للبلدين بدلاً من الدولار. ❓ ما هي أسباب اختيار مصر للانضمام لعضوية بريكس؟ ◾ السبب الرئيسي في اختيار مصر -بحسب أحد الخبراء- هو امتلاك مصر قناة السويس الممر الملاحي الذي تمر منه حوالي 12% من التجارة العالمية، وبالتالي هذا قد يكون سببًا للانضمام، وهو ما قد يُتيح مستقبلًا لدول تجمع بريكس دفع رسوم مرور تجارتها بعملاتها المحلية والاستغناء عن الدولار. 📌 ولكن هذا الطرح لم يجد قبولًا عند خبير اقتصادي آخر، يجد أن تحويل مصر لجزء من رسوم قناة السويس للعملات المحلية لدول بريكس بديلاً عن الدولار أمر غير قابل للتحقيق، فضلاً عن كونه أفكارًا قديمة، ولا توجد دراسات تدعم جدواها. ❓ ما هو هدف دول بريكس؟ ◾ عند تشكيل المجموعة عام 2009، ووضعت أهدافًا تدعم تشجيع التعاون التجاري والسياسي والثقافي بين الدول الأعضاء، وتبنت المجموعة العديد من المبادرات من أجل ذلك، ومنها تأسيس بنك للتنمية برأسمال 100 مليار دولار لتمويل مشاريع التنمية في الدول الأعضاء. (6) 📌 ودائما ما تنتقد المجموعة مؤسسات التمويل الدولية مثل صندوق النقد والبنك الدولي، وطرق تعاملها مع الدول النامية، ووضعت "بريكس" واحدة من أهداف المصرف الجديد زيادة القروض الممنوحة للدول النامية لمساعدتها في تنفيذ مشاريع البنى التحتية. 📌 وتطورت أهداف "بريكس" مع الوقت إلى محاولة الحد من هيمنة الدولار على المعاملات الدولية في التجارة والخدمات، عبر تقليل اعتماد اقتصادات العالم على نظام الدولار، وخاصة بعد إخراج دول الغرب روسيا من منظومة سويفت "نظام دولي للمراسلة بين البنوك"، والحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة. ❓ هل تستفيد مصر من الانضمام لتجمع بريكس؟ 1- التبادل التجاري بعيدًا عن الدولار 📌 تبلغ قيمة التبادل التجاري بين مصر ودول مجموعة "البريكس" 31 مليار دولار خلال العام 2022 مقابل 28.3 مليار دولار في 2021، إذ بلغت صادرات مصر إلى المجموعة العام الماضي نحو 4.9 مليار دولار، بينما استوردت بحوالي 26.4 مليار دولار، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. (7) 📌 وتسعى مصر إلى الاعتماد على العملات المحلية عند الاستيراد لتقليل الارتباط بالدولار، إذ قال وزير التموين والتجارة الداخلية، علي المصيلحي، في أبريل الماضي، إن اجتماعات تجري حاليًا مع دول صديقة وخاصة روسيا والهند والصين، بشأن الاعتماد على العملة المحلية عند الاستيراد من الخارج. (8 ) 📌 ويشرح الخبير الاقتصادي، أن دول بريكس تعمل على تأسيس نظام مالي متعدد فيما بينها Multi-financial system، وبالتالي هناك مقترحات لإحلال عملات الدول 11 المحلية بدلا من الدولار في تنفيذ المعاملات التجارية بينهم. 📌 وهذا يسمح لمصر بشراء احتياجاتها من الدول العشرة الأخرى في بريكس بالعملات المحلية لتلك الدول، بمعنى إمكانية شراء القمح بالروبية الهندية أو باليوان الصيني أو بالروبل الروسي أو بغيره من عملات تلك الدول، وهذا هو معنى النظام المالي المتعدد. 📌 كما يمكن لمصر الحصول على مزايا تفضيلية في فترات سداد قيمة المنتجات المستوردة من الدول الأعضاء في التجمع، وخاصة أن الصين أكبر شريك تجاري لمصر خلال العام المالي 2021/ 2022، إذ بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين نحو 11 مليار دولار، بواردات صينية 9.7 مليار دولار، وصادرات مصرية 1.36 مليار دولار، بحسب بيانات البنك المركزي المصري. (9) 📌 كما يشرح الصحفي الاقتصادي محمد جاد في تقرير لموقع المنصة، أن مصر بإمكانها الاستفادة من الانضمام للتجمع من خلال تنفيذ ما يعرف بمقايضة السلع أو الصفقات المتكافئة "سلعة مقابل سلعة"، بدلاً من الشراء النقدي، مدللاً على ذلك بتنفيذ مصر صفقة لشراء القمح من رومانيا أو الهند بنظام أشبه بالمقايضة، فضلاً عن سعي مصر لشراء القمح بالروبل الروسي بدلا من الدولار. (10) 📌 ولكن مسؤول بأحد المجالس التصديرية قال لـ "صحيح مصر" إن آليات الاستفادة من الانضمام إلى تجمع "البريكس" لا تزال غير واضحة بالنسبة للمُصدّرين، ولكن من المؤكد أن ذلك سوف يظهر لاحقًا بعد اجتماعات الدولة الأعضاء مع المسؤولين الحكوميين في الدول المنضمة حديثًا لتوضيح "آليات التبادل التجاري" الجديدة. 2- قروض ميسرة 📌 كما أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، قال إن انضمام مصر للدول الأعضاء في المجموع يسمح بالحصول تمويلات ميسرة لتنفيذ المشروعات التنموية، وذلك بفائدة مخفضة بدلًا من طرح سندات دولارية، وبالتالي انخفاض تكلفة الاقتراض. (11) ❓ هل يعني الانضمام إلى "بريكس" التخلّي عن التعاملات التجارية بالدولار؟ ◾ الحقيقة الانضمام للمجموعة قد يخفف من تأثيرات الدولار على المعاملات التجارية المصرية، ولكنه ليس تخليًا كاملًا عن الدولار. 📌 ويدعم ذلك بيان مركز المعلومات بمجلس الوزراء، إذ أورد إن استهداف التكتل تقليل التعاملات البينية بالدولار الأمريكي يخفف من الضغط على النقد الأجنبي في مصر، والذي يمثل الدولار الحصة الكبرى منه، وهو ما يصب في صالح تحسين عدد من المؤشرات الاقتصادية المحلية.nan