مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

بعد عشر سنوات من الواقعة 7 نقاط حول فض اعتصام رابعة

بعد عشر سنوات من الواقعة
7 نقاط حول فض اعتصام رابعة
(تحقيق- الحقيقة فين- اعرف- سين وجيم- تقارير- علشان محدش يضحك عليك- مدونة- والمواد المتشابهة في المنصات الشريكة)
Saheeh Masr

الكاتب

Saheeh Masr

الإدعاء

🔴 على مدار عشر سنواتٍ، منذ فض اعتصام مُناصري الرئيس الأسبق محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، يتبادل أنصار جماعة الإخوان ومؤيدو الحكومة الحالية، الادّعاءات حول أحداث عملية الفضّ. ودائما ما تطفو على السطح سبع نقاط ما بين التضخيم والتهوين. ⚠️ يرصد صحيح مصر تلك النقاط السبعة، ويحاول الوصول إلى أقرب الإجابات للحقائق، من خلال تقارير لجان تقصي الحقائق، والوثائق الحكومية الرسمية، وشهود العيان، والمنظمات المحلية والدولية التي حققت في وقائع فضّ اعتصام رابعة العدوية.

دحض الإدعاء

1️⃣ كم عدد ضحايا فضّ اعتصام رابعة؟ 📌 تباينت الأرقام حول أعداد قتلى فض اعتصام رابعة، وانتهى تقرير لجنة تقصّي حقائق ما بعد 30 يونيو، إلى أنه قُتل 607 مدنيين بالإضافة إلى 8 قتلى من الشرطة. [1] ⬛ في حين أورد تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش أن عدد القتلى "لا يقل عن 817 شخصًا وأكثر من ألف على الأرجح". [2] ⬛ ويدعم ذلك تصريح حازم الببلاوي رئيس الوزراء حينها، إذ قال في حوار مع جريدة المصري اليوم: "أعتقد أن أعداد الجثث كانت تقترب من الألف". [3] ⬛ من جانب آخر، أصدر المجلـس القومـى لحقـوق الإنسـان تقريرًا قال فيه أن عدد القتلى 632 قتيلًا بينهم 8 من رجال الشرطة. [4] ⬛ المتحدث الرسمي لمصلحة الطب الشرعي، قال إن حالات الوفاة الناتجة عن الفضّ بلغت 627 حالة بصورة رسمية، كما لا يَستبعد وجود نحو 20 حالة وفاة أخرى قد تكون دُفنت دون الإخطار بها رسميًا. [5] 2️⃣ هل كان "الممرّ الآمن" آمنًا؟ 📌 أعلنت قوات الشرطة عن تحديد طريق النصر باتجاه المنصة، طريقًا آمنًا لخروج المعتصمين، بجانب بعض الممرات الفرعية الأخرى، مع التأكيد على عدم ملاحقة الخارجين من هذه الممرات. ⬛ ولكن كشف تقرير لجنة تقصي الحقائق- والذي نشرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية جزءًا منه هذا العام- أن عملية تخصيص وتأمين ممر آمن لخروج المعتصمين الراغبين في المغادرة الطوعية فشلت، وأن الممر لم يكن مفتوحًا ولا آمنًا لخروج المعتصمين، على الأقل من الساعة 7:45 صباحاً وحتى 3 مساء، وهي الساعات التي شهدت قتل مئات المعتصمين. [1] ◾ وأشار التقرير أن الإفادات الموثقة تُظهر تعرض مواطنين وصحفيين للقبض العشوائي أثناء أو عقب استخدامهم للمخرج الآمن الرسمي. ⬛ كما وثق المجلس القومي لحقوق الإنسان في تقريره، أن قوّات الأمن لم تمهل المعتصمين السلميين وقتًا كافيا للخروج بعيدا عن مكان الأحداث، ولم يستمر الإنذار بالخروج قبل بدء الفض سوى لمدة 25 دقيقة فقط. [3] ◾ وأشار تقرير المجلس أيضًا إلى إخفاق قوات الأمن فى تأمين الممر الآمن المعلن، مما وضع المعتصمين فى مرمى تبادل النيران بين قوات الأمن والعناصر المسلحة، وحين استخدم بعض المعتصمين الممرات الآمنة الفرعية الأخرى، اعتدت عليهم اللجان الشعبية وأمسكت بهم وسلمتهم للشرطة. ⬛ في حين أشار تقرير هيومن رايتس ووتش إلى أنه "في الساعة 6 مساءً سمحت القوات الخاصة للآلاف من المتظاهرين المحاصرين بمغادرة ميدان رابعة بأمان للمرة الأولى، بعد توقف إطلاق النيران. وكان هذا المشهد هو ما تم تصويره وبثه على التلفاز المصري كدليل على المخارج الآمنة التي وفرتها الحكومة". 3️⃣ كم كانت أعداد المعتصمين في رابعة؟ 📌 تفاوتت الروايات حول أعداد المعتصمين بميدان رابعة العدويّة، في حين عدت جماعة الإخوان المسلمين المتواجدين بأربعة ملايين، هوت الحكومة المصرية بذلك العدد في تقديرها إلى نحو 20 ألفًا فقط، بحسب تصريحات وزير الداخلية حينها محمد إبراهيم. [6] [7] ⬛ ولكن تقارير تقصي الحقائق أشارت إلى واقع مختلف: ◾ منظمة هيومن رايتس ووتش استعانت بصور القمر الصناعي لإحدى ليالي الاعتصام وهي 2 أغسطس، لتُقدّر ما يقرب من 85 ألف متظاهر في المنطقة ليلتها. [2] ◾ فيما قدّر التقرير النهائي للجنة تقصّي حقائق ما بعد 30 يونيو، القدرة الاستيعابية لميدان رابعة العدوية بنحو 182.1 ألف فرد كحد أقصى وفقًا لما رصدته الهيئة العامة للمساحة. [1] 4️⃣ هل كان هناك أسلحة مع المعتصمين؟ ⬛ منظمة هيومن رايتس ووتش رصدت ضمن تقريرها أنه "تُثبت بأدلة وفيرة مستمدة من شهود، وبينهم مراقبون مستقلون وسكان من المنطقة، أنه كان هناك عدد من الأسلحة في أيدي المتظاهرين" ولكن أشارت في نفس الوقت أن هذا العدد "كان محدوداً". ⬛ وزير الداخلية محمد إبراهيم، قال في مؤتمره الصحفي يوم 14 أغسطس، إن "قوات الأمن صادرت 15 بندقية من اعتصام رابعة". [2] ⬛ تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان التابع للحكومة أشار إلى عدد من الأسلحة شوهدت بحوزة بعض المدنيين داخل الاعتصام، إلا أنه لم يعلن عن أرقام مُحددة لذلك. [3] ⬛ فيما رصد تقرير لجنة تقصّي حقائق ضبط 51 سلاح ناري، فيما أشارت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إلى أن من بين تلك الأسلحة المضبوطة 32 سلاح خرطوش. [1] 5️⃣ هل كانت الحكومة تُقدر تداعيات الفضّ؟ ⬛ محمد إبراهيم وزير الداخلية حينها، قال في لقاء تليفزيوني في 31 أغسطس 2013، "وفقًا للمعايير العالمية كان متوقعًا وقوع 10% من المتواجدين خسائر"، وقدّر عدد المعتصمين بأكثر من 20 ألف وقت الفضّ. [7] ⬛ فيما قال حازم الببلاوي، رئيس مجلس الوزراء حينها، في حوار مع جريدة المصري اليوم في 11 سبتمبر 2013: "الخسائر التي كانت متوقع أكبر بكثير مما حدث فعليا على الأرض، والنتيجة النهائية أقل من توقعاتنا". [5] ⬛ منظمة هيومن رايتس ووتش قالت في تقريرها حول فضّ الاعتصام: "قال لنا أحد المدافعين عن حقوق الإنسان إن مسؤولي وزارة الداخلية، في اجتماع مع منظمات حقوقية قبل الفض بتسعة أيام، كشفوا عن توقعهم لحصيلة وفيات تبلغ 3500 شخص". 6️⃣ هل كان هناك بدائل أخرى لقرار لفضّ؟ ⬛ لجنة تقصي الحقائق حول الأحداث، والتي كشفت المبادرة المصرية جزءًا تقريرها عن الأحداث هذا العام، حصلت على إفادة رسمية من اللواء مدحت المنشاوي، قائد عملية الفض، تفيد بأنه تمت مناقشة بدائل أخرى لاستخدام القوة، وهي كما وردت في شهادته: 1- قطع المياه والكهرباء وفتح الصرف الصحي على منطقة التجمع لإجبار المتجمعين على إخلاء وفض التجمع وهو ما تم التراجع عنه لما له من أثر على المواطنين المقيمين بالمنطقة وزيادة معاناتهم والمتمثلة في وجود التجمع ذاته. 2- جرى مناقشة بديل آخر تمثل في محاصرة التجمع من الخارج ومنع وصول المؤن الغذائية وكذا منع دخول أفراد جدد إلى منطقة التجمع والسماح بالخروج منه فقط إلا لقاطني المنطقة إلا أن ذلك البديل قد تم استبعاده لما له من أثر على سكان المنطقة في منع وصول ذويهم والمواد الغذائية إليهم". [1] 7️⃣ من بدأ بإطلاق الرصاص الحي؟ ⬛ النسخة النهائية لتقرير لجنة تقصّي الحقائق، والذي لم تُنشر رسميًا، أشارت إلى أن "المسلحين من داخل الاعتصام بدأوا بإطلاق النيران على قوات الأمن"، ولكن أشارت إلى أن قوات الأمن كان عليها التحسب لذلك مقدمًا قبل بدء الفض، وفقاً للخطة الموضوعة سلفًا. ◾ ولكن في نفس الوقت التقرير أوضح أن قوات الأمن أخفقت في تقدير أعداد الضحايا عند الرد على مصادر النيران الآتية من قبل العناصر المسلحة. [1] ⬛ فيما قال تقرير هيومن رايتس ووتش: "لا يمكن التثبت من مصدر الطلقات الأولى في ذلك اليوم أكانت قوات الأمن أو من متظاهرين مسلحين". [2] ◾ ولكن المنظمة وثقت في تقريرها أن "المتظاهرين فتحوا النار على الشرطة في عدد محدود على الأقل من الوقائع". إلا أنها أشارت إلى "قلة أعداد المسلحين". ⬛ المجلس القومي لحقوق الإنسان التابع للحكومة المصرية في تقريره حول الفضّ، رصد أنه "عندما طوّقت قوات الشرطة مكان التجمع في السادسة صباحًا تقريبًا، وأعلنت عن ضرورة الإخلاء والخروج من الممر الآمن قابلها المسلحون بالتجمع بإطلاق النار والمولوتوف والحجارة". [3] ◾ لذلك استدعت قوات الأمن المجموعات القتالية للرد على مصادر إطلاق النار عليها. إلا أن التقرير يلقى باللوم على قوات فضّ الاعتصام أيضًا: "قوات الشرطة وإن كانت اضطرت إلى الرد على إطلاق النار، إلا أنها أخفقت في التركيز على مصادر إطلاق النار المتحركة بين المتجمعين مما زاد من أعداد الضحايا".nan