مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

حقيقة صورة الطبيبة السورية مع أبيها عامل النظافة

حقيقة صورة الطبيبة السورية مع أبيها عامل النظافة
تتضمن (زائف- مفبرك- بوست غير صحيح- خبر غير صحيح- تصريح غير دقيق- تصريح كاذب- صورة مزيفة- مضلل- فيديو مضلل- بوست مضلل- خبر مضلل- عنوان مضلل)
Matsda2sh

الكاتب

Matsda2sh

نشرت بعض الصفحات والحسابات السورية صورة لشابة تقف بجانب عامل نظافة، وادعى ناشروها أنها لطبيبة سورية مع والدها عامل النظافة، الذي أفنى حياته حتى تدخل ابنته كلية الطب، حيث كانوا ينعتوها بألفاظ طبقية وعنصرية كـ "بنت الزبال".


دحض الإدعاء

الصورة ليست من سوريا بل من الجزائر.

صورة لفتاة تقف بجانب عامل نظافة، هذه الصورة التي تنتشر كل حين في المغرب وتونس وأيضًا سوريا بقصص مختلفة. وتحكي القصة السورية الطويلة عن معاناة د. رولا الأبيض، أستاذة طب الأعصاب بجامعة حلب، التي نعتوها في الجامعة بـ "بنت الزبال" لأن والدها يعمل عامل نظافة في البلدية، وهو ما لم يكسر همّتها وعزيمتها بل جعلها أقوى، وعندما حصلت على الشهادة أصبحوا ينادونها بلقبها "الدكتورة".

قصة نجاح تبدو واقعية، لكنها قصة ملفقة بالكامل، فلا وجود لدكتورة رولا الأبيض إلا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع التي نقلت القصة عن فيسبوك.

في حقيقة الأمر الصورة منشورة عام 2016 في مواقع جزائرية حيث التقطت. حكى عامل النظافة حسين ناجم الملقب بـ "عمي حسين" قصة هذه الصورة، والتي أصبحت أحد أشهر الصور في العالم العربي، في عدة مقابلات مع بعض القنوات الإخبارية.

الصورة التقطتها ابنته التي ربّاها، لكنها ليست ابنته البيولوجية، ولا هي طبيبة أيضًا. أرادت الفتاة التعبير عن شكرها وامتنانها لمُربيها فالتقطت هذه الصورة، التي انتشرت على العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أن مواطنًا سعوديًا تأثّر بها وقرر التكفل برحلة عمرة لحسين ناجم، والذي لا يحمل جوازًا للسفر أصلًا بحسب تقرير قناة الخبر الجزائرية.

عمل حسين الناجم لمدة 30 عامًا في مهنة عامل النظافة، لكنه تركها لفترة قصيرة ليعمل في مجالًا آخر، وبعد انتهاء عقده مع الجهة الأخرى حاول الرجوع إلى العمل في بلدية منطقة دالي إبراهيم (مكانه المفضل)، لكن بسبب مشكلة في أوراقه لم يتمكن من العودة إلى العمل، فظل يعمل في المهنة ذاتها دون أجر.

بعد انتشار الصورة استضافته الكثير من القنوات، وطلب فقط موافقة البلدية على عودته إلى عمله. وبالفعل استطاع، بعد عاصفة التعاطف معه، من العودة إلى عمله مرة أخرى في نهاية الأمر.