تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً على منصة انستغرام، مقطع فيديو على أنه يعود لافتتاح أكبر تمثال في العالم للسيدة فاطمة (عليها السلام)، وجاء في النص المرفق (دون تصرف): “شهدت مدينة كراتو البرازيلية، يوم الخميس، حدثًا بارزًا تمثل في اكتشاف أكبر تمثال في العالم للسيدة فاطمة (عليها السلام)، بارتفاع مخلوق من 15 نسبيًا، ويمثل معلمًا مميزًا في منطقة هادئة وواسعة في وسط العدل”. وقد حصدت المنشورات آلاف التفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي.
View this post on Instagram
بعد التحقق من قبل فريق الفاحص، تبيّن أن الفيديو حقيقي، إلا أنّ الادعاء المرفق به مضلّل؛ إذ أن الخبر يعود إلى افتتاح ٰ تمثال للسيدة مريم العذراء، المعروفة باللقب الكاثوليكي “سيدة فاطيما”، في مدينة كراتو (Crato) بولاية سيا را إيانا (Ceará) بالبرازيل، وليس إلى السيدة فاطمة الزهراء كما تمت الإشارة في الادعاء.
ويُذكر أن "فاطيما" هو لقب للسيدة مريم العذراء، وفقاً للظهورات المريمية التي شهدها الأطفال الرعاة في البرتغال عام 1917، حيث تُمنح فيها السيدة العذراء من خلال الظهورات، حضوراً مرئياً أو حسياً لأشخاص معينين، غالباً من الأطفال.
View this post on Instagram
والظهورات المريمية، هي تجلّيات خارقة للطبيعة تُمنح فيها السيدة العذراء مريم حضوراً مرئياً أو مسموعاً أو حسياً لشخص أو أشخاص معينين، غالباً من الأطفال أو البسطاء، في زمان ومكان محددين.
وتُخضع الكنيسة الكاثوليكية كل ظهور لفحص دقيق وطويل يستغرق أحياناً عقوداً أو قروناً، فتعترف ببعضها رسمياً بـ"فاطيما" في البرتغال، و"لورد" في فرنسا، و"غوادالوبي" في المكسيك و"كيبيهو" في رواندا، وتترك البعض الآخر لتقوى المؤمنين دون حكم نهائي، وترفض ما يتعارض مع الإيمان أو الأخلاق.
وثمار هذه الظهورات المعتمدة تتجلى في ملايين التوبات، وانتشار عبادة المسبحة الوردية والقربان المقدس، وبناء مزارات صارت مراكز حجه عالمية، وشفاءات روحية وجسدية معترف بها طبياً في كثير من الحالات.
وبحسب موقع الفاتيكان، تعود قصة "فاطيما" إلى 13 أيار 1917، حين ظهرت العذراء مريم لثلاثة أطفال رعاة في "كوفا دا إيريا" قرب بلدة "فاطيما"، وهم فرانسيسكو مارتو، واخته جاسينتا مارتو، وابنة عمهم لوسيا دوس سانتوس. طلبت منهم العذراء تلاوة "المسبحة الوردية" يومياً لنيل السلام في العالم ونهاية الحرب، ودعت الناس إلى الصلاة، والتوبة، والتكفير، كما كشفت بعض الأسرار المستقبلية.
كما أن هناك أمثلة على الظهورات المريمية الشهيرة المعتمدة كنسياً، "فاطيما"، منها "سيدة غوادالوبي" في المكسيك عام 1531)، حين ظهرت لـ"لأزتيكي خوان دييغو"، ونتج عنها انطباع صورتها العجائبي على عباءته. بينما ظهرت في فرنسا عام 1858على هيئة "سيدة لورد"، للفتاة "برناديت سوبيروس" 18 مرة في مغارة، وأشارت إلى نبع ماء أصبح موقعاً للشفاءات.
روابط التحقق: رابط1 - رابط2 - رابط3 - رابط4 - رابط5