مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
مرصد “تحقّق” يكشف تلاعب الصور المتداولة لأسطول الصمود العالمي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي
شهدت منصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة تداول ثلاثة صور، قيل إنها تعود إلى "أسطول الصمود" المتجه نحو قطاع غزة لفك الحصار عنه، وقد أثارت هذه الصور موجة واسعة من التفاعل بين النشطاء والمستخدمين.في هذا التقرير يقف المرصد الفلسطيني "تحقّق" على صحة الصور المتداولة، بالبحث العكسيّ عنها في المصادر المفتوحة، وتحليلها باستخدام تقنيات التحقق الرقمي المتخصصة، وأدوات كشف التزييف، وتبيّن أن هذه الصور غير حقيقية ومولّدة بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأظهر فحص الصور عبر أداة “Sightengine”، المتخصصة في كشف المحتوى المولَّد بالذكاء الاصطناعي أن الصورة الأولى تحتوي على 94% توليد اصطناعي ما يشير إلى عدم صحتها أما الصورة الثانيةوالثالثة فبلغت نسبة التوليد الاصطناعي فيهما 99% لكل منهما ما يؤكد عدم واقعية هاتين الصورتين أيضاً. وهو ما تؤكده أيضاً نتائج التدقيق الذي أجراه الزملاء في منصة "مسبار" حول الصورة الأولى.
قام الفريق التقني في مرصد “تحقق” بفحص الصور المتداولة، وتوصل إلى مجموعة من الأدلة والمؤشرات التي تؤكد بوضوح أنها صور غير حقيقية.في الصورة الأولى يظهر تكرار غير طبيعي للسفن، مع تشوّه تفاصيلها في الخلفية، إضافة إلى اتجاه الأعلام جميعها بشكل موحّد رغم اختلاف المواقع، فضلاً عن العدد المبالغ فيه من القوارب وعدم انسجام حركة الموج والانعكاسات مع الإضاءة الطبيعية.أما الصورة الثانية، التي تظهر قوارب صغيرة ترفع الأعلام الفلسطينية، فقد تبيّن وجود تكرار مفرط في أشكال القوارب والأعلام، مع اختلافات غير منسجمة في أحجامها، واندماج بعضها بشكل غير واقعي، كما بدت ملامح الركاب مشوّهة وغير واضحة، بينما صُمّمت الأمواج والأفق بتجانس مصطنع لا يعكس الواقعية.وفي الصورة الثالثة، بدت الوجوه والأجسام مشوشة أو ناقصة، مع تداخل غير طبيعي بين الأشخاص والقوارب، إضافة إلى أعلام بأحجام واتجاهات غير منطقية، ومياه بخطوط وأمواج متقطعة أو متقاطعة، بينما ظهرت الخلفية والأفق بشكل مصطنع يعزز الانطباع بأنها صور مولّدة رقمياًانطلاق أسطول الصمود العالمي إلى قطاع غزةغادر من ميناء برشلونة "أسطول الصمود العالمي" في 31 آب/أغسطس 2025، حاملاً مساعدات إنسانية تشمل غذاءً ودواءً ومياه، في محاولة لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، والذي تفرضه إسرائيل منذ فترة طويلة. ويضم الأسطول حوالي 20 سفينة يقودها متطوعون من 44 دولة، بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ ورئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كوفي 31 أغسطس 2025،لاو.وتعرّض الاسطول لعواصف قوية أجبرته على العودة إلى الميناء في اليوم التالي للانطلاق، إلا أنه تمكنت بعد ذلك حوالي 20 سفينة من استئناف الإبحار مساء 1 أيلول/سبتمبر الجاري، وتوجّه معظمها نحو تونس، مع وجود خطة توقف تقني محتمل في جزر البليار. وتجدر الإشارة إلى أن أسطول الصمود العالمي يُعد مبادرة إنسانية وشعبية انطلقت في يوليو/تموز 2025 ويضم تحالفاً دولياً يشارك فيه نشطاء ومنظمات من أكثر من 44 دولة من بينها: "الحركة العالمية نحو غزة" و"تحالف أسطول الحرية" و"أسطول الصمود المغاربي" و"مبادرة صمود نوسانتارا".ويهدف الأسطول إلى إيصال مساعدات عاجلة لسكان غزة وحمل رسالة احتجاج ضد الحصار والعدوان وقد انطلقت أولى دفعاتها من برشلونة وتبعتها دفعات أخرى من جنوة وتونس قبل التوجه نحو القطاع.تشير التقارير الصحفية إلى أن إسرائيل سبق وأن أوقفت سفناً أجنبية كانت متجهة إلى غزة لتقديم المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين ففي يونيو 2025، اعترضت القوات الإسرائيلية سفينة "Handal"- حنظلة في المياه الدولية وأوقفتها رغم حملها إمدادات طبية وغذائية واحتجزت طاقمها المكون من 21 شخصاً قبل ترحيلهم لاحقاً.