شهدت منصات التواصل الاجتماعي تدفقاً للمعلومات المضللة والمحتوى غير الدقيق، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على إيران، والهجوم الإيراني رداً على الهجوم الإسرائيلي، مساء أمس الجمعة 13 حزيران/يونيو 2025، يُقدّم المرصد الفلسطيني "تحقّق" في هذا التقرير عرضًا لأبرز الادعاءات التي تعامل معها فريقه ضمن جهوده في التصدي للتضليل الذي رافق التصعيد.
صورة حطام طائرة F-35 المتداولة بزعم إسقاطها فوق طهران مُولّدة بالذكاء الاصطناعي وليست حقيقية
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي
صورة تُظهر حطام طائرة محترقة ليلًا وزُعم أنها تعود لطائرة إسرائيلية من طراز F-35 أُسقطت مؤخرًا فوق العاصمة الإيرانية طهران؛ إلا أن الفريق التقني في مرصد "تحقّق" فحص الصورة وتبين أنها مضلّلة ولا تُظهر ما يدّعيه النشر.

حيث أظهرت نتائج تحليل الصورة باستخدام أداة
Hive Moderation المتخصصة في اكتشاف الصور المُولّدة بالذكاء الاصطناعي، أن الصورة مُنتجة بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي بنسبة دقة بلغت 93.7%

وعند التدقيق في تفاصيل الصورة يُلاحظ وجود تباين في إضاءة وهج النار المنبعثة من المحرك، حيث تبدو شديدة التوهج مقارنة بالإضاءة العامة الخافتة في محيط الصورة، كما تغيب أي مؤشرات واقعية على وقوع حادث تحطم، مثل وجود فرق الإنقاذ أو طوق أمني أو انتشار واضح للحطام على مساحة واسعة، كذلك يظهر افتقار الصورة للتناسق الواقعي بين جسم الطائرة والمحيط من الحطام.
أما الشعار الظاهر على بدن الطائرة، والذي يشبه "نجمة داوود" فيبدو مضافًا بطريقة غير واقعية، إذ يفتقر إلى التناسق من حيث الشكل والموقع، كما لا يُظهر عليه أي تأثر بتلف أو احتراق البدن، ما يُشير إلى احتمالية إضافته رقميًا باستخدام أدوات تعديل الصور.
فيديو إطلاق صواريخ نُسب لغواصة إيرانية قديم ويعود لعملية روسية في أوكرانيا عام 2022
تداولت صفحات اخبارية واجتماعية على مواقع التواصل الاجتماعي
مقطع فيديو قيل إنه يُظهر"غواصة إيرانية تطلق صواريخ باتجاه إسرائيل".

تحقق مرصى "تحقّق" من صحة المقطع، وتبين أنه قديم، ولا علاقة له بالأحداث الجارية، إذ نُشر سابقًا في 26 آذار/مارس 2022 عبر الحساب الرسمي لـ "
وزارة الدفاع الروسية" على منصتي "أكس" و "فيسبوك"، وأشارت الوزارة إلى أن المقطع يوثق لحظة إطلاق طاقم سفينة صواريخ صغيرة تابعة لأسطول البحر الأسود، أربعة صواريخ كروز من طراز "كاليبر" من البحر الأسود استهدفت منشآت عسكرية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، ما أدى إلى تدمير ترسانة أسلحة ومعدات عسكرية في منطقة جيتومير.

الصورة المتداولة ليست لطيّارة إسرائيلية "أُسرت في إيران" بل لضابطة في سلاح الجو التشيلي
تداولت حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة يُزعم أنها تُظهر "الطيّارة الإسرائيلية "سارة أحرنوت" التي تم أسرها في إيران"، في سياق الترويج لمعلومات غير مؤكدة.

تحرى مرصد "تحقّق" من صحة الصورة وتبيّن أنها قديمة ولا علاقة لها بالادعاء المتداول إذ نُشرت في كانون الأول/ديسمبر 2021 عبر موقع "
DIÁLOGO AMERICAS"، الذي أشار إلى أن الصورة تعود للملازم أول دانييلا فيغيروا شولز، وهي أول امرأة تقود طائرة في تاريخ البحرية التشيلية التي تأسست عام 1817، وأفاد الموقع أن شولز أنهت دورة الطيران البحري في 14 تشرين الأول/أكتوبر 2021، وتخرّجت بتفوق على دفعتها مؤهلةً لقيادة طائرة Pilatus PC-7.
الفيديو يعود لقصف من لبنان استهدف وسط فلسطين المحتلة عام 2024 ولا علاقة له بالقصف الإيراني الأخير
تداولت حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنه يُظهر "مشاهد مباشرة من تل أبيب بعد الضربة الإيرانية".

تحقّق مرصد "تحقّق" من المقطع المتداول وتبيّن أنه قديم ولا علاقة له بالضربة الإيرانية الأخيرة ونشر في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، ويُظهر وفقًا لموقع "
يديعوت أحرونوت" العبري أضرارًا ناجمة عن قصف صاروخي من لبنان استهدف منطقة وسط فلسطين المحتلة وتحديدًا مستوطنتي "رامات جان" و "بني براك" ما أسفر عن دمار واسع واندلاع حريق، بالإضافة إلى إصابة خمسة إسرائليين على الأقل في حينه.
وتجدر الإشارة إلى أن المنطقتين المستهدفتين في الفيديو، أي "رمات غان" و "بني براك" أُقيمتا بشكل أساسي على أراضي قريتي الخيرية وسَلَمة وهما قريتان فلسطينيتان من قضاء يافا مهجّرتان عام 1948 كما توسعتا لاحقًا لتشملا أجزاء من أراضي العباسية والجماسين.
لا صحة للأنباء المتداولة عن مقتل أفيخاي أدرعي وقائد البحرية الإسرائيلية
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ادعاءين الأول يزعم مقتل المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، والثاني يشير إلى مقتل قائد القوات البحرية الإسرائيلية في تل أبيب.

تحقّق مرصد "تحقّق" من صحة الادعاءين، وتبين أن لا أساس لهما من الصحة، فيما يخص الادعاء الأول، تبين أن أفيخاي أدرعي نشر يوم أمس مقطع فيديو عبر
حسابه الرسمي على منصة "أكس" مرفقًا بعبارة: "تحية من قلب تل أبيب لكل أقزام إيران الذين يحاولون رفع معنويات محور المماطلة والمقاولة المهزومة، سنبقى شعب إسرائيل حيًا غصبًا عن صواريخكم العدوانية" وقد نُشر الفيديو بعد تداول شائعة مقتله، ما ينفي صحة الادعاء.
أما بخصوص الادعاء الثاني المتعلق بمقتل اللواء ديفيد سَعر سَلاما قائد سلاح البحرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، فلم يجد فريق الرصد العبري في "تحقّق" أي إعلان رسمي من جيش الاحتلال، كما لم تنشر أي من وسائل الإعلام الإسرائيلية المعروفة مثل "
اسرائيل هيوم"، قناة "
كان"، "
إذاعة جيش الاحتلال"، "
يديعوت أحرنوت"، والقنوات (
12) و(
13) و(
14) العبرية أي أخبار بهذا الشأن، كذلك لم تورد وسائل إعلام إيرانية بارزة مثل "
وكالة تسنيم" أو "
فارس" أي معلومات تؤكد وقوع الحادثة.وعليه، فإن الادعاءين مضللان ولا صحة لهما، ويأتيان في سياق موجة الشائعات المتداولة خلال التوترات الأخيرة بين إيران وإسرائيل.
مشاهد جوية قديمة مزيفة تُروج لدمار في الأراضي المحتلة بعد الهجمات الإيرانية
تداولت صفحات اخبارية واجتماعية على مواقع التواصل الاجتماعي
مقطع فيديو يُزعم أنه يُظهر مشاهد جوية للدمار في الأراضي المحتلة عقب الهجمات الإيرانية الأخيرة.

وقف مرصد "تحقق" على صحة الفيديو، وتبين أنه نُشر سابقًا بتاريخ 28 أيار/مايو 2025 عبر حساب "
عالميون" على تطبيق تيك توك، الذي يعرف نفسه، حسبما يظهر في وصف الحساب (بايو)، على أنه حساب مختص في إنشاء محتوى مقاوم يُنتج باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.