مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

الأدلة والشهادات الميدانية تُفند رواية الاحتلال حول إعدام شقيقين في نابلس

الأدلة والشهادات الميدانية تُفند رواية الاحتلال حول إعدام شقيقين في نابلس
tahaqaqps

الكاتب

tahaqaqps
[:ar]
الادعاء
الإعلام العبري: "مقتل إرهابيين بعد محاولتهما الاستيلاء على أسلحة جنود الاحتلال في نابلس".
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن قوة من جيش الاحتلال قتلت فلسطينيين اثنين بزعم محاولتهما الاستيلاء على أسلحة جنود خلال العملية العسكرية في نابلس، وهي الرواية ذاتها التي أوردها جيش الاحتلال في بيان رسمي. تحقّق المرصد الفلسطيني "تحقّق" من صحة هذه الرواية عبر البحث في المصادر العلنية والتواصل مع عدد من الصحفيين وشهود العيان المتواجدين في موقع الحدث، وتبيّن أن الرواية الإسرائيلية لا تعكس حقيقة ما جرى. وأفاد الصحفي عبد الرحمن الضميدي للمرصد أن الشقيقين، وكانا محتجزين لدى جنود الاحتلال بعد إخراجهما من منزلهما في البلدة القديمة، تعرضا للاعتداء من قبل جنود الاحتلال المتمركزين في محيط المنزل، حيث اقترب أحدهما من الجنود للتحدث معهم، فتعرض للضرب، وحين حاول الدفاع عن نفسه، تدخل شقيقه لمساندته وهو يرفع يديه دلالة على عدم حمله للسلاح، لكن الجنود أطلقوا النار عليهما بشكل مباشر، ما أدى إلى إعدامهما ميدانيًا في المكان. بدوره، قال الصحفي حافظ أبو صبرا لـ"تحقّق" إن الحادثة وقعت في أحد الأزقة المؤدية إلى سوق الخان وشارع النصر، موضحًا أن أحد الشقيقين، وكان يرتدي بلوزة بيضاء وقبعة حمراء، كان يحاول دخول البلدة القديمة لإجلاء أحد أقاربه، وكان يرفع يديه أثناء اقترابه من الجنود. وأضاف أن الجنود طلبوا منه رفع ملابسه، ثم قام أحدهم بالاعتداء عليه، ما أدى إلى عراك بالأيدي قبل سماع صوت إطلاق نار، مؤكداً أن الشاب كان مدنيًا ولم يُظهر أي نية للاستيلاء على سلاح، فيما تدخّل شقيقه، الذي دخل برفقة مسعف وكان يرتدي ملابس سوداء، لمساندته، فأُطلق عليهما النار معًا. كما حصل المرصد على إفادة من أحد أفراد فرق الإسعاف، رفض الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية، أكد فيها أن الشاب الأول، وهو أسير محرر، كان يحاول دخول منزله، فتعرض للتفتيش والاعتداء، وعند تدخل شقيقه، أطلق الجنود النار عليهما بشكل عشوائي، ما تسبب أيضًا بإصابة عدد من الجنود بنيران صديقة، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال منعت الطواقم الطبية من الوصول إليهما، بل وأطلقت النار تجاههم أثناء محاولة إخلاء المصابين. وتُعزز هذه الشهادات توثيقات مصورة بثّها "التلفزيون العربي"، أظهرت لحظة وقوع الحادثة، وأكدت أن الشابين كانا أعزلين ولم يُشكلا خطرًا مباشرًا على الجنود، ما يدعم رواية الإعدام الميداني.
هذا وتبين لفريق الرصد العبري في مرصد "تحقّق" خلال بحثه في المصادر العلنية العبرية، وجود تناقضات واضحة في الرواية التي نقلتها وسائل الإعلام العبرية؛ إذ أفاد مراسل القناة (14) بدايةً أن "إرهابيين دخلا مبنى يتواجد فيه مقاتلو وحدة دوفديفان وحاولا انتزاع سلاح أحدهم"، قبل أن تُعدّل الرواية لاحقًا لتصبح: "وقعت الحادثة في زقاق قريب من المبنى أثناء التعامل مع أعمال شغب عنيفة ضد مثيري الشغب العرب، حيث اقترب إرهابيان من القوة وحاولا الاستيلاء على السلاح". فيما أشارت القناة (12) العبرية أن فلسطيني تمكن بالفعل من خطف سلاح أحد الجنود في مدينة نابلس وأصاب عدد من جنود الاحتلال.  إلا أن هذه الروايات تتنافى مع والتوثيقات المصورة، والشهادات الميدانية، التي تؤكد أن الشقيقين لم يكونا بصدد تنفيذ عملية أو محاولة الاستيلاء على أسلحة، بل كانا في وضعية مدنية وتعرضا للإعدام الميداني على يد قوات الاحتلال. هذا وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد الشقيقين نضال مهدي أحمد عميرة (40 عامًا)، وخالد مهدي أحمد عميرة (35 عامًا)، برصاص الاحتلال في نابلس، صباح الثلاثاء.
خلاصة التحقق
 كشف تدقيق مرصد "تحقّق" أن الرواية الإعلامية والرسمية الإسرائيلية بشأن استشهاد الشقيقين عميرة في البلدة القديمة بنابلس غير دقيقة، حيث تؤكد الأدلة الميدانية والشهادات المصورة أن الشابين كانا مدنيين أعزلين، وتعرضا لاعتداء وإعدام ميداني من قبل جنود الاحتلال، دون أي محاولة منهما للاستيلاء على أسلحة، ما ينسف الرواية الإسرائيلية ويكشف تناقضاتها.
مصادر التحقق مصادر الادعاء 
توثيق ميداني من موقع الحدث نشر عبر التلفزيون العربي. شاهد عيان (مسعف) رفض الكشف عن اسمه لدواع أمنية. الصحفي حافظ أبو صبرا. الصحفي عبد الرحمن الضميدي.  مراسل القناة 14 العبرية مؤرشف (1) مؤرشف (2) مؤرشف (3) مؤرشف (4)
[:]